shame 2011 - العار الذي يجذب الفرد الى قاع الجحيم ..!
(We're not bad people. We just come from a bad place)
(العار) الذي لقى العديد من المديح للعام السابق واستطاع ان يتواجد في العديد من القوائم النقدية الهامة ناهيك عن الجوائز والترشيحات التي حصدها في مهرجان فينيسا والبافتا وغيرها , المخرج البريطاني (ستيف مكواين ) والذي قدم احد الاعمال المثير للجدل في ( الجوع ) يعود ثانية ليجذب اليه الاضواء من جديد كمخرج ذو صنعة فريدة من نوعها وأفكار تثير الكثير من الجدل حولها ولاسيما ان سينماه تحمل الكثير من الأبهار البصري واللوني الواضح الذي يجذب المشاهد بين حنايا الايقونة المقدمة في العمل .
العار من المشهد الاول في محطة القطار والذي أصفة بأحد أجمل مشاهد العمل على ألاطلاق في فرض الافتتاحية التي تسهب في جر المشاهد للأمعان بشخصية براندون سولفيان (مايكل فاسبيندر) جالس في احد القطارات وينظر الى احد الفتيات هناك بطريقة تجمع مابين الاعجاب والشهوه وشيء من الغموض فتقوم تلك الفتاه بمغادرة القطاروينهض براندون سريعاً لملاحقتها بين الماره لكنه لايستطيع الوصول والتوصل معها , أوجز ان المشهد الافتتاحي هذا واحد من الافتتاحيات الاكثر تعبيراً للعام السابق , ستيفن مكواين خلق تلك الحالة من التأمل لدى المشاهد والحدس الذي يجعله يرى في براندون حيوان مفترس وفي تلك الفتاه بِطريدة التي يلاحقها ليقوم بأفتراسها تلك الصفة التي تؤدي الى نوع اخر من التعبير عن الجنس والفطرة الغريزية الحيوانية فلو أفترضنا ان مخرج العمل ستيف مكواين جعل من غريزة براندون من حالة المتعة بقضاء الجنس مع الفتاه لحالة الحاجة الشديدة للجنس للعيش والبقاء على الحياة من خلال تلك الصورة وملاحقة تلك الفتاه والرعب الذي دب فيها من خلال نظرات براندون التي تجعلك تظن انك امام احاسيس تتعدى الشهوه الطبيعية لدى البشرية ...!
براندون سوليفان رجل يعمل في احد الشركات التقنية والذي نطلع انه يجعل من الجنس مع الساقطات وفتيات الهوى والعلاقات القصيرة هدف اساسي في حياته في منهاتن ونستطيع القول ان هذا الشخص يفشل في ربط علاقاته مع الاخرين الا من خلال الفطرة الغريزية التي تحركة حتى مع بني جنسة (الذكور) فلو لاحظتم انه تربطه علاقة صداقة واحدة مع رئيسة بالعمل الذي نراه شخص سطحي يحاول دائما ان يشبع شهوته بمحاولات فاشلة ومتكرره من خلال جذب انتباهه الفتيات بكلمات الاطراء ونلحظ قدرة براندون على تحفيز اي فتاه على الرضوخ له من خلال نظرات بسيطة وجاذبيته العاليه لِتسلمه جسدها في النهاية , مكواين حاول في بداية عمله ان يتطرق لشخصية براندون والتعمق فيها ليصل بنا الى ابرز معالم العمل وأستعراض مفهوم الاسم الذي يرستم به العمل واقصد (العار).
