Iklimler 2006 - ( مرثية مؤلمة تعبر عن الجانب المظلم في الحب )
( مرثية مؤلمة تعبر عن الجانب المظلم في الحب )
تحرير : عبدالرحمن الخوالدة
كان من الواضح من مشهد البداية الذي جرد فية المخرج التركي نوري بيلجي كيلان لغة الصوت من رونقها فًصمت كان يعم جزيئات بداية العمل , شخصيتان رجل وامراة في رحلة في أحد المناطق التركية الاثرية فتختلي السيدة في البعيد تنظر الى زوجها تتأمل فية والسرور والابتسامة تعلو وجهها وفي لحظات تنتقل تلك الابتسامة الى تعابير كئيبة محزنة ومن ثم تنهمر دموع بهار (Ebru Ceylan) لتضع المشاهد في علامة حيرة واستفهام من سببية تلك الدموع وهل تتحول الابتسامة الى حزن ودموع فجاءة وهل تتحول الاجواء الصافية المشمسة الى سماء ضبابية وتغطيها الغيوم ومن ثم تنهمر ألامطار !
(مناخات )
هيا تلك المناخات التي تجسد المشاعر والاحاسيس الانسانية تلك التقلبات التي لاسبب لها التي تعاث فيها شخصيات المخرج التركي نوري بيلجي كيلان الذي يطرح قضية زوج يعمل كأستاذ في أحد الجامعات التركية أسا (Nuri Bilge Ceylan)وزوجتة بهار (Ebru Ceylan) وتلك الصمت والانفعالات والميلودرامية في علاقتهما فكنت تلاحظ تاره هيجان ذالك الرجل ونرجسية تلك المراة وتارة اخرى برود تلك السيدة ورومانسية هذا الرجل , نوري خلق حالة من الرتابة والهدوء بلـ أطلق عليها حالة من الاتوازن في علاقة أحدهما في الاخر وحاول فيها مخرج العمل الذي أدى دور الزوج في تجسيد المعاناة وألالام التي تختنق فيها علاقتهما وحاول قدر الامكان أن يضفي الاجواء الكئيبة والمحزنة وكأنه يقدم مرثية صارخة بحق كل من الزوجين وانتقاد جامح للبرود الرومانسي الذان يعانيان منه , والتطرق الى العديد من الايدلوجيات ومنها غربة كل منهما عن الاخر وكأنه كل منهم لايعرف الاخر والقلق والنفور من الاخر بلـ الوصول الى مرحلة الحقد والملل من تلك العلاقة.
نوري بيلجي كيلان قدم عمل بشعرية خالصة فكنت تلحظ قلة الحوارات التي يخوضها شخوص العمل بلـ كان العمل عبارة عن لوحات فنية صامته ومقدمة بدقة شديدة حتى ان معظم مشاهد العمل تَكون صور عن تلك الايقونة المأسوية في علاقة هاتان الشخصيتان وتقديم ثورة تقنية تصويرية تكاد ان تجعل العمل واحد من تلك الأعمال التي تجسد الابهار التصويري والفوتغرافي وجعل من الصورة هيا اللغة الوحيد لوضع المشاهد في حالة من الصمت والقلق والغضب والحزن معاً في طور (المناخات)التي تتقلب في نفس ومشاعر تلك الشخصيتان , فعقب أنفصال كل من أسا وبهار وبعد محاولة أسا الذي حاول نوري بيلجي كيلان تصويرية بشخص يبحث عن هويته الشخصية وغير قادر على التعبير عن مشاعرة سوى بطريقة جسدية غريزية وكان ذالك واضح بالمشهد الذي قام أسا بأغتصاب صديقته السابقة والتي مثلت الشهوه والاغراء والحب الجنسي وأما زوجتة بهار التي لطالما بحثت عن الجزء الذي يفتقدة زوجها وهو التعبير عن المشاعر بشكل حسي وشاعري وفي خلق حالة نرجسية من تلك العلاقة .
مناخات حالة للبحث في عوالم الشخصية البشرية ومدى أنطوائيتها وازدواجيتها ومدى حاجتها للأخر وتمثيل الجزء المظلم من المشاعر الانسانية والحب والاهم تلك التقلبات الغير مفهومة فيها , فمحاولة الزوج البحث عن زوجتة واعادتها كان احد تلك الصور التي تستحق البحث فيها وصمت بهار ورفضها الرجوع مع زوجها وما أن يحل الليل تعود الزوجة الى غرفة زوجها في الفندق في مشهد اجده شخصياً من اجمل وارقى المشاهد التصويرية والتأمليلة عندما تدخل بهار الى غرفة الزوج دون اي كلمة لتستلقي على فراشة كطفل يبحث عن والدته وهنا اجمل التعابير عن الحاجة للأخر واصدقكم القول انني اجد في كل مشهد من مشاهد العمل صورة تعبيرية تجريدية عن الواقع المأسوي الذي يعبر عن ظلمة العلاقات الانسانية والالام من الحب.
الفيلم التركي (مناخات) واحدة من التحف التصويرية التأمليلة التي حاولت ان تعبر عن المناخات التي تجهض المشاعر الانسانية ومحاولة للبحث في العديد من الايدلوجيات ومنها الرغبة والحاجة والقلق البرود العاطفي والغربة عن الاخرين ,فأستطيع اخيرا أن أصف العمل بمرثية ترتسم فيها ازدواجيية العلاقات الانسانية والذي مثلت في ختام العمل دموع بهار التي تنهمر بين زخات الثلج والبرد القارص الذي أجهض كل محاولة للعودة الى مسار العلاقة من جديد .
4.5/5
