Trilogy: The Weeping Meadow 2004
" Trilogia: To livadi pou dakryzei "
ثلاثية المرج ألباكي |
قصة وطن في صرخة أم ~
قبل أن ابدء في طرح ماعاث في نفسي بعد مشاهدتي لأحد أضخم واعمق الملحمات الانسانية التاريخيه الاجتماعية السياسية المليئه بالذكريات والالام , سأمرعلى صانع تلك الملحمية الشاعريه وأقصد المخرج اليوناني ثيو انجيلوس الذي أبهرني في تلك مايقدمة للمشاهد من أبهار بصري فني سمعي فكري بالغ الشفافية والبساطة , دوما مايثبت انجيلوس انه يخضع الفكره المراد ايصالها الى طرح غير اعتيادي تكمن بين جنباتة حسية شديده الشاعرية تتجلى بين حنايها حوارات أقرب الى القصاند النثرية ومزجها برسم هادف لمعتقل الفكري لشخوصه وردفها بأجمل وابهى الالحان ولا ننسى مقدرته على اخضاع كاميراته لتنساب بخفه ورتابه وشفافية على المشاهد لتعبر على مايجتاح ثيوأنجيلوس ومايود استعراضة فعليا , سينما ثيو انجيلوس سينما بصرية فلسفيه أنسانية بالغة الحسية دوما ماترتكز على أجبار المشاهد على الرضوخ الى أيقاعت موسيقاه التصويرية ومزجها بشكل مثالي مع مؤثراته المرئيه واخراج مايسمى سينما الميلودراما بشكل كامل متكامل , واذا اردنا التحدث عن الميلودرامية فاذا وضعنا اتحاد الثنائي كريستوف كيسلوفسكي وزينغيف بريزنر في المرتبة الاولى لكان الثنائي ثيوانجيلوس والملحن ايلين كاردينو في المرتبه الثانية في تقديم ثلاث من افضل الاعمال الميلودرامية التي يترنم المشاهد عند الاستماع لها وهي تحديقة يولسيس 1995 والابدية ويوم أخر 1998 واخيرا ثلاثية المرج الباكي 2004 وماشد انتباهي ايضا ان ثيو انجيلوس لم ينكب فقد على التركيز على الموسيقى التصويرية لأعمالة فقط بل ايضا أرتسمت سينما الواقع لأوروبا الشرقيه في أطاريحها وبساطتها وعمق مضمومنها فثيو استطاع الجمع مابين عده سينمات معا في أن واحد في عملة هذا فتشاهد سينما البلقان واوروبا الشرقيه وايقاعاتها الواقعيه كسينما أمير كوستاريشا وتتعمق بنفس البشريه والايدلوجيات السياسيه كومضات كيسلوفسكي وتصدح بسواد نظرتها وازدواجية شخوصها لتمثل السينما البرغمانية ,
وأما مابرز فيه ثيو انجيلوس هو ادخال الرمزيه وصور سيرياليه في أطاريحة الفلسفية ومزجها في ايقاعات رتابة التسلسل الطرحي وايهار المشاهد بالعديد من الصور البصرية التي تعكس معاني لنفس البشرية , والذي يستشف منه المتتبع الدقيق لسينما كفن مرئي صوتي بالغ الاهمية ان ثيو أنجيلوس يحاول ان يستعرض بشكل دقيق تاريخ وقكر ومشاعر الفرد ومايحيط بة من صرعات وذكريات , مما يبرز أمامي مصطلح دوما ماتتراسل فية الايدلوجيات والميتفزيقية للفرد والانسان وهو مفهوم ( الهوية ) فتعمقت سينما ثيو انجيلوس الى طرح مليىء بسوداوية والكأبه لهوية الفرد والانسان ومنها لهوية وطن ومعاناتة وتطويع معاناه شخوصة لتمثل صفات ومفاهيم ضخمة اوجزها ثيو في عملة هذا ,,
المشهد الاول :
في المشهد الاول أفتتح ثيو انجيلوس العمل بمزج الصوت والصورة واستخدم الطرح الروائي الفوتوغرافي لطرح مأساه شعب تم نفية من مدينه أوديسا عام 1919 يظهرون من بعيد يتجح السواد والالوان الكئيبه ثيابهم مثقله اقداهم بخطوات تتصارع فيها الالام واحزان حقبه مررية مرو فيها , يقدم لنا ثيو شخوصة المحوريه برجل وزوجته معهما طفلان احدهما انثى والاخرى ذكر ,, لتخترق الفكرة خيال المشاهد البصريه للحقل الذي تغمرة المياه وتلك الشخوص الهاربة اللاجئه من حنق الظلم الذي صارعوه لتومض فكره او لمحة لتركيز الرواي على نظرات الفتاه الصغيره لذالك الطفل الذي يمسك بيديها ليبدأ المشاهد بعده تساؤلات عن هذا التركيز على نظرات طفله عابره ؟!لنكتشف ان الطفله لاتمت بأي صلة لتلك العائله وان الرجل وزوجته قامو بأخذها لتعلقها بأبنهم ,,,؟.؟؟ ليبدأ العمل بين خفقات موسيقى أيلين كاردينو البالغة الروعه وبين صور فتوغرافيه لمناطق واثار تاريخيه لليونان ,, لتمضي حقبة من الزمن نكتشف ان الفتاه الصغيرة أيلني قد ذهب فيها مربيها سبرويس لتلد تؤام في المدينة وقام بأخفاء المأساه عن القرية واعطاء الاطفال لسيده غنية وحنق العائله على الشاب ابن سبروس ميلس لسبب غير مبرر ؟!لتتفجر امامك واحده من الومضات الدرامية حينما اراد سبروس بهد وفاه زوجنة ان يتزوج من الشابه اليافعة ايلني كعربون لما قدمه لها , فتقوم الشابه بالهرب في يوم زفافها من سبروس مع ابنه الذان جمع بينهما الحب , ليبدأن في رحلة من الضياع في الامكنة والازمنه والمراحل التي توجها ثيو في مراحل ثلاثيه التاريخية بشكل درامي عاطفي بسيط ,, وما انبثق الاب الى ان يبحث عن ابنه وزوجته الهاربه ليصل الى مسرح أصبح كالخراب ملجىء للمنفين والافراد المطلوبين من قبل السلطه الدكتاتورية في واحد من اهم مشاهد السينما الميلودراميه ليقف الاب سبروس على المسرح صارخ بأسم ايلني التي ضاعت من بين يدية لتوجز اللحظه وتستفيق من رتم الدراما الرتيبه لتستفيض المشهد الاول بالعديد من الرموز التي تكمن في كل شخصية من الشخوص التي طرحته وحتى في المكنه التي تواجدو فيها فمثل الاب السلطة الجهل التعلق الحب الكبرياء الشرف وحتى الخوف والحاجه والالام , ومثلت اليلني اهم عنصر وهو الوطن الامل الحب الحرية الفكر الصراع بين سلطه الاب و كسرها من قبل الابن , في هذا المشهد كان الصراع اجتماعي بحت ومثل فيه ثيو انجيلوس السلطه العائليه الفقيرة الجاهله التي تنظر الى عائلته كمصدر عيش ورمز للعطاء واخيرا مشهد المسرح مثل بداية صريحه للخروج من السينما الاجتماعيه الى السياسيه الفكرية الادبية فمثل المسرح الملجىء والوطن لكل المواطنين الرافضين لسلطه التي تمثلت في ذاك المشهد في سابروس ,,
المشهد الثاني :
بكاء المرج , الامل الالم , الانين العذاب , ورقصات الموت والحياة |
في هذا الجزء كان سنون الحياه تومض في رحله ايلني وابن ياربوس وهم يهربان منفيان من سلطة الاب وفي خضم ذلك الصراع الاجتماعي يلتقي مجموعه من الموسيقين بالكسيس ابن سبروس الذين ينبهرو بعزفه الرائع على الكورديون فيطلبو منه ومن أيليني مرافقتهم الى ملجهم الذين يختبئون من تسلط السلطه الفاشيه عليهم , ليرتحل الثلاث الى مسرح قديم كان الملجىء الوحيد لمجموعات من الافراد المنفيين المظلومين الهاربين من السلطه الدكتاتورية الحاكمه ليومض ليمثل ذلك المسرح الملجىء الحامي الذي يحتمي فية كل مظلوم لينثر بين جنبات الطرح فكرة ذو اسقاطات فكريه سياسية كان اهم فحواها هو ان الحرية والعداله والامل دوما ماتنبع عن الفن والادب ودقه الصراع بينها وبين السلطه والظلم
لنقف امام واحد من اعمق المشاهد الميلودراميه الكئيبه المليئه بالمعاني بين ثناياها وهي وصول الاب سابروس الى المسرح باحثا عن زوجته الهاربه ايليني صارخا بأعلى صوته بأسمها محطم مكسور الجناح راكعا على خشبه المسرح تترامى انظار الجميع اليه وكانك أمام واحد من اضخم المشاهد التعبيرية لضياع الاب سابروس امام فقدان ايليني ورضوخ سلطته امامه براءتها وشبابها , ودوما مااتتحدث عن الازدواجيه التي يدخلها ثيو في اعماله التي تصارع بها المشاهد ففي أستعراض فني خرافي يتراقص انجيلوس في المشاهد بمشهدين :
رقصه الموت :
وفي هذا المشهد يجد الاب سابروس ايليني ويطلب منها الرقص معها فتراقصة الرقصه الاخيره وهي رقصه نهايه حقبه معاناه سلطه اجتماعيه تربوية اعتاشها الشباب في مرحله الثلاثيه الاولى ليصقط الاب صريعا دون حراك بعد الانتهاء من مراقصات الحريه الشباب الامل التي مثلته ايليني في اهزوجه تكاملت فيه رونق الصوره ومجد ترانيم الصوت وبهاء الاداء لتتكامل الطرح والمضمون بابهى صورة .
رقصة الحياه :
وهي رقصه ايليني مع عدد من الشبان واحد تلو الاخر وكانك تشاهد ان كل فرد يمر في دائره لسنون الحياه مركزها ايلني نفسها لتشعر بوثبات الحياه وهدير ايقاعات اقدام الشباب وجمالية رقصاتهم ومدى عنفوانهم ,, ومثل الاستمرارية في الحياه رغم صعوباتها ومرارتها والالام التي تكمن في شخوصها , في مشهد ميلودرمي راقصي بهي يخرج ايلني من حزنها الشديد بسبب قرار الكسيس ترك اليونان ذاهبا الى أمريكا .
الخوض في عمل من هذه النوع اعتبره صعب ان تحدة من جميع جنباته لتركيز الصانع على كل نقطة مهما كانت دقيقة في الصناعة فحتى الموسيقى التصويرية كانت لها أبعاد ايدلوجية لصراع الاجتماعي السياسيلتلك الحقبه فاستخدام الكورديون والبيانو كان تضيف لمسة شعبية مع لمسات حديثه وادخال بعض الجاز وذالك لأخضاع المشاهد لتقافز بين مراحل الفتره الزمنية في العمل ,وأما المشاهد المرئية التي يجب الوقوف عليها واراد اليوناني ثيو انجيلوس منها ارساء بعض القراءات وادخالها في خضم الفكره ومنها الملابس الداكنة السوداء التي كانت تمثل البؤس والظلمة والحزن الذي تعايش فيه تلك الشخصيات في الحقبه الاولى واما المظلات والاعلام السوداء فكانت ترمز الى الظلام والسلطه التي جلبت الويلات والموت الى الشعب , وهنا نقطة الازدواجيه التي تحدث عنها سابقا والتي جعلتني أستذكر اسم المخرج السويدي انجمار بيرغمان في مراجعتي هذه وهو الصوره الفنية للأمطار التي عاثت بها الارض وتعني الاستمرارية في الحياه فالماء هو عنصر الحياه على الارض فادخال الايقونات السوداوية لتلك الفتره وردفها بشيء من الامل كانت ذي ايقاعات بالغه الاهمية في لوحة ثيو انجيلوس .والاهم الصوره التي اكتملت في تلك اللوحه وهي الوحل الذي يسير فيه جميع شخوص العمل كان يمزج مابين الامطار والامل والتراب وهو الاصل لكل البشر وهنا عبرعنها بصيغه فنية بالغه الشفافية لصعوبة مسير الفرد في الارض المحولة لتثبت نشأه الفرد في مجتمع موحل يصعب التعايش والعيش فية كما يجب ,وأستذكر ايضا هو الفستان الابيض التي كانت تلبسها ايليني في قترات متقطعه من العمل الذي ايضا كان يوحي بالبياض للفرد والانسان في حقبه مليئه بسواد فكانت ايلني العنصر الذي يدخل الامل والحرية وايقاعات النفس البشرية بكل شذراتها وجمالها ايليني في هذا العمل كانت عباره عن العديد من المفاهيم والمصطلحات التي اراد اليوناني ان يعبر عنها في شخص هذه الفتاه "
جنازة سابروس , والمرج الباكي :
في واحد من اجمل واعمق واضخم المشاهد البصريه التي قدمها ثيو انجيلوس هو مشهد الجنازه للأب سابروس واتشاح الجميع باللوان الاسود ومسيرهم في قوارب في النهر ذاته الذي كان في افتتاحية العمل والاعلام السوداء وتلك الايقاعات الساكنة التي تسمع هدير المياه بين جنبات القوارب لاغير , ومثل المشهد انتهاء مرحله صارخه من السلطه الاجتماعيه التي عاثت فيها البلاد وقتها وبدء مرحلة شديده اكثر الاما وحنق وظلما وهي السلطة السياسيه الدكتاتورية .
المشهد الثالث :
الدماء , الانسان , السلطه , والموت :
تكمن اهمية أعمال ثيو انجيلوس فعليا في استخدامة للصور البصريه الفنية التي تجعل المتتبع لأعمالة يخوض في سلسلة من القراءات والافكار التي تتخطى الفكره المطروحه فعليا ففي هذه الصوره التي اراد بها شيء من المشهد السيريالي البالغ الحسية والدقة في مجموعه من الخراف المذبوحه المعلقة على شجره والدماء تحيط بالارض التي اسفلها كانت تعبر عن الواقع الذي يعتاش به الفرد هناك وان الموت هو العنصر الوحيد الذي يتعايشون معه ليلا نهارا وان الدماء هي المياه التي يسقون الحياه منها , وهنا صعد ثيو انجيلوس مشاهده لتدخل المشاهد في اتجاهيين احداهما حسي فني والاخر فكري انساني والتي أوجز انها خاضت في كأبه حزينه سوداوية ليجعل الموت معنى للحياة ويجعل الدماء تغسل الارض الوطن الذي هو ملجىء كل فرد فأخضع المشاهد للعديد من النثرات الحوارية الفكرية النقاشيه للسلطه والموت والحياه والانسان والوطن في صوره تعبر عما يغدو في تلك الفتره .اما ماجعلني أنبهر فعليا في الاسقاطات التي حاول ثيو ردفها في العمل وكيفيه مرور الزمن على في أيليني الطفلة ثم الفتاه الشابة ثم المراه واخيرا الام وجعلها مركز الدائره التي تحيط عوالم العمل
فسفر الكسيس الى امريكا بايقاعت مرئيه رائعه لقطعه قماش صوفية ينسل خيطها مابين ايدي ايليني وايدي الكسيس مبتعد عنها كلة أمل بأن يجد الحياة والقدرة على العيش بحرية ودون الالام وجميع المشاهد التي تراسل فيها بروعه بصرية مرئيه حسية كانت لها رونق رتيب خاص فالاغطية البيضاء كانت النور الاخير من البياض التي لونها مدير الفرقه الموسيقية بدماءه وامريكا مثلت الموت بأم عين لشعب ذاق الموت على ارضه ويذوقه على غيرها والقطارات التي عبرت عن مرور الزمن في محيط من الكأبه والسواد الاعظم , كثير هيا تلك المشاهد والايقونات التي ينثرها ثيوانجيلوس في لوحتة الفنية ,
أيلني (ألام) الوطن ؟
الصراع الفكري الدرامي الرومانسي الذي قدمه ثيو انجيلوس في عمله ماهو الا طرح مجازي لفكره اعمق واكثر أهمية وحسية والاجمل هي الطريقة الغير تقليدية التي قدمها اليوناني في تقديم عمل سياسي اجتماعي بطريقه ميلودرمية رومنسية تراجيدية احيانا للوصول الى الهدف الرئيسي والفكره الام لكل المفردات التي ادخلها الى عملة , أجد ان ثيوانجيلوس ادخلنا في صرعات الام ايلني وزوبعه من الامها مع السلطه وسجنها ليؤواها واحد من المارضين لسلطه (فدائي ) وحرمانها من اطفالها ماهو سوى لوحة تراجيديه عاطفية بالغه الكأبه كانت للوصول بالمشاهد حديثا للفكره المراد أيصالها من الاساس وهي ايليني الوطن بكل ماتحمله الكلمه فأيلني مثلت جميع المأسي التي عانى منها الوطن فعانت من الجيش الاحمر الذي قتل والديها واندثرت في السلطه الاجتماعية الجاهلة وصراعها معها وبعدها سكنت في حزن شديد من فراق احبابها وابناءها والسفر عنها والمقصود اليكسس واخيرا صراعها مع الفاشيه تم النازية وادخالها في قفص الدكتاتورية واجهاضها فكريا وادبيا وحتى اقل مايجعل الانسان يحيى ايلني خاطها ثيو انجيلوس بروعه الحوارات ودقة الاداء وسحر الايماءات لتكون هيا المركز والركزيه والدائره اللي تطوف حولها العوالم فمثلت الوطن الطفل والوطن الشاب والوطن الحبيب واخيرا
اهم معنى من معاني الوطن وهيا الوطن ( الام ) :
مشهد حواري لا مثيل له :
أيلني هلوسات اثناء النوم :
أيها الحارس ليس لدي ماء
ليس لدي صابون
ليس لدي اوراق لأكتب لأطفالي
الزي تتغير
الحارس يرتدي الرمادي
أيها الحارس انت لاترتدي الاسود
أسمي أيليني !
أنا هنا في ايواء المشردين .
الى اين تأخذني الان ؟
أيها الحارس ليس لدي ماء ليس لدي صابون ليس لدي اوراق لأكتب لأطفالي
ألزي تتغيير , الالمان يلبسون الاخضر ,
هل انت حارس الالماني ؟
أسمي أيليني ! أنا هنا في ايواء المشردين .
الى اين تأخذني الان ؟
كنت هناك ايضا , في ديسمبر 44 في الساحة ,
حيث كان الناس يحتفلون بالتحرير ,
الى اين تأخذني الان ؟
الزي تتغيير , هل انت انجليزي ايها الحارس ؟
كم تكلفة الرصاصة ؟
كم يكلف الدم ؟
كل الملابس الرسمية واحدة ؟
أيها الحارس ليس لدي ماء ليس لدي صابون ليس لدي اوراق لأكتب لأطفالي ,
الى اين تأخذني الان ؟
انا هنا لاخفي رجل فدائي "
أيها الحارس أنا في المنفى ,
انا لأجى ومنفي من كل مكان ,
طفلة في الثالثه من عمرها تبكي على الرصيف ,
أيها الحارس ليس لدي ماء ليس لدي صابون ليس لدي اوراق لأكتب لأطفالي ,
لطالما شددت الى المشاهد الحوارية الضخمه المليئه بالايقاعات والاسقاطات الفنية والانسانيه العميقه لكني لم ارى مثيل لهذا الحوار الذي اوجز العمل ككل فقد اوجز معانات وطن مرت عليه مراحل من الموت والصراعات والازمنه .
فطالما كان الشعب هم ابناء الوطن الذي يبكي الوطن عند صراعهم وهنا بدأ ثيو ادخال مرحله البلشفية وبعدها الخضوع للجهل والفقر والفياضانات الحرب مع الفاشية والنازيه والحكم الدكتاتوري واخيرا الحرب الاهليه التي عاثت بها البلاد (ايليني ) وعانت الويلات والاحزان فمدلول المياه لعادة الاحياء بعد الموت والصابون لغسيل تلك الذنوب التي جعل التاريخ اسود واما الابناء فهم الشعب الذي لم يستطيع الوطن ان يرسل له رساله بايقاف الموت والصراعات الداخليه والغضب والحزن الذي قسم ابناءه ,
صرخة وطن (أم )
ولتكتمل صرخات الحوار مع الصوره الثاقبه لثيو انجليوس فقد انهى العمل على صرخه ايلني على موت عشيقها الكسيس في امريكا بعد انضمامه الى الجيش الامريكي وموت اناها التؤام في الحرب الاهلية حيث كان احدهما من الجيش العكسري والاخرى ينضم الى المعرضين الفدائيين في مشهد بالغ الروعه والحسية لتنهتي الايقاعات لخساره ايلني كل شيء في الصرعات التي اعتاشتها من 1919 الى 1945 ونهايه الحرب العالمية الثانيه ,
في نهاية مراجعتي سوف اقتصر العمل في جملة واجيزه :(المرج الباكي يقدم مأساه ومعاناه شعب من فتره 1919 الى 1945 وماتخللها من شوائب فكريه واجتماعية من جهل وفقر وبعدها الاضطرابات والحرب الاهليه ثلاثيه ملىء بالاحاسيس والالام والحزن ,ويشذر كل ذلك في صوره ميلودراميه تراجيديه انسانيه حوارية شاعريه خلاقة تناثرت فيها الصور البصريه وبعض السيرالية )
للأستماع للاموسيقى التصويرية الرائعه للعمل :
5/5
تمت المراجعه بقلم :
عبدالرحمن الخوالدة "