der blaue engel (the blue angel) -1930
رائعه انسانية تمكن بين اطاريحها لوحة تجرد الانسان من قيمته بحثا عن اشباع رغباته !
السينما الالمانية واحده من أوائل السينمات العالمية ولطالما وجدت انها تستحق ان تكون السينما الاكثر قيمه لما تبرزها هذه السينما من ايقونات واسقاطات
ذات اهمية بالغه ترصد عوالم شخوصها بكل منطقية ومصداقية قليله النظير ,,
عموما في اثناء بحثي واطلاعي على اهم ماقدمت السينما الكلاسيكية الالمانية جذبني احد الاعمال السينمائية بعنوان (الملاك الازرق) للمخرج جوزيف فون ستيرنبرغ
والذي يقدم فيه واحد من الافلام التي تكاد في اطروحتها تقترب من سينما النوار الكلاسيكيه وخواتمها الكئيبه المأسوية , ولكن جوزيف فون استحضر لنا في عمله هذا شيء من غزلية وابهار السينما الثلاثينة والتي
لطالما كانت تحاول ان تخوض في الافراد وعلاقاتهم بالمجتمع ومدى تأثرهم بالمشاعر والاحاسيس والتي تسهب بشكل او اخر الضياع عن المسار الايجابي والصحيح ,,
الملاك ألازرق لجوزيف فون واحد من الاعمال التي تبقى طويلا في مخيلة المشاهد لما تصدره من صدى في اروقه مشاعره واحاسيس واخيرا في عقليته وانني لأجد ايضا ان هذا العمل يمتلك شيء من السامية
في الفكر والعقلانية في الطرح والاجمل من هذا وذاك ان العمل في خاتمه يمتلك الوصمه الابرز فيه وهو انه يرتقي بالمشاهد ويجعله شاهد على واحد من الدروس الصعبه في الحياة .
أسمحو لي ان انقل السرد النصي للعمل بشكل مختصر وهو الذي يطرح قصة برفسور جامعي (أيميل جانكز) في احد الجامعات الالمانية الذي يكتشف ان طلاب صفه يترددو على احد المسارح الغنائيه والاستعراضية الراقصة
أعجابا باحد الراقصات والمغنيات هناك بأسم لولا (مارليني دوتريش) وعند محاولة ذالك البروفسور ان يراقب طلبته في ذالك المسرح ومنعهم من الضياع في تلك الفئه يحدث ما كان ليس بالحسبان وهو علاقه بين هذا البرفسور
وتلك الراقصه الجميله والشيء الذي تستطيع ان ترتسمه من تلك العلاقه هو سيطرة تلك الفتاه لولا على البرفسور وذهاب هيبته والقدر والاحترام الذي كان يكنه الجميع له عند معرفتهم بتلك العلاقة .
فيقرر هذا البرفسور الزواج من تلك الراقصه لولا والتخلي عن كل القيم التي اعتاش معها وتعايش فيها طيلة حياته والامر الذي يجعله مجرد عبد لرغباته وملىء لشهواته وشخص دون اي هدف يلجىء له
فيبدأ جوزيف فون بطرح مفارقاته بابهى حله والامر الذي يكون واضح للعيان فينتقل البرفسور من العمل كمثل اعلى لشباب ولاهل منطقته كرجل علم وعقل ليكون مجرد رجل لايمتلك اي قيمه بل انه يصل الى ان يعمل
كمهرج في تلك الفرقه الاستعراضيه التي تحاول تشويه صورته , واما المفارقه الاخرى فنجد تلك البيئه التي كانت تلف حياته البرفسور في الجامعه التي تمتلىء بالقيم والمثل والكرامه والاخلاقيات لتدنو الى السيرك والحياه
الفنية التي تجهض كل تلك الايدلوجيات التي كانت يعتاشها البرفسور ويجد نفسه مجرد صوره من صور تلك الفتاه التي تلهث لجمع المعجبين من الرجال ولاشيء اخر وتستغل جميع السبل للوصول اليهم بشتى الطرق ,,
ليختتم جوزيف مفارقته الاخيره عندما يدنو مستواه الى ان يرى زوجته الراقصه مع احد الرجال , فعندها يثور ذالك البرفسور على تلك الحاله التي وضعه فيها نفسها هاربا من تلك البقعه القذره التي اوقع نفسه بها
ليصل الى جامعته ومن ثم الى صفه ويجلس على مقعده ممسك بطاولته ليسكن اخر انفاسه عليها ,,
واخيرا من الجميل مااضافته هذه الرائعه الكلاسيكيه بدقه متناهية وبساطه في الاطروحه وسوداويه في الاستعراض لرفد معاناه هذا البرفسور وضياعه في عالم ليس عالمه ليسلب نفسه كل ما كان يمتلك كأنسان
له قيمه في المجتمع ,, الملاك الازرق مثل في تلك الراقصه الاستعراضيه شيطان الرغبات فكانت هيا تعبر على الجانب الرغبة المتطرفه للفرد ومثل البرفسور العقل والقيم الانسانية والتي في نهايه عالمان لايجتمعان
ابدا فلا يمكن ان تجمع مابين الرذيله والعفه والاخلاق والفساد والعلم والجهل .. !
5/5