The Flowers of War - باقة من المشاعر ألانسانية في زمن الدموية .. !
تحرير : عبدالرحمن الخوالدة
لطالما كنت أود الحديث عن المخرج الصيني الرائع زانغ ييمو وتلك التجارب التي أختنق بعطوافها أثناء متابعتي لِجُل أعمالة , زانغ ييمو وأحد من أكثر المُخرجين الذين يستطيعون الوصول الى أدق التفاصيل الحياتية لِشخصياته ومداعبةَ المشاهد بكوكبه من المشاهد التصويرية ألخلابة والتي ترسم أجمل اّيات الحب والعطف والُشرف والعديد من المفترقات السامية التي تتجلى لها ألاذهان .
لطالما كنت أود الحديث عن المخرج الصيني الرائع زانغ ييمو وتلك التجارب التي أختنق بعطوافها أثناء متابعتي لِجُل أعمالة , زانغ ييمو وأحد من أكثر المُخرجين الذين يستطيعون الوصول الى أدق التفاصيل الحياتية لِشخصياته ومداعبةَ المشاهد بكوكبه من المشاهد التصويرية ألخلابة والتي ترسم أجمل اّيات الحب والعطف والُشرف والعديد من المفترقات السامية التي تتجلى لها ألاذهان .
زانغ ييمو لطالما وجدته من المخرجين الذين يثبتون أن السينما مراّه لواقع المشاعر الانسانية وضرب بِحدود العقل والمنطق والولوج الى التدقيق في ألجانب العاطفي الرتيب .. , لعلي وأنا أشاهد أخر أعمال زانغ ييمو والذي قدمه في هذا العام بأسم (The Flowers of War ) "زهورالحرب" كنت أثق أنني سأخرج راضي تماماً عما سوف أشاهده أن لم يكن فنياً فسوف يكون على الصعيد التقني لما تمتلكة سينما هذا الصانع من صورة جذابة ولونية مبهره واستخدام ثري للمكياج والملابس والمؤثرات الصوتية والتصويرية وطبعاً كنت على ألميعاد فَـ ييمو قدم واحده من أجمل الرسومات ألابداعية بلغة الصورة والصوت وانحناءات الكاميرا ومشاهد الكلوز اب وغيرها من التأثيرات الفعالة في تقديم عملة ,,
في زهورالحرب حاول زانغ ييمو ان يقدم سينما البيوغراف الحربي بِـ قالب درامي أنساني بحت فقتبص رواية تسرد واقعة حدثت في عام 1937 عند أجتياح الجيش الياباني أحد المناطق الصينية وقتل معظم سكانها والتنكيل بالباقي واغتصاب نساءها وأطفالها ومع ان العمل يمكننا أن نصفه بالدراما الحربية التاريخية بشكل الكامل وأستعراض مدى الوحشية والدموية وأغتصاب أي معاني للأنسانية الا أن زانغ ييمو أثار بين طيات زمن الحرب أجمل معاني الأيثار والايقونات الانسانية فقام برسم معالم عملة من خلال تجزئه عمله الى عدة مفصليات في بدايتها حاول أن يعرض مدى حنق وكارثية ودموية الحروب والوحشية التي ألحقها الجيش الياباني في حق أهالي تلك المنطقة وحاول ان يجذب أنتباه المشاهدين بِباقة من المشاهد التي تظهر مدى تَمكن اللغة التصويرية والتقنية لدى هذا الصانع , ومحاولة أدخالنا الى احداث العمل بشكل مباشر وأيضاح صورة كل شخصية من شخصيات العمل فبدأ بشخصية جون ميلر (Christian Bale) شخص يعمل في تكفين الاموات وسر زيارته للمنطقة هو لكي يقوم بتكفين قسيس أحد المدارس الكاثوليكية هناك فيتفاجىء بعد وصولة ان الحرب قد أستنزفت كل خيرات المنطقة وانة حبيس تلك المدرسة الكاثوليكية مع مجموعة من الطالبات اللواتي يدرسن الرهبنه هناك , زانغ ييمو تعمد ان يتيح للمشاهد أن يأخذ أنطباعه الاول عن شخصية جون ميللر الباحث عن المال والمتعة شخص يبدو علية الا مبالاه والا أكتراث لما يجري أمامه وجَل همه أن يٌصمت جَشعة وغرائزه الذاتية ..
لتبدأ المفارقات التي تلوح بأفق العمل تتوضح رويداً رويداً بوصول كوكبة من الفتيات بائعات الهوى بقياده فتاه يو مو (Ni Ni) الى تلك المدرسة الكاثولكية للأختباء من جبروت الجنود اليابانين وهناك تبدأ مرحلة فريدة من نوعها يخوضها زانغ ييمو بجعل جميع فئات البشر بغض النظر عن اصولهن والمبادىء التي تكتنف بهن والاخلاقيات والعقائد وكل المفارقات لديهن ؟؟ جمع فيها رجل بلا مبادىء ومجموعة من العذروات الرهبانيات ومجموعة من العاهرات تحت سقف واحدة محاولاً ان يشد انتباه المشاهد في البداية لمحاولة (يو مو) أجمل الفتيات بائعات الهوى اغراء جون ميلر لكي يقوم بأخراجها من تلك المنطقة بحكم انه أجنبي الجنسية وبين تلك الاغراءات بين هاتان الشخصيتان تظهر احد تلك الطفلات لتكون شاهده على تلك المؤامرة التي ترسمها بائعة الهوى مع السكير ميلر ,,
زانغ ييمو في بداية عمله هذا حاول ان يوجز في شخصياته معالم الفرد فكنت تلحظ البراءه والعفة والخوف في كوكبة الاطفال التي كنت تجس تلك المعالم من خلال ملابسهن وافكارهن وأبرز الرغبة والجراءه واللااخلاقية من خلال تلك الفتيات وشخصية يو مو التي كنت تلاحظ احمر الشفاه والمكياج والالوان الزاهية اللواتي يلبسنها لمحاولة أيجاز ان تلك الفتيات يحاولن ان يخفنَ مشاعرهن واحاسيسن تحت تلك الامور ..!
لتستمر تلك الصراعات تحت هذا السقف في معالم من الخوف والرهبة ومحاولة للبقاء على الحياة فيستعرض زانغ ييمو في مشهده التالي فرقة من الجنود اليابانين يدخلون الى الدير ويقومون بمهاجمة اولائك العذروات محاولين اغتصابن فيخرج جوني ميلر من خوفة وسكره الشديد ليلبس احد ثياب القس محاول الدفاع عنهن في لوحة مأسوية دمويه شديدة التأثير محاولاً ان يبرز فيه صانع العمل انه يمكن ان تبرز معالم المبادىء والشجاعة والاخلاق في الاوقات التي تشعر ان العالم جرد منها واصبح بؤرة للقذاره واشباع الرغبات ..
زانغ ييمو حاول ان يخرج الغضب العارم في نفس شخصية جون ميللر ونزع تلك القذراه التي تعتريها والولوج الى الجانب الايجابي والاخلاقي منه ثم حاول ان يبرز مدى قدره الانسان على تغيير مسرب حياته من الانحلالية والشهوانية والانانية الشخصية الى محاولته الدفاع عن الاخر وأبرز معالم الشهامه والاخلاق ,, فكان يبهرك بتلك الصراعات ألانسانية فيرسم تلك الصفات في نفس بائعات الهوى اللواتي وجدنا في ذالك الدير انهن يمتلكن في تلك الاجساد الجميلة سيل من المشاعر والاحاسيس والمضي الى محاولة الى أنقاذ الذات من تلك القذارة التي تلوح حياتهن فلو لحظتم لوجدتم أن زانغ ييمو تعمد ان يغير في شكل تلك الفتيات ويزيل البقع عن وجههن وان يقص شعروهن محاول ان يطهر اجسادهن من اي امور كانت تعتبر من المغريات في يوم ما ..
زهورالحرب كان أحتفائية مؤلمة لـ ظهور الانسانية في نفوس تلك الشخصيات واقتلاع الرغبات في وزمن الدموية ورصد من خلالها العديد من المشاهد العاطفية والمؤثره والحسية من خلال تلك اللونية المبهره والضبابية واستخدام مشاهد الكلوز اب لتعبر عن حنق وألم تلك الشخوص واخيرا حاول ان يعرض ذالك الصراع في نفس كل من جون ميللر ويو مو وكيف قدرة البشر على تغيير واقعهم والخروج من قوقعة مايحيطون بهم وان حتى في مراحل الحروب وأقذر المستنقعات تتغلغل بينها كوكبة من الازهار لتبرز أجمل معاني البقاء على الحياة ..!
واخيرا ً زهورالحرب أستطاع فية زانغ ييمو ان يقدم عمل تاريخي حربي بوصفة درامية انسانية عاطفية ذات معالم سامية وتجعل المشاهد في نهاية العمل يرى ان الانسانية تظر جمالها في أقبح الظروف واشدها حنقاً ..
4.5/5