Letyat zhuravli 1957
" The Cranes are Flying "
طيران الكراكي .
The Cranes are Flying 5 /5
بقلم : عبدالرحمن الخوالدة
كلما غصت في السينما الاوروبيه وفي عوالم روائعها المتغيبه عن المتتبعين السينمائيين أجد نفسي وسط أعمال تستحق ان تكون لها شهره واسعه والعديد من القرءات الطارحه لما قدمته .طيران الكراكي وهو عمل معروف للغايه ويعد من اهم ماقدمت السينما الروسيه على الاطلاق وهو الفيلم الروسي الوحيد الحاصل على جائزه السعفه الذهبيه لمهرجان كان الدولي ,العمل الذي خاض بشكل او اخر بأسلوب بيوغرافي لمرحلة الحرب العالميه الثانيه ومدى تأثيرها بالشعب الروسي والمعاناه التي لحقت بهم انا ذاك , ولكن أطروحة المخرج الروسي ميخائيل كلاتسوف قدمت للمشاهد بسيل من العواطف والاحاسيس الانسانية ومزجها بقالب ميلودرامي يخطف الأنفاس طيلة المشاهدهليقدم لنا لوحه تراقصة طوال خمسة وتسعون دقيقه كانت تضعك أمام أتجاه اخر لمعاناة العائله الروسيه والشباب الروسي في تلك الحقبة .
أستطيع القول انني واثناء المشاهده شعرت انني اخوض عمل من أعمال الكلاسيكات الفرنسية وأذكر منها هيروشيما حبيبتي لرينيه وسيسبيل والاحد لسيرجو وماقدماتاه تلك الاهازيح ومدى تأثير الحرب على الفرد عاطفيا وانسانيا , وأضيف ايضا تلك الجرعه الكامنه من السرد الكلاسيكي الهادىء الرتيب وتجزءي العمل الى جزيئات كانت بمثابه لكل منها جماليته ورونقه الخاص ومعالمه الواضحه للعيان .
طيران الكراكي والذي يسرد قصة عائله روسية يلتحق احد ابناءه ليتطوع في الحرب الروسيه انا ذالك فتبدأ تلك المعاناه تدخل الى اسراب تلك العائله ومخطوبه الشاب التي اعتاشت مع تلك العائله اثر مقتل عائلتها أثر قصف جوي , \الروسي ميخائيل وتلك القدره في تصويغ العمل وتدريجه بتلك الباقه من الانعكاسات لمعالم الشخوص وفتحه الباب من مصرعية لرسم ثيمات عمله هذا فبدأ برقصات فيرونيكا " تاتونا سيجلوف " و بيروس " اليكسي بارتوف" لظهار مشاعر الحب والعلاقه التي تربط الشخصيتين الرئيستين واحلامها بالزواج وتكوين عائله والتي ذهبت بمضرب الرياح على اثر التحاق بيروس للحرب , وخاطفاً من فيرونيكا (بيلكا ) اي بصيص امل وحيد يعلقها في الحياه على اثر مقتل عائلتها ورصد تلك المشاهد بقالب عاطفي ادرامي رصين . ولم يتوقف ميخائيل الى هنا بل خاض تقنيا في تقديم واحد من الاعمال القليله التي تنبهر بمشاهدتها بصريا فصمتت الحوارات أمام الصوره التي قدمها ميخائيل ليجعلني اتأكد من قناعاتي التامه بأن السينما الروسية تتفوق حتى على السينما الاسيويه بصريا فجال ميخائيل وصال بتلك المشاهد التي أسهبت في رفع العمل تقنيا وفنيا بل انني عندما استرسلت في تلك المشاهد ظننت انني امام صوره تمتزج بين درامتيكه كوبرياك ونرجسية كارا وانغ لي , وأكتملت تلك الصورة في مشهد اغتصاب فيرونيكا من قبل أخ بيروس والذي قدمه العمل بشكل صادم للمتلقي ليظهر سوداوية المشاعر
الانسانيه وانحدار اخر بصيص للأمل لدى فيرونيكا ؟!
ولم يتوقف المخرج الروسي عن تسريع العمل وتقديم عمل بيوغرافي درامي مثقل بالفرح والسعاده والامل في افتتاحيته والحزن والكأبه والظلم والحقد في منتصفه ليعود في خاتمه عمله ليضيق المشاهد غزليته الحالم والحلم الانساني بالسلام والعيش مهما تطلب الامر من الصعوبات ودفع تلك الايقونه بهاله عاطفية مليئه بالمعاني والاحاسيس الانسانيه .
أيـقـونه سينمائية / للمشاهده والتأمل .
بعض من صور العمل ::