احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 25 مايو 2012

Jean-Luc Godard - جنون السينما بأبهى صورها ,, (p1)

 

Jean-Luc Godard - جنون السينما بأبهى صورها ,, " الجزء الاول "

 تحرير : عبدالرحمن الخوالدة ..

السيرة الذاتية :
ولد جان لوك غوادر ضمن عائلة تتكون من أربع افراد في عائلة برجوازية فرنسية سويسرية وكان والده يعمل كطبيب كان غوادر يدرس علم الاعراق الأنسانية قبل ان يترك دراسته الجامعية ويكرس نفسه لصناعة السينما , يعتبر غوادر من اهم المخرجين في تاريخ السينما الفرنسية ويعتبر احد مؤسسي الموجة الفرنسية الجديدة ضمن مجموعة من الصناع الشباب منهم أيريك رومير وفرانسو ترفو وكلود شاربول وجاك ريفيت ويعتبر فلمه (منقطع الانفاس ) واحد من علامات السينما الفرنسية وضمن اهم الاعمال في تاريخ السينما العالمية ,,

لا أود خوض حديث مطول عن السيره الذاتية وأهم اعمال الناقد والمخرج الفرنسي جان لوك غوادر وذالك لانه الحصول على تلك المعلومات أمر شديد البساطه ولكنني أود من خلال تجربتي الشخصية مع اعمال هذا المخرج ان اوضح بمراجعات شخصية عن سلسلة من اهم الاعمال التي شاهدتها والحديث عن الاهمية التي طفت على سينما غوادر وكيفية قدرته على خلق العديد من المفاهيم والمصطلحات السينمائية التي أسهبت في تطوير العجله السينمائية وتغييرها والولوج الى مفاهيم مثل الماركسية والراديكالية والوجودية من خلال الاستعراض الفني في اعماله وتطبيق العديد من الاساليب التقنية منها القفز والتقطيع ,والحديث الجانبي مع الكاميرا,  والابتعاد عن القصة الاساسية لنص,  ومزج قصه بداخل قصة اخرى ضمن شبكة من التسلسلات السردية,  واستخدام مفهوم التفكيك النهجي وغيرها  والامرالذي  سأقوم بتوضيح معالمه من خلال حديثي عن الاعمال :
 أقوال ::
 ( السينما لاتقل اهمية عن حاجة الانسان للخبز )
( السينما هيا الحيله الاكثر جمالاً في العالم )
(من اجل انت تنتقد فيلم , يجب عليك ان تصنع فيلم أخر ..؟)
(العدل هو كذبة .. )
(.. معظم صناع الافلام السينمائية يفترض انهم يعلمون كيفية صناعة الافلام , والكاتب السيء لايتسأل عن مقدرته لكتابه روايه ولكنه يظن انه قادر على ذالك , ان كانت صناعة الافلام
تشبه بناء الطائرات فلا بد بعد كل تجربه من أقلاع تلك الطائرات تحدث حوادث وأسمي تلك الحوادث حفل توزيع جوائز ألاوسكار ..!)
(انت لاتصنع الافلام , بلي الافلام من تصنعك ؟)
(كل ماتحتاجة لصنع فيلم ناجح ( بندقية , وفتاه )
(لكل قصة بداية ومنتصف ونهاية , وأقول انه ليس بالضرورة ان تكون القصه بهذا النظام والترتيب !)
...أراءه حول بعض الاسماء ألاخراجية ::
.. المخرج الياباني كينجي ميزوجوتشي هو اعظم مخرج سينمائي او على الاقل من أعظم المخرجيين السينمائيين .
.. عن سبيلبرغ , لا اعرفه ولا اعتقد ان افلامه جيدة للغايه .
.. عن كوانتين تارنتينو اعتقد انه اسمى شركة انتاجه بأسم احد افلامي ولو انه فعل افضل من ذالك وقام بدعمي مادياً .
.. روبرت بريسون يمثل لسينما الفرنسية كما يُمثل موزرات للموسيقى العالمية وديستوفسكي للأدب الروسي ..
.. السينما تبدأ مع جريفيت وتنتهي مع عباس كورستامي .,
الراديكالية :
مصطلح لاتيني ألاصل بمعنى الاصل أو الجذر ويقصد به كمذهب للعودة للأصول والجذور المسببه في الكثير من الشروخات السادية والاأنسانية والتطرف عن العادات والتقاليد التي برزت في المجتمع البشري ,, وينطلق من هذا المفهوم العديد من الابواب السياسية والاجتماعية والفكرية الثقافية .
 الموجة الفرنسية الجديدة :
هيا تيار سينمائي  قام بتأسيسه عدد من الصناع السينمائيين الفرنسيين الشبان ليقومو بصناعة السينما بطابع يرفض التقليد ويهدف بالتمرد على القالب المتعارف لسرد السينمائي ..
À bout de souffle 1960

( منقطع ألانفاس )

frenchnewwave:

Jean-Paul Belmondo and Jean Seberg in À bout de souffle (Breathless), 1960. Directed by Jean-Luc Godard. Cinematographer Raoul Coutard.

‘…a certain kind of cinema had ended, so let’s add the finishing touch, let’s show that 
anything goes.’ Jean Luc Godard
قبل بدء الحديث عن اهم أعمال الفرنسي جان لوك غوادر يجب عليا ان أوجز ان ماقدمه الفرنسي جان لوك غوادر في فلمه ( منقطع الانفاس ) يُعد بالغ ألاهمية في تاريخ الصناعة السينمائية ككل فمنقطع الانفاس يمكن ان يوضع مع مجموعة من اهم الافلام التي أرست عليها أسس جديدة ومنطلق فريد متفرد لصناعة السينمائية كونها أبرزت العديد من الايدلوجيات الفكرية والثقافية والتقنية الحديثه على المسار السينمائي في ذالك الوقت ويمكن ان نضع فيلم غوادر هذا بجانب كل من رائعة أورسن ويلز ( المواطن كين ) والفريد هيتشكوك ( نفوس معقدة ) وفريتز لانغ (M) مايكل انجلو انتونونى (المغامرة) وغيرها من الاعمال التي سارعت في تطوير العجلة السينمائية بل أصبحت بحد ذاتها مدارس وأصناف يسري عليها كوكبة من الصناع المتواجدين حالياً ,,
apostrophe9:

Breathless

منقطع ألانفاس والذي يعتبر من أهم افلام الموجة الفرنسية الجديدة أن لم يكن اهم أفلام تلك الموجة والحالة التي حاول الفرنسي جان لوك غوادر خلقها بالقاء منظور اخرى لسينما افلام النوار الهوليودية من منطلق فكري وثقافي يؤثر في الفرد والمجتمع سيكالوجياً وأجتماعياً , غوادر خلق من خلال عمله نظرة جديدة لمسمى سينما الجريمة والمؤامره من منطلق ساخر وجعل المتتبع يجد نفسه في اثناء المشاهد يطغى على معالمه العديد من علامات الاستفهام بكيفية طريقة السرد التي أطلقت عدد من المصطلحات السينمائية منها تقطيع المشاهد والقفز (jump cuts) وادخال قصة بداخل قصة اخرى في شبكة من التسلسل النصي المتداخل (meta-narrative) والولوج الى البحث في المراجع الثقافية لتيارات والمدراس والموجات السينمائية الكلاسيكية مثل ( موجة افلام النوار ) (cultural references) وأستخدام مايسمى بنظرية المؤلف وهيا عباره عن طرح الفيلم بعكس ماتم تأليفه مسيقاً ويتم ذالك من خلال بتأليف من مخرج العمل نفسه (the auteur theory) ,  والتفكيك النهجي الفلسفي ويحمل بين طياته العديد من المفاهيم والمرجعيات لتحليل السينمائي فيمكنني ايجازه بالحالة التي تبرز القيم من خلال أحياء الفلسفيات الكلاسيكية القديمة والتفاعلات الادبية معها والبحث في تأثير الافراد في بعضهم البعض ( الرجل بالمراه والعكس )  (deconstruction) مابعد الحداثة وهي اسلوب لطرح الافكار التقليدية والأسس والرمزيات والمبادىء المعتادة من خلال طرق غير اعتيادية (post modernism ) ,, أستطيع القول ان غوادر بكوكبة الفلسفيات والايدلوجيات التقنية والفكرية الثقافيه السابقة التي تحدثت عنها أستطاع في ( منقطع الانفاس ) ان يجعل من أستعراض السينما الكلاسيكية وتيار سينما النوار بذات  بقالب ووجه اخر يجعل من شخوصة اكثر سطحية بل وجة مراه تعكس اسماء سنمائية تأثرو فيها والتي كنت تلحظها في شخصية مايكل بوكيكارد (جاين بول بليموند ) ومحاولته المستمره لتقليد شخصية همفري بوغارت في افلام الجريمة والنوار الكلاسيكية وتظهر ايضاً شخصية الطالبه الامريكيه باتريسيا (جين سيبيرغ ) الفتاه التي لديها العديد من الطموحات والاحلام والتي تحمل جزئية من الاطماع الشخصيه لديها , جان لوك غوادر ربط شخصية مايكل الذي قام بقتل احد رجال الشرطة وفر هارباً من موقع الجريمه وبين تلك الفتاه التي تبيع الجرائد في باريس في مجموعة من المشاهد التي تطفو عليها التفكيك المنهجي لتأثير شخصية الفتاه الامريكية على هذا الشاب الذي أخذ يجسد شخصية المجرم بشكل يدعو لسذاجة والسخرية في معظم المشاهد من خلال نظراته في المراه وحديثه مع نفسه او امام الكاميرا ومن اتجاه اخر كنت تشهد ان مخرج العمل اطاح بالحوارات لخلق تلك المشاهد التصويرية الرقيقه الشاعرية المبهره بصرياً لناظر في افتعال تلك العلاقة بين الشخصيتان مع تغليفها بجزئية من الغموض والريبة التي تكاد تشعرك بالمؤامره الهيتشكوكية المعروفه ,,


