احصائيات المدونة

cenima world

السبت، 25 فبراير 2012

FLASH BACK

Monsieur Hire 1989 - جموح الرغبة احد أسباب هلاك ألانسان ..!


باتريس لوكونت أحد اكثر المخرجين الفرنسيين المتواجدين المفضلين عندي شخصياً باتريس دوماً ما ترتسم في سينماه خياليه جامحه وشغف لاحدود له ومشاعر دفينه تداعبها كاميراه وترصدها بشتى ألالوان وتعسكها بأجمل العبارات وتَتغنى فيها سر ألالحان بارتيس بأختصار حاله سينمائية خاصة تجعل المشاهد رهين اللحظة ومعتقل في سجن نرجسية الغزلية التي تزخر فيها أعماله .
|ألسيد أيير | واحد من الاعمال التي قدمها باتريس لوكونت ليفرض لنا مجدداً أنه احد القائمين على أستعراض جمالية مشاعر الذكور وصمتها الدفين في الجسد , باتريس حاول ان يخوض رواية ألاديب جورج سيمنيون " خطوبة ألسير أيير " بكل شفافيه وشغف عالي تكتنف فيها سر تلك الرغبه الجامحه التي لطالما تحدث عنها الصناع الفرنسيين ومن أبرزهم الصانع الكبير ( لويس بونويل ) . السيد أيير وهو شخص منطوي على نفسة غير مبالي بمن يحيطونه ويعيش بين جدران غرفته المعتمه ليفتح الصراع في نفسة من خلال علاقة ترقب وأعجاب من خلال مراقبته لنافذة جارته الفاتنه والخلود الى أشد لحظات الرغبة والهيجان العاطفي الذي جرد ذالك الرجل من عقلانيته وأصبحت تلك الفتاه حالة من الهوس والولع اللامنتهي , بارتريس لوكونت حاول قدر الامكان في الجزيئة الاولى ان يرصد شخصية السيد أيير وان يرسم لنا تعقيداته النفسية وفلسفيتها الخاصة ومدى تعلقها بتلك الشابة ففي أحد المشاهد الجنونية يقوم السير أيير بعناق السرير التي كانت تجلس عليه تلك الفتاه محاولاً ان يشتم ولو جزء من رأئحتها الساكنه عليه هذا المشهد واحد من اكثر المشاهد التي ترسخ في مخيلة المشاهد وتجعله يلتمس تلك الحالة من جنون المشاعر التي لدى السيد أيير تجاه تلك الفتاه والحاجه لوجوديتها في دنياه والتي سوف تبيح لنا في الجزيئه الثانية بنقل الرثاء الاخير من قبل تلك الفتاه والسيد أيير ومعشوقها وقضيه قتل لفتاه تسكن في نفس الحي .. لا أود الدخول في حيثيات القصة الملقاه من قبل صانع العمل ولكنني أجد ان جمالية العمل في محاولة باتريس ان يوجز في نهاية عمله ان الرغبة والحب لدرجه الوله اللامحدود يجعل من الفرد يفقد جزء من انسانيته وبراءته الذاتيه وكرامته مقابل الحصول على الشخص الاخر ..


واحد من الاعمال التي تغرق المشاهد بسيل من العواطف وأخطاء الاختيارية وسخرية المشاعر في قالب الغموض والاثارة ..



4.5/5



Ne le dis à personne 2006


لاتخبر أحد " فيلم اثاره غموض قدم بشكل ممتع للغايه عن زوج يفقد زوجته في حادثة قتل مأسوية وبعد مرور عدد من السنوات تظهر عدد من ألادلة التي تفتح قضية مقتل زوجته من جديد , (غوليما كانت) قدم واحدة من الاعمال التي تجذب المشاهد بلمنحنيات الرومانسية من قبل شخصيتها الرئيسية الكسندر بيك (François Cluzet) وولعه الشديد بزوجته مارجريت (Marie-Josée Croze) وسرد التسلسل الحدثي بشكل متسارع بشكل ممتاز والغوص في الاحداث بطابع ممتع للغايه ناهيك ان العمل يحمل عدد من المشاهد التصويرية ذات الجمال الخلاب والتي رفعت من تقييم العمل بنسبه لي , عمل ممتاز أنصح بمشاهدته.

4/5



 
Sex Lies and Videotape  1989


جنس وأكاذيب وشريط فيديو " حاله سينمائية متفرده بل واحد من اكثر النصوص جراءه في عمل يحمل اسم ستفين سوردبيرغ لأول عمل طويل في مشواره الفني ,, الحديث يطول عن مااثاره هذه العمل في نفسي من علامات أستفهام وحيثيات فلسفية في أحد الرمزيات الهامه في العنصر البشري وهيا تلك الازواجية التي تعاث النفس البشرية والفرق بين الرغبه الجنسية والاشباع الفطري والجموح والهيجان الحيواني الجسدي ولاغير ومن طرف اخر الفيلم يقدم صورة عن الجانب الانساني للمشاعر والاحاسيس والحاجة لوجود الاخر في حياتك والمسؤولية والعقلانية واخيراً رسم فلسفية مبهره عن غزلية مايسمى بالرغبة للولوج الى مايتعدى الاثاره الجسدية .
سوردبيرغ قدم نص بسيط ظاهرياً ويتحدث عن زوج يقوم بخيانة زوجته مع أختها الصغرى التي تجد ان الجنس هو حالة من الاشباع الغريزي الفطري لاغير ومن جانب اخر تظهر شخصية صديق الزوج الذي يعاني من عدم قدرته على الجماع بسبب حالة نفسية قديمه , تلك الشخصيات الاربعة التي أستعرضها سوردبيرغ في " جنس وأكاذيب وشريط فيديو " كانت بمثابه حاله غريبه من نوعها ولكنها مع غرابتها وتطرفها الا انها تحمل نسبه عاليه من المجتمع البشري وتلك الحاله من البرود العاطفي والثورة الجنسية او العكس في نفس الافراد ودراسة حثيثة للعلاقات البشرية من منطلق المسؤولية من اتجاه ومن المتعه من منطلق أخر , سوردبيرغ في فلمه هذا حاول قدر الامكان ان يجذب المشاهد الى عدة مشاهد تبين مدى أشمئزازية النفس البشرية اثناء الثورة الجنسية ومدى جماليتها في الجانب الحسي العاطفي وقدم كل من تلك الافكار عن طريق علاقة زوج( أن) وأختها من طرف والثاني عن طريق (أن )وصديق زوجها وتلك العلاقة التي ترسخ مدى قبح وجمال المشاعر الانسانية ..
العمل حصد جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي وترشح لجائزه افضل نص في ألاوسكار , بتأكيد اعتبر العمل أهم ماقدم ستيفن سوردبيرغ في مسيرته الفنية .


5/5


Una Giornata Particolare 1977


يوم مميز " أحد اهم ألاعمال التي شاهدتها في ألاونه الاخيرة وأصدقكم القول ان العمل دغدغ مخيلتي وأسال لعاب أفكاري بشكل مثير للغاية لقدرة مخرج العمل (Ettore Scola) ان يجر المشاهد لحالة شديدة الخصوصية من سينما هادئة درامية بطابع رومنسي ومعالم سياسية ناقدة للمجتمع والانظمة القمعية هناك , العمل اوصفة بمساحة لتفكير من جديد والعودة عن طريق كنا نعتقد انها هيا السبيل السليم في مسيرتنا الشخصية ولعلي أجد ان مخرج العمل راهن على الكادر التمثيلي الاسطوري بقيادة الأيطالي مارسميلو ماسترويني والفاتنه صوفيا لورين ليخرجا لنا لوحة تعبر عن القمع الانساني والبرود في العلاقات واحترام الذات وأنعكاس الدكتاتورية التي تجسدها تلك الانظمة على واقع العائله والافراد والمجتمع بكافة طبقاته .
(يوم مميز ) والذي يسرد قصة عائلة أيطالية تتكون من 6 أبناء وزوج وزوجته صوفيا لورين التي كنت تنظر مدى قدرة هذه المرأه على حمل اعباء مسؤولية خدمة كافة افراد العائله وزوجها ومدى الجهد الذي تُسخره لهم لكي تستطيع أن توفر لهم أحتياجات منزلها الاساسية وفي يوم خاص جداً في تاريخ المجتمع الايطالي وهو يوم زيارة " أدولف هتلر " لأيطاليا لتوقيع معاهده مع الزعيم الفاشي موسيلني وعيون كافة المجتمع تنظر الى لقاء واحد من أعظم قادة الدماء في العالم تبقى تلك السيده مركونه في منزلها بعد خروج عائلتها لأستقبال الزعيم النازي في شوارع المدينه فتحدث حاله غريبه عند لقاء صوفيا لورين ( السيدة أنتونيتا ) بجارها (السيد غابرييل ) ويحدث بينهما علاقة غريبة المعالم حالة أدت الى شرخ تلك الجدران من المسؤولية والاكاذيب التي لطالما احاطت نفسها فيه حاله من الثورة على الصمت والسكون الذي عاث في اروقة جسدها حالة من تغيير مسرب الحياة والاكتفاء بالقمع التي يرسو على تفكيرها ومشاعرها ويغلف على حياتها .
المبهر فعلياً ليست الجانب العاطفي في العمل ولو انني اجده بغايه الجمال والروعة المبهر حقاً ان ترسم أيدلوجية بلد ونظام قمعي بعلاقة بين رجل وامراه وان تسرد قصه بين فردين وتجعل المشاهد يستشف من خلالها الواقع المظلم الذي يكتنف في نفوس الافراد عند العيش من خلال تلك الانظمة والحكومات المستبدة ؟,


في أحد المشاهد يُلقي يتروي سكولا بكل ثقل العمل على ماسترويني ليظهر شخصية الرجل الذي عاثه النظام وسخط افكاره لكونه شذ عن نظامه القمعي وحاول ان يكسر اي حواجز او قوانين كانت تحدد حياته وتلك السيدة التي قدمت كافة الامور لزوجها الذي تعلم انه يقوم بخيانتها ويقدم كافة سبل الراحه لنساء الاخريات في عالمه والتي افقدتها احترامها لوجوديتها والتي أصبحت مجرد عبده لتوفير حاجاته الجنسيه والاساسية في الحياه ولاغير , الامر الذي صور تلك العلاقة بينهما بكسر كافة الجدران التي توصد الابواب لهاتان الشخصيتان وخرق الزمان والمكان وجعل يوم مميز في حياتهما التي لطالما اعتاشها لغيرهم من الافراد , يتروي سكولا حاول ان يجعل من مشهد معاشره السيدة انتونيتا والسيد غابرييل مشهد صريع اللحظه لمخيلة المشاهد الذي ينتزع جزء بسيط من حريته وحقوقه في الحياه التي باتت تحمل الكثير من علامات الشذوذ الانساني والفكري والقمع بشتى الوانه وأشكاله في تلك الفتره المشهد لم يكو حاله من الخيانه لزوج بل هيا خيانة النظام القمعي بحد ذاته والثوره عليه وتمزيق تلك الافكار التي زرعها في عقولنا وحرق كافة أشكال الاستعباد التي مارسها على حياتنا وكانت تجسد مدى الخوف والضعف والجهل الذي يعتري أفكارنا ..


لعلي لم أخض العديد من الايدولوجيات التي غاصها فيها صانع العمل في فلمه ( يوم مميز ) ولكن أعذروني فتلك النوعية من الاعمال وفي الوقت الحاضر وما نراه على الصعيد العربي من ثورات على الانظمي القمعية التي مارست كافة اعمال القتل والتدنيس والتشويه للمجتمعات العربية أثرت في مشاهدتي على العمل والتي جعلتني أعتاش مأساة الفرد الايطالي مع النظام الفاشي وان تتلاعب الافكار في مخيلتي والتي جسدت واحده من أساسيات الحرية والحقوق البشرية التي مازالت الى يومنا هذا مجرد رفاهيات على الفرد في مجتمعاتنا هنا ..
يوم مميز " ترشح لجائزة افضل ممثل رئيسي وافضل فيلم غير ناطق بالانجليزية في جوائز الاوسكار وتم ترشيحه لجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي والفوز بجائزة الجولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي .

5/5

الجمعة، 17 فبراير 2012

ToP 20 HorRoR MoViE ~ أفضل 20 فيلم رعب ..



 
cb80a916.jpg

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

خلال متابعتي لسينما الرعب أحببت أن أقدم لكافة الاخوه قائمة بأهم ماشاهدت شخصياً من صنف سينما الرعب وألاثارة وأود أن أوجز أن القائمه لم تعد من منطلق ألاعمال التي أسُس عليها فن الرعب لا من قريب أو بعيد أو ذات قيمة نقدية مطلقة بل هيا تنبثق من أختيارات شخصية بشكل بحت ولو أنني أردت أن أضع قائمة بأعمال أرست معالم الرعب لكنت بتأكيد قد تحدثت عن تاريخ هذا الصنف وكنت وضعت أعمال أخرى فًعلة وغيرت في عملية تقديم وسرد هذا الصنف السينمائي الاكثر جماهيرية على ألاطلاق ..
" أرجو أن تنال القائمة أعجابكم "

جميع المراجعات بقلمي : عبدالرحمن الخوالدة .



Profondo rosso 1975 - 20




" Look, maybe you've seen something so important you can't realize it "

" الاحمر العميق " واحدة من أهم إنتاجات سينما الرعب الإيطالية على الإطلاق، ويُعد العمل الأكثر تقديراً للمخرج الإيطالي المعروف ( داريو أرجنتينو ) الذي يركز دوماً على تقديم صنف دراما الرعب والغموض في معظم الأعمال التي يخرجها. وأستذكر أن للمخرج رائعة أخرى باسم الشخير (Suspiria)، وخصيصاً من خلال اللغة التصويرية والاستخدام الممتاز للمؤثرات المرئية ومزجها مع الصوتية بشكل متكامل مما يرسم حالة من القلق والارتياب والإثارة مع استمرارية استعراض أحداثه ..


الإيطالي داريو أرجنتينو استطاع أن يقدم القالب الهيتشكوكي بكل احترافية وأن يصدم المشاهد بمجموعة من المشاهد الدموية الرهيبة مع استخدام لتقنية الإضاءة والظلال وزوايا الكاميرا بشكل دقيق متميز ونص متمكن بنهاية مفاجئة للمشاهدين. يسرد الأحمر العميق قصة عازف بيانو يقوم بزيارة إحدى المناطق الإيطالية وبالمصادفة يشهد على حادثة قتل لسيدة تعمل في قرءاة العقول البشرية، وتبدأ سلسلة من الجرائم الغريبة التي تحيط بهذا الشاب كلما حاول الغوص في خيوط تلك القضية ومطاردة القاتل، واكتشاف الرموز التي تشيب جنباتها. وقد حاول داريو من خلال السيناريو الذي قدمه هو والكاتب بيرناردو زباوني أن يدخل المشاهد في حالة من الشك طيلة فعاليات العمل، وعدم المقدرة على معرفة هوية القاتل بشكل يدعو للإعجاب ناهيك أن العمل تم تقديمه من خلال كادر تمثيلي مميز للغاية بقيادة الممثل الإنجليزي المعروف ديفيد هيمنغز والذي أجد أن وجوده قد رفع من قيمة العمل. ولن أنسى طبعا الطرح الدرامي المقنع لكافة مفصليات العمل والذي راق لي للغاية خاصة الأسلوب التسلسلي للأحداث، والذي تشعر بأنه مقنع بشكل ممتاز مما جعل العمل يغوص في الشخصيات الرئيسية فيه ويتعمق بها مما أضاف مايسمى بدراما النفس البشرية ومخاوفها والعقد النفسية بالإضافة إلى سينما الجريمة والرعب الدموي ..
أخيراً " الأحمر العميق " عمل قدم بامتيازية إخراجية وباقة من المؤثرات التصويرية والصوتية بامتياز، ناهيك عن الحبكة والنص المرسومَين بدقة متناهية. عمل يستحق مكانه في القائمة |