ظهور سيسي سولفيان (كاري موليغان) في البداية من خلال رسائل صوتية الى اخيها براندون مراراً وتكراراً في بداية الفيلم وتلك الحالة من الا أرتياح لدى براندون عند سماع صوتها والتي بدت عليه وانتهت بأغلاقة لجهاز التسجيل , هذا المشهد الذي اعتبره واحد من المشاهد التي تُفعل العلاقة بين براندون واخته الصغرى سيسي والرمزية التي سوف يضفيها مخرج العمل ستيف مكواين من خلال ظهور سيسي في حياه براندون وطلبها ان تعيش معه لفتره قصيرة حتى تجد مكان اخر لها , مكواين خلق تلك الحالة من الا أرتياح لدى براندون ورسم جزء من الدراما الغامضة لدى شخصية سيسي والعلاقة بين الاثنان لدى المشاهد فلو افترضنا ان سيسي هيا الجزء الايجابي من شخصية براندون او المحرك الضميري في حياته والتي أصفها بالمراّه التي يرى فيها براندون حقيقة نفسه والفراغ الذي يعتاشه والحاجة القذرة التي تسطو على نفسة من خلال الاجهاض لكافة العلاقات والمسؤوليات البشرية الطبيعية والحاجة الى الاشباع الفطري الغريزي والذي يبطن في نفس هذا الرجل ويخفية في ملابسه المهندمه والهدوء والصمت الذي يطغى على شخصيته , فبظهور سيسي سيجعل براندون يرى المستنقع الذي يغوص فيه وبذالك سوف يشعر بالعار الذي يعري جسدة , فسيسي اخته كانت هيا الجزء الذي يهتم به ولاغير والعنصر الذي يجذب الى الحياه الطبيعية والعائلة والمسؤولية فعيش سيسي معه يجعلها ترى قذاره العالم الذي يسكنه وهذا بحد ذاته العار الذي لطالما تهرب منه , فأوجز ان سيسي هيا العار الذي يقبع في نفس براندون فوجوديتها في حياته تجعل ينظر الى نفسه وحياته وحاجاته من نافذة الحقيقة وتخلق تلكم الحالة من الاضطراب النفسي بين العار الذي يكمن في نفسة والذي يعود من جديد بوجودية سيسي سولفيان وبين تلك الحاجة التي تنهش جسدة للأدمان الفطري الغريزي الحيواني لأشباغ رغباته الذاتية ..
All this the world well knows; yet none knows well
to shun the heaven that leads men to this hell
ستيف مكواين القى بمجموعة من المشاهد الخانقة ذات الأطاريح الاباحية السادية في عمله وحاول خلط تلك المشاهد بميلودرامية ترثى لحال براندون وتستعرض مدى الانحلالية التي يعتاشها المجتمع في تلك ألحالة من الادمان القبيح لشهوانية النفس وحاول ان يحفز المشاهد أن الجنس أصبح اللغة الاساسية في ربط العلاقات البشرية سيؤدي فيها الى الهلاك والحجيم والامر المثير انه استطاع تحقيق تلك الرؤية والمعادلة بخوض تجربة تجتمع فيها اللغة الحوارية والمرئية معاً من خلال تكرار المشاهد التي تجعل من براندون ينزل الى أسفل المباني والشوارع والأزقة لتعبير عن غرق براندون في ذالك المستنقع القذر من جهة وقدم كافة المشاهد الحرفية في الليل وظلمة دامسة تتجلى فيها اللون الاحمر والازرق اللذان يرتكزان على الدموية والحقد النفسي والكئابة للون الثاني, وأما عن الحوارات فخاض حوار صادم بين براندون وسيسي (I'm trying, I'm trying to help you) وفية تحاول سيسي ان تخرج اخيها من السجن الذي يجبر ان يعيش بين قضبانه ( I'm not playing the victim. If I left, I would never hear from you again. Don't you think that's sad? Don't you think that's sad? You're my brother) محاولة ان تفتح باب لرابط انساني وحالة من كسر حاجز الصمت والعار وتبادل الكلام الذي أصبح أمر يعجز عنه براندون في تصعيد العمل من حالة فردية الى حالة أجتماعية تبرز فيها البرود في العلاقات البشرية وعدم مقدرة الربط فيها الا من خلال الأشباع الجنسي وألامر البارز ان ستيف مكواين قدم تلك المحنيات التي تجهض العلاقات بين البشر دون اي تفسير او حلول مطلقة لها ولكنه رصد في احد المشاهد انتقال الاخويبن من احد المدن الصغيرة (نيوجرسي ) الى مدينه ضخمة يسهل فيها الحصول على المال والملذات الجنسية في نظرة الى الانحطاط الاخلاقي والفكري في مجتمعات المدن المتحضرة والصناعية (We're not bad people. We just come from a bad place) وتحميل المجتمع الجزء الاعظم من الحالة التي وصلت اليها الافراد ..
العار الذي يجذب الفرد الى قاع الجحيم ..!
ستيفن مكواين في عمله جعل من براندون انسان يؤمن انه على حافة الجحيم وانه سوف يصل الى الهلاك وانه يهدر وقته في الحاجة الى الاتصال بالاخرين من خلال الجنس وانه غير قادر على الاتصال بسواه والامر الذي سبب لدية ذالك الادمان في الفطرة و الجشع في رغباته ولو لاحظتم ان مخرج العمل قام في نشر عدد من الساعات في معظم مشاهد العمل ونظرة براندون اليها لنقل تلك الصورة التي استعرضتها سابقاً , وكما افردت في توضيح ان شخصية سيسي التي تجمع مابين العواطف والشهوات كانت تُمثل الجزء الاخير من طبيعية براندون الانسانية والأتصال الحقيقي الذي يرتكز على المشاعر والاحاسيس والمسؤولية لذا ستيف مكواين جعلنا في بعض المشاهد نستوحي ان براندون يقوم بابعاد اخته الصغيرة وعدم لمسها بأي شكل من الاشكال لانه غير قادر على الاتصال بالاخرين الا من خلال الجنس وهو امر يستحيل مع سيسي أخلاقيا أو فكريا او حتى فطرياً ..! والامر الذي اثبته براندون في مشهده مع زميلته في العمل عندما لم يستطيع ان يجامعها لانها ايقضت فيه جزء من المشاعر والاحاسيس التي لايتستطيع ان يبادلها اياها ..!
أخيراً أجد ان مكواين حاول ان يجذب تعاطف المشاهدين الى شخوصة الرئيسية وان يفرض عليهم ان يلتمسو العذر لتلك السادية والاضطرابات النفسية التي يعتاشونها في مجتمع لم يعد للأنسانية والعلاقات الطبيعية فيه وحاول بمجموعة من المشاهد ان يُصف تلك الحالة من انغماس الافراد في مستنقع الشهوات التي تتحول من المتعه الى حاجة اساسية للأتصال بين البشر وعدم قدرتهم الى العودة من تلك النقطة اتلى الاتصال الطبيعي في النهاية وجعل من ( العار ) عمل ميلودرامي حزين قاسي يصور حال المجتمع في يوماً هذا وأستطاع لغة تصويرية بالغة الروعة ان يضفي شيء من الجمالية في استخدام الظلال والالوان التي تحيط بشخصياته لتخفيف من التوتر والاضطراب النفسي العالي الذي يفرضه العمل على كافة الفئات من المشاهدين وباداء رائع من الممثل البريطاني مايكل فاسبيندر الذي قدم واحد من اجمنل ادوار العام الماضي ودور ممتاز يحسب للأنجليزية الشابه كاري مولغان التي اصبحت من الممثلات اللواتي يحسب لهن حساب .. .
بأختصار ::
العار :
هو العار الذي يكتسح المجتمع الانساني بجعلة لغة الجنس والشهوة الغريزية الفطرية هيا اللغة الوحيدة التي تربطنا بالاخرين مما بسهب في انغلاق الافراد على ذاتهم وتلاشي انسانيتهم في نفق مظلم يؤدي بهم في النهاية الى الهلاك والجحيم ..!
4.5/5
تعليق واحد على shame 2011 - العار الذي يجذب الفرد الى قاع الجحيم ..!
الفلم اعجبني يعطيك العافيه ..
الله لا يهينك عبدالرحمن ابي افلام GAY BOYS
..