استطيع القول ان كل مشهد من مشاهد منقطع الانفاس يجعلك تلحظ مدى محاولة جان لوك غوادر الغوص في ألايدلوجيات المؤثره في شخصيتاه الرئيسيتان من الحاجة لوجودية الاخر ومخاوف التي تبطن في شخصية مايكل لمعرفته انه سوف يقبض عليه في النهاية وتقديم درامتيكيه تجسد تأثير المجتمع والجريمة والعاطفة في الفرد من خلال عكس الاستعراض السردي لتيار السينما الكلاسيكية (سينما النوار),, لعلي اجد ان منقطع الانفاس عمل يستحق ان تعيد مشاهدته للعديد من المرات حتى تستطيع ان تلحظ تلك الأقنعة التي ارتسمت على شخصية باتريسيا ومايكل وعدم مقدرتهم على الاتصال بشكل الكامل رغم كافة المشاهد العاطفية والتي تحفظ في ذاكرة المشاهد طويلاً ومنها قيام مايكل بشراء جريدة من باتريسيا لتقرب منها ومن بعد ذالك قيامه بمسح حذاءه بتلك الجريده دون فتحها لدلاله على مدى عدم رغبه هذا الشخص بِ ألاطلاع على الاحداث الخارجية فشخصيته تعيش حالة من الانغلاقيه في عالم الوهم الذي تسيطر فيها عواطفه من خلال وجودية باتريسيا , أيضاً تتضح قدرة غوادر على أستعراض سير عمله بأسلوب جديد من خلال انقطاع اي سبل لتحريض مشاعر المشاهد فرغم نهاية العمل المأسوية وموت مايكل الا انك كنت تشهد علامه الاستفهام التي تظهر على وجه باتريسيا وقيامها بملامسه شفتيها لتجسد انها مجرد صورة اخرى لمايكل او وجه اخر لمعاناة الفرد وفقدانه القيم واخلاقياته في المجتمع الذي يعتاش فيه ..

Pierrot le fou 1965

(بييرو المجنون )


لابد أن الحديث عن الأعمال السينمائية من خلال المراجعات النقدية ليس بتلك الأحجية الصعبة، وخصيصاً من خلال إلقاء الضوء على أهم ماتسرده النصوص السينمائية من وجه نظر الصانع السينمائي والبحث عن تلك الأفكار التي يخلقها في عمله من خلال الصوت والصورة والحوارات وغيرها، لكننا في هذا الحالة نتحدث عن السينما بمعناها التقليدي عندما يكون النص السينمائي يحمل بداية ووسطاً ونهاية كما اعتدنا أن نشاهد ولكن إن كنا نود الحديث عن أحد السينمائيين الذي اخترقوا تلك القاعدة وجعلوا النص مجرد مجموعة من الأطاريح العشوائية التي لا تعرف أية قواعد أو قوانين لتقيدها ضمن فكرة أو أفكار محددة، وجعل النص الرئيسي مجرد حالة عبثية نمر عليها أثناء الطرح السينمائي والابتعاد عن المركزية للشخصية والقصة الرئيسية المعتادة وجعل الشذرات الأخرى تحيط بعوالمها .. 


المخرج الفرنسي المعروف جان لوك غوادر الذي اقتبس النص الأصلي من رواية ليونيل وايت (الهوس ) ودون أي نص تلجأ إليه شخصياته الرئيسية قدم واحداً من أعظم الاعمال التي تحمل من المفارقات التقنية والفنية الشيء الكثير , جان لوك غوادر جعل من (بييرو المجنون) لوحة يحدها الجنون في كل ماتمثله الصورة والصوت وحتى الفكرة الملقاة على كاهل العمل.
أصدقكم القول أن الحديث عن العمل أو التسلسل الحدثي أمر مستحيل تطبيقه لأن المخرج الفرنسي حاول مَزج العديد من الألوان السينمائية في أطروحة واحدة تجعل المشاهد يخرج من العمل إما أن يصف مخرج العمل جان لوك غوادر بأحد أهم الرموز السينمائية او الانتهاء من العمل دون إدراك هل كان ماشاهده هو حقاً عمل سينمائي أو مجرد حلقة مفرغة من الهرطقات صعبة التفهم ..
دعوني في البداية أُمثل الحالة التي انتابتني وانا أشاهد (بييرو المجنون ) والتي أصفها بحالة من الهذيان الجنوني المبهم بحق ..! فغوادر نفسه عندما سُئل في أحد اللقاءات عن فيلمه هذا أجاب ( أنه في فيلم واحد يود ان يتحدث عن كل شيء ) تلك الإجابة التي لاحت امامي فور انتهائي من العمل فنحن امام حالة فريدة من نوعها تتحدث عن الأمور الحياتية الإنسانية والمتخمة بالمشاعر والأحاسيس من جهة, والإدراكية والاختيارات العقلية من جهة أخرى,, وفرض تلك المفارقات بين الجهتين، والولوج إلى تصعيد البحث في ماتحمله النفس البشرية من مفارقات ورصد مفهوم الهوس الذي يكمن مابين الغريزة والحس والمسؤولية والعشوائية والخروج من باطن تلك الضبابية التي تعاث فيها نفوسنا .. شيء إعجازي أن تُصر عن الحديث عما يكمن في الروح الإنسانية من دفء وبراءة وعاطفة وبذات الوقت البحث عن مفاهيم مثل النكران والكراهية والبرود والدموية وغيرها.   
جان لوك غوادر جعل من فلمه هذا لوحه تمزج العديد من الالوان، فكنت تشهد تارة أنك أمام أحد كلاسيكات أفلام النوار الهوليودية وصراع قُدم من قبل المخرج اورسن ويلز أو فريتز لانغ , وفي تارة أخرى كنت تجد نفسك في منحنيات السينما السيريالية التي اشتهرت في تلك الفترة من خلال الإسباني لويس بونويل والفرنسي اّلان رينيه وتغليفها بما يسمى سينما النوار القائمة الكئيبه وتشذيبها بروح الدعابة والسخرية الغودارية في النهاية..
لعلي لحد اللحظة لم أستطع أن أوصل القارىء إلى ضفة الأمان في الحديث عن (بييرو المجنون) لأنها بالتأكيد لوحة لا إجابات بين ثنياها فمخرج العمل حاول فتح النار على عدة جبهات بدأها في انتقاد جامح للعلاقات الإنسانية ودمغ خلفية المشاهد الافتتاحية بعدة ألوان منها الأزرق والأحمر والتي تدل على الحربائية البشرية وتلك الأقنعة التي تستطيع أن ترتسم من الخارج، والتعرية لها من خلال الحوار الملقى من خلفية الشاشة ليرصد غوادر أول إيدلوجية في عمله حول القذارة التي تكمن في تلك الحياة الأسرية في المجتمعات المخملية وجعلها مجرد ممارسة أخرى للعجز الفكري والإنساني في تعرية واضحة لمعظم الشخصيات في المشهد ودهنها بالألوان الفاقعة مبرزاً مدى الحنق والبرود التي تعتاشه..
ليقفز غوادر وكعادته إلى فتح الباب لشخصيتيه الرئيسيتين غريفين (جان بول بلموند ) , مارييني (أنا كارينا) , في محاولة للتلاعب بنا في التواصل بين تلك الشخصيتين بعد مرور سنين من انفصالهما ومحاولة الاثنين بداية علاقة من جديد بعد هروب غريفين من بيته والمسؤوليات والحياة التي كان يعيشها مع زوجته وحادثة قتل تتسبب في مارييني في شقتها بوجوده.
الشيء المثير ان غوادر حاول في فلمه هذا أن يجعل المشاهد دون أن يلحظ يخوض تجربة مع العديد من المدارس والحقب السينمائية فأستذكر مشهد مارييني عندما تبدأ الغناء لغريفين في مشهد يُخلد السينما الموسيقية الخمسينية والستينية والولوج إلى المدرسة الهوليودية في فرض حبكة الاثارة والمؤامرة الهيتشكوكية ومزجها مع سينما النوار الكلاسيكية ولا أتناسى إضفاء مزيج ثوري من اللغة التصويرية اللونية المبهرة مع الموسيقية الرائعة لعكس مدى أهمية هذين العنصرين في العمل السينمائي ,, أيضاً لابد لي أن أعود للحديث عن عمل غوادر (منقطع الانفاس) عندما جعل غوادر شخصيته الرئيسية ترتجل مشاهدها من شخصية همفري بوغارت وإظهار مدى التفكك والعشوائية والسطحية التي تكمن في شخوصه في ذلك العمل. هنا غوادر أعاد الكرّة ولكن وجعل شخصية مارييني ( أنا كارينا) في بييرو المجنون وجهاً آخر لشخصية (جين أسبيرغ) في (منقطع الانفاس) تلك الفتاة التي ترى العلاقات من منطلق المصلحة الشخصية والتي تبيح لها التلاعب والتدنيس لسمو العلاقات الإنسانية من أجل الوصول إلى الهدف الذي تضعه أمامها.
الفرنسي جان لوك غوادر لم يتوقف إلى هنا بل استخدم عبارته الشهيرة الساخرة ( كل ماتحتاجه لصنع فيلم ناجح بندقية وفتاة ) وخلق من عمله وجهاً للصنعة الأمريكية لحرب العصابات والقتل وسفك الدماء لإظهار مدى العقم الذي تشغله تلك الزوايا التي ترتكز عليها معظم التجارية من خلال السينما الهوليودية , أيضاً حاول جان لوك غوادر أن يجعل المشاهد في حيرة شديدة لتفهم العمل بشكل الكامل من خلال طريقة سرده للأحداث التي طفت عليها جزئيات من الرمزية ومحاولة تجريد شخصيات عمله في الكثير من الأحيان من استعراض المشاعر أمام الشاشة فكنت تلحظ أن الاعتماد الكلي ليس على القالب الأدائي بقدر ما تشدك تلك الأمور التي تحيط بالشخصيتين الرئيسيتين، وجعل تلك الحيثيات تبرز مدى التعقيدات والتفكك والانغلاقية التي تعيشها شخوصه. وباختصار فإن جان لوك غوادر في (بييرو المجنون) حاول أن يضفي مزيجاً متفرداً للحديث عن جنون السلطة والنفور الذي يعتاث في نفس الفرد فكنت تشهد في كل مشهد من المشاهد لوحة تعكس من زواية مدى انتقاد هذا الصانع للمجتمع والأفراد بشكل أو أخر .. !!
(.. الصدمة .. )