Don't Look Now 1973 - 19


Christine is dead. She is dead! Dead! Dead! Dead! Dead! Dead

" لا تنظر الآن " الرواية الثالثة للكاتبة البريطانية (دفلين دي مايرير ) التي تم إنتاجها سينمائياً والأمر المثير أن الكاتبة قدمت في مسيرتها الفنية فقط أربع روايات تم اقتباس 3 منها سينمائياً لـ 3 أهم أعمال سينمائية في فن الرعب والغموض حيث اقتبس السير ألفريد هيتشكوك روايتَين وهما ( العمل الأوسكاري "ريبيكا" , والرائعة "الطيور" ) وكان يود أن يقتبس رواية "لا تنظر الآن" في آخر أعماله الا أنه وافته المنية قبل أن يقوم بذلك , حيث قام المخرج البريطاني المعروف نيكولاس روج باقتباس الرواية الاخيرة والتي تسرد قصه زوج و زوجة يفقدان طفلتهما الصغيرة في حادث مأساوي بغرق الطفلة في أحد البرك. وبعد وفاة الطفلة وسفر الوالدين إلى مدينة البندقية تحدث العديد من الأمور الغريبة والغامضة والتي تهدد حياتهما .
نيكولاس روج في عمله " لا تنظر الآن " حاول بقدر الإمكان أن يشبك خيوط المؤامرة وحاول أن يخدم القالب الدرامي بسرد يجنوه الغموض والشك في كافة الشخصيات التي تحيط بشخصيتيه الرئيسيتين، وقدم التسلسل الدرامي بشكل يتسارع رويداً رويداً مع الأحداث التي تتسارع في النهاية بشكل ممتاز وبنهاية صادمة مثيرة. وأستطيع أن أضيف إن جمالية العمل تكمن في قدرة المخرج في التلاعب بمشاهد الفلاش باك والعبث في مجريات الأحداث والاستخدام الثري للمؤثرات على كافة الصعد ناهيك عن الاداء الرائع من كل جوليا كريستي ودونالد شوتيرلاند والذي أضاف إلى العمل قيمة تقنية عالية، ولا أنكر أن الاقتباس للرواية الاصلية كان مثالياً لتشابك خيوط الرواية وتقديمها بقالب وصنعة مثالية , أخيراً أرى أن قوة العمل تكمن في قدرة المخرج نيكولاس على رسم عدد من المفصليات العاطفية والإنسانية التي جعل المشاهد يتعاطف جزئياً مع شخصياته الرئيسية. عمل ممتاز قدم بشكل يستحق الثناء ..



Invasion of The Body Snatchers 1956 - 18


" غزو خاطفي ألاجساد " من الكلاسيكات الرعبية التي تستحق ان تطرح في موضوعي لأهم ماشاهدت في سينما الرعب وذلك لتقديم الخيال العلمي ومزجها بدراما القلق والارتياب بطابع درامي أنساني مثير , العمل ورغم انه عدم توفر تلك المؤثرات المرئية والصوتية فيه الا ان مخرج العمل " دون سيغل " أستطاع بأقل المؤثرات ان يجذب الانظار لعمله وأن يوفر نص ممتاز ومثير حول غزو مخلوقات على أجساد البشر خلال نومهم والامر المثير فعلياً ان العمل لم يخلو من بساطة وجماليه الافلام الكلاسيكية والعاطفيه التي تطغى عليها دوماً والتلاعب بسينما المؤامرة والغموض وتقديم عمل ممتاز وممتع لأبعد الحدود .
تم عمل ريميك لهذا العمل مرتين في الاعوام (Invasion of the Body Snatchers 1978 و The Invasion 2007) .



Jaws 1975 - 17


عندما نسمع بأسم المخرج المميز ستيفن سبيلبيرغ فلابد لنا ان ننظر بأهتمام الى مايقدمة هذا المخرج وخصيصاً في الجانب التقني الثري من قبله , " الفك " واحد من اشرس الاعمال الدموية واكثرها وحشية في السينما الرعبية على ألاطلاق , سبيلبيرغ أطلاق العنان لسمكة القرش الخاصة بفلمه ان تبرز أنيابها امام الشاشة لتفرض الرعب على كافة المشاهدين ومزج مايسمى سينما القلق والانتظار لهجمات ذالك القرش المتوحش وأستخدم الرعب اللحظي المفاجىء في العديد من المشاهد الدموية الرائعه من قبل مخرج العمل , أيضاً لابد لي من أشيد بلقالب الدرامي المقدم في العمل والذي أسهم في رفع المكانه الفنية للعمل مما جعله يرشح كأفضل فيلم في جوائز الاوسكار في ذالك العام .
( الفك ) واحد من اكثر الافلام وحشية ودموية وفزعاُ على ألاطلاق وأستطاع فيه سبيلبيرغ ان يرسم اسمه في سينما الفزع والرعب بجانب كل من هيتشكوك في الطيور وداريو ارجنتينو في الشخير والاحمر العميق وجون كاربيتنر في هالوين 1978 .

Låt den rätte komma in 2008 -  16


؟ Are you a vampire

؟ Oskar: Are you a vampire

Eli: I live off blood... Yes.

؟ Oskar: Are you...dead

Eli: No. Can't you tell

؟ Oskar: But... are you olD

Eli: I'm twelve. But I've been twelve for a long time

"دع الشخص المناسب يدخل" أحد روائع الألفية الجديدة، ويمكن وصف العمل بأنه الرقم واحد ضمن صنف الرعب في الحقبة الزمنية المذكورة سابقاً. فالمخرج السويدي توماس الفريدسون يقوم باستغلال إحدى الروايات للكاتب السويدي جون أجفايد ورسم معالم تحدي من العيار الاول لعمل يخرج من جديد بشخصية مصاصي الدماء بعد أن أصبحت واحدة من أكثر الشخصيات التي طالها التحريف والتقديم السيء لخصوصيتها من خلال العديد من الاعمال ومنها سلسلة الشفق.
توماس حاول بالقالب الرتيب لسينما الشرق اوربية المعروفة ببرودتها الشديدة وبطىء مشاهدها أن يقدم واحدة من الأهازيج الدرامية الرومانسية بقالب دموي عنيف سوداوي بسرد علاقة بين مصاصة دماء في الـحادية عشر من عمرها باسم "إيلي" وطفل بذات العمر وهو "أوسكار". تلك الجزيئه أو العلاقة بين شخصيتين تسكنان في مبنى واحد مصاصة دماء تقوم بقتل البشر لتبقى على قيد الحياة وطفل كئيب منطوٍ على نفسه، ضعيف وغير قادر على الدفاع عن نفسه من بطش زملائه في المدرسة. ألفريدسون حاول في تلك النظرة التقريب على شخصيتيه الرئيسيتين وتلك البيئة اللتي يعيشان، فيها فلو استعرضنا علاقة كل من إيلي وأوسكار بعائلتهما لوجدناها تحجز بينهما أسوار الخوف والقلق وعدم القدرة على التعبير عن مشاعر ومشاكل تلك الشخصيتين. وكانت إيلي تجزم أن علاقتها بوالدها تكاد أن تكون علاقة غريبة فكان الأب يحاول ان يقتل أولئك البشر لتصفية دمهم ليروي ظمأ ابنته، وكنت تشهد الخوف والعجز وعدم الرضى على العلاقة التي بين الاثنين. وأما أوسكار الذي كنت تشهد ذلك الجدار بينه وبين والدته وغياب أبيه عنه بسبب الانفصال عن والدته فذلك سبب لديه ضعفاً في الشخصية، وعدم قدرته على مجابهة زملائه والآخرين وعدم رضاه عن نفسه. تلك كانت الثيمة الابرز في العمل والتي جعلت العمل يعد بالنسبة لي أفضل ماشاهدت في السينما الرعبية ككل لو تمعنا النظر في علاقة إيلي وأوسكار لوجدناها ترمز الى الحاجة إلى الآخر. فأوسكار يحتاج إلى قوة إيلي وجراءتها والشجاعة التي جعلته يتمرد على واقعة وينقض على تلك الفئة من الاطفال ويضرب أحدهم، أما أيلي فاكتسبت تلك البراءة التي فقدتها وثقة أوسكار بها وجو العائلة الذي لطالما تمنته.



