Copie conforme 2010
فور مشاهدتي لعمل المخرج الايراني الشهير عباسكيروستامي الاول خارج بلادة في ايطاليا نسخة طبق الاصل والذي ترشح لسعفة كان الذهبية لهذا العام وقعت في كثير من القراءات الشخصية والمتعة الفكرية التي تبتعد بالمشاهد من متلقي الى صانع ذو خيال جامح لتلك اللوحة الانسانية الرومانسية الشاعريه المليئة بعلامات الاستفهام والتي تجعل المشاهد يصرخ بعد نهاية العمل من محدودية تفكيرية بين براثن فلسفية عباس في هذا العمل ,أجمل مافي العمل هو دقة الصانع واقصد عباس كياروستامى في طرح تلك الافكار دون ان تعقيدات في الطرح والتسلسل الحدثي فكان جل تركيزة على مشاهد الكلوز اب وتعبيرات شخوص العمل وعند ذكر شخوص العمل أستذكر الفرنسية الرائعه جولييت بينوش صاحبة أعمال أزرق كيسلوفسكي والمختبىء لهانكة وشكولاتة لهالستروم ولاانسى دورها في المريض الانجليزي الذي حازت عنه الاوسكار لافضل ممثلة مساعدة عام 1996 فأن كانت ميرتيل ستريب هياامبرطورة السينما الهوليودية فجولييت بينوتش هي مالكة العرش للفن الفرنسي أجمع ففي هذا العمل الذي لاتتعدى قصتة عن مالكة معرض للأثار تتعرف مصادفة على كاتب بريطاني يحاول ان يروج لكتابة في أيطاليا في خضم تلك العلاقة الغريبة بين بينوش وويليام شاميل , يخوض المشاهد تجربة مليئة بالافكار الفلسفية التي تطغى عليها لغة العلاقات الانسانية والتعقيدات والحواجز التي تبنى حولها ,لينبهر ان هذه ماهي سوى بداية مارسمت كياروستامي في عملة " نسخة طبق الاصل "
أصارحكم أن الخوض في تلك النوعية من الاعمال أمر صعب للغايةليس للغموض التي يعيث بها وبعلاقات شخوصها ولكن لانه كياروستامى في هذا العمل قدم وصفة خاصةشديدة الازدواجية والرؤى والافكار فكل مشاهد يرى العمل من أتجاة خاص لة وكانك تشاهد لوحة أو منحوتة ما فتبدأ بتفسير كل تعبير من تلك التعبيرات بشكل خاص في معتقلك الشخصي فصورة طبق الاصل كانت تمزج معا عدة من الاعمال والصناع فتراسل الى ذهني اثناء المشاهدة تلك الحوارات المثقلة بلمعاني والفلسفية واستذكر فيلم قبل شروق الشمس 1995-2004وبعض صراعات شخوص مايكل انجلو انتونوتى في الكسوف والمغامرة والليل وشيء من سوداوية صراعات السويدي بيرغمان بقالب من رومانسية جوادر ورسوليني ,و أطفاء شيء من كوميديا وددي الن الساخرة من الواقع , ففي نسخة طبق الاصل ركزعباس كيروستامى على جولييت بينوش بل جعل العمل هو هيا وهيا العمل وأخضع الكاميرا لسحر تغير معالم وجهها وتفاعلاتها الشخصية من الحزن الى الفرح والالام والغضب والملل والكبرياء والتعاسة لترسم بخطوط عريضة واحدة من أجمل الادوار النسائية المثقلة بتعقيدات وصراعات الفرد والمراة .
فتركيز عباس كيروستامى على جولييت بينوش كان واضح جلي طيل فترات العمل بل جعلها مركز شخوص العمل ولم يكتفي بتلك الأطروحة بل ذهب الى طرح العديد من المشاهد الغامضة واخضاعها الى كاميراته وادخال شيء من الغموض الغيرمبرر للمشاهد مما يجعل المتتبع للعمل في حيرة شديدة من العديد من علامات السؤال ومنها مشهد العروس الباكية ومشهد الفندق الاخير ولن اتناسى مشهد الكنيسة .وتلك المشاهد كانت تعبر عن مايكتنز في عوالم الشخصية الرئيسية ومدى تركيز المشاهد وتتبعة لها ومدى قدرتة على القرءاه بين سطور العمل لما اراد الايراني عباس كياروستامى البوح فية , فطرحة لقضية المرأه المتزوجة "بينوش " التي دوما مايغيب زوجها طويلا عنها بسبب العمل الدائم وعلاقتها بذلك الكاتب وأخضاعة بشكل او اخرلمايسمى سلاح المرأة وهو الاغواء والاغراء لذالك الشاب وجرة معها في رحلة غريبة المعالم لعدة اماكن كانت أبعد ان تكون علاقة بين عشيقين بل علاقة بين زوجين ؟
ليتفاجىء المشاهد في منتصف العمل لتلك الثيمة أو المصطلح الذي رسمة عباس كياروستامى أسما لفيلمه وهو نسخة طبق الاصل ليدرك ان تلك المرأة تجر الكاتب الى كل مكان كان فيها ذكرى جميلة مع زوجها الغائب الذي ينسج في ذهنك واحد من اسقاطات العمل وهي الفراغ العاطفي وتعقيد العلاقات والهجر والغربة عن الاخر وهنا ترتسم أمامك ان هذا الكاتب ماهو سوى نسخة طبق الاصل عن الزوج بنسبة لبينوش لملىء ذالك الفراغ الاجتماعي الفكري العاطفي الجنسي , لتخطف أمامك تلك الافتتاحية للعمل وانة يمكن لنسخة الفنية ان تضاهي الاصل او حتى ان تلغي الاصل ,,
وأكتملت الصورة التي اراد ان يوضحها كياروستامي من حاجة المراة ورغباتة والامها الى نسخة طبق الاصل لزوجها في شخص الكاتب حينما تقوم بجلبة الى الفندق والغرفة التي سكنتها سابقا مع زوجها ,واذا تدق ساعة ذالك الكاتب للعودة الى بلادة في أيقونة غامضة قاتمة كتلك الصورة في لحظات كنت تستنجد منه تلك المراة ان يبقى معها ليكون نسختها من العاطفة التي خسرتها مع غياب زوجها , ولن انكر ان العمل ابتعد في القراءات الى مايذكر بعظمة اهزوجتةبيلوتشي التانجو الاخير في باريس في طرح تلك الصورة للهوية الانسانية ووجوديته ومدى قدرتة على التعيش مع الاخر ومفهوم العلاقات العاطفية وتشذيرها وصراعاتة حاليا والخوض في مفهوم الحب والحاجة والفصل بينهما والحواجز التي تقف بين العلاقات وتضارب المسؤوليات وصعوبات الحياة وأدخال مفهوم الرغبة والشهوه الغريزية بينها في النهاية نسخة طبق الاصل كانت بالفعل نسخة للعديد من الافكار التي شابت النفسية البشرية طرحها كياروستامى بأفق عديدة وببساطة شديدة أستطاع فيها أن يوجز مايتدخل في نفس البشرية عامة والانثى خاصة فلعمل يحتاج الى القراءة بشكل يستحقها ,’ واخيرا ارى ان العمل فتح الباب من مصرعية لسيل من الاسقاطات والافكار والثيمات التي رسمها عباس كياروستامى في عمل يستحق العلامة الكاملة دون أي تفكير