تجربة هاوي سينمائي يجد في مطارحته لسينما ,,, شغفة الحقيقي ....!
السلام عليكم ..
الجزء الثاني من قصاصات شخصية بشكل بحت عن تجربتي السينمائية الخاصة والتي ارجو ان تصل الى مستوى القراءة , القصاصات تمثل كوكبة من الافكار عن السينما والتي قمت بأقتصارها على العدد الحالي نظراً لطول الموضوع والتي سيؤدي الى أغفال العديد من الجزيئات الهامه من الموضوع وأعدكم بأكمال باقي الأيقونات في الاجزاء القادمة ,,
الموضوع مكتوب بقلمي ولم يتم اقتباص او ترجمة اي من الافكار المطروحة ماعدا المعلومات العامه عن بعض المخرجين ,,
أرجو لكم قراءة ممتعة ..
ثلاثية (الساموراي ) الياباني يوجي
يامادا ,,
المخرج الياباني يوجي يامادا والذي يعتبر
أمتداد لأعظم المخرجين الذين قدمو لسينما اليابانية ورمزية الساموراي
(كوروساوا, أوزو , شاندو , كوبايشي وغيرهم ) والذي حاول ان يقدم صورة اخرى لمصطلح
الساموراي عالمياً وان يخلق حاله من منظورة الشخصي لدلالة على رجل الساموراي بعيداً
عن القدرات الجسدية والذهنية الخارجه عن حدود المنطق كما صورها أقرنائه من المخرجين
بل حاول ان يقدم لنا الساموري بصورة أكثر درامية وعاطفة مليئة بالاحاسيس والمشاعر
والاخلاق النبيلة والشرف والعطاء دون أي مقابل ,, يوجي في محاولته لرقي بعالم
شخصية الساموري وبعث روح جديده وفكره مثيره للمشاهد المتتبع والذي خطف الانظار
بثلاثة اعمال حاولت ان تحقق تلك الصوره وهيا : ( Tasogare Seibei) الساموري الشفق
عام 2002 (Kakushi ken oni no tsume ) النصل الخفي عام 2004 واخيرا (Bushi no
ichibun) الحب والشرف في عام 2006 ,وتتسم الثلاثية بقالب تصويري مبهر يتخلله مشاهد
تعكس جمال البيئة المحيطة بشخوص العمل والتركيز على أدق الجزيئات من التقاليد
اليابانية بتلك الحقبة وأظهار مدى ماتحملة تلك الجزيئات البسيطة من قيمة أخلاقية
عالية , يوجي يامادا لم يكتفي بتقديم الصورة الأخاذة في أعمالة الثلاث بل حاول بقدر
الامكان ان يصبغ ثلاثيته بشاعرية واحاسيس فجة والتي تم القاءها في مساحات العمل
وانسلالها بكل رتابة وهدوء في التسلسل الحدثي لمجرياته , ولو تم جمع جزيئات الأفكار
المطروحة من خلال تلك الافلام الثلاث لوجدنا ان مخرج العمل يوجي يامادا وأضب على
سحر المشاهد بشخصية الساموراي في كل منها والتدقيق على الجانب الانساني من تلك
الشخصية والبحث عن أيدلوجيات قد أثرت فيها منها السلطة والعائلة والعلاقات
الأنسانية والشاعرية والانطلاق لبعث العديد من الايقونات التي ترسم جمالية تلك
الرمزية والتي تعتبر جزء هام من تاريخ الحضارة اليابانية وان يرمز للعديد من
المفاهيم منها الطبقية والقمع الحاصل من السلطة وأنتقاد البرجوازية في الطبقة
الحاكمة هناك ..
Tasogare Seibei 2002
في الساموراي الشفق والذي يسرد قصة ساموراي
في القرن التاسع عشر يعمل كمحاسب في احد المحال التجارية والذي لقبه زملائة بالعمل
بساموراي الغروب وذالك لانه ماأن تغرب الشمس وينهي عمله يعود مسرعا للمنزل للأعتناء
بطفلتيه وامه المصابه بالمرض , يوجي يامادا حاول ان يركز في بداية عمله على شخصيته
الرئيسية سيبيل لوشي والذي قدمها الممثل المعروف (هيكيرا ساندا) بكل أمتياز, شخصية
سيبيل الساموراي الذي كان في حال رديئه للغايه لانه لم يكن يهتم اطلاقا بي أراء من
حوله فهمه الاول والاخير توفير الطعام لعائلته والتي كانت تأخذ جم تفكيره ووقته لحد
انه لايغتسل او يقوم بتبديل ملابسه الرثه الممزقه والتي كانت تُظهر بساطته من جهة
ورغم أستهزاء زملائة منه فكان لايكترث لهم ويحاول قدر ألامكان التغاضي عن كلماتهم
وتلك الصفة تعبرعن نبل اخلاقة وصدقه أمام الجميع ومعاملته لهم بكل رقي وتواضع ,
وهنا يبدأ يوجي يامادا بخلق تلك الاهزوجة الدرامية المليئه بالمشاعر الانسانية لمدى
تعلق ذالك الرجل بطفلتيه ورفضه لزواج وتضحيته المنقطعه النظير لتربيتهما وبث تلك
الروح الانسانية والايقونات السامية في عبير اطروحته ولم يتوقف هنا بل اغدق عمله
بمشاهد تعبر عن ماتمتلكة شخصية (سيبيل) الساموراي من علاقته بطفليته بأجمل الصور
الملئه بأرق المشاعر وأعمقها وأكثرها تأثيرها على المشاهد ورسم حالة للأنسان الراعي
الذي يجد من وجوديته هدف لمساعدة الاخرين ومنهم صديقة طفولته تومي لينوما (ريا
ميزاوا) التي كانت تواجه مشكله مع زوجها السكير الذي يضطهدها ويقوم بضربها فتدخل
سيبيل وطلب مبارزه الزوج والامر المثير عند حضور المبارزه كان قد جلب عصا من
الخيزران بدل السيف ليقارع ذالك المتكبر والمغتر بنسله وانه احد السامورايات
وتخليص تلك السيدة من الظلم الذي تمثلة سلطة زوجها.. , بتأكيد يوجي يامادا حاول ان
يجعل تصرف سيبيل هذا لتأثير على المشاهد وتسطير عمله لتكريم اسم الساموراي وبث تلك
النبذه عن المفهوم ومايحمله من نبل للاخلاق والتواضع وتركيزه بذالك عن طريق المشاعر
المشحونه والعاطفه الذي كان سيبيل يغرق من يحيط به . , وأما في الجزء الاخير من
العمل فحاول يوجي يامادا ان يرسي اخر علامات او أسس تاريخ معنى اسم الساموراي وهو
الشرف والواجب فرغم ان النظام الحاكم في اليابان كان متجبر ظالم الا ان سيبيل يبقى
يحمل لقب ساموراي ويجب عليه ان يلبي نداء الواجب وهو مبارزه احد اعداء النظام وهنا
سيبيل ورغم انه يعلم ان عائلته لن تستطيع ان تستكمل او ان تعتاش من بعده الا ان
الشرف والواجب يعلو على اي مسؤوليات اخرى , كم هيا جميله تلك المفرادات التي سردها
يوجي يامادا وخلق فيها عالم مبهر جميل خلاب عن الانسان الساموراي وليس الساموراي
الانسان ..
واخيرا الساموراي الشفق او ساموراي الغروب
هيا لغه أبدع فيها مخرجها وسطر نصها الكاتب شوهي فوجسوا واداءها هيكيرا ساندا بشكل
مثالي لتكون واحدة من افضل ألاعمال في الالفية الأخيره وتخطف أنظار النقاد الذين
رشحوها في أهم الجوائز النقدية ومنها جائزة ألاوسكار كأفضل فيلم اجنبي في عام 2003
.
Kakushi ken oni no tsume 2004
يستمر يوجي يامادا في العمل الثاني من
ثلاثيته (النصل الخفي ) في رصد تلك الرمزية والغوص في مفهوم الساموراي وهنا يحاول
مخرج العمل عن كثب الولوج الى الفتره الزمنية الفاصلة في تغيير التقاليد اليابانية
وأنفتاحيته على الغرب وأستبدال العديد من المفاهيم من حضارتهم وأوجز تلك الفكرة من
خلال أستبدال سيف الساموراي والذي يعبر عن العديد من الأمور الى البندقية وأظهار
أبعاد عن محاولة السلطة أخفاء تدهور حالها من خلال الولوج الى أفقاد الافراد العديد
من الخصال الأخلاقية التي نشأُ عليها ,,
مينزو ناتيغيرا (ناساتشو ناغاسا ) والذي يعد
أحد الساموريات الذين يعانون من النفي بسبب انتحار والده نظراً لفشلة في أحد
المهمات التي أوكلت اليه وهنا يتم أرضاخ مينزو من قبل عشيرته الى مقاتلة أحد
الاصدقاء القدامى لأعتبارة احد أعداء السلطة ,, يوجي يامادا في النصل الخفي يركز
على الناحية الاجتماعية لحياة الساموراي ومدى تأثير المعتقدات السلبية السائدة عليه
فمع انسلاخ العديد من المفاهيم الايجابية التي عرفها الساموريات على مر العصور الا
ان هناك تمسك بعدد من المفاهيم الاخرى ومنها الطبقية بين ارتباط افراد الساموراي
بشخص من افراد العامه وهذا ماجعل مينزو يكبت مشاعره تجاه خادمتهم القديمة كي
(تاكاكو ماتسو) ويجعلة يخوض غمار مبارزة مكرهاً لأحد اصدقائة بداعي الشرف وحماية
سمعة العشيرة وتقديم البرهان للعائلة المالكة انه لاتربطة أي صلات بشخص المنقلب على
السلطة .
يوجي يامادا اثار قضية أجتماعية وطرح الحقبة
التي توئجج انتهاء حقبة الساموراي ضمن التاريخ الياباني والانحدار في عالم
الاخلاقيات فيها ومحاول رصد تلك الأنغلاقية التي يعاتشوها مابقي منهم , وأستطاع ان
يقدم عمله الثاني بذات القالب ومزج تلك الرتابة والهدوء في التسلسل مع تكثيف
المشاهد التصويرية الخلابة ومنح العمل كوكبة من المشاهد الشاعرية التي كان لها
ألاثر بأضفاء جمالية خاصة ..
النصل الخفي والذي يعني أحد أساليب القتال
التي قام مينزو بتمرن عليها ليستطيع هزيمة صديقة القديم كانت بمثابة المسمار
الاخيره في نعش المُثل وتاريخ الساموراي في اليابان والذي أدى الى تخلي مينزو في
النهاية عن لقبة والرحيل بعيداً حامل تلك الأخلاقيات وكاسراً لتلك الطبقية والطوائف
من خلال اقترانه بـ (كي) وأعترافة بحبه لها ..
Bushi no ichibun 2006
الحب والشرف
في هذا الجزء تعمد يوجي يامادا ان يرتكز على
الرثائية في الأستعراض وجعل المشاهد يلحظ مدى التدني في المستوى الذي وصل اليه
مفهوم الساموراي فجعل من شخصيته الرئيسية شينجو ميمورى (تاكيو كيمورا) يعمل كمتذوق
لسم خوفاً على الامبرطور الياباني وهنا تلحظ مدى المهانة التي باتت عليها مفهوم
الرجل الساموراي الذي لم يبقى يمتلك أي من الأسس التي عايشها سابقاً ليقدم يوجي
يمادا نص هذا العمل (الحب والشرف ) بطريقة مرثية لحال الساموراي وتفجر العاطفة لدى
المشاهدين من خلال أصابة شينجو بالعمى من خلال تسممه بأحد الاطعمة وأستغلال زوجته
واغتصابها من قبل أحد رجال السلطة وعدم قدرته على تحمل اخفاقة في المحافظة على شرفة
وخسارته حبه لأنفصاله عن زوجة بعد معرفته تلك الحادثة واعتبارها خيانه له ,, يوجي
يامادا في عمله هذا القى بكل ثقلة على الجانب العاطفي والرومانسي وعلاقة الزوج
وزوجته وكيفية ضياع اي من المبادىء التي اطلقها في عملية السابقين وبات فيها مفهوم
الساموراي مجرد لقب يعتاش منه الرجال في تلك الحقبة ..
الحب والشرف كانت بمثابة الهروب للجانب
العاطفي مع انحدار الجانب الاخلاقي فيوجي يامادا تعمد ان يطلق العنان لجعل المُشاهد
يشهد تلك الانسانية التي طفت والشاعرية بين الزوج والزوجة وكيفية تلك النفوس
الصافية ان تعتش في مجتمع أباد أي قيم بل أصبحت فيه السلطة مجرد رمزية لايهمها سوى
أشباع غرائزها من خلال أغتصاب أخر مابقي تمتلكة مفهوم حضارة الساموراي وهو الشرف
والحب ..
التصوير السينمائي فن قائم بحد ذاته
...!
التصوير السينمائي (Cinematographic) يعتبر
من اهم الاسس التي ترتكز عليها الصناعة السينمائية أن لم تكن ألاهم على الاطلاق
فأستطاع العديد من المخرجين عبر قدرتهم أستغلال ذالك الجانب من اضفاء انفرادية
وأمتازية وخصوصية لسينماهم والتي جعلت أعمالهم تتصف بالجانب الأبهاري التصويري بـِ
ألاضافة لأهميتها فنياً .. التصوير السينمائي يعمتد بشكل أساسي على العديد من
ألامور منها العدسة المستخدمة وحجمها ومدى صفاء الصورة والزاوية المأخوذة
والانحرافات لصورة والتي تؤثر بشكل في كيفية نقل الصورة للمشاهدين في نهاية ألامر ,
أيضاً التصوير السينمائي يتضمن أستخدام عدة مؤثرات منها التدرج باللونية وأستخدم
الظلال والاضاءة والضبابية والصفاء في الصورة وأن الحديث عن فئة من الفئات المذكورة
يحتاج الى موضوع بحد ذاته ..
حديثي عن هذا الفن التصويري لسينما هو مجرد
مساحة تعريفية لجزء من تجربتي من خلال مشاهداتي للعديد من الاعمال السينمائية التي
تعتبر ذات اهمية في عالم الصورة السينمائية والتي أرست العديد من الاسماء التي تُعد
في يوماً هذا ضمن كوكبة صناع التصوير السينمائي في الصناعة
السينمائية , ويمكن تجزيىء الفن التصويري الى ماقبل التصوير الملون (الابيض والاسود
) والتصوير الملون ( غريغ تولند " المواطن كين , لمسة الشيطان ) (أرثر اديسون "
الدار البيضاء ) (جوزيف روتنبيرغ " السيدة منيفر , جسر واترلو , والتز العظيم ,
جيجي ) ( شارلي لانغ , جورج فوسلي , جورج ديكنز ) والعديد من الاسماء التي كانت
علامة فارقة في الصناعة السينمائية ..
التصوير السينمائي لايعتمد بـِ الاساس على
المصور السينمائي ولاغير بل يعتبر المخرج هو المحرك الرئيسي لعدسة المصور السينمائي
ومدى قدرة المخرج على توظيف جمالية التصوير في أضفاء الانبهار الصوري على عمله
ويجدر الذكر ان العديد من المخرجين كان التصوير السينمائي يؤخذ حيز كبير من اهمية
مايقدموه منهم أوسن ويلز وكوبريك وهيتشكوك ومايكل انجلو انتونونى وغوادرو
تراكفوسكي وحديثاً كيسلوفسكي وسكورسيزي الاخوة كوينز, النولان, مايكل هانكة , نوري
بيلجي كيلان , عباس كورستامي , المودفار وغيرهم ,, .
ويمكننا ان نقوم بتقسيم التصوير الى العديد
من الأفسام منها التصوير الواقعي الجلف والمستخدم في السينما الشرق اوروبية والذي
يجعل المشاهد يعيش في لحظات البرود والقمع والجلافة من خلال الجفاف في الالونية من
خلال الصورة أو الاستخدام الفائض للألوان وخاصة الفاقعة منها وجعل العمل يطغى علية
طابع اللوحات الزيتية ويطغى هذا اللون التصويري على السينما اللاتينية والاسبانية
خصيصاً والذي أشتهر فيه المخرج الاسباني بيدرو المودفار ,, ولن انتاسى الاستخدام
للكاميرا المتحركة في فن التصوير والمتخذ في العديد من المدارس الاوروبية وذالك
لأضفاء رمزية الواقعية على المشاهد ,, ويوجد العديد من طرق التصوير منها الجانبية
للكاميرا الثابتة والولوج الى اهتزاز وارتجاج الكاميرا وتلوين الشاشة واستخدام
الاضاءة والظلال والتي اشتهر بتلك العناصر العديد من المخرجين منهم كوبريك
تراكفوسكي وكيسلوفسكي ,, ويمكن أيضاً استخدم لغة الطبيعة في الابهار التصوير والذي
طفى على العديد من السينمات الاسيوية والاوروبية في الالفية من خلال عدة اسماء منها
ترانيس ماليك وكي كيم دوك وزانغ ييمو , نوري بيلجي كيلان ..
أخيراً التصوير السينمائي استخدم من قبل
العديد من الصناع السينمائيين لكي يضفي جزئية التأمل على اللغة السينمائية مما يجعل
سينماه بمثابة لوحات صامته لجعل المشاهد يتفاعل من خلال الصورة التي تحفر عميقاً في
مخيلته ..
التصوير السينمائي فن قائم بحد ذاته ويكمن في
جنباته العديد من الجوانب والتي تستحق ان يطلع عليها المُتتبع السينمائي ..
ملاحظة / ماخضته عن التصوير السينمائي هو
مجرد منظور بسيط من خلال متابعتي ولم يتم الخوض في معترك هذا الفن بشكل حثيث
والولوج للحديث عن عدد من مفصلياته التقنية ..
السينما مراّة واقع الصانع , رومان بولانسكي
.
رومان بولانسكي مع زوجته شارون تيت ..
للحديث عن الصناعة السينمائية يجب البحث في أحد اهم مبادئها وأسسها
واقصد هنا الصانع السينمائي او بي ألأحرى المخرج والذي لطالما تطرقت لتأثر أهم
المخرجين العالميين بسيرتهم الذاتية والصعوبات التي أعتاشوها في ماضيهم والذكريات
التي باتت جزء من حياتهم والتي بتأكيد كان لها ألاثر الرئيسي في المسرب الذي يتخذة
الصانع السينمائي في مسيرته الفنية وأستذكر المخرج السويدي أنغمار بيرغمان ومعاناته
في طفولته مع زوج امه الذي كان قس وأدى بتالي لجعل بيرغمان واحد من اهم من صنع
السينما الباحثة في قلق الوجودية وعلاقة الدين بالافراد وايضاً يستذكرني احد أهم
صناع السينما الايطالية فريدريكو فيلليني الذي عاش طفولته في السيرك وذالك الامر
كانت يتضح بشكل جلي في رائعتِه الطريق وثمانية ونصف وأيضاً المخرج اليوناني ثيو
انجلوبوليس الذي عانى اشد أساليب القمع والاغتصاب الفكري والثقافي من قبل السلطة
اليونانية والذي جعل يصبغ العديد من ثميات اعمالة بضبابية شديدة والغوص في عوالم
الافراد بعد اغتصاب احلامهم وسرد ذالك بأجواء مليئة بالحزن والكأبة ..
مشهد من فيلم النفور لرومان بولانسكي ..
حديثي سينصب على واحد من اهم الاسماء السينمائية المتواجده حالياً
وهو المخرج البولندي الفرنسي رومان بولانسكي والذي أعُد تجربته الشخصية ذات معالم
تستحق ان تقدم في عمل سينمائي للفوضوية والصدمات والصعوبات التي واجهة هذا الصانع
طيلة فترة حياته , بولانسكي في طفولته عاني الامرين كيهودي في بولندا وشهد مقتل
والدته واعتقال والدة وسجنه في احد المنافي اليهودية من قبل القوات النازية
الالمانية ,, وفي شبابة تم قتل زوجتة شارون تيت ذات الـ 26 عام والتي كانت تحمل
بطفلته في رحمها بعمر 8شهور وأربع من اصدقائة من قبل عصابة السفاح الشهير تشارلز
مانسون واتهامة من قبل الصحافة الامريكية اّن ذاك انه السبب في ذالك لانه يقدم
سينما تستحضر الشيطان , واخيراً قضية علاقته مع طفلة بـ 13 عشر عام من عمرها
وأعتبراها قضية اغتصاب واغواء لطفلة قاصر وهربه بعد ذالك من الولايات المتحدة
الأمريكية والتي لم يعد لها الى يوماً هذا ,, الحقيقة أن طرحي للمقالة ليس لنثر
سيرة البولندي رومان بولانسكي بتأكيد ولكني طرحت تلك القصاصة من سيرة حياة هذا
المخرج لكي أوضح مدى تأثير المخرج بواقع حياته فلو اطلعنا على مجمل او أهم اعمال
رومان بولانسكي فكنت سأصفها بالاعمال الرثائية التي تبين مدى سوداوية المجتمع
وصعوبة العيش فيه والبحث في مايسمى سينما المؤامرة والخواتم الكئيبة ذات المعالم
شديدة الحزن واستذكر منها فلمه النواري (الحي الصيني ) الذي انتهى بمأساوية وبجملة
(أنه الحي الصيني .. ! ) والذي تعكس مدى قذارة المجتمع وشذوذ الافراد وسادية
المشاعر والتي ظهرت بشكل جلي في عمله هذا أما في رائعته السبعينية (تيس) فأقدم
رومان على طرح مباشر لما صنعت يداه فقصة الفيلم مقتصة من رواية ادبية بذات الاسم عن
فتاه يغويها أحد الرجال والذي تؤدي الى فقدانها عذريتها وحياتها بتالي والامر الذي
يصب في تاريخ بولانسكي مع الفتاه القاصر التي اغتصبها واما أعماله الاخرى منها طفل
روزماري والنفور جعل في الاول الشيطان يتحكم في مصير البشر على الارض وتعرض روزماري
لمشهد اغتصاب يُعد ثوري ليوماً هذا وعن النفور جعل شخصيته الرئيسية تعتاش هلوساتها
الذاتية وعقدتها من الضياع وفقدان الثقة برجال وذالك لفقدان عذريتها بوقت مبكر
واخيراً عمله (ماكبث ) المأخوذ من احد الروايات الشكسبيرية والذي لايقل قسوة وجلافة
وحنقاً وسوداوية عن اعماله السابقة , الامر الذي اود ان القيه هو تلك المعالم التي
ارست وأسست سينما بولانسكي وهيا فن المؤامرة والجريمة والبحث في الفطرة الغريزية
والرغبة الشهوانية وفقدان تلك الانسانية والبراءة التي تحمل النفوس البشرية
وأستحضار بدل عنها الوحشية والسادية التي باتت عليه النفوس والتي تُمثل بسينما
واقعة المرير من معناته مع اليهود وخوضه تجربة مع رائعته عازف البيانو وانتقاد
اللبرالية والرأسمالية الامريكية في الكاتب الشبح والحي الصيني وذالك للحكم الصادر
فيه من قبلهم والكيل بمكاليين لكونه شخص اجنبي وأخيراً القاء الضوء على دموية
وسادية الافراد في افلامة ماكبث والحي الصيني وطفل روزماري وتيس لتاريخ زوجته وحالة
الاغتصاب في شبابة ,, وهنا نصل الى النقطة التي اردت التوصل اليها من خلال مقالتي
وهو ان السينما مراّة لواقع البشرية وقصاصات الحياة وتعكس تاريخ صناعها بشكل او اخر
لذا اي سينما لاتستمد ايدلوجياتها ومعالمها من تاريخ الصانع او احلامه اوحتى مجتمعة
وواقعة وأفكارة فهي سينما لاتستحق المرور عليها ,,
السادية أيقونة ألالفية لسينما الكورية
.. !
السينما الكورية في السنوات القليلة السابقة
صنعت لنفسها مكان هام ضمن اهم السينمات العالمية والتي سطرت من خلال العديد من
الصناع البارزين جزء لابأس به من الاهتمام النقدي والجماهيري والذي جعل أعمالها
وعدد من صناعها منتظرين على الساحة السينمائية ,, السينما الكورية لاتختلف بشكل
كبير عن السينما الشرق الاسيوية المحيطة بها بجزئية الابهار اللوني المكثف للمشاهد
ولغة التصوير الأخاذ ولكن الانفرادية التي أرتسمت على هذه السينمائية هيا العوالم
السوداوية والطرح السادي الذي يبلغ الشذوذ في كثير من الاحيان بين ايقوناتها ,
فمسيرة تلك السينما في العشر سنون الماضية واهم ماقدمت كانت تواضب على فتح باب
الدموية والغوص في شذوذ الذات الانسانية والانسلاخ عن الاخلاقيات والعقد النفسية
واخيراً سادية الافراد , وألامر المثير تقديم تلك الصفة في قالب الاثارة والغموض
بشكل ممتاز وبجعل من الاطروحة لغة بحد ذاتها ذات خصوصية أنفردت بها السينما الكورية
ولعل الحديث عن تلك الصفة يبادر لأذهان الجميع سلسلة ألانتقام الشهيرة للمخرج
الكوري بارك وك شان الذي قدم واحدة من اعظم اللوحات السينمائية في الالفية
(Oldeuboi) أطفال عجائز والذي قاد الثورة السينمائية الكورية والتي تلاه الجزئين
المميزين لنفس المخرج (Chinjeolhan geumjassi) , (Boksuneun naui geot)ولم يكتفي
بارك في تقدم سينما الأثارة في قالب سوداوي سادي بل اعقب تلك الاعمال بعمل رعب دموي
درامي مميز بأسم الظمأ (Bakjwi ) والذي ايقض العديد من الثيمات في رمزية تلك
السينما والتي أججت الكوريين لتقديم عدد من الاعمال في ذات النوع والولوج الى
مايسمى سينما الانتقام والجريمة والدموية في عدد من الروائع ومنها (Akmareul
boatda) (Salinui chueok ) (Chugyeogja) وهذا ماجعل لتلك السينما وصف سينما العالم
السادي للغريزة الفطرية الانسانية فلو بحثاً في تلك الاعمال لوجدنا انها مع أتخاذها
قالب الاثارة في الطرح والمتعه في المشاهدة الا انها تثقل على المُشاهد بالعديد من
المشاهد التي ترهق المُشاهدين وتصدمهم بأقسى مشاهد الدماء واعتى لقطات الشذوذ
الفكري الانساني مما يجعل نسيان تلك المشاهد أمر صعب ومن هنا تأتي الثورية في
الصناعة الكورية وأتخاذها منهج تحريض المشاهد وصدمة بتلك السادية والسوداوية التي
تعاث النفوس البشرية وخلق مايسمى بحالة من الرثاء لتحول المجتمع من العقلانية الى
الغرائزية التي اصبحت المحرك لعلاقاته فأن كانت السينمات الاخرى وصفت البرود وأتسام
العلاقات البشرية بصفة الغرائزية والابتعاد عن الشاعرية والحس بالمسؤولية فقد
أستطاع الكوريين من خلال سينماهم القائمة ان يحفرو تلك الفكرة في أذهان المشاهدين
جاعلين من سينماهم ذات قيمة عالية في يوماً هذا ..