احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 22 أبريل 2011

الأحد، 10 أبريل 2011

Il deserto rosso 1964


Michelangelo Antonioni


Il deserto rosso 1964

 " Red Desert " 

الصحراء الحمراء |

" الجنس , الشهوه , البرود , الظلمه , القذراه , العفة , الرغبه , البراءه والانسان وأين الانسانيه ؟!


تحرير : عبدالرحمن الخوالدة

عندما تستمتع بعمل سينمائي تحاول ان تخوض فيما طرحه الصانع من ايقونات في الاستعراض السينمائي للوحته على صفيح من الطرح المتفرد والثيمات القيمه وتبدأ برسم الكلمات الواصفه لهذا العمل  , الا انك عندما تجد نفسك أمام أيقونه سينمائيه ضخمة  فأن الصمت يسكن خلدك والصورة تعاث فكرك وتبدأ الفكرة تغوص في دهاليز مخيتلك لتستنبط وبعد العديد من الايام بعد ان تتملكك الفكرة انك أنتشيت وصفه ذات سحر ومذاق وجماليةخاصه .. لتعود الى النشوه في تجريد كل صورة بحد ذاتها لتستمع بما سطرته من أهازيج تبقى ذاكره لكل متتبع سينمائي , تلك كانت السطور التي لطالما راودتني بعد مشاهدتي لخامس اعمال مايكل انجلو انتونوتى بنسبه لي , وأستطيع ان اضع هذا الصانع ضمن افضل 10 مخرجين بنسبه لي بعد ان تيقنت من الانفرادية والاسلوب الخاص جدا والذي تستشفه حال مشاهدتك لواحد من ايقونات هذا المخرج الايطالي . الصحراء الحمراء والذي اعتبره التتمه المثاليه لثلاثية مايكل انجلو انتونوتى ( الكسوف , المغامره , الليل ) والذي قدم فيها العديد من الرسائل والانتقاد لعوالم الفرد والعلاقه بينه وبين المجتمع وتعمق بكثير من المفاهيم منها الرغبه والشهوه والعاطفه والاحاسيس والازدواجيه وضياع الهويه وغياب الاخلاقيه والابتعاد عن مايسمى الايقونه الاعظم الايمان بالانسانية ؟!لكن في عمله هذا كان المخرج الايطالي اكثر جموحا وسوداويه وكأبه وحزنا وقذراه بل انه قدم لوحه تكتنف جنباتها ضبابية الاجواء يتخللها الامطار والبروده الجلفه والتلوث والقذاره الصناعيه بشتى الوانها وصفاتها حتى انني اصف اجواء العمل بواحده من اهم الاعمال السينمائيه في التاريخ واقصد المتسلسل لروسي اندرية تارفوسكي وماقدمه من اجواء بارده قذره ملوثه مثل الشخوص الذي يقطنون فيها .

ولم يكتفي انتونوتى بتلك الاجواء العاصفه والتربه الجرداء والضبابية العمياء بل تلاعب بالالوان وأستخدمها لبعث تلك السكون والصمت في نفس المشاهد بل انه استخدم حتى العمران المتهدم والشوارع المظلمه والملابس التي يكتنفها اللون الاسود والابيض في معظم المشاهد بل صبغ عمله بلون وحيد وهو الاحمر القاتم الذي يجبرك الى الامعان بتلك اللونيه والقدرة في تلطيخ لوحته السينمائيه بأبهى صوره بصريه شاهدتها يوما . واما الوصفه الفنيه التي تلاعب فيها انتونوتى في هذا العمل فلم تقل عن الرقي التقني فيه بل أيقنت انني امام واحده من اضخم الاعمال السينمائيه الناقده للأنسان والتي تعريه من الاقنعه التي يختبىء تحتها فأجبر المشاهد أن يختلس النظر الى ماتحت مايكتنف عوالم شخوصه التي  خاضها بميلودراميه نفسية ذات أطروحه بسيطه في النص العام . يسرد العمل قصه زوجه تعاني من مرض نفسي او انفصام في الشخصيه وخوف من المجتمع والافراد والعلاقات وأضطرابات شديده والضياع مابين الوهم والحقيقه وزوجها الذي يعمل مدير في احدى المصانع الضخمه لأستخراج النفط في احد الجزر الايطالية والتي تعاني من الغياب المستمر من ذالك الزوج والبرود العاطفي من قبله وضياع اي مشاعر او روح للمسؤوليه لديها لذالك الزوج او لطفلها الصغير ..