و أجزم في أحد المشاهد التي خلقها الفريدسون وهو مشهد اتصال كل من إيلي وأوسكار عن طريق لغة المورس وهي النقر على الحائط كانت بمثابة رمزية لكسر الجدار بين تلك الشخصيتين، وجعل العلاقة بينهما تكسر تلك الفروقات الشاسعة بين طفل ومصاصة دماء. الحالة التي لا أجدها تنطلق من مفهوم رومنسي بل من مفهوم وجودية كل شخص من خلال الآخر ومقدرة استكمال كل منهما لمعالم الاخر , شيء مبهر تلك الفكرة التي استعرضها توماس ألفريدسون من خلال عمل يصنف بالرعب والفنتازيا. والأجمل من ذلك محاولته في عدة مشاهد أن يرسم تلك اللونية التي يمتزج فيها لون الدماء الأحمر بلون الثلج الابيض موجداً بهذا المزيج لوناً يمثل إيلي في الأول، وأوسكار في الثاني ..

"دع الشخص المُناسب يدخل" هي عبارة عن رحلة في النفس البشرية بوحشيتها وبراءتها والحد الفاصل بين هاتين الجزيئتين، وإفساح المجال في عالم الغربة الشخصي للفرد بأن يفتح ولو نافذة صغيرة ليدخل إليها الشخص الآخر بمعنى الدخول إلى عالمك بحلوه ومُره واقتسام أسرارك معه لتجعل الحياه أكثر دفئاً وجمالاً ..



رائعة انسانية تلون فيها الابداع التصويري والاخراجي ناهيك عن كوكبة من الحوارات المتميزة والنص المتين ..

  
Onibaba 1964 - 15


I'm not a demon! I'm a human being

" الحفرة " للمخرج الياباني كينيتو شاندو واحدة من أهم الكلاسيكيات الرعبية على الاطلاق إن استطعنا وصف العمل بسينما الرعب فالعمل حاول فيه مخرجه أن يقدم واحدة من الصور التي تعبر عن السادية والدموية والوحشية التي تبطن النفس الانسانية، وطرح العديد من علامات الاستفهام حول تلك الفجوة السوداء التي تجعل من الفرد وجهاً للإشباع الغريزي الفطري وأقرب إلى الوحشية الحيوانية. كينيتو شاندو في رائعته الحفرة قدم نصاً لسيدة تقوم باصطياد البشر عن طريق حفرة عميقة لسلبهم مايرتدونه ومايحملون معهم في زمن اندلاع الحروب في اليابان وحاول كينيتو أن يعبر عن الجانب الوحشي في الفرد عن طريق إلباس تلك السيدة قناعاً بشعاً يعبر عن ماتحمله في باطنها من مشاعر وأحاسيس سلبية والولوج في النهاية لواحد من أكثر المشاهد إنسانيةً عندما تحاول تلك السيدة الدفاع عن نفسها من محاولة قتلها بأنها ليست وحش بل إنسان في عالم لم يعد للإنسانية من مكان فيه ..
اختياري " للحفرة " في قائمتي هو قدرة العمل تقديم مايسمى بالرعب الإنساني والنفسي بأبهى حالاته والغوص في النفس البشرية، ووصف تلك الفجوة في نفسهم بالحفرة العميقة السوداء التي تبتلع كافة المشاعر والأحاسيس الإنسانية وسيطرة الغرائز والشهوات والفطرة والبقاء على قيد الحياة بما يجعله أقرب إلى الشيطان من أن يكون إنساناً .. !



The Omen 1976 - 14


السبعينات يمكننا أعتبرها من اهم السنوات التي أضافت الكثير لسينما الرعب وأستحداث الكثير من النصوص التي أبهرت المشاهدين ليومنا هذا , نستطيع ان  نلمس تلك الرؤية من الكتاب لفرض مايسمى أمتلاك روح شيطانية الجنس البشري أو سيطرتها عليها من خلال عده أعمال كانت بدايتها في  نهاية الستينات في رائعة رومان بولانسكي " طفل روزماري " وبداية السعينات في " طارد الارواح " " لاتنظر ألان " ويمكننا ان نجرم ان في منتصف ونهاية السبعينات ظهر مايسمى الرعب الدموي بشكل دقيق ورعب الغزو من قلب مخلوقات غريبه من خلال عمل سبيلبرغ " الفك " وماقدمه ريدلي سكوت في " الغرباء .
عموماً نعود الى أحد أهم الاعمال التي قدمت في الحقبة السبعينية وأقصد رائعة ريتشارد دونير (ألفأل) والذي أستطاع من خلاله مخرج العمل أن يستكمل ذالك الاستحواذ الشيطاني للجنس البشري والمخاوف منه وبسط هيمنته في الحقبة المذكوره كأفضل ماقدم في فن الرعب النفسي , " ألفال " والذي يتحدث عن طفل لدية قدرات خاصة بسيطرة على البشر وأفكار واعمال شيطانية ترتسم من بداية العمل , الامر المثير حقاً هو قدرة مخرج العمل بتقديم النص الدرامي بشكل ممتاز ومن ثم تحقيق فلسفية المؤامرة وفرض الغموض على كافة مجريات العمل واستخدام كادر تمثيلي ممتاز بقياده الممثل الرائع غريغوري بيك والممثلة لي ريميك ودور مذهل لطفل هارفي ستيفينز والذي بتأكيد زاد من قيمه العمل بتالي , يمكنني ايضاً أن أشيد بالمؤثرات الصوتية والموسيقية التصويرية التي أضافة للمشاهد القلق والارتياب والاستخدام المميز للمؤثرات المرئية ناهيك ان المخرج حافظ على الرتم المتسارع والمثير طيلة فترات العمل والولوج الى تحفيز المشاهد مع استمرارية أستعراض العمل امامة ..
" ألفأل " عمل قدم بقالب درامي مثير وبنص ممتاز وبكادر تمثيلي متكامل ناهيك عن الصنعة التقنية المتكمنه من قبل مخرج العمل ..



Carrie 1976  - 13


"It was bad, Mama. They laughed at me"

كاري أحد أهم الكلاسيكيات الرعبية وأكثرها خلوداً في الذاكرة والتي أجدها من أنجح الاقتباسات الروائية للكاتب الرائع "ستيفن كينج". يقدم براين دي بالما مخرج رائعتي "طريق كارليتو" و "ذو الندبة" واحدة من أكثر المرثيات الرعبية الإنسانية حزناً وإيلاماً على الإطلاق، واستطاع أن يرسم كوكبة من المشاعر التي تثير المشاهد وتجعله يستشعر تلك المعاناة التي لحقت بشخصيته الرئيسية كاري التي قدمتها الممثلة الاوسكارية "سيسي سبايسك" والتي يمكننا أن نعد دورها هذا نقلة نوعية في مسيرتها الفنية، فهي قدمت فيه دوراً جعلها تخرج بترشيح أوسكاري لأفضل ممثلة رئيسيىة في ذلك العام وتنبأ بولادة واحدة من أهم الممثلات على الصعيد السينمائي. "سيسي سبايسك" قدمت دورأً يستحق المديح والثناء في شخصية تجد أنها أحياناً تعبر عن الانطوائية والخوف والسذاجة والجهل، ومن جهة أخرى تجدها فتاةً تمتلك كوكبة من مشاعر الشجاعة والحب والعطف ومن منطلق آخر كانت وجهاً للحقد البشري والكره لما يحيط بها من شخوص..
أجد شخصياً أن كاري من الاعمال التي تستحق التعاطي معها بقالب درامي، فصنعة "دي بالما" في العمل كانت تغوص في شخصية كاري ومدى تعرضها للإذلال والمعاناة من قبل زميلاتها في المدرسة الثانوية. وأستذكر تلك الافتتاحية المؤلمة في حوض الاستحمام عندما تتعرض كاري للدورة الشهرية في سنة متأخرة فيصيبها حالة من الذعر والتي تؤدي الى استهزاء تلك الفتيات منها ومحاولتهن إذلالها بكافة الطرق، ومنها قذفها بعدة من الحاجات النسائية الخاصة بدورتها. فحاول "دي بالما" في هذا المشهد أن يجذب المشاهد إلى حالة الجهل واللا إدراك لدى كاري والذعر والكبت الداخلي في نفسها عندما تنطوي أخيراً في زاوية حوض الاستحمام تطوي جسدها حامية نفسها من تلك الفتيات المراهقات ..
في المرحلة الثانية يحاول "دي بالما" أن يسرد قالبه الدرامي بزرع تلك الفكرة النفسية التي تسببت في بناء ذلك الجدار في نفس كاري بينها وبين مجتمعها، فقدم شخصية والدتها التي قدمت دورها الممثلة "بيبر لورا" والتي كانت شخصية ملتزمة دينياً ولديها تسلط متطرف على ابنتها الوحيدة كاري، وكنت تستشف تلك الحالة من خلال المشهد الذي تصارح فيه كاري والدتها بما حدث معها في المدرسة ولماذا لم تعلمها بتلك التغييرات الفسيولوجية التي تحدث لها وتكاد أن تختنق بأنفاسها فتقوم الأم بحبس ابنتها في إحدى الغرف الصغيرة طالبة منها الصلاة طلباً للغفران من تلك الحالة وأنها تعتبر آثمة بشكل أو آخر ..


مخرج العمل "دي بالما" حاول أن يطرح عده مفصليات تحجز كاري عن مجتمعها وقدم حالة من التغيير اللاجذري في نفس كاري البريئة التي كانت تتصارع مع بيئتها في العائلة والشارع وتهجم المصورين عليها لأنها وحش قبيح جاهل..
ولعلي وأنا أسرد تلك المفصليات راق لي السرد الدرامي المثالي من قبل "دي بالما" ومحاولة استنطاق عاطفة المشاهد وتعريض كاري لكافة حالات المؤامرة ومن ثم استعراض تلك الحالة غير الطبيعية من قدرة تلك الفتاة على تحريك الأشياء بواسطة عقلها، والتي أستنبط أنها واحدة من أكثر الأفكار المثيرة للجدل في عمل بقالب واقعي طول فتراته. فلو أجزنا أن كاري شخصية تعيش جميع مخاوفها وصراعاتها الداخلية الفكرية داخل عقلها فسيكون الانفجار وكسر تلك الجدران التي تقيدها من خلاله ايضاً والتي جعلت للعمل معايير ذات أفق في علم الاجتماع والتربية ودراسة مستحثة للنفس الانسانية وسلوكياتها والبيئة التي تجسد أكبر الكوابيس لها ..
المرحلة الثالثة من العمل أجدها أسطورية بمعنى الكلمة، ولعلي أستذكر المشهد الختامي لدي بالما في فيلم "ذو الندبة" عندما يقف "آلـ باتشينو" ضارباً كل تلك المنغصات والأفكار مدمراً لنفسه ولكل الذين يحيطون به، وقد وضع "دي بالما
 في كاري نفس الجزيئة عندما قدم مشهداً ميلودرامياً مأساوياً قام فيه برسم مرثيته عندما يتم السخرية وقذف كاري بدلو من الدماء أمام جميع الذين يحيطون بها وكاسرين حاجز الصمت الذي يطبق على نفسها مطلقة العنان لقواها لتدمير كافة الفئات وعائدة إلى ذلك الوكر الذي تستقبلها فيه أمها محاولة أن تجسد دقيقة من الصمت الكئيب في حالة كاري الإنسانة التي رفضها مجتمعها وجعل منها فتاة من الجحيم واعتبرها إثماً يجب التخلص منه ...
أخيراً أجد أن العظيم في العمل أن "دي بالما" حاول قدر الإمكان أن لا يثير ميزة الفئة الشريرة والخيرة في العمل، بل كانت مجرد حالة إنسانية اختلقها مجتمع من المراهقين والأهل والبيئة الاجتماعية نظراً لعدة سلبيات تربوية وفكرية، ونظرة خاطئة لمعالم الامور أنتجت من خلالها صدعاً في نفس العلاقات الإنسانية، وشرخاً في شخصية كاري الفتاة التي أصبحت كابوساً في أحلام ذلك المجتمع ..
كاري عمل ثري قدم بقالب درامي إنساني مبهر للعيان وفَعل الرعب النفسي في أبهى حالاته على الإطلاق ..



Dracula 1992 - 12


Do you believe in destiny? That even the powers of time can be altered for a single purpose
.That the luckiest man who walks on this earth is the one who finds... true love
I want to be what you are, see what you see, love what you love.

" نحن لانتكلم عن إغواء الدماء بل عن مأساة فراق ألاحباء "

لطالما تم طرح شخصية " دراكولا " مصاص الدماء في العديد من الأعمال الرعبية السينمائية ولعل أهمها على الإطلاق النسخ التي أنتجت في أعوام ( 1931 , 1958 ) وبغض النظر عن العديد من الإنتاجات التي باءت بالفشل بعد هذين العملين والذي جعل المتتبعين لشخصية مصاص الدماء دراكولا يظنون فقدان واحدة من أهم معالم شخصيات الرعب على الإطلاق .
ولكن كعادة المخرج الأسطوري فرنسيس فورد كابولا استطاع ان يقتبس رواية البريطاني برام ستوكر وأن يقدم لنا واحدة من الأعمال الخالدة في ذاكرة السينما العالمية ككل والتي تبرز أهميتها وجمالها في قدرة كوبولا في التعمق في شخصية " دركولا " الإنسان وكيفية تحوله إلى شخص " يعيش على الدماء " بعد فقدانه لمحبوبته وهو يقود الجيوش لنشر الدين المسيحي في العالم .. تلك النقطة التي انفرد فيها كوبولا وأصر على التركيز عليها وجعل المشاهد يتعاطف مع شخصية دراكولا الذي خسر حُبه الوحيد والآلاّم الشديدة جراء الفقدان وهو الأمر الذي أثار سخط دراكولا وعدائيته للكنسية وللإله لحرمانه من محبوبته وذلك الذي جعله يغرق في سواد أفكار وتلاشي أي إيمان كان يمتلكه ..
فرانسيس كوبولا حاول أن ينبش تلك المعاناه في نفس " دركولا " لكي يبرز الجانب الانساني من شخصيته ولجعل المُشاهد شاهداً على تلك الآلام التي جعلته وحشاً يعيش على الدماء بل إنه خاض تلك الثيمة ليمهد المرحلة القادمة من العمل عند ظهور فتاه تشبه محبوبته السابقة باسم مينا (Winona Ryder)، والشيء المبهر هو الإيحاءات بالعجز الذي يترسم على شخصية تلك الفتاه أمام دراكولا والانجذاب لها والتي لو لاحظت أنه يذهب مابين الإغواء في بداية ألامر والوله في نهايته. تِلك المفصلية التي ارتكز عليها كوبولا في إظهار العلاقة بين (Gary Oldman)دراكولا والفتاة مينا ومحاولة مخاطبة المشاعر والأحاسيس الدفينة في ذاكرة الشخصيتين. كوبولا رسم عمله بقالب درامي رصين محاولاً جذب المشاهد للأبعاد التي تداعت لخلق مايسمى بشخصية دراكولا وذاك السواد الأعظم الذي يتجلي فيها وحاول أن يثير في نفس المشاهد الكثير من التساؤلات والأفكار حول تلك الحالة الخاصة فيه، ولمس بشكل أو بأخر جانبين فيها الأولى شخصية الوحش الدموي القاتل الذي يعيش على الدماء والثانية شخصية الإنسان المحب العاشق الولهان لذكرى محبوبته والحاجة لوجوديتها في حياته لكي تزيح تلك الغمامة التي عانى منها طوال السنين، مما جعل العمل عبارة عن أهزوجة تعبر عن عوالم فقدان براءة ومشاعر وأحاسيس الفرد عند فراق الأحباء والعودة إليها من جديد عند نقطة ما ... في النهاية دركولا عمل أثار الجانب الإنساني في شخصية دراكولا الذي تم تقديمه بهالةٍ معبرة وعاطفية من قبل كوبولا واستطاع فيه غاري أولدمان أن يقدم واحداً من أجمل الأداءات. واستخدام ثري للمؤثرات الصوتية والمرئية فيه لكي تكتمل واحدة من روائع الرعبيات على الإطلاق .


 Les diaboliques 1955 - 11


Christina Delassalle: Don't you believe in Hell
Nicole Horner: Not since I was seven
Christina Delassalle: I do

الفيلم الفرنسي " الشر " هو من إخراج هنري جرجيس كلوتز الملقب بهيتشكوك فرنسا تقديراً لما قدمه هذا المخرج من العديد من الروائع في صنف دراما الجريمة والمؤامرة، وأخيراً الغموض والرعب . " الشر " أصفه بأنه الوصفة السينمائية كاملة الدسم فنياً وتقنياً فاستطاع مخرج العمل أن يقتبس رواية توماس نارسيجاك و بيري بويلا باسم (لم يكن أحد) وصياغتها إلى الصنعة السينمائية بشكل رائع ومتكامل لأبعد الحدود. هنري قدم رائعته " الشر " والتي تكاد تؤكد إنك تشاهد إحدى روائع السير الفريد هيتشكوك ولكن بالنسخة الفرنسية ولا غير، فالعمل قُدم بصبغة المؤامرة والجريمة والغموض في الأحداث مما يوفر كوكبة من الاثارة كلما اقتربت أحداث العمل من النهاية.
" الشر " الذي يسرد قصة رجل متسلط عنيف تقوم زوجته بمؤامرة مع عشيقته لكي يقوما بقتله وإخفاء معالم الجريمة، ولكن تأتي أحداث العمل بشكل توظيف كافة الدعائم الأساسية للعمل الأاسطوري في نقل واحدة من الأعمال التي تتلون فيها لغة الدراما الإنسانية والجرم الأخلاقي والذنب من قبل زوجته بعد قتله، وتلوح العديد من علامات الاستفهام مع اختفاء الجثة وما إلى ذلك ، مما يجعل العمل يكتسب في تسلسله الحدثي قسطاً ممتازاً من فن الإثارة والارتياب لدى المشاهدين وتغليف النص بقالب تقني إخراجي مبهر من قبل مخرج العمل، وادائي متميز من قبل الفرنسية الأوسكارية سيموني سيغنوريت والممثلة فيولا كلتوز وأخيراً الممثل بول ميرسوي الذي قدم دور الزوج .. أخيراً العمل تم إنتاج ريميك هوليودي عنه باسم (Diabolique 1996) وقدمته كل من شارون ستون وإيزابيل أداجني ,,
واحد من أهم الكلاسيكيات الرعبية على الإطلاق ,,

الأحد، 5 فبراير 2012

Once Upon a Time in Anatolia - بَصيص من النور في ظلمة دامسة



 

تحرير : عبدالرحمن الخوالدة

السينما اغنية تستعرض الواقع البشري من خلال العديد من الاساليب التي يستحضرها صناعها من خلال مداعبة المشاهدين في كَنف دقة اللغة التصويرية والحوارية والادائية وألاجمل ألخوض في مايسمى العمل السينمائي بقالب فن تترسم جنباته بطابع تأملي يثير في نفس المتابع العديد من علامات ألاستفهام ويضيعه في عالم من المجهول بين طيات تلك الأسرودة النصية ..
المخرج التركي " نوري بيلجي كيلان " والذي يمكن ان تصف سينماه بالرثائيه لواقع المجتمع الانساني وبرود العلاقات والجمود التي تعاث فيها ,  والبحث عن بصيص من النور بين الظلمة في تلك المجتمعات , نوري بيلجي من الصناع الذين يرتكزون على جمالية الصورة وألابهار في عرض العديد من المشاهد وخصيصاً لما يحيط شخوصة من طبيعية خلابة تسكن في روح المشاهد حالة لايمكن أن توصف أطلاقاً , مخرج العمل الذي قدم 3 روائع في الالفية ( مناخات , القرود الثلاثة , القدر ) والتي تصب تلك الاعمال في رمزية الجانب المظلم في المشاعر الانسانية والازواجية فيها والولوج الى التعمق في صراعات تلك الشخصيات وألامر الذي يجعل سينماه ذات واقع مأسوي ومنحنيات تسخر من الطباع والغرائز البشرية , في مراجعتي هذه أود أن ارمز الى تلك الحالة التي حاول أن يرسيها نوري بيلجي كيلان في فلمه الحاصد على جائزة النقاد في مهرجان كان السينمائي والمرشح لسعفة الذهبية في ذات المهرجان , نوري حاول ان يجذب أنظار المشاهدين في تلك الافتتاحية في مجموعة من السيارات التي تسير في موكب في احد الطرق في التي يمكن ان تصفها بطريق التي تنحدر الى ألاسفل في ظلام دامس ولاترى منها الا تلك بصيص من النور ناتج عن ألاضاءه الامامية لموكب السيارات وأرجح ان هذا المشهد يعتبر من أهم مشاهد العمل الذي افُسره بمسير المجتمع الانساني الى منحدر في ظلام دامس ناتج عن لغة الا تفهم والبرود والنزعة الفطرية وغيرها ولكن الامر المثير هو بصيص الضوء المفتعل من تلك السيارات الذي يؤمن ولو جزء من رؤية الطريق في هذا الظلام الدامس مما يبيح بجزء من ألامل تنحني له سينما بيلجي في النهاية . 

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا