La Meglio gioventù 2003
(The Best of Youth)
أفضل مافي الشباب ::
"ملحمه تاريخيه أنسانيه تعكسها الميلودراميه العائلية ,,"
تحرير / عبدالرحمن الخوالدة
لم أصدق يوما ان أستطيع ان أستكمل عمل سينمائي يتجاوز الست ساعات في مشاهده واحده ومن دون اي انقطاع لكن استطاع هذا العمل ان يفجر مابي داخلي من كلمات وحروف مثلتها دراما الواقع لسينما الايطاليه التي لطالما أنفردت بتلك الروائع الانسانيه , أفضل مافي الشباب أستطيع ان أعده واحد من الاعمال السينمائيه التي تحدث شرخ في نفس المشاهد لا وبل أؤكد انه بعد الانتهاء من المشاهده يشعر بسيل من المشاعر يسري في داخله وفرح عارم يعتلي وجنته وكان العمل وصفه سحريه يجعلك تعكس مايجول في تفكيرك وميولك وطموحاتك وذكرياتك تترسم بينها ماعاشرته في حياتك من سعاده والالام ,,
افضل مافي الشباب يكتسحك مابين الدراما الرومانسيه ليصعدها الى دراما العائله والتي ماتنبثق الا ان تكتشف انك سوف تشاهد عمل يعبر عن تاريخ أجتماعي فكري أنساني لشعب يطرح بشكل فني راقي رتيب تذهل من سلاسة وبساطه الطرح ورقي المضمون بين جماليه اجمل عبارات الحوار الانساني لتسمتع بين أصداء الحياه والموت الحزن والفرح التي تتعايشها وتعشق كل مافيها ,, أثرت في البدايه أن العمل يغير في نفسك ولو شيء بسيط للحظه زمنيه وفتره قصيره تشعر بها بنشوة جمال الحياه بين سطور من الحب واقصد هنا بكلمة الحب بجميع مفرداتها ومعنايها الحب الابوي والاخوي حب العائله الوطن والحب مابين الرجل والمرأه وحتى محبتلك لوجودك في الحياه ؟!
في قرائي أو مراجعتي هذه لن اخوض في الاحداث ومسارات العمل لانها فعليا لاتهمني كمشاهد يخرج من حلم أنساني قابع بين براثن الدراما الواقعيه لتجتاز الفكره الهدف المراد منها لتسير في حلقات شخوص العمل هم مرتكزاتها لتستشف ترابط خفي غريب حسي بالغ العواطف يربط بين حلقات ودوائر شخوص العمل ليصنع سلسله من ومضات الحياه من نكسات وطموحات تشتد فيها السقطات وتنكسر بينها صور واحلام الطفوله والشباب لتهرم وتبقى الذكريات ,,
أفضل مافي الشباب عباره عن رحله طويله أمتد عرضها لست ساعات تخللها عرض تاريخ وواقع ومراحل لحقب وازمنه تمضي بالعديد من الايقونات , أرضخها المخرج الايطالي ماركو جواردانا بين اسوار عائله بسيطه تخوض تجارب لأخوين نيكولا وماتيو عبر كل منهما عن نقيض لشخصية الاخر كانت رحله القطار الحد الفاصل بينهما وتراسمت النساء في تغيير مصير الاحداث لكل منهما فجورجيا كانت بمثابه العلامه الفارقه لماتيو ومصيره ومسربه في الحياه وزوجه نيكولا التي أنضمت الى الالويه الارهابيه وأحدثت صعد في حياه الاخ الاكبر , ومن ثم تتنازف الشخوص في مراحل استمرارية الحياه بين موت بعضها وتلاقي أخرى في دوائر قدرية الحياه وكمالية الوجود وسحر جماليتها , فكان الموت هو بدايه للحياه في لوحه ماركو جواردانا تتزين بها أجمل العبرات خاضت أحيانا بشكل حزين جامح ليخرج الامل من أصعب اللحظات لتشعر بطوفان من الامل التي تحدثها الاجيال وعنصر الشباب وايقاعاته وأمله وطموحاته وهذا ماطرحه العمل الايطالي من ظهور ابن لماثيو وابنة نيكولا واطفال اخته , ليشعرك بتلك الاستمراريه وجمال رونق الحياه , لنرضخ لجمال كل مراحله نعيشها من نعومه اظفارنا الى شيخوخه نتذوق بها جمال واحزان الذكريات , لعلي لم أثر العديد من العوالم التي تناثرت بها موجات العمل لكني اردت ان اطرح مايصارعك بعد المشاهده بشكل حسي انساني شاعري بحت لاغير ,,"
واخيرا أوجز ان العمل رغم البساطه التي تجتاح لحظاته الا انه يسبب فجوه في نفس من يتتبع الازمنه والامكنه التي مثلة ذكريات واستمراريه الحياه "
لذكرى ,, 5/5