لتتعرف على صديق زوجها وهو مهندس يقوم بجمع الكوادر البشريه العماليه لمشروع له في احد البلاد الخارجيه ,ليبدأ هذا الشخص في محاولاته المستمره الى أستغلال تلك السيده بشتى الوسائل والتي لم تكترث لمحاولاته بضغط عليها وتجريدها من اخر ماتمتلكه كأنسانه لها وجوديه في الحياه ؟!ليغوص مايكل انجلو انتونوتى في شخصيه وعوالم تلك الزوجه وعوالم ذالك الرجل فتلك السيده التي تعاني من الضياع والهروب من الواقع واستغلاليه البشر والاوجودية وفقدانها لمعالم المكان والهوية واما ذالك المستثمر الذي كان بشكل او اخر حيوان جنسي يحاول ان ينهش ذالك الحمل الوديع الذي أنسل عن قطيعه بصوره تجعلك تعيش في لحظات من المؤامره على تلك السيده .


فيقدم لنا مايكل انتونوتى واحد من اضخم واكثر المشاهد السوداويه والجنسيه الحاقده على الصراع بين الغريزه الحيوانيه لدى الفرد بقيام ذالك الرجل بأغتصاب تلك المراه في أضعف أوقاتها وقدرتها على المقاومه او الاحساس والشعور بين الواقع والاوهام في واحد من المشاهد التي تجرد اي مسمى او مفهوم او نقطه بيضاء في سطر من سطور الانسانية فتصدم المشاهد في مشهد تشعر انك امام جريمه ذات اصداء وقذراه في سكون اللغه الصوتيه واستخدام لغه الصوره في ابهى حله لتصدير ذلك الصراع بين السواد الاعظم لمختلج البشر والبشرية ؟

ليستوقفني مايكل انجلو انتونوتى كعادته في الخواتم المبهمه ذات التأملات الساحره والايقونات الغامضه لتجد نفسك امام تكرارية لمشهد الافتتاحيه في ومضه صادمه الى أستمراريه الحياه في ظلمه معاني الانحدارية الاخلاقيه والتربويه والانسانيه البشريه ؟
وفي نهاية مراجعتي اجد ان العمل غاص بشكل مستفز للمشاهد برتمه البطىء الرتيب والمتسارع في النهايه والذي قدمه انتونوتى بميلودراميه متعمقه لشخوصه وخصيصا لشخصيه الممثله الايطاليه الرائعه مونيكا فيات التي قدمت واحد من افضل الادوار في السينما ككل والتي استطاعت ان تجسد الرغبه والضياع والبروده والشغف الحزن والفرح واخيرا البراءه والعذوبه الكامله والانوثه المنقطعه النظير في ابهى صورها لتجسد دور لذكرى السينما العالميه ككل , واما عن التقنيات الاخراجيه والتصويريه واللونيه فأستطيع ان اوصفها بالمثاليه بل بالغة الامتيازيه , ومع خاتمتي لشطري الاخير من القراءه المبسطه للعمل استوقفتني ايقونه بالغه الحسيه قدمها انتونتوى في لوحته السوداويه عن الانفس البشريه فرغم تلك الاجواء والكائبه التي ضخها في العمل الا انه ترك فسحه من الجمال والبراءه والعذريه والطبيعه عشناها في مشاهد من حلم تلك الزوجه في عالم مثالي تعتاش فيه وحيدا في رحاب الحياه ...
أيقونه سينمائيه ... \
للخاصه فقط .

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا