السلام عليكم ,
أحببت أن اقدم لكم أخوتي قائمتي الشخصية لأفضل 100 فيلم قدمت في ألالفية مابين عام 2000 الى عام 2009 , القائمة تم أختيارها برأي شخصي بحت بعيداً عن الجوائز وألاراء النقدية والتقييميه وتم مشاهدة مايزيد عن 600 فيلم من أهم الاعمال في ألالفية لأخرجكم لكم القائمة التالية عسى ان تكون مرجع بسيط لقراء الموقع ,, بالتوفيق لكم .
Das Leben der Anderen 2006
حياه الاخرين وأحد من اهم افلام الالفيه ان لم يكن واحد من افضل ماصنعت السينما الاوروبيه والعالميه ككل , في هذا العمل أكملت السينما الالمانيه أقاعاتة سلطتها في الالفيه والمصداقيه في أطاريحها في قالب انساني بحت في موجة صراعها مع التغييرات الايدلوجيه التي عان منها الفرد في حقبة حكم الجمهوريه الاشتراكيه الشعبية في الثمانينات , لكن في هذا العمل لم يكن التوجه سياسي بحت بل تعدت الاسقاطات على التأثير الضخم التي احدتثه تلك الحقبه في حياه الفرد ودخولها في صلب حياته الخاصه بل تغيير مسربها كليا , ومثلت تلك الفكره في العمل عن طريق طرح تسلسلس عميق فني رتيب بالغ الروعه في تسطير الفكره في مخزون فكري ضخم تتراسم فيه أبهى الحورات واجمل الاداءات بقالب حسي بالغ الاهميه , في حياه الاخرين يسرد التسلسل الحدثي قصه حياه المخرج والكاتب المسرحي سباستيان كوخ وزوجته الممثله الشهيره كريستا ماريا وقيام الاستخبارات الشيوعيه بتنصت على أدق تفاصيل حياة هذان الزوجين والياء المهمه للكابتن جيراد (أوليش ) الذي أدى واحد من اهم الادوار في الالفيه الحاليه وتغيير مسرب الاحداث في حياة هذان الزوجان في صراعهم من دكتاتوريه الشيوعيه وقمعها للأراء المعاديه لها بصوره اولى لتتجلى الصوره امام المشاهد لتأثر المتجسس بحياه الزوجين وتغييرها لبعض مافي تفكيره وعقليته بل جعلت منه فرد اخر تتحكم فيه مشاعره واحاسيسه في دقه لم اشهد لها مثيل من الصراعات النفسيه لشخوص العمل مابين المشاعر الانسانيه التي تكمن في الشخوص الرئيسيه للعمل وسوداويته الطرح في أيقاعات تسلسل العمل , بحياة الاخرين لم تطرح فكره القمع النفسي والفكري لشعوب في ظل السلطات الشيوعيه فقد لاغير بل تعدت الافكار لتضرب بجدران محدوديه الطرح الى الدخول في في حياه الفرد بشكل تجريدي لمسمى الانسانيه لتعمق بشكل حثيث في الحياه الشخصيه للأنسان في معتقل حياته الشخصيه لتطرق الى احدى أدق التفاصيل واكثرها خصوصيه وهيا الحياه الجنسيه والشهوانيه والعنصر العاطفي والحسي لمفهوم الحب ومعناته , ليصل القمع الشيوعي الى اتجاهات فكريه وادبيه واخلاقيه انسانيه بحته , العمل عكس بأسلوب نقدي لشذرات حياته التي تعايش معها صناع الادب في تلك المرحله وادخل مفهوم القدريه وسخريتها في جعل الجاسوس ملاك حارس يحاول تجنيب الزوجين من الهلاك جسديا ونفسيا وفكريا والاستسلام في عقم الفكر في تلك المراحله , العمل تكدست فيه المشاعر والاحاسيس السوداويه والايجابيه في اجواء أرتسمت فيها المعاناه وتحطم جدار برلين ماهو الا جدار تم بناءه في معتقل كل فرد ليجسد أطروحة الجدار والقمع الفكري الانساني الضمني للفرد , في أهزوجه تمتلك المشاهد لاخر لحظه وتؤرقه لثانيه الاخيره وتمثل له في مسرحيه ميلودراميه كانت بمثابه البصيص الاخيره لذكرى أنسانيه في جسد ألانسان ؟ حياه الاخرين مثلت فعليا المعاناه التي يتعايشها الاخرون في لوحه فنيه حسيه عاطفيه فكريه للقمع الفكري الانساني الادبي اكثر من السياسي الاقتصادي في تلك الفتره ,,"
La meglio gioventù 2003
ملحمه تاريخيه أنسانيه تعكسها الميلودراميه العائلية ,,"
لم أصدق يوما ان أستطيع ان أستكمل عمل سينمائي يتجاوز الست ساعات في مشاهده واحده ومن دون اي انقطاع لكن استطاع هذا العمل ان يفجر مابي داخلي من كلمات وحروف مثلتها دراما الواقع لسينما الايطاليه التي لطالما أنفردت بتلك الروائع الانسانيه , أفضل مافي الشباب أستطيع ان أعده واحد من الاعمال السينمائيه التي تحدث شرخ في نفس المشاهد لا وبل أؤكد انه بعد الانتهاء من المشاهده يشعر بسيل من المشاعر يسري في داخله وفرح عارم يعتلي وجنته وكان العمل وصفه سحريه يجعلك تعكس مايجول في تفكيرك وميولك وطموحاتك وذكرياتك تترسم بينها ماعاشرته في حياتك من سعاده والالام ,,
افضل مافي الشباب يكتسحك مابين الدراما الرومانسيه ليصعدها الى دراما العائله والتي ماتنبثق الا ان تكتشف انك سوف تشاهد عمل يعبر عن تاريخ أجتماعي فكري أنساني لشعب يطرح بشكل فني راقي رتيب تذهل من سلاسة وبساطه الطرح ورقي المضمون بين جماليه اجمل عبارات الحوار الانساني لتسمتع بين أصداء الحياه والموت الحزن والفرح التي تتعايشها وتعشق كل مافيها ,, أثرت في البدايه أن العمل يغير في نفسك ولو شيء بسيط للحظه زمنيه وفتره قصيره تشعر بها بنشوة جمال الحياه بين سطور من الحب واقصد هنا بكلمة الحب بجميع مفرداتها ومعنايها الحب الابوي والاخوي حب العائله الوطن والحب مابين الرجل والمرأه وحتى محبتلك لوجودك في الحياه ؟!
في قرائي أو مراجعتي هذه لن اخوض في الاحداث ومسارات العمل لانها فعليا لاتهمني كمشاهد يخرج من حلم أنساني قابع بين براثن الدراما الواقعيه لتجتاز الفكره الهدف المراد منها لتسير في حلقات شخوص العمل هم مرتكزاتها لتستشف ترابط خفي غريب حسي بالغ العواطف يربط بين حلقات ودوائر شخوص العمل ليصنع سلسله من ومضات الحياه من نكسات وطموحات تشتد فيها السقطات وتنكسر بينها صور واحلام الطفوله والشباب لتهرم وتبقى الذكريات ,,
أفضل مافي الشباب عباره عن رحله طويله أمتد عرضها لست ساعات تخللها عرض تاريخ وواقع ومراحل لحقب وازمنه تمضي بالعديد من الايقونات , أرضخها المخرج الايطالي ماركو جواردانا بين اسوار عائله بسيطه تخوض تجارب لأخوين نيكولا وماتيو عبر كل منهما عن نقيض لشخصية الاخر كانت رحله القطار الحد الفاصل بينهما وتراسمت النساء في تغيير مصير الاحداث لكل منهما فجورجيا كانت بمثابه العلامه الفارقه لماتيو ومصيره ومسربه في الحياه وزوجه نيكولا التي أنضمت الى الالويه الارهابيه وأحدثت صعد في حياه الاخ الاكبر , ومن ثم تتنازف الشخوص في مراحل استمرارية الحياه بين موت بعضها وتلاقي أخرى في دوائر قدرية الحياه وكمالية الوجود وسحر جماليتها , فكان الموت هو بدايه للحياه في لوحه ماركو جواردانا تتزين بها أجمل العبرات خاضت أحيانا بشكل حزين جامح ليخرج الامل من أصعب اللحظات لتشعر بطوفان من الامل التي تحدثها الاجيال وعنصر الشباب وايقاعاته وأمله وطموحاته وهذا ماطرحه العمل الايطالي من ظهور ابن لماثيو وابنة نيكولا واطفال اخته , ليشعرك بتلك الاستمراريه وجمال رونق الحياه , لنرضخ لجمال كل مراحله نعيشها من نعومه اظفارنا الى شيخوخه نتذوق بها جمال واحزان الذكريات , لعلي لم أثر العديد من العوالم التي تناثرت بها موجات العمل لكني اردت ان اطرح مايصارعك بعد المشاهده بشكل حسي انساني شاعري بحت لاغير ,," واخيرا أوجز ان العمل رغم البساطه التي تجتاح لحظاته الا انه يسبب فجوه في نفس من يتتبع الازمنه والامكنه التي مثلة ذكريات واستمراريه الحياه "
Fa yeung nin wa 2000
عندما أود صياغه أحد الاعمال بطريقتي وصبغته بما أستطيع من وصف فأنني دوما ماأجد الكلمات التي تتطرق الى النقله المتمكنه لما اجتاحني وقت المشاهده وابدء بسرد أسقاطاته وتقييمه فنيا من منظوري الشخصي , لكن في عمل الصيني كارا وانغ لي " في مزاج الحب " لم أستطيع ان أحدد العمل ضمن قالب صياغه عاديه للأحداث وتطرق لنقاط قوه العمل كما أفعل دوما لانني شعرت أنني أمام معزوفه موسيقية او منحوتة فيسوفائية أو حتى لوحة تشيكلة تضيع بين درجات الوانها وتغطس في سماء رحاب أفكارها وتسمتع بما تزفه لك دون تسطيحها بعبارات لن تستطيع وصفها ابدا "في مزاج الحب لكارا وانغ لي عمل مع البساطه في التقديم فيه الا انه يجعل المشاهد يخرج منه في مزاج غريب منبهر من بعد المشاهده ففي هذا العمل الذي يبدأ الصيني برسم حواراته وقصته في تلاعب القدريه في حياه شخوص العمل الرئيسيه ونقل تلك الوصفه الغايه في الحسية بتلك الطريقه المبهره بصرياً ومتماسكه حوارياً وممتعه حديثاُ . في مزاج الحب أعده نقله نوعية في السينما الرومانسيه كافة فالعمل عباره عن لوحه رسمت للحديث عن الحب نفسة ومفهومه ومدى تعقيداته وبساطته بل أن كارا وانج لي أستخدم جميع الاساليب لوصف مذاق الحب وجسد معاناته وصراعاته وجماله ومدى قدرته على طمس معالم هوية الشخص ليكون صوره لمحبوبه والمخرج الصيني كارا وانج لي لم يكتفي في أستخدام اللقطات المفتوحه والمغلقه والفلاش باك والتلاعب الغريزي باللوان لعكس انفعالات الشخوص فقط بل أيضا اخرج عمل متكامل تقنيا بأستخدام الكاميرا بشكل يعكس ملامح الشخوص الرئيسيه للعمل باستخدام المشاهد الطويله والصامته أحيانا وتكرارها بشكل عبثي والذي يجدر الاشاره له ايضا ان مع قلة الحوارات المستخدمه في العمل الا انني أجدها من اقوى الحوارات التي خاضت في ازدواجيات وتعقيدات المصطلح الدارج لمفهوم الحب ومعانيه وصراعات .قوه هذا العمل لم تكن تقنيه فقط بل فنيه لأبعد الحدود فرغم ان القصه لا تبتعد عن جدران الكثير من الاطاريح الرومانسيه بين الخيانه والقدريه والحب الا انا كارا وانغ لي لم يشخص العمل ليكون قصه تسرد حياه عدد من الافراد بل صاغ عمله ليكون أيقونه بمئات التحليلات والاتجاهات الطارحه المقدمه لصياغه العلاقه بين الافراد وخصيصا بين الرجل والمراه وتشريخها في العديد من الجدران ومنها مسؤوليه الفرد تجاه الاخر والقيود التقليديه والعقائديه والتربويه والمشاعر الايجابيه والسلبيه , ليكون فيلم في مزاج الحب فعلا صورة مبهره تقنيا وبصريا واثقه الخطى مزدوجه الفكره لمفاهيم عده لمعنى الحب ورمزيته ومقدرته على تحوير حياه الفرد .
Hable con ella 2002
المدوفار احد اهم المخرجين فى العالم الان مخرج يحمل فكرا وقضايا هامه يطرحها فى افلامه بصفه دائمه مخرج ينتمى هو و ( مايكل هينكه و جوزيبى تورناتورى ) الى قائمه مبدعى السينما على مر تاريخها وهما الثلاثه من وجه نظرى الافضل والاهم حاليا واكثر من انتظر اعمالهم السينمائيه المدوفار مخرج متمكن للغايه ومن اكثر المخرجين بل اهمهم حاليا فى التفنن فى استخدام الالون والديكوارت البديعه وبالتابعيه ملابس الممثلين فى صورة جماليه يتقنها المدوفار ببراعه شديدة هى واستخدامه للفلكلور الاسبانى فى اغلبيه افلامه من حيث الرقصات والموسيقى الاسبانيه ببساطه يمكن ان نضع فيلميه ( كل شىء عن امى - تحدث اليها ) فى مقدمه اعماله فيلمين لو لم يقدم غيرهما فى السينما لكفى فى فيلم تحدث اليها الذى يدور حول امراتين فى غيبوبه تامه وفى انتظارهن حبيبين لهن فى هذا الاطار يقدم بيدرو وجه نظره فى مفهوم الحب والصداقه وما يمكن ان يدور فى ذلك العالم من فى صور شاعريه بسيطه وافكار لا يمكن ان تقال ولكن تشاهد فقط فيلما يحرك الخيال ويجعلك تعيش حاله من صنع بيدرو المدوفار .
4luni, 3 saptamâni si 2 zile 2007
عندما ارى فيلما حاصل على (سعفه كان) او جائزتها الكبرى او جائزة لجنه التحكيم او اى جائزة فيه أشعر بأنجذاب الى تلك الافلام منها الفيلم الرومانى ( 4 اشهر و3 اسابيع ويومان ) الفيلم الذى ااد للسينما الرومانيه بعض بريقها وضعها على الخريطه السينمائيه العالميه وتبعه فيلم اخر استمتعت به وهو فيلم ( كاترين فارجا ) فيلم كرستان مونيجو الذى يدور فى الحقبه الشيوعيه التى كانت تخضع لها رومانيا واغلبيه دول اوربا الشرقيه حيث الذل والضياع والحاجه التى كان يشعر بها الكثيرون من الناس فى تلك الدول فى اطار سودواى نجح فيه بشدة كرستان مونيجو حول صديقتين جامعتين فى عام 1987 قبل سقوط حائط برلين بعامين وسقوط الاتحاد السوفيتى بثلاثه اعوام احد تلك الفتاتين حامل من احد الاشخاص والحمل منذ ثلاثه اشهر وثلاثه اسابيع ( كما عناون الفيلم ) ورحله تقوم بها الطالبتين لسقاط هذا الحمل بعد الاتفاق مع احد الاطباء المتمرسين فى تلك الاعمال الغير شرعيه فى مشاهد صادمه ومؤلمه جدا دور انا ماريا مارينكا اضعه فى اجمل الادوار النسائيه التى قدمت فى الثلاثين عاما الاخيرة دور متميز جدا وايضا دور لورا فلاسيو فيلم لا انصح به من لا يحب الافلام الصادمه والكأئيبه ( رغم انى لا أؤمن بتلك التصنيفات السينما اما افلام جيدة او سيئه لا وسيط بينهم ) .
Mar adentro 2004
" (ألحياه التي تقضي على الحريه ليست بحياه )
احد اجمل الصدف في حياتي ان تشاهد عمل لم تسمع به ابدا وبعد المشاهده يصبح واحد من الاعمال الاقرب الى قلبك وروحك " البحر في داخلي " عباره عن قصيده شعريه ينسج خيوطها الذهبيه المخرج الاسباني المعروف اليخاندرو امنيبار , في هذا العمل أستطاع امنيبار اخراجا من قالب الاعمال التي تتحدث عن القتل الرحيم او مايسمى بذلك الى عالم ساحر يتعدى تلك الفكره الى رؤى واهزوجات اقرب الى اللوحات الفنيه التي تتناثر فيها الالوان وتؤثر فيك بلـ انني اجزم انك بعد مشاهدات العمل سيغير شيء فيك كمشاهد , العمل مقتبس من قصة حياه الشاعر الاسباني رامون سامبيدرو الذي يصاب بشلل بسبب سقوطه في البحر وبعد تسعه وعشرون عاما يرفع رامون قضيه على الحكومه مطالبا لها بحقه للأختيار وقتل نفسه ,, كما بدأت في البدايه العمل ليس كما يبدو لكم من تلك الاعمال التي تحاول التأثير على المشاهد عاطفيا دون هدف واضح للعيان العمل يحمل بين جنباته سيل من الافكار التي تختنق بها مخيلتك بعد المشاهده مباشره,العمل استطيع القول عنه يبتعد بمنظورنا الى افاق اخرى تسرد أفكار واضحه المعالم لكل متتبع للفن السابع ومن تلك الافكار التي استطاع الاسباني اليخاندرو طرحها وهي الحريه بمعنى الكلمه لاتكون لها حدود او حواجز ,تكلم عن العلاقات بين الافراد وتفسير اخر لمسمى الحب ومايدور حوله من افلاك تمزجه بعلاقه وطيده بالحياه وكيف يمكن لأنسان لايمتلك اقل اسس البقاء في الحياه الى مد من حوله بألامل بلحريه بلحب بالحياه نفسها حتى وان رفضها هو نفسه " البحر في داخلي " كان كما اشرت عمل ملىء بتناقضات الحياه وما اذ كان المسمى دقيق في تعريفنا له فالحياه كما عبر عنه اليخاندرو هي الحريه هي الحب وقدرتنا على اعطاءه هي الشغف هي صنع شيء يترخ اسمك لما بعد الحياه كما تلك النظره التي احب امنيبار انه يدخله في صوره الطفل الصغير في احضان امه في نهايه العمل فلحياه تنتهي وتبدأ ولكن يوجد حياه تبدأ ولاتنتهي وتلك حياه من يصنع لنفسه اسم يذكر طالما وجد بشر على الارض ,, ستطول حروفي وستبدأ يدي بلأرتعاش لسرد كل لفته لقطه لحظه او ابراز بعض الحوارات التي اجدها من اعمق ماشاهدت ويكفي جمله رايموند " ألحياه التي تقضي على الحريه ليست بحياه "واسمحو لي ان اسرد ومضتي التي اعتبرها جزء لايتجزء من رائعه لا يختلف شخصان على روعة افقها ومضتي لهذا العمل في احدى اجمل المشاهد التي شاهدتها الى الان وهي عندما يخرج رايمون من سجن شلل جسمه يبحر في مخيلته عائدا الى البحر الذي كان عشقه الابدي ليقابل محبوبته ويعانقها على الرمال ضمن ترانيم انغام موسيقى تشعرك بمعنى الحقيقي للحريه حتى لو كانت للحظات في مخيلتنا ,,!واخيرا بنسبه للمفردات الاخرى فمن ناحيه الاداء فلن اجد نفسي ابالغ اذا قلت انه افضل اداءلـ جافير براديم رافقته في روعته الممثله الاسبانيه المعروفه بيلين ريدا لكي يتكامل العمل اداءا واخراجا ونص باهزوجه فنيه مثاليه ,"
Cidade de Deus 2002
كلما اردت الحديث عن هذا العمل تخونني حروفي لان المديح للعمل الكامل صعب جدا تخيل ان تصتدم بعمل يجعل من السينما ماده خام لتقديم صور وثاقيه ترتسم فيها اجمل واقبح معاني الانسانية في اهزوجه تنساب الدراما في جنباتها وتطغى عليها الاثاره والجريمه وترسم في نهايتها معالم تأمليه انسانية ..
Yi yi 2000
عمل من الاعمال التي ادرك انها تحتاج الى مراجعه خاصه لها لمواكبة جميع جزئياتها والشخوص التي تم التطرق لها على حد لكل منها , يا يا والتي اعتبرها رائعة المخرج الصيني ايدوارد يانغ بالعقد الاول من الالفية والتي كانت تغوص في عوالم المجتمع والفرد والبرود العطافي والانتقاد لعلاقات الافراد والتي سردت بحوارات بالغه العمق والبساطة في اّن واحد , قدم ايدوارد يانغ لوحه لاتقل عن ماقدمه اهم المخرجين السينمائين عن انغلاقيه الفرد على نفسه وابتعاده عن مسؤولياته , بل وقدم الصمت الانساني والسكته الدماغيه لكل ماهو عقلاني واندراج المجتمع تحت صهوه الغرق في عالم الماده والهروب من الواقع . لعلي وجدت في هذا العمل الاسيوي صوره لما قدمه المخرج الفرنسي جان لوك جوادر في الاحتقار او الايطالي مايكل انجلو انتونوتى في ثلاثيته الشهيره المغامره , الليل , الكسوف | والعمل الاوسكاري لسام منديز الجمال الامريكي ولكن ما انفرد به ايدوارد يانغ انه قدم سينماه الخاصه المليئه بالبرءاه الانسانيه والعاطفه الجياشه لعرض الصمت الانساني وانسلاخه عن مجتمعه وعن العلاقات , يايا عمل يرصد الضوء على العديد من فئات المجتمع وتجسيد كل فئه وشذراتها والعوالم التي تؤثر بها واخاطه معالم تلك الايقونات برفد العمل بعدد من اللوحات التعبيريه التأمليه عن الفرد ومعاناته وضياعه في عالم الرغبه والشهوه والماده وانكماشه على نفسه وفقدان الهويه الشخصيه ومعالم الوجودية والغرق في محيط من السوداويه العشوائيه.
La sconosciuta 2006
" المراه المجهوله " عمل يشدك من افتتاحيه السيرياليه التي تشعر بنفور يعتيرك عن مشاهدتك لـ 3 من النساء يعرضن اجسادهن بالملابس الداخليه ليقومو باختيار واحده منهن ,, افتتاحيه ولحظات تعبر عن الاذلل الانساني واستمرار العبوديه حتى في يوما هذا ولو تعدده اشكالها وتغيرت اسماءها ,يقدم جوزيبي تارنتواري صاحب الرائعه السينمائيه " سينما بارديسو " عمل تحوفه الاثاره بقالب من الغموض من اللحظات الاولى يسرده تاره بأستخدام الفلاش باك وتاره اخرى بصوره عشوائيه مضلله للمشاهد , لتتجلى الصوره رويدا رويدا مع التسلسل الحدثى المتسارع بموسيقى لاابالغ انه متكامله مع جميع ظروف العمل ,وتلك السيده التي تكاد ان تعيشك معاناتها باداء مثالي للغايه لتستشف مع اكمالك للعمل انك امام اهزوجه دراميه انسانيه تغلفها سوداويه بطرحها بقالب من الغموض يشدك الى العمل كلما سار ,, وتثبت لك ان جوزيبي تارنتوري واحد من افضل صناع السينما القادرين على مزج عنصرين ,يصعب ان يتواجدا في اي عمل وهما الطرح الراقي الممتع المتجدد والمضمون والافق التي تطارحك في معترك العقلي للعديد من الافكار التي تجري في مخيلتك في اثناء العمل ليكون هذا العمل وبدون مبالغه من افضل اعمال الغموض التي اشاهدتها بقالب سوداوي تتعايش مع موسيقاه الرائعه ليكون لقاء بين عمق الدراما ومتعه الغموض في عمل واحد ,, واستطاع تارنتواري ان يطرح العديد من الافكار الغريزه الانسانيه في " المراه المجهوله " ومن تلك اللوحات التي انفرد بها العمل بث صوره سوداويه لمرأه يملئها الطموح والبراءه في هجرتها لدوله اخرى تصدم بواقع قسوه الحياه والانسان , لتبدأ في العمل كماموس تبيع المتعه ضمن مجموعه من البشر لايمتلكون اي صفات انسانيه ,, وهنا يعرض جوزيبي في عمله هذه الجانب المظلم لنفس البشريه وقسوه الحياه على الفرد وخصيصا المره وواقع التعايش وستدرك ان العمل يستعرض واقع العنف ضد المرأه وكيفيه ان الشخصيات التي حولها سوف تسلبها أجمل ماتملكه الانثى وهيا انوثتها التي تنسلخ عن جسدها بفعل قسوه الاحداث التي تمر بها تلك المراه من بيع جسدها لتصل الى مقتل محبوبها وضياع كل ماتملكه وانني اجزم ان العمل من افضل الاعمال مونتاجا واستخدام لخاصيه الفلاش باك التي تشعرك بمدى الظلم والأسى الذي لحق بتلك المراه بماضيها لتهرب تاركه اسمها وتاريخها وانسانيتها لتكون مرأه مجهوله , ليستعرض هنا جوزيبي معاني أسمى واكثر تأثيرا في المشاهد فرغم فقدان تلك المراه لجميع معالم الانسانيه الا انها لم تستطيع ان تلغي عاطفه واحده وهيا امومتها " فنبذها لجميع مافي حياتها كان لهدف وحيد وهو البحث عن الطريقه للوقوف مابعد السقوط وكانت تلك الفرصه تمثل في ايجاد طفلها ورعايته ,, وكلما استمر العمل في المضي تستمر الرسائل الانسانيه في المرور من امامك , يقلي جوزيبي مجموعه من علامات الاستفهام في عمله "المراه الجهوله " هل يفقد البشر لجميع ملامح انسانيتهم بسبب تكيفهم مع واقعيت حياهم ؟ , هل تذهب المشاعر الانسانيه ولاتعود ؟ , هل السبب الحقيقي لنسلاخ انسانينا هي مايحوفنا من مأسي والالام وجلافه في حياتنا ," والاجمل من ذلك هي الرساله الاخيره التي انهى فيها جوزيبي " المراه المجهوله " التي لاتقل عن روعه نهايه " سينمنا براديسو " فتمتلىء تلك النهايه بروعه معاني الانسان وانه مهما كانت الظروف التي مفردات حياته وبها اضاع جزء من انسانيته , وتعيد البشريه الى اجمل معاني الحب , الايمان ,الاخلاص , الامومه , الاثار وغيرها حتى تجد نفسك مذهول من مامقدرت جوزيبي على تغيير الكثير من الافكار السوداويه التي خاضها العمل في بدايته لتسري جمال المشاعر الانسانيه في جسدك لتشعرك بجماليه اللحظه ,,,
La môme 2007
عندما تُدمع عينيك مع انتهاء فلم ما ,
عندما تشعر بالقلب فائضا هائلا من الحب ,, تكنه للجميع ,, لكل من حولك ,, مع ختام الفلم ,,
عندما تسامح ,, تعفو , تصفح , وعيناك تدمعان دمعتان لا إراديتان علقتا عند طرفي عينيك ,, عند ختام الفلم ونهايته ,,,
عندما تشعر أنك حلّقت ,, وحلّقت ,, وهبطت كريشة في مهب النسيم مع انتهاء الفلم ,,
فالفلم ليس مجرد ساعتين لم تشعر بهما ,, ليس مجرد قرص دي في دي ,, في سواقة ليزرية او حتى نووية ,,
أنه حياة ,, انه حياة ,,
ايديت بياف ,, ام ماريون كوتلارد ,, لا اعرف ايهما اكثر ابداعا ,, ولكن ما اعرف أن موهبتهما الباريسيتنان الصافيتان ,, تقطرتا في عمل سحري ,, عمل من المجحف وصفه بالرائع ,,
رغم ان الكلام اغلبه نظري ,,, كله نظري ,, حروفه مكررة ,, جمله منسوخة ,, ألا ان الكلام ليس كالعيش ,, وليس كالاحساس ,,
.الحياة وردية ,, ايضا اقف امام تساؤل أخر ,, هل اتى عنواناً من فراغ ,, ام انها الحالة الفعلية ,, وان كانت كلمة فعلية لا تنطبق على ما اقوله ,, سرمدية سيريالية ,, افضل توصيف ,, أهيم بها ,, مع انتهاء الفلم ,, هل هذه سيرة ذاتية ,, لأحد عباقرة الفن الغنائي هناك .. في فرنسا ,, ام لوحة شرقية ,, من الرقص الباهر ,, نسمة ايطالية تدوخ جيئة وذهابا بين مباني فينيس وجسورها ,, المعلقة ,, وعاشقين يتبادلا القبل على قارب صغير يطفو تحت تلك الجسور
هذا ما اسميه عملا فنيا ,,
موسيقاه ,, ألوانه ,, ديكوراته ,, فنيات ممثيله ,, حرفية مخرجه,, ماريان ,, ماريان كوتولارد ,, أنه افضل اداء نسائي اشاهده الى الان ,, منذ متى وانا اشاهد افلاما ؟ ,, كلاسيكية وحديثة ,, اسود ابيض وملون ,, لم يسبق لي ان شاهدت اداءا حيا كما شهدته ذاك اليوم ,, لمرأة لم اشعر بنفسي متابعا لاقتباس ,, بل اندمجت الشخصية الرئيسية بالشخصية المقتبسة في هذا العمل ,, وما كان الخط الفاصل بينهما ألا شارة النهاية لانتهاء الفلم ,, قدمت لنا بياف ,, طفولتها ,, صباها الطائش , شيخوختها , ونهايتها المفجعة ,, حبها احاسيسها رغباتها ايمانها وذات الكاريزما ,,, حياتها ,, حياتها في ساعتين غصتا بالاحداث ,, والمشاهد المتلاحقة ذوات المعنى والنفس الجديد ...
من متسولة في شوارع باريس ,, الى قاطنة بيوت الدعارة ,, لسيارة السيرك المتحرك ,, لتعود مجددا الى الحانات والتجول برفقة حنجرتها الماسية ,, وصديقتها القوية ,,
موهبتها اكتشفت بالصدفة ,,, ويا له من عار ,,, موهبة بهذا الحجم وهذا التألق ,, اكتشفت بالصدفة ,, أن هذا اشبه بأكتشاف البنسلين الذي اتى ايضا بالصدفة واكتشاف البارود واكتشاف الشحنات الكهربائية والدورتان الدمويتان ,, لقاحات شلل الاطفال والقنبلة النووية ,, النظرية النسبية ... لا تقل موهبتها اهمية عن كل تلك الاكتشافات التي لا تربط بينهم سوى الصدفة ,,,
و ضيق الحاجة .. كما قال نزار قباني " ان الثورة تولد من رحم الاحزان " .. فقرها وعوزها ,, برفقة كل من يضعه القدر في وجهها , فجر الثورة ,, وتناثرت رياحين موهبتها التي تكبر القلب ,, وتنعش الروح ,,
. ماريون كوتولارد ,, حضرت نفسيا ًلاشك ,, لاداء كافة مناسك بياف ,, فرحها حزنها براءتها طيشها أحلامها ,, اعجابها وحبها للملاكم المغربي الاصل ,, مارسيل ,, مارسيل التي بدأت تهدس به ,, هوست , وكان بيضة القبان في طرق صميم موهبتها ,, لتشتعل وتبرق
ارتعشتُ معها ,, وارتعشتُ لارتعاشها , بوفاته ,,, ليصبح اول مسمار يُدق في نعشها بعد ان كان اخر مُحرض لانتعاش موهبتها ,,,
مشهد لا ينسى ,,, استيقظت ,, فوجدته بجانبها على السرير ,, تركته على امل الانتظار , وقلبها معلق به , فقد احضرت له ساعة كارتييه ,, وبدأت بالبحث عنها مخاطبة حبيبها الذي يستريح في غرفتها بعد عناء السفر ,, لتكتشف ,, انها ليست سوى حالمة ,,, وحبيبها قد هوت به احدى الطائرات في احدى الاماكن ,, ويا لها من رد فعل ,,, ماريان كوتولارد تستحق التقدير والشكر على كل ما قدمته في هذا الفلم ,, وبالاخص على هذا المشهد المؤثر ,,
بدأت حياتها من بعده تنحدر صحيا اجتماعيا ,,, ولكنها لم تنحدر فنيا ,, استمرت في تناول ادويتها المخدرة ,, فقط لتسكت جسدها الهائم المضني المنهك ,,, لتقدم سلسلة من الوصلات الغنائية الجذابة ,, ومن لم يسمع اديت بياف ,, فلا يعرف معنى اللاسيكية وسحرها ,,, في صوتها روح باريس ,, هكذا قيل لها ,, وفي صوتها رائحة عطور باريس ,, هذا ما أقوله أنا ,,
وبرفقة القديسة تيريز ,,, كان ايمانها لا ينضب ,,, تصلي للجميع ,, تصلي للعاهرة تيني ,, وتصلي لوالدتها من على فراش الموت ,, وتصلي لوالدها في مقامها الاخير ,, فالقديسة دوما الى جانبها ,, حياة اديت وديمومتها وقدسيتة تلك الام متلاصقتان ,, من بعضهما يتشربان ,, موهبتها مع روحانية تيريز ,, صِباها مع مباركة تيريز ,,, شيخوختها مع سعي تيريز لتبقى في فكرها وعقلها وقلبها وصليبها
.الى ان اتاها ذلك الملحن ,, وقال لها وهي في الـ 44 ,, ان لديه اغنيه لها ,, لكي تقدمها في حفلة الاولومبيا ,, برفقة ازنافور وعدد كبير من كبار المطربين الفرنسيين والعالميين ,, ,,
بقوتها المنهارة ,, وظهرها الحاني المقوس . ومشيتها المهزوزة ,, جلست على كرسيها ,, وبدأت بالاستماع ,,
" لا , لن اندم على شيء "
" لا , لن اندم على شيئ "
" لا الخير الذي لقيته , ولا الشر الذي احتملته , لقد نسيت الماضي . "
اوقفته ,, مرتعبة ,,, هذه هي أنا ,, هذه هي أنا ,, هي من تتحدث عنها الاغنية ,,
لتقدمها بعد اذن في حفل الاولومبياد ... بشكل يسحر القلوب ,, ويدمع العيون ,,,
وعلى خلفية فلسفتها الانسانية ,, تطلب من الجميع ان يشعروا بالحب ,, الطفلة والصبية والمرأة ,, الحب فهو مفجر موهبتها وحاميها ذاكرتها تشوشت ,, لم تعد تستطع استعادة لحظاتها الجميلة مع مارسيل ,, كلما ارادت استعادة حدث ما ,, تذكر نقيضه ,, كانت نهايتها على وشك الاقتراب ,, وألحان اغنية " لا ,, لن اندم على شيء " تصدح في دلالة على النهاية ,, لم تعد تريد من الدنيا شيئا ,, تريد فقط القليل من الذكريات الجميلة ,, تريد مارسيل التي هدست به على فراش موتها ,, تريد ان تصلي لوالديها .. تريد أن تركع ,, تمازج ألحان اغاني اديت بياف مع المشاهد الملحمية اتى راقيا جميلا ,, اعطى بعدا اخر للمشهد ,, بعدا اكثرألهاما واكثر سحرا ,, ومع صوتها الكلاسيكي الحاد ,, اتت اغلب مشاهد الفلم ,, مؤثرة صارخة العاطفة والجنون ,, ياله من فلم ,,,,, اتذكر جيدا ليلة الحفلة الافتتاحية لاوسكار الـ 2007 ,,, وتمنياتي ستجهضها تطلعات الاكاديمية ,, مع دي لويس في التمثيل وخافيير بارديم في المساندة ,, كيت بلانشيت في الـتألق ,, ولابلد للمسنين في الاولوية ,,
كم كنت اتمنى ان تحظى كيت بلانشيت بأوسكارها ,, عن فلمها اليزالبث العصر الذهبي ... ولكنني الان ,, اهنئ القائمين على الاكاديمية لطرحهم ثقتهم جانبا ,, ولغتهم جانبا ,, وكل سخافاتهم وسمعتهم السيئة ,, واعطاء الجائزة الاحق ,, للموهوب الاحق ,, ماريون كوتولارد ,,, زهرة باريسية عطرة ,, يستحق كل التقدير ادت دور الشابة الطائشة ,, جليسة البارات ,, الحمقاء ونظرة عينيها البريئة ,,, ادت دور النجمة ,, بغرورها وتكبرها وهيبتها ,,, وبذات نظرات العيون البرئية
ادت دور العجوز الكهل ,, العاجز ,,,, بعد ان انطفأت نور البراءة من عينيها ليحل مكانهما شبح الموت ولمرض ..للصراحة ,,, لم يسبق لي أن رأيت اديت بياف شخصيا او صورة من صورها ,, لكنني الان ,,, لم اعد ارغب في رؤيتها ,,, ولا حتى ان المح وجهها ,, اريد ان أبقي أداء وصورة ووجه كوتلارد عالقا في ذهني خلفية لتلك المطربة ,, لا ريد الفصل بينهما ,,, اريدها هكذا ,,,, هناك افلام عديدة ,, تسترسل في الكتابة عنها ,, وتوضيح وجهة نظرك فيها ,,, بسلاسة ,, وهناك افلام تقف عجزا امام سحرها ,, لا تعرف كيف تبدأ ,, ولا كيف تنتهي ,, كما اغنية " لا " ,,, سحرها وكلاسيكيتها ,, ورجفة صوت مؤديتها ,, كلها عوامل منعت الكثيرين من التعليق عليها ايجابا ,, لان الكلمات تعجز .. وهذا الفلم من هذه النوعية ,
عندما تشعر بالقلب فائضا هائلا من الحب ,, تكنه للجميع ,, لكل من حولك ,, مع ختام الفلم ,,
عندما تسامح ,, تعفو , تصفح , وعيناك تدمعان دمعتان لا إراديتان علقتا عند طرفي عينيك ,, عند ختام الفلم ونهايته ,,,
عندما تشعر أنك حلّقت ,, وحلّقت ,, وهبطت كريشة في مهب النسيم مع انتهاء الفلم ,,
فالفلم ليس مجرد ساعتين لم تشعر بهما ,, ليس مجرد قرص دي في دي ,, في سواقة ليزرية او حتى نووية ,,
أنه حياة ,, انه حياة ,,
ايديت بياف ,, ام ماريون كوتلارد ,, لا اعرف ايهما اكثر ابداعا ,, ولكن ما اعرف أن موهبتهما الباريسيتنان الصافيتان ,, تقطرتا في عمل سحري ,, عمل من المجحف وصفه بالرائع ,,
رغم ان الكلام اغلبه نظري ,,, كله نظري ,, حروفه مكررة ,, جمله منسوخة ,, ألا ان الكلام ليس كالعيش ,, وليس كالاحساس ,,
.الحياة وردية ,, ايضا اقف امام تساؤل أخر ,, هل اتى عنواناً من فراغ ,, ام انها الحالة الفعلية ,, وان كانت كلمة فعلية لا تنطبق على ما اقوله ,, سرمدية سيريالية ,, افضل توصيف ,, أهيم بها ,, مع انتهاء الفلم ,, هل هذه سيرة ذاتية ,, لأحد عباقرة الفن الغنائي هناك .. في فرنسا ,, ام لوحة شرقية ,, من الرقص الباهر ,, نسمة ايطالية تدوخ جيئة وذهابا بين مباني فينيس وجسورها ,, المعلقة ,, وعاشقين يتبادلا القبل على قارب صغير يطفو تحت تلك الجسور
هذا ما اسميه عملا فنيا ,,
موسيقاه ,, ألوانه ,, ديكوراته ,, فنيات ممثيله ,, حرفية مخرجه,, ماريان ,, ماريان كوتولارد ,, أنه افضل اداء نسائي اشاهده الى الان ,, منذ متى وانا اشاهد افلاما ؟ ,, كلاسيكية وحديثة ,, اسود ابيض وملون ,, لم يسبق لي ان شاهدت اداءا حيا كما شهدته ذاك اليوم ,, لمرأة لم اشعر بنفسي متابعا لاقتباس ,, بل اندمجت الشخصية الرئيسية بالشخصية المقتبسة في هذا العمل ,, وما كان الخط الفاصل بينهما ألا شارة النهاية لانتهاء الفلم ,, قدمت لنا بياف ,, طفولتها ,, صباها الطائش , شيخوختها , ونهايتها المفجعة ,, حبها احاسيسها رغباتها ايمانها وذات الكاريزما ,,, حياتها ,, حياتها في ساعتين غصتا بالاحداث ,, والمشاهد المتلاحقة ذوات المعنى والنفس الجديد ...
من متسولة في شوارع باريس ,, الى قاطنة بيوت الدعارة ,, لسيارة السيرك المتحرك ,, لتعود مجددا الى الحانات والتجول برفقة حنجرتها الماسية ,, وصديقتها القوية ,,
موهبتها اكتشفت بالصدفة ,,, ويا له من عار ,,, موهبة بهذا الحجم وهذا التألق ,, اكتشفت بالصدفة ,, أن هذا اشبه بأكتشاف البنسلين الذي اتى ايضا بالصدفة واكتشاف البارود واكتشاف الشحنات الكهربائية والدورتان الدمويتان ,, لقاحات شلل الاطفال والقنبلة النووية ,, النظرية النسبية ... لا تقل موهبتها اهمية عن كل تلك الاكتشافات التي لا تربط بينهم سوى الصدفة ,,,
و ضيق الحاجة .. كما قال نزار قباني " ان الثورة تولد من رحم الاحزان " .. فقرها وعوزها ,, برفقة كل من يضعه القدر في وجهها , فجر الثورة ,, وتناثرت رياحين موهبتها التي تكبر القلب ,, وتنعش الروح ,,
. ماريون كوتولارد ,, حضرت نفسيا ًلاشك ,, لاداء كافة مناسك بياف ,, فرحها حزنها براءتها طيشها أحلامها ,, اعجابها وحبها للملاكم المغربي الاصل ,, مارسيل ,, مارسيل التي بدأت تهدس به ,, هوست , وكان بيضة القبان في طرق صميم موهبتها ,, لتشتعل وتبرق
ارتعشتُ معها ,, وارتعشتُ لارتعاشها , بوفاته ,,, ليصبح اول مسمار يُدق في نعشها بعد ان كان اخر مُحرض لانتعاش موهبتها ,,,
مشهد لا ينسى ,,, استيقظت ,, فوجدته بجانبها على السرير ,, تركته على امل الانتظار , وقلبها معلق به , فقد احضرت له ساعة كارتييه ,, وبدأت بالبحث عنها مخاطبة حبيبها الذي يستريح في غرفتها بعد عناء السفر ,, لتكتشف ,, انها ليست سوى حالمة ,,, وحبيبها قد هوت به احدى الطائرات في احدى الاماكن ,, ويا لها من رد فعل ,,, ماريان كوتولارد تستحق التقدير والشكر على كل ما قدمته في هذا الفلم ,, وبالاخص على هذا المشهد المؤثر ,,
بدأت حياتها من بعده تنحدر صحيا اجتماعيا ,,, ولكنها لم تنحدر فنيا ,, استمرت في تناول ادويتها المخدرة ,, فقط لتسكت جسدها الهائم المضني المنهك ,,, لتقدم سلسلة من الوصلات الغنائية الجذابة ,, ومن لم يسمع اديت بياف ,, فلا يعرف معنى اللاسيكية وسحرها ,,, في صوتها روح باريس ,, هكذا قيل لها ,, وفي صوتها رائحة عطور باريس ,, هذا ما أقوله أنا ,,
وبرفقة القديسة تيريز ,,, كان ايمانها لا ينضب ,,, تصلي للجميع ,, تصلي للعاهرة تيني ,, وتصلي لوالدتها من على فراش الموت ,, وتصلي لوالدها في مقامها الاخير ,, فالقديسة دوما الى جانبها ,, حياة اديت وديمومتها وقدسيتة تلك الام متلاصقتان ,, من بعضهما يتشربان ,, موهبتها مع روحانية تيريز ,, صِباها مع مباركة تيريز ,,, شيخوختها مع سعي تيريز لتبقى في فكرها وعقلها وقلبها وصليبها
.الى ان اتاها ذلك الملحن ,, وقال لها وهي في الـ 44 ,, ان لديه اغنيه لها ,, لكي تقدمها في حفلة الاولومبيا ,, برفقة ازنافور وعدد كبير من كبار المطربين الفرنسيين والعالميين ,, ,,
بقوتها المنهارة ,, وظهرها الحاني المقوس . ومشيتها المهزوزة ,, جلست على كرسيها ,, وبدأت بالاستماع ,,
" لا , لن اندم على شيء "
" لا , لن اندم على شيئ "
" لا الخير الذي لقيته , ولا الشر الذي احتملته , لقد نسيت الماضي . "
اوقفته ,, مرتعبة ,,, هذه هي أنا ,, هذه هي أنا ,, هي من تتحدث عنها الاغنية ,,
لتقدمها بعد اذن في حفل الاولومبياد ... بشكل يسحر القلوب ,, ويدمع العيون ,,,
وعلى خلفية فلسفتها الانسانية ,, تطلب من الجميع ان يشعروا بالحب ,, الطفلة والصبية والمرأة ,, الحب فهو مفجر موهبتها وحاميها ذاكرتها تشوشت ,, لم تعد تستطع استعادة لحظاتها الجميلة مع مارسيل ,, كلما ارادت استعادة حدث ما ,, تذكر نقيضه ,, كانت نهايتها على وشك الاقتراب ,, وألحان اغنية " لا ,, لن اندم على شيء " تصدح في دلالة على النهاية ,, لم تعد تريد من الدنيا شيئا ,, تريد فقط القليل من الذكريات الجميلة ,, تريد مارسيل التي هدست به على فراش موتها ,, تريد ان تصلي لوالديها .. تريد أن تركع ,, تمازج ألحان اغاني اديت بياف مع المشاهد الملحمية اتى راقيا جميلا ,, اعطى بعدا اخر للمشهد ,, بعدا اكثرألهاما واكثر سحرا ,, ومع صوتها الكلاسيكي الحاد ,, اتت اغلب مشاهد الفلم ,, مؤثرة صارخة العاطفة والجنون ,, ياله من فلم ,,,,, اتذكر جيدا ليلة الحفلة الافتتاحية لاوسكار الـ 2007 ,,, وتمنياتي ستجهضها تطلعات الاكاديمية ,, مع دي لويس في التمثيل وخافيير بارديم في المساندة ,, كيت بلانشيت في الـتألق ,, ولابلد للمسنين في الاولوية ,,
كم كنت اتمنى ان تحظى كيت بلانشيت بأوسكارها ,, عن فلمها اليزالبث العصر الذهبي ... ولكنني الان ,, اهنئ القائمين على الاكاديمية لطرحهم ثقتهم جانبا ,, ولغتهم جانبا ,, وكل سخافاتهم وسمعتهم السيئة ,, واعطاء الجائزة الاحق ,, للموهوب الاحق ,, ماريون كوتولارد ,,, زهرة باريسية عطرة ,, يستحق كل التقدير ادت دور الشابة الطائشة ,, جليسة البارات ,, الحمقاء ونظرة عينيها البريئة ,,, ادت دور النجمة ,, بغرورها وتكبرها وهيبتها ,,, وبذات نظرات العيون البرئية
ادت دور العجوز الكهل ,, العاجز ,,,, بعد ان انطفأت نور البراءة من عينيها ليحل مكانهما شبح الموت ولمرض ..للصراحة ,,, لم يسبق لي أن رأيت اديت بياف شخصيا او صورة من صورها ,, لكنني الان ,,, لم اعد ارغب في رؤيتها ,,, ولا حتى ان المح وجهها ,, اريد ان أبقي أداء وصورة ووجه كوتلارد عالقا في ذهني خلفية لتلك المطربة ,, لا ريد الفصل بينهما ,,, اريدها هكذا ,,,, هناك افلام عديدة ,, تسترسل في الكتابة عنها ,, وتوضيح وجهة نظرك فيها ,,, بسلاسة ,, وهناك افلام تقف عجزا امام سحرها ,, لا تعرف كيف تبدأ ,, ولا كيف تنتهي ,, كما اغنية " لا " ,,, سحرها وكلاسيكيتها ,, ورجفة صوت مؤديتها ,, كلها عوامل منعت الكثيرين من التعليق عليها ايجابا ,, لان الكلمات تعجز .. وهذا الفلم من هذه النوعية ,