لعل أكثر ما يجعل سينما غوادر ذات انفرادية خاصة هو اعتماده على عدد من التصنيفات السينمائية ومزجها معاً فتلحظ أن خاتمة (بييرو المجنون) لم تختلف بشكل الكبير عن رائعته الأخرى منقطع الانفاس فكلا العملين ارتكزا على موجة أفلام النوار والنهايات الميلودرامية الكئيبة التي تنتهي بموت احد الشخصيات الرئيسية بمعالم ترثى للحالة التي وصلت إليها البشرية وتلك الممارسات التي نخلقها من خلال بحثنا المستمر عن المصالح الذاتية وإشباع الغرائز ونسيان الهدف الرئيسي من تبادل العلاقات الإنسانية بهدف أكثر سمواً وأخلاقية ..


( ,, فيلم يحتوي على كل شيء ,, )

جان لوك غوادر في (بييرو المجنون) رسم لوحة تشكيلية حاول فيها أن يوجز معظم الحقب السينما والتصنيفات الهامة التي مرت على السينما العالمية وضخ تلك الدماء من المفارقات الانسانية من الحب والكره, الغريزة والحسية, العشوائية والمسؤولية, الأخلاقية والسادية, ونقل تلك الحالة من خلال استخدام ثري للاقتباسات الأدبية ونشر اللوحات الفنية على الجدران المحيطة لعوالم شخوصه واستخدام الفلاش باك والحديث مع الكاميرا والمزج بين السرد الحركي المثير والرتم العاطفي الرتيب في قالب ساخر ينقل فيه مدى الاستهتار الذي يقبع في نفوس الافراد وتأثير المجتمع عليها ,, 

( مفهوم سياسي , )
جان لوك غوادر وكعادته خاض جرعة سياسية في عمله وذلك بحديثه عن الدموية التي تعتاشها الأنظمة من خلال طرحه العديد من المسائل الشائكة السياسية مثل الحرب الجزائرية والحرب الفتنامية والقضية اللبنانية وغيرها مصرحاً بمدى غطرسة البشرية وتجردها من إنسانيتها لوصولها إلى مبتغاها ..
أخيراً في الختام (بييرو المجنون) أصفه بالتحفة التي لا مثيل لها، وجعل السينما ذات معالم لاحدود لها في عالم لا منطق فيه تحدها العديد من الألوان المتضاربة في مجتمع يغرق في مفارقات نفوس أفراده .. 

Le mépris 1963

( ألازدراء )


ألاحتقار ( الازدراء) يعد من أنجح الافلام تجارياً للمخرج جان لوك غوادر وفور انتهائي من العمل شعرت ان هذا الفيلم  أمتداد لثلاثيه الشهيرة للأيطالي مايكل انجلو انتونونى ( الكسوف , الليل , المغامره ) والتي تتطرق لخوض تجربه في الحديث عن العلاقات بين الافراد والصمت الانساني والانغلاق على النفس والبرود العاطفي والذي يؤدي بتالي الى عدم مقدرة الافراد على الاتصال بشكل طبيعي مع بعضهم ,  ناهيك عن فقدان النزعه الحسية والشاعرية أمام الافراط والادمان الغريزي او المصالح الشخصية والطموحات الفردية التي تؤدي بجعل العلاقة الرابطة بين الافراد مجرد علاقات لأشباع الفطرة او تبادل المصالح ..!
بأختصار شديد قصة العمل تتحدث عن أنتاج أحد الافلام السينمائية عن ملحمة هوميروس والذي يقدم المخرج الالماني الهام فريتز لانغ دور مخرج العمل الذي يلقى ضغوطات من منتج العمل الامريكي لجعل العمل أكثر رواج من خلال ادخال نوع من الأثارة والمشاهده الساخنه الى مجريات العمل فيقوم ذالك المنتج بطرح عرض على أحد الكتاب الُشبان ليقوم بصياغة النص من جديد لهذا العمل وبلورته بحيث يواكب الصنعة الامريكية التجاريه السطحية والقالب الذي يسترعي انتباه الجماهير ,, ..
جان لوك غوادر وكعادته يضرب على الوتر الحساس ليضع هوليود في قفص الاتهام وتجريدها لمعنى السينما من فن ذو سمات تأمليه هادفة الى مجرد مجموعة من المشاهده المثيره والتي تستطيع ان تجذب الجماهير ومن خلالها يستطيع ان يحصد الاموال ليجعل من السينما مجرد تجاره رأسماليه أخرى ,, أستطيع القول ان معظم اعمال الفرنسي جان لوك غوادر تحمل نفس السمه الرئيسية الساخره من القالب الهوليودي وصنعته السينمائية السطحية وقوالبه الجاهزة المبهرجه للجماهير ومدى عنجهيه تلك الصناعه والجهل الذي يطغى على معظم منتجيها ..


هنا يبدأ جان لوك غوادر في خوض تجربته للولوج الى الشخصيات الاكثر اهمية في العمل وهو الكاتب بول غافل (مايكل بيكلوي) وزوجته كاميلا غافيل (بريدجيت باردو) وفي افتتاحية تعتبر من أكثر الافتتاحيات أبداعاً والتي تظهر فيها كاميلا وزوجها مايكل في السرير عندما تسأله عن أي من جزء من وجهها يحبه اكثر (  انفها , اذناها, فمها ) أم ماذا ..؟ فيجيب زوجها مايكل ان يحب فيها كل شيء ..! تلك الحالة التي فرضها علينا مخرج العمل مع تغليف المشهد بأضاءه داكنه توعز على العلاقة الضبابيه القاتمه بين تلك الشخصيتان التي يملئها الغموض والريبه والشك يحوم حول تساؤل كل من الشخصيتين حول مشاعر الاخر تجاه ..!
غوادر حاول بقدر الامكان ان يجذب الناظر للأنبهار بكل مايحيط بالكاتب وزوجته والجماليه من خلال الالوان والديكورات والاثاث وكأن الزوج والزوجه يقبعان بين تلك القطع  لزخرفة الغرفة فكنت تشهد ان العمل متخم بالالوان الغامقة والزوجان يكملان تلك اللوحة في جلوسهما في عدد من الزوايا والتي تجعل وجودهما يوحي انهما قطعتي اثاث مكملات لتلك الغرف والمنزل ولو لاحظت في عدد من المشاهد البصرية الفائقة الجمالية اعتمد غوادر على جعل مشاهد الزوجين تكاد ان تكون لوحات صامته تعكس جمالية الرؤية الخارجية لحياتهما ولكن يأسر تلك الجمالية اللونية برود وجلافة غامضة تكمن في علاقة الشخصيتان , ..
ولو لاحظتم أيضا  أن  جان لوك غوادر في مقارنه حادة الذكاء استوحى من ملحمة هوميروس نفسها لتكون مراّه لعلاقة الزوجان فأوديسوس ترك زوجته ومحبوبته لسنين من اجل المجد والسلطة وذالك أدى الى اغتصاب واضطهاد زوجته بينيلوبي أثر غيابه من رجاله واما الكاتب لكي يحصل على ذالك العقد وأن يشبع رغباته وطموحته الجامحه تقبل تلك المغازلات والتقرب الواضح من قبل المنتج الامريكي لزوجه التي دعاها ذالك الى أحتقار الزوج في نهاية المطاف والذهب بعيداً مع ذالك المنتج وترك زوجها على الجزيرة وحيداً ,, غوادر حاول بقدر الامكان ان يظهر مدى العجز الذي يطفو في نفسي الكاتب وزوجته ومدى عدم مقدرة اي منهما على تفهم الاخر مع رصد ان مازال هناك مشاعر في روح كل من الزوج والزوجة يحملها كلا منهما للأخر ومع ذالك نرى مع مرور الوقت تلك الهوه الضخمه التي بينهما وتجعل العودة من نقطة البداية أمر مستحيل ,,.


 في النهاية .. لعلي اجد ان تقدير هذا العمل تكمن في تلك المشاهد التي اختطفها غوادر من بريدجيت باردو وتلك اللونيه التي كانت تُحرض الى الغوص في نفوس شخوصه وتُمثل مدى الانحدار في الاخلاقيه الفردية امام الطموحات الشخصيه وان العلاقات الانسانية لم تعد يحدها اي أسس او قوانين تحفظ لكل شخص ولو جزء بسيط من اخلاقياته ومشاعره والتي تؤدي بنهاية الى موت العلاقة وأضمحلالها امام الغايات الشخصية أو البرود العاطفي والممل والتهرب من المسؤوليات  والتي حاول جان لوك غوادر ان يشعر المشاهد بمدى تلك الحالة من الاحتقار والاشمئزاز من تلك الهوه بين النفوس البشرية والذي يجعل العلاقات في المستقبل مجرد أشباع لرغبات خاليه من اي تبادل للمشاعر و المسؤوليات ! .. |  

الأوديسة لهوميروس :
تبدأ الملحمة بنهاية حصار طروادة وبدء عودة المحاربين إلى بيوتهم، لكن بسبب غضب إله البحر بوصيدون على أوديسيوس، تمتلئ رحلته بالمشاكل التي يضعها في طريقه بوصيدون أو بسبب تهور بحارته. يبقى في رحلته مدة عشر سنوات يواجه خلالها الكثير من المخاطر، وطوال هذه الفترة تبقى زوجته بينيلوبي بانتظاره، ممتنعة عن الزواج، رغم العروض الكثيرة التي تتلقاها، خاصة بعد وصول أغلب المحاربين في حرب طروادة ما عدا زوجها. تنتهي الملحمة بوصوله إلى إيثاكا وقيامه بالانتقام من الذين اضطهدوا زوجته بتلك الفترة.


 Bande à part 1964

عصابة من الغرباء ..


التطرق الى أعمال جان لوك غوادر لايقل جمالاً عن مشاهدتها لانه بكل بساطة سينما الفرنسي تجذبك لعيش تفصيلاتهَ في مخيلتك اثناء الولوج للكتابه عنها والتي لاتحتاج الى فئة معينه من المشاهدين والمراجعيين السينمائيين للغوص في الأطاريح المقدمه من خلالها , فتكمن جمالية سينماه بعدة ركائز بداية من بساطتها وشفافيه وشغف شخوصها والجنون الذي يرتسم على أعمالهم واضفاء انفرادية خاصة بجعل السينما دون اي قوانين او أسس في صياغة الاحداث ونقلها امام الشاشة ورسم عدد من الافكار بقالب ساخر ممتع ومثير بذات الوقت ..
عصابة من الغرباء والذي يعتبر من اعمال الموجة الفرنسية الجديده والذي شخصياً أجده من امتع الاعمال التي قدمها الفرنسي واكثرها جاذبية وخفة بذات الوقت , العمل استطيع وصفه بالاستراحة المليئه بالمفاجئات والروح الانسانية والشفافية المطلقة والخيال الجامح والصورة بأجمل تعابيرها وزواياها ..
الفرنسي غوادر طبق أسس الموجة الفرنسية بطرح السهل الممتنع الذي قدمه سابقاً برائعته ( منقطع ألانفاس ) وحاول قدر الامكان صقل شخوصه الرئيسية الثلاث لتكون ذات طابع يحده السذاجه والبرءاه والعاطفة من جهه ومن اخرى الجشع والتمرد والدموية , غوادر حاول قدر الامكان ان يفرض علينا مثلث يكمن في شخوصة الثلاث أودلي (أنا كارينا ) أرثر (كلود بروزير) فرانس (سامي فراي) والعلاقة التي تحدها جزئية بسيطة من الغموض والعاطفة بذات الوقت وتحريض المشاهد لعيش سينما المؤامرة بجل تعابيرها , الفرنسي جان لوك قام بجمع شخوصه الثلاث في احد الغرف الصفية لتعلم اللغة الانجليزية وتحت الحروف الشكسبيرية جعلنا نرى مدى الثورة التي تطغى على نفوس الشبان الثلاث وتلك السذاجه التي تلوح احلامهم ومحاولتهم التمرد على واقعهم الممل فيتفق الثلاث على تكوين عصابة اجرامية لسرقة منزل خالة أوديل التي كانت تمتلك مبلغ كبير في خزنتها الخاصة , المثير حقاً في اعمال غوادر ككل ليس القصة او النص المقدم وحتى لو اردنا ان نتطرق للأداء المقدم في كافة اعمال الفرنسي فلن يسترعيك بشكل الكامل رغم جاذبيته العاليه فقدرة غوادر تكمن في جعل اي نص سينمائي مهما كانت البساطه التي تحده ذو معالم تحمل عدد من الرمزيات المبهره للمشاهد .


العمل ولو استطعنا ان نصفها بالفكره الجنونية التي تفرض علينا من خلال تقديمها فن الجريمه بقالب الاثاره الهوليودي والذي يطفو عليه جزء من القالب الساخر الكوميدي والدراما الرومنسية الرائعه , أوديل وارثر وفرانس كانت تجمع بينهم علاقة شائكة فسخرية الاقدار تجعل كل منهم معجب بالاخر وتسهب في فتح الباب لثورة التي تقدمها تلك العصابة والتي حاول الفرنسي غوادر ان يرسمها بالماركة الامريكية وتطبيقها بقالب ساخر ويجده جزء من الوهم والخيال الجامح فأستذكر المشهد الاخير عند اطلاق النار على فرانس فيظهر المشهد بشكل مثير للغرابه ويحمل دعابه بعكس مشهد اطلاق النار في البداية الذي قام به ارثر وفرانس ليمثلو كيفية قيامهم بعملية السطو والذي تجده واقعي وهنا تظهر مدى العلامه التي يبرزها غوادر من خلال أضفاء نقله نوعية من خلال جعل الواقع المحض صورة من صور الخيال والوهم وخلق تلك الحالة المتفرده التي تجعل السينما دون اي حدود عقلانية أو طريقة سرد تقليديه ,,


ايضاً أستطيع ان اضيف ان العمل حمل مشهدين يعتبران في يوماً هذا من اهم المشاهد في السينما الفرنسية خاصة والعالمية عامه بداية من مشهد الرقص الجنوني في المقهى على الحان الجاز والذي يجمع اوديل وارثر وفرانس في رقصه جنونية بحق والتي قدمها غوادر ليجمع مابين الجنون والمتعه والشغف والتمرد حتى على النص السينمائي المقدم من خلال تعريضنا لموسيقى الجاز تاره واخرى لصوت الراوي الذي يسرد لنا الافكارالتي تبطن كل شخصية من الشخوص الثلاث وتلك الثورة الفكرية التي حاول ان تطغى على معالم تلك الفئه الشابه التي تأثرت بالمجتمعات الاخرى وبثقافتها وبموسيقها من خلال فكرة تعلم اللغة الانجليزية والرواية الشكسبيرية واخيراً الرقص على الحان الجاز ,, مشهد المقهى الراقص وسرد الافكار من خلال راوي تم تقديمه  في العديد من الاعمال الهامه السينمائية ومنها رائعة كوانتين تارنتينو ( لب الخيال ) والكل يستذكر المشهد الراقص الشهير في البار والفيلم الفرنسي (أميلي) لجان بيري جانيت ,
اما المشهد الثاني كان مشهد محاولة الثلاثي كسر الرقم القياسي في التجول في متحف اللوفر في أقصر وقت من خلال الامساك بأيدي بعضهم والركض في ممرات المتحف ضاربين بكافة القوانين والانظمة وكاسرين الحالة التي وجد من اجلها احد اهم متاحف العالم وتم استعراض المشهد في فيلم (الحالمون) لبراندو بيرتشوليتشي لتخليد المشهد ولفرض كسر الحاجز والتقاليد التي لطالما اعتاشها اولائك الفئة المراهقة ..

أستطيع في الختام أصف عصابة من الغرباء بلوحة السينمائية ذات المعالم الاكثر جنوناً وشفافيه ومتعه منقطعة النظير ناهيك عن الخطوط الواضحة المعالم عن كسر الحدود التي تأسر خيال وجنون الشبان وتأثرهم بلمجريات التي تحيطهم ومحاولة جدية للولوج لسخرية العواطف والاحاسيس الانسانية وسر الاختيارات الفردية وتقديم عمل يضع فن المؤامره والجريمة بين قضبان الدعابة والجنون لسينما الغوادريه التي جعلت من السينما صورة من صور جنون الخيال الانساني ..  


First Name: Carmen 1983

(الاسم ألاول كارمن ,, )


الفيلم الحائز على أسد فينيسا الذهبي والذي يعتبر من اكثر الافلام المثيره للجدل للفرنسي جان لوك غوادر ,,
المتتبع لأعمال الفرنسي جان لوك غوادر سيجد انه يحاول بقدر الامكان ان يرصد تلك المنهجية الناقدة لسينما التجارية وجر كافة الصناع السينمائيين الى السير ضمن منهج الشركات الانتاجية وفكرة الربح من خلال السينما , غوادر قدم فيلم عباره عن لوحة متشابكة تجعلك تضيع بين رمزياتها وعبثيتها والعشوائية المقدمه من خلا اسرودتها ولا اتناسى الحرفيه في تقديم القالب الشاعري والعاطفي في كافة أعمالة ..


الفرنسي قام باداء احد أدوار هذا العمل بشكل شخصي ليقدم شخصية مخرج قد عزل نفسه في احد المصحات النفسية أحتجاجاً على الوضاعة التي وصلت اليها الصناعه السينمائية وتحكم الشركات الانتاجية فيها وهنا تظهر (كارمن) لتطلب منه اي يعيرها مفاتيح بيته لكي تقوم هيا ومجموعة طلابية بسطو على احد المصارف لكي تستطيع تحمل تكلفة انتاج عمل سينمائي ستقوم بأخراجه وهناك تصتطدم بأحد حراس الفندق الذي يقوم بتقييدها معه وبتالي يحدث علاقة غريبه المعالم تفتح العديد من التساؤلات والمفارقات الانسانية ,, غوادر في هذا العمل يكثف المشاهد المتدخله ويحاول جعل السرد يحتاج الى التركيز لشدة التقطيع والقفز واضفاء مشاهد خارجية منها مشاهد ارتطام امواج البحر بالشاطىء ومحاولة مجموعة من الملحنين عزف احد معزوفات بيتهوفن , الحقيقة الواضحة ان غوادر حاول ان يبحث في تلك الحالة التي جعلت من الفنانين غير قادرين على صناعه السينما الهامه بسبب العقبات المادية والولوج الى العديد من المصطلحات التي تحيط بعلاقة كل من كارمن وذالك الحارس التي تبدأ من خلال الدماء واطلاق النيران وتنتهي ايضاُ بموت كارمن وانتهاء اي معالم في حاله من الثورة الفكرية والثقافيه وتصعيد الفكره لكي تضع جدليات منها فقدان الاتصال الانساني بين الفرد والفرد التي  تخلقه المصالح والماده واللاهوت النسائي والصراع الانساني الماركسي والاتصال من خلال الغرائز الجنسية والتي تجعل القيم والاخلاقيات والفكر الثقافي والابداعي مجرد رمزيات كتلك المعزوفة البتهوفينه التي تعزف طيلة فترات العمل ...
سيتم أكمال أستعراض أهم اعمال المخرج في الجزء الثاني للمراجعة ,, 
 

السبت، 5 مايو 2012

The English Patient 1996


أين تقع تلك النقطة في ذاتي والتي تشغل صفة المفارقات التي تكمن في نفسي ..! ... الى متى ,,؟
الى متى تلك الانكماشيه تعاث بأجسادنا وتصهر أمالنا وتحطم كل مايجول في داخلنا وتعصف بها .. ,,  وتجعل من طموحاتنا مُجرد خترفات طفوليه ,,
 الى متى سوف تبقى تدق دقائق حياتنا في هذه الدنيا وكلما أستمرت شعرنا بضبابيه تُهشم ماتُحيط بعالمنا ,,!
\
الطبيعة البشرية تستحق ان نخوض تجربة دقيقة في عالمها المجهول والخنفشاريات الرثائيه التي تجردها من أبرز معالمها , لطالما اثارني مفترق الطرق بين ثلاث جدليات , الاولى : القدرية التي لايمكننا الا الرضوخ لسخريتها , والثانية :الفطرة الغريزة التي تجمع مابين رغباتنا الشهوانية ومشاعرنا الحسية ,, واخيراً الثالثة :  التقاليد والافكار والعقائدية المروسة لنا والتي تحدد لنا مسار حياتنا وتمثل الفارق مابين السادية والسامية السلبية والايجابية لذاتنا ,, الشيء الابرز اننا كبشر لانستطيع الا ان نلحظ مدى انشقاقنا بين تلك الثلاث جدليات فلو امتلكنا احدها دون الاخرى لما وصفنا بأكرم مخلوقات الله عز وجل ,, فلو حاولنا الولوج الى طبيعية البشر لوجدنا انها الاكثر أعجازية وغموض على وجة الكون ومن العبثيه ان نقيمها ضمن عدد من القواعد والبراهين مما يجعل وصف الذات الانسانية لغز الى نهاية وجوديتنا على هذه الارض , ,,
أستذكر انني في طفولتي كنت عندما اغضب من والدي بشدة اقوم بالذهاب الى غرفتي وأختار احد الزوايا فيها وانكمش على نفسي واكتم انفاسي واقوم بتغطية كافة جسدي بأحد الاغطية واسكن لساعات هناك لأستعادة شريط حياتي في مخيلتي جاعلن الظلام منزلي والعزلة موطني وألذكريات تحتضني بشده حتى اني عندما كنت اخرج من تحت الاغطية أشعر بأني كُدت اختنق بأنفاسي وجبيني سوف ينفجر من غيضي في لحظتها كم كنت أشعر بغضب يتملكني وحالة عصية ترهقني ولكني ما كنت اسمع اسمي يدق جدران منزلنا كنت أشعر انني عدت من الضياع والظلمه التي كنت افرضها على نفسي واقفز راكضاً ملبي صاحب النداء وكأن الحياه تسحبني من جديد الى أروقتها بشتى العابها المحرمة التي تضع الفرد في مفترقاتها ,
 في الوقت الحالي عندما انظر الى تلك الذكرى الطفوليه أجد انها تحقق احد الافكار الجدلية في كونية البشر فبتأكيد ان بداية كل فرد كُنت في عزلة خانقة منكمش على نفسك في رحم والدتك ومع انه تلك الفتره لايمكن لأي انسان ان يستذكر لحظاتها الا اننا بفطرية غامضة تجدنا نستعيدها وبمجرد ان مالت الحياه لنا نقوم بلا وعي بالعوده الى العزلة التي بدأنا منها والعيش في ظلام لبعث الروح في مخاوفنا ..! والتصريح بأننا لم نعد نود استكمال رحلتنا فيها ..!
الانسان مجرد مجموعة من المفارقات التي اجدها الصفة الاكثر قيمة في الطبيعية البشرية ومع اختلاف البيئه والاديان والافكار التي تصدح بحياتنا تبقى الصفة المحركة لنا هيا ألمشاعر والاحاسيس التي نعتاشها في هذه الحياه والتي تكسبنا جزءية من شخصياتنا والتي تُمثل سحر خاص في عالمنا , لكل نفس بشرية مجموعة من المحطات التي تسير حياتها وممكن ان تزيحه عن المحطة التي كان يظن انه سيصلها في يوم ما , أجد شخصياً أن ازواجية الجنس البشري تمثلها مدى العجز والخوف والضعف التي يتملكنا, فلو افترضنا ان رغباتنا في وجودية الاخرين في عالمنا تكمن في صراعنا الدائم مع العزلة والاّلام التي أعتشنها ولذا تجدنا عند افتقاد شخص قريب منا نعزل انفسنا ونصدح بوحدتنا لكي نتناسى مافقدانه بشتى الاحوال او نتمسك بتلك الذكريات التي صفت في مخيلتنا اثناء لقياها ,,



"و لذا عليك أن تعيشها كلحظة مهددة، أن تعي أن اللذة نهب، و الفرح نهب، و الحب.. و كل الأشياء الجميلة، لا يمكن أن تكون إلا مسروقة من الحياة، أو من الآخرين.. فالمرء لا يبلغ المتعة إلا سارقاً في انتظار أن يأتي الموت و يجردهُ من كل ما سطا عليه "|  أحلام مستغانمي , ,,
( أما ان تخضع للموت ... لأنك نظرت لما ليس من حقك ان تنظر اليه..  أو ان تقتل زوجي الذي جلب لي العار..  وتصبح ملكاً مكانه ..  )
في المشهد الافتتاحي (للمريض ألانجليزي ) تشهد مجموعة من الرسومات التي تجسد افراد يتراقصون على رمال الصحراء وبعدها تشهد بظل يتهادى من الاعلى لِيكون شكل طائره على الرمال أيضاً ,, لتشكل اول تعابير التأملية للمخرج البريطاني ( أنتوني منغيلا) في علامة بارزة لتلك الحقيقة اننا في حالة من البحث في الرمزية والتاريخ والجنس البشري والقاء الظلال على أتساع رمال الصحراء على المجهول التي يقبع في انفرادية وازواجية النفس البشرية , فلو القينا الضوء على سر التقاء شخصيات العمل للحظنا ان مخرج الفيلم تعمد بشكل ما ان يظهر مدى الاختلاف في هوياتهم وجنسياتهم وحتى معتقداتهم واديانهم فلكونت لزلو دي الماشي ( رالف فينس ) كان هنغاري الجنسية والزوجان كريستين وجيفري (كريستن سكوت توماس , كولن فيرث ) بريطانيان والممرضة هانا (جولييت بينوش ) كندية الجنسية والتي تربطها علاقة في منتصف الفيلم بشخص هندي بوذي الديانه وأما احداث العمل تنقسم الى جزئيتان احداها في القاهره والثانية في ايطاليا , وتلك الثيمة الابرز لما أود اثارتها في نفسي في طور التسلسلي الحدثي الذي سأخوضه بعرض جدلية اهم مشاهد العمل والتي تبرز لما يعد هذا العمل واحد من اهم ماقدمة السينما العالمية في التسعينات ..
أنطلق من مسمى الفيلم والذي هو ذاته اسم الرواية الاصلية لـِ (مايكي اونداتجي) فبين كل تلك الجنسيات والامكان المختلفة التي ترصد العمل وبين مسماه الساخر الذي يجعل الكونت الهنغاري لزلو دي الماشي كمريض انجليزي بعد سقوط طائرته في الصحراء في اثناء الحرب العالمية الثانية والمفارقة تكمن في الدائره الدرامية التي حاول انتوني منغيلا ان يسردها بطابع تقسيم الاحداث الى جزئين في جزءها الاول تحدث في الحاضر عند اعتناء الممرضة هانا بذالك المريض المشوه الوجه والجسد وفي حاله جسدية تجعل استمراره في الحياه امر صعب للغايه ومن جهه اخرى تلك الذكريات التي كانت تداعب المريض والتي تسرد قصة علاقة المريض (الكونت الماشي ) و (زوجة جيفري كريستين) والتي اوصلته الى ماألت اليه الامور ..!
لعلي من خلال مشاهدتي لهذا العمل للعديد من المرات يجعلني أجزم انه من الاعمال ذات قيمة فنية عاليه جداً فنحن لسنا ضمن حالة من الحب والخيانه والفقدان فقط كما يذكرها العديد من المراجعين عن العمل بل نحن في تجربة نرجسية ومرثية مؤلمة تبرز المفارقات التي تكمن في النفس البشرية وازدواجية الذات  وتصعيد كوكبة من المفاهيم ومنها البحث عن السلام والعزلة والانكماش على الذات عن الفقدان والانتماء بمعنى فلسفي ذو افق لاتعني الاقتران بالمكان بل بالانسان ..!


انتوني منغيلا جعلنا نشهد ملحمة صراع بين كوكبة من البشر متعددي الجنسيات والهويات والاديان تتلاعب فيهم سخرية الاقدار وسوء الاختيارات والأستجابة لسحر شهواتهم ومفترق احاسيسهم وجلافة مسؤولياتهم ومعتقداتهم المروسة لعالمهم , في احد المشاهد عندما يلتقي الكونت الماشي وكرستين في احد الفنادق يقدم لنا احد اهم حوارات العمل , عندما تقوم كرستين بسؤال  الكونت الماشي بأسعد لحظات حياته ؟؟ فيقوم بالاجابة ؟ (الان) لتعاود سؤاله عن أتعس لحظات حياته فيعيد ذات الاجابة (الان) في حلقة مفرغة تمثل مدى سخرية المشاعر والاحاسيس الانسانية وتأثرها بالمعتقدات الاخلاقية للفرد , ليكتمل المشهد بسؤال اخر من الكونت الماشي الى كرستين ويسألهَ عن الامر الذي تكرهه  ؟؟ فتجيب (الخيانه) لتبادله نفس السؤال ليجيب (الملكية) ..!
لو نظرنا بشتى الاشكال لأجابات الشخصيتين سنجده بمثابه المفارقة في نفسيهما لانه كريستين تكره الخيانه ومع ذالك تقوم بخيانة زوجها والكونت لايحب الامتلاك ومع ذالك في مشاهد كثيره كنت تشعر انه يحاول امتلاك كريستين للحفاظ على وجوديتها في حياته , الانتقال في المفارقات التي وضعها انتوني منغيلا بالعمل لمنعطف الالتزام التربوي الاخلاقي والنشاءه من جهه والاخرى المشاعر والاحاسيس والرغبات الفطرية من جهه اخرى كانت تصدح في كافة احداث العمل فأستذكر طلب الكونت من زوج كريستين ان يقوم بأخذها معه عندما اراد زيارة احد المدن الافريقية وان لايبقيها وحيده هنا معه ومع فريقه كان بمثابة رمزية تدل على محاوله الكونت أن يجهض تلك الرغبات والاحاسيس التي تنسل في جسده والتي تتنافى من الاخلاقيات التي نشأ في كنفها ,
كما ذكرت سابقاً فالعمل بمثابة دراسة مستحثه للمفارقات الذات الانسانية والتي تلونت بطابع الميلودرامية الشاعرية في ظل كوكبة من احاسيس الفقدان والتي تؤدي الى العزلة والتي عبرت عنها بشكل دقيق شخصية هانا والتي قدمت دورها الفرنسية الأخاذه جولييت بينوش بكل احترافية,,  هانا عبرت عن البراءه والعطف الانساني وكانت تبرز ايضاً الجانب السامي في الانسانية , هانا التي تفقد خطيبها الذي لقى حتفه في احد المعارك لِتقوم بنقل المريض (الكونت الماشي ) الى كنيسة قديمة في احد المدن الايطالية وكأن هانا تقوم بعزل نفسها وتعيش وحيده مع ألّمها الخاص وتبدأ من جديد واثير تلك الحالة من خلال قيام هانا بالاستحمام وقص شعرها ومحاولة الهرب من واقعها المرير عبر الاعتناء بذالك المريض الغريب والذي أجد انه العلاقة بينه وبين هانا مثلت نوع اخر من الحب بطريقة غزلية انسانية التعابير ففي احد المشاهد يقوم كارفاجيو (وليم دافو) والذي ظهر في منتصف احداث العمل ليوجز ان الحياه هيا سلسلة تترابط معاً من خلال شخوصها , فيقوم كارفيجو بسؤال هانا  ( هل تعشقين مريضك ..؟؟  ,, انه ليس بالملائكية التي تظنينها ) فتقوم بأجابته (  انني  لا اعشقه , بل أعشق الاشباح , التي هو يعشقها أيضا ..!)  وتلك كانت رسالة واضحة تتفجر فيها مدى الغربه التي تعتاشها كافة شخصيات العمل من خلال الفقدان ومخاوفها الذاتية من العزلة والوحده التي تعقب مشاعر الفقدان ولو نظرتم بشكل مكثف لوجدتم ان كافة شخوص العمل عانت من الفقدان بشكل او اخر ,,


 أيضا في سلسلة الاحداث المستمره التي تضع البشرية كأداه لعلامات الاستفهام يقوم مخرج العمل بخلق علاقتيني منفصلتين الاولى بين الكونت الماشي وكرستيين والثانية بين هانا والضابط الهندي , وأنني شخصياً أجد ان العلاقتان هما بمثابة مراه تعكس الاولى وجه الثانية , فلعامل الاخلاقي والمسؤوليات جعلت كريستين تبعتد عن الكونت الماشي وتصده في الاولى وفي الثانية الواجب الاخلاقي يجعل الضابط الهندي يترك هانا بين اختيار البقاء مع رماد الذكريات وركام الالام ومريضها او ان تتبع مشاعرها واحاسيسها وثورتها الشخصية ,
-- دعوني اتطرق الى الخاتمه التي اضعها ضمن اجمل المشاهد التي سوف تستذكرها السينما طويلاً وتلك الرسالة التي تركتها كريستين للكونت الماشي والتي اجدها عبرت عن كافة الجوانب التي أرتسمت في العمل :
\\\..عزيزي أنا في إنتظارك , كم تطول الأيام في الظلام؟ و الأسابيع؟ الضوء إنطفىء الآن .  وأشعر ببرد رهيب , يجب علي بحق أن أسحب نفسي إلى الخارج , لكن ستكون هناك الشمس ,وأخشى أن أهدر الضوء ...على الرسم وكتابة هذه الكلمات ,نحن نموت , نموت , نموت ونحن أغنياء بالحب والأهل , المذاق الذي تذوقناه , الأجساد التي تكونا بها , ونسبح في الأعلى كالأنهار , الخوف الذي نختبئ بداخلهمثل هذا الكهف التعس , أريد كل هذه العلامات على جسدي , نحن البلدان الحقيقية , وليس الحدود المرسومة على الخرائط , أسماء الرجال الأقوياء ,أعرف بأنك ستأتي وتحملني للخارج إلى قصر الرياح , هذا كل ما أردت ,أن أسير في مكان كهذا معك , مع الأصدقاء ,أرض بلا خرائط , الضوء قد نفذ ..وأنا أكتب ...في الظلام ... \\\
في تلك الرساله انتوني منغيلا يرسم مدى العجز والمخاوف التي تسكن في نفس البشر ومدى المفارقات التي تتلاعب بشخوصهم وتلك الحالة التي تقبع في نفوسهم , فلبشرية لاتسطيع ان ترمز لها بلون الابيض الناصع ولا بلون الاسود الداكن ..؟  البشرية حالة لايمكن لعقولنا الضحله ان تفهمها بشكل الكامل فهي مجرد مجموعة من المفارقات التي  نعتاشها طيله ايام وجودنا نغرق فيها ضمن عبثية مشاعرنا وجدلية اخلاقيتنا والعيش في نفق ظلمة اقدرانا , فنحن كما ذكرت كريستين نقوم برسم تاريخنا من ألاّلم والحب والايمان , ونبرز مدى انتماءنا لمن نبث فيهم جزء من مشاعرنا , فلاحدود أو خرائط او حتى لغات أوأديان تعبر عن مايمثله مسمى الانسان ..


بأختصار " المريض الانجليزي " لغة تستحضرها المشاعر والاحاسيس والبحث عن الانتماء من خلال الاخرين في عزلة تنهش الانفس في مرثية للفقدان وعالم من مفارقات ذاتنا كأنسان .. !
على المستوى التقني , شخصياً ارى ان العمل قدم بقالب اخراجي رائع وأداء أسطوري ونص وحوارات ممتازة ناهيك عن الموسيقى التصويرية الأخاذة ,,
 
تحرير : عبدالرحمن الخوالدة

الأربعاء، 2 مايو 2012

Flash back - مشاهداتي,

  Kolja 1996
كوليا * الفيلم التشيكي الحائز على جائزة الاوسكار لفئة أفضل فيلم اجنبي ,
لطالما راقتني الاعمال التي تجعل من شخصية الفرد تعرض نظرة بسيطة عن مجتمع ودولة بكامل , لوك (Zdenek Sverák) عازف التشيلو السابق في الاوركسترا الوطنية شخصية غير مسؤولة مطلقاً ويصوره المخرج برجل الذي يبحث عن المتعه مع النساء رغم عمره الذي يتجاوز الخمسين عام والذي يعمل مع فرقة موسيقية متخصصة في الجنازات فتحدث مفارقة تقلب حياه لوك عندما يعرض عليه احد الاصدقاء ان يتزوج شابه جميله روسية بصورة شكليه لتحصل على الجنسية التشيكية وهنا تحدث المفارقة بهرب زوجته الروسية الى المانيا الغربية والتي كانت في حالة حرب مع روسيا اثناء الحرب العالمية الثانية , لوك والذي مثل الدولة التشيكية بالفراغ الذي تعتاشه والضياع في اركان مجتمعه وتأثرة بالحرب الضارية بين الالمان والروس ومحاولة الهيمنه الشيوعية على تلك الدولة عسكرياً وفكرياً والتي مثلت فيها الزوجه تلك الفكرة , مخرج العمل ( جان سفيرك ) في منتصف العمل حاول ان يروض شخصية لوك من خلال الطفل (كوليا ) الروسي ابن زوجته الهاربة الذي لايزيد عمره عن خمس سنوات والذي صعُب على لوك التعامل معه نظراً لأختلاف اللغة بين الاثنان وطريقة عيش لوك , هنا تحدث المفارقة الدافئة الملئه بالعواطف والمشاعر الانسانية عندما يجد لوك نفسه وهويته من خلال طفل روسي غريب فتجد تلك المشاهد التي تحمل جزء بسيط من الكوميديا الهادئة والافكار الهادفة التي تبيح ان يمكن ان يجد تلك النقطة التي تغير معالم نفسه وتسيره ليكون جزء هام في المجتمع وتروض جنوحه وفشله الذاتي والتي يمكن ان تنطبق على المجتمع التشيكي الذي كان مجرد دوله ترضخ لدولة الروسية والأيدلوجية الشيوعية .
, لعلي اجد ان العلاقة بين لوك وكوليا كانت من اجمل العلاقات ذات المعالم السامية والتي تصرح بأن الانسانية رغم عدم التفهم والتفاهم تبقى تمتلك حس اخلاقي وانساني عالي , ورسم تلك الموجة من الحنان العارم الذي تمزجة الموسيقى الراقية الملقاه عبر العديد من مشاهد العمل , فلو فرضنا ان لوك الذي يعزف في دار للجنازات يعبر عن موت الحياه في الفرد التشيكي بسبب الاضطهاد والرضوخ للشيوعية فكوليا كان النفحة الملائكية التي جعلت هذا الشخص يعود من جديد الى قدسية احاسيسة ويجد انه قادر على تقديم الكثير للأخرين ,, العمل رغم بساطته ومدته القصيره الا انه يرسم لك كوكبة من المعاني الجد معبرة والتي في نهايته تجد ان الانسانية لاتعنى اللغة والموطن والفكر بل هيا الارتباط بالاخرين وايجاد عالمك من خلالهم ومحاولة تقديم المساعدة لهم دون مقابل , فيلم جميل ,,
4/5

Mediterraneo 1991
 البحر الابيض المتوسط - الفيلم الحائز على جائزة الاوسكار عن فئة افضل فيلم اجنبي ,
السينما الايطالية لايمكن ان تنافسها اي سينما اخرى بتلك الكوكبة من العواطف والحنين والدفء الذي يرتشف منه المشاهد برونق البساطة والجمالية لتلك السينما ومنحنايتها , البحر الابيض المتوسط للمخرج الايطالي غابرييل سليفادور صنع لوحة ساخرة كوميدية تسرد قصة مجموعة من الجنود الايطالين الذي يذهبون في مهمه الى احد الجزر النائيه اليونانية وهناك يجدون انفسهم في جزيره لاتحتوي الا على الاطفال والعواجيز والنساء لدخول القوات الالمانية على الجزيره قبلهم والقبض على كافة الرجال هناك فيصبح تلك الكوكبة من الجنود الذين انفصلو تماماً عن اتصالهم بقيادتهم الايطاليه من قوات معادية الى مجموعة حامية تحتاجها تلك الفئة من البشر الذي يحيون ببساطة وجمالية شديدة , العمل بمثابه حلم بعيد المنال في زمن الحروب والقتل والبشاعه الدموية لتجد نفسك معزول في جزيره ملئه بالفاتنات وشتى سبل المتعه في الحياه , لتكسر تلك الحواجز بين تلك الفرقة واهل الجزيرة وتصبح الجزيرة اليونانيه تعبر بشكل او اخر عن الوطن الذي لطالما تمناه الايطاليون , العمل يسرد بشكل بسيط جداً وبطابع كوميدي بسيط ولكنك تشعر انك تسحر بتلك الايقونات الانسانية الحسية في مراحل العمل فتشهد الحنين الى الوطن والحب بأجمل لحظاته والصداقة بمعناها الرقيق , ناهيك عن الولوج الى تلك الخواتم المختومة بالماركة الايطالية التي تجعلك تشعر بحسرة ورثاء عارم يسكن المجتمع الايطالي الذي لم يعد يمتلك تلك البساطة والانسانية الساحره التي لقاها الجنود في تلك الجزيرة , فيلم استطيع القول ان عباره عن حلم مليء بالمشاعر الجياشه ,,
4/5

Salinui chueok 2003
 مذكرات من جريمة
السينما الاسيوية عامه والكورية بشكل خاص اصبحت ضمن اهم السينمات بي ألاونه الاخيره والتي استطاعت ان تعبر عن الضياع الانساني للفرد وشذوذ الافكار والولوج الى الغريزة الفطرية من خلال  الاشباع الجنسي والمؤدي الى بروز ظلمة الافكار الانسانية  , الشيء البارز في العمل الكوري مذكرات من جريمة ليس النص وخوض فن الاثاره والتحقيقات والجريمة مع انني وجدته قُدم بشكل ممتاز , لكني في حين مشاهدتي للعمل وتلك النظرة التي يجبرك مخرج العمل (جون هو بونغ ) ان تلمسها من البساطة والسذاجة التي ترتكز عليها كافة اركان المجتمع الكوري في الفتره المقترن فيها تلك الجرائم المتسلسله هو اثارة قضية الاختلال التي جعلت من كوريا دولة من مجتمع جاهل بشكل تام الى احد الدول الاكثر تطوراً في يوماً هذا لااعلم لما تلك الفكرة استحضرت في نفسي فلو نظرنا الى ان الاضطهاد الذي يعيشه اي مجتمع يمكن ان يسيره الى اتجاهين اما الى الغوغائية والوحشية والضياع مثل شخصية القاتل او الى التطور والتقدم وسد تلك السذاجة التي اعتاشها افراد المجتمع والتي أبرزت الحال التي تشهد عليه كوريا , استطيع ان اضيف ان العمل يمكنك ان تفصله الى جزئيين الاول يثير نقطة الجهل والعبثية التي يعتاشها المجتمع الكوري بطابع ساخر ولكن وتشهد أيضاً البساطة والانسانية التي تعاث اركان الفرد هناك واما المفصلية الثانيه كانت تدق باب الاستعراض الدموي والمثير وفن الجريمة بأبهى صورة والولوج الى نهاية ساحره مؤثره وجدتها من اجمل الخواتم في الالفية الاخيره واكثرها منطقية ومن خلالها تثير العديد من التساؤلات حول ذاتية الفرد وتغير ابرز افكاره ومعتقداته ,,
فيلم انصح به كافة المشاهدين ,,
4.5/5

الثلاثاء، 1 مايو 2012

Kaidan 1964 - فيلم الرعب الياباني


 من فترة وانا دائم البحث عن الكلاسيكات الاسيوية الهامه والبارزة وذات الصيت في السينما العالمية وكانت وقفتي على العمل الياباني المرشح لأوسكار افضل فيلم اجنبي والذي حصد الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي ورشح لسعقة الذهبية . أصدقكم القول ان اختياري لهذا العمل لم يأتي عن عبثية بل لسببين بارزين الاول هو اني اردت دخول عالم المخرج الياباني الهام ماساكي كوبايشي صاحب الثلاثية المعروفة (The Human Condition) والتي سيكون لي وقفه معها في القريب العاجل بأذن الله , واما السبب الثاني هو بحثي المستمر عن كلاسيكيات اسيوية من صنف سينما الرعب بعد مشاهدتي لرائعة اليابانية التي انتجت في ذات عام فيلمنا هذا (Onibaba) ,, لن اطيل الحديث عن فيلم كويدان لماساكي كوبابيشي لان العمل لايحتاج الى تلك الكوكبة من الحروف المنمقة لوصف الاهزوجة الرائعة التي رسمها مخرج العمل ليجعل من ( كويدان ) رحلة تمزج مابين الرعب والدراما والفنتازيا والرومانسية في اربع قصص مقتصة من اساطير الحضارة اليابانية العريقة , المخرج الياباني ماساكي جعلني أتيقن ان الاسيوين هم اباطرة الصورة بل ان السينمات الاخرى لن تصل الى المستوى التقني الصوري المبهر الذي قدمه الاسيوين في كافة الحقب , فمن الجدير بذكر ان تصوير العمل تم بلكامل داخل الاستوديوهات ومع ذالك اُجبرت أن أقف احتراماً لتلك الكوكبة من المشاهد العظيمة ذات اللونية المبهره للأنظار وتداعب المشاهد بشكل منقطع النظير بـِ الاضاءه والظلال واستخدام ثري لزوايا الكاميرا , ماساكي قدم درس هائل في الصورة وجعل من سينماه عبارة عن لوحات زيتية مزركشة بكافة الالوان ناهيك عن براعة الصانع في أضفاء الرعب من خلال الاجواء التي تحيط شخوص العمل واستخدام الموسيقى التصويرية بمثالية مطلقة لتحفيز المشاهد واضافة جو من التوتر العام على كافة قصص العمل الاربع , لعلي كما ذكرت من العبثية التحدث عن قصص العمل لانها بطابع بسيط جميل ممتع للغايه ومع ان الفيلم يتجاوز الساعتين والنصف الا انك لا تشعر بالوقت اثناء مشاهدته ..


القصص الاربع المستوحاه من اساطير يابانية كانت معنونه لكل قصة بشكل منفصل : ( ذات الشعر الاسود ) ( فتاه الثلج ) ( هيوتشي بدون أذنين ) (في فنجان الشاي) ... لقد ذكرت سابقاً انني لن اخوض الحديث عن تسلسل احداث القصص الاربع ولكن يجب ان اثير اعجابي بمخرج العمل الذي قدم كل قصه بطابع تصنيفي مغاير فكانت اللوحة الاولى بطابع الدراما الانسانية والثانية ذات معالم رومانسية رائعه والتي عشقت الحالة البسيطة من معاني الحب فيها وكانت الثالثة تلوح بأفق ينتقد جنوح البشر وجنونهم المؤدي الى القتل والحروب , اما الاخيره فكانت بطابع الرعب الساخر والغموض والجدير بذكر ان اجواء القلق والتوتر الرعبي كانت صفة عامه بكافة اللوحات الأربع ,,
أخيراً , أصف ( كويدان ) بواحده من اجمل المشاهدات الرعبية على الاطلاق لو حق لي وصفه بفيلم رعب لأني وجدت ان العمل كانت عباره عن معرض فني تتباهى فيه الالوان والرسومات الزيتية , ماهيك عن الاستعراض النصي والادائي والاخراجي الرائع مما يجعلني اضع اعمال ماساكي كوبايشي ضمن اقرب فتره زمنية لجدولة مشاهدتي . عمل بديع انصح بمشاهدته |
4.5/5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا