I Saw The Devil 2010
I Saw The Devil 2010
(Akmareul boatda)
" رأيت الشيطان "
تحرير :: عبدالرحمن الخوالدة
ألسينما الكوريه أصبحت من السينمات التي ظهرت في الاونه الاخيره وفي بدايات الالفية الاخيره ولكنها حجزت لنفسها مكان متقدم بين السينمات العالمية الاخرى واصبح الكثير من المتتبعين يطلعون على ماتقدمه تلك السينما من أعمال لاقت النجاح النقدي والجماهيري على حد سواء ,, وأرى ان السينما الكورية تسير في الطريق الصحيح نحو ترسيخ معالمها عالميا وأيجاد صيغه واطروحه متفرده تلمس المتتبعين السينمائيين بشتى اذواقهم وأرائهم ومن الجدير بذكر ان عدد لابأس به من الصناع الكوريين اصبحت أسماءهم متداوله بين معظم عشاق السينما ومنهم ( شان وك بارك , كي كيم دوك , سانغ سو ام , جاي يونغ كو , تاكيشا ميلك , شي سو جانغ ) وغيرهم الكثيرين الذين قدمو اعمالهم تستحق الاطلاع عليها ومتابعتها من قبل عشاق السينما ,,
رأيت الشيطان للمخرج الكوري جي ون كيم كان واحده من الاعمال التي طرحت السينما الكورية في العام الماضي والعمل يندرج تحت قائمه افلام الانتقام والغموض والجريمه والرعب الدموي , ولعلي واثناء مشاهدة هذا العمل استذكرت ثلاثية الانتقام الشهيرة للمخرج تشان وك بارك (Oldeuboi , Chinjeolhan geumjassi , Boksuneun naui geot) والتي أسهبت بشكل او اخر نحو جعل العديد من صناع السينما الكوريه يطلقون العنان لتلك الصنعه التي تمتلىء ارصفه نصوصها بالمشاهد الدمويه الشديده والساديه المطلقه وتطفو بين جنباتها سيل من الغوص في الجانب الاسود من الفرد والبشريه ومدى تأثير الغريزه الحيوانية فيه والتطرف .
المخرج الكوري جي ون كيم لم يخرج عن مسار السرد النصي لقاتل يحاول ان يبحث عن الفتيات لأشباع رغباته الغريزه ومن ثم التمثيل بهن وقتلهن بعد ذالك دون اي رحمه او تفكير وكما هيا عادة السينما الكورية تطلق العنان للمشاعر والاحاسيس المتطرفه لدى البشر فيبدأ جي ون كي اطروحته بقتل احد الفتيات والتي تولد تلك الجريمه في نفس خطيب الفتاه مشاعر الحقد والانتقام والبحث عن القاتل لأذاقته شيء من العذاب الذي صنعه له ولقربائها ..
هنا يبدأ صراع بين ذالك الشاب وهذا القاتل فكلما حاول القاتل ان يبدأ جريمه اخرى من جرائمه اوقفه الشاب وبدأ في سلسله من التقطيع والتعذيب لهذا القاتل مما يحدث سلسله من المشاهد المتكرره والممله والغير منطقيه في منتصف العمل ويجعل المشاهد يشعر انه ضمن دائره مغلقه بين الشخصيتان اللذان كانا مصرين على خط مسار واحد وهو ان القاتل كلما شاهد فتاه حاول اغتصابها او قتلها دون ان يلقي هم لحالته الجسديه المتعبه بفعل الضرب اللي يتلاقاه من الشاب ومع استمرار طغيان والساديه لذالك القاتل تستمر لعبه الشاب بتعكير كل محاوله يقوم بها القاتل والقيام بصنع كافه الطرق لتجريد هذا القاتل مما يمتلكه واذاقته سيل من الالام ..
ولكن مايهمني فعلا هو النصف ساعه الاخيره في العمل والتي وجدتها غيرت المسار الصنفي للعمل من الرعب الدموي والجريمه الى الدراما الانسانية والرعب النفسي وكيفيه محاوله جي ون كيم ان يبعث بتلك الصوره الساديه للقاتل والشاب معا وان اللعب مع الشيطان أمر لايجلب الا ان تخسر كل ماتمتكله من مشاعر واحاسيس وايقوناته انسانيه , فعند تصل الطريق الى النهايه يحاول المخرج الكوري ان يخلق تلك العلامه الفارقه بين الشاب والقاتل وان الشاب مهما كانت المشاعر المتطرفه التي تمتلكه لكنه يبقى انسان تحكمه مشاعره وعلاقته وتقاليده واما ذالك القاتل فكان يعبر عن الغريزه والشهوه والرغبه والتطرف والساديه بشتى انواعها فلا هدف او مخاوف تتملكه , فرغم تلك المحاولات من هذا الشاب ان يجعل ذالك القاتل يجعل القاتل يردع عما يفعله بل يجعله يستمتع بتلك الكوكبه من الجرائم التي تجعل من الشاب شريك في هذه المأساه ..
اخيرا : هل رايت ألشيطان مجرد اداه لأستعراض مدى الشرخ الذي حدث في النفس البشريه واللهث وراء الملاذات والحاجات الاساسية وجعل الرغبه والجنس هيا هدف اساسي للعيش , جي ون حاول ان يجرد تلك الفئه من عالم الانسانيه وان يخوض تجربه للوصول الى الشيطان الذي يتملكها وان تلك الفئه تعيش حاله من الطغيان في مجتمعات لا تعلم سوى القوة والدماء وجعل مملكه الانسان عباره عن غابه تجعل الحياة مجرد وسيله لاشباع الذات والغرائز بشتى الاساليب والطرق !
3.5/5
