Kolja 1996
كوليا * الفيلم التشيكي الحائز على جائزة الاوسكار لفئة أفضل فيلم اجنبي ,
لطالما راقتني الاعمال التي تجعل من شخصية الفرد تعرض نظرة بسيطة عن مجتمع ودولة بكامل , لوك (Zdenek Sverák) عازف التشيلو السابق في الاوركسترا الوطنية شخصية غير مسؤولة مطلقاً ويصوره المخرج برجل الذي يبحث عن المتعه مع النساء رغم عمره الذي يتجاوز الخمسين عام والذي يعمل مع فرقة موسيقية متخصصة في الجنازات فتحدث مفارقة تقلب حياه لوك عندما يعرض عليه احد الاصدقاء ان يتزوج شابه جميله روسية بصورة شكليه لتحصل على الجنسية التشيكية وهنا تحدث المفارقة بهرب زوجته الروسية الى المانيا الغربية والتي كانت في حالة حرب مع روسيا اثناء الحرب العالمية الثانية , لوك والذي مثل الدولة التشيكية بالفراغ الذي تعتاشه والضياع في اركان مجتمعه وتأثرة بالحرب الضارية بين الالمان والروس ومحاولة الهيمنه الشيوعية على تلك الدولة عسكرياً وفكرياً والتي مثلت فيها الزوجه تلك الفكرة , مخرج العمل ( جان سفيرك ) في منتصف العمل حاول ان يروض شخصية لوك من خلال الطفل (كوليا ) الروسي ابن زوجته الهاربة الذي لايزيد عمره عن خمس سنوات والذي صعُب على لوك التعامل معه نظراً لأختلاف اللغة بين الاثنان وطريقة عيش لوك , هنا تحدث المفارقة الدافئة الملئه بالعواطف والمشاعر الانسانية عندما يجد لوك نفسه وهويته من خلال طفل روسي غريب فتجد تلك المشاهد التي تحمل جزء بسيط من الكوميديا الهادئة والافكار الهادفة التي تبيح ان يمكن ان يجد تلك النقطة التي تغير معالم نفسه وتسيره ليكون جزء هام في المجتمع وتروض جنوحه وفشله الذاتي والتي يمكن ان تنطبق على المجتمع التشيكي الذي كان مجرد دوله ترضخ لدولة الروسية والأيدلوجية الشيوعية .
, لعلي اجد ان العلاقة بين لوك وكوليا كانت من اجمل العلاقات ذات المعالم السامية والتي تصرح بأن الانسانية رغم عدم التفهم والتفاهم تبقى تمتلك حس اخلاقي وانساني عالي , ورسم تلك الموجة من الحنان العارم الذي تمزجة الموسيقى الراقية الملقاه عبر العديد من مشاهد العمل , فلو فرضنا ان لوك الذي يعزف في دار للجنازات يعبر عن موت الحياه في الفرد التشيكي بسبب الاضطهاد والرضوخ للشيوعية فكوليا كان النفحة الملائكية التي جعلت هذا الشخص يعود من جديد الى قدسية احاسيسة ويجد انه قادر على تقديم الكثير للأخرين ,, العمل رغم بساطته ومدته القصيره الا انه يرسم لك كوكبة من المعاني الجد معبرة والتي في نهايته تجد ان الانسانية لاتعنى اللغة والموطن والفكر بل هيا الارتباط بالاخرين وايجاد عالمك من خلالهم ومحاولة تقديم المساعدة لهم دون مقابل , فيلم جميل ,,
4/5
Mediterraneo 1991
البحر الابيض المتوسط - الفيلم الحائز على جائزة الاوسكار عن فئة افضل فيلم اجنبي ,
السينما الايطالية لايمكن ان تنافسها اي سينما اخرى بتلك الكوكبة من العواطف والحنين والدفء الذي يرتشف منه المشاهد برونق البساطة والجمالية لتلك السينما ومنحنايتها , البحر الابيض المتوسط للمخرج الايطالي غابرييل سليفادور صنع لوحة ساخرة كوميدية تسرد قصة مجموعة من الجنود الايطالين الذي يذهبون في مهمه الى احد الجزر النائيه اليونانية وهناك يجدون انفسهم في جزيره لاتحتوي الا على الاطفال والعواجيز والنساء لدخول القوات الالمانية على الجزيره قبلهم والقبض على كافة الرجال هناك فيصبح تلك الكوكبة من الجنود الذين انفصلو تماماً عن اتصالهم بقيادتهم الايطاليه من قوات معادية الى مجموعة حامية تحتاجها تلك الفئة من البشر الذي يحيون ببساطة وجمالية شديدة , العمل بمثابه حلم بعيد المنال في زمن الحروب والقتل والبشاعه الدموية لتجد نفسك معزول في جزيره ملئه بالفاتنات وشتى سبل المتعه في الحياه , لتكسر تلك الحواجز بين تلك الفرقة واهل الجزيرة وتصبح الجزيرة اليونانيه تعبر بشكل او اخر عن الوطن الذي لطالما تمناه الايطاليون , العمل يسرد بشكل بسيط جداً وبطابع كوميدي بسيط ولكنك تشعر انك تسحر بتلك الايقونات الانسانية الحسية في مراحل العمل فتشهد الحنين الى الوطن والحب بأجمل لحظاته والصداقة بمعناها الرقيق , ناهيك عن الولوج الى تلك الخواتم المختومة بالماركة الايطالية التي تجعلك تشعر بحسرة ورثاء عارم يسكن المجتمع الايطالي الذي لم يعد يمتلك تلك البساطة والانسانية الساحره التي لقاها الجنود في تلك الجزيرة , فيلم استطيع القول ان عباره عن حلم مليء بالمشاعر الجياشه ,,
4/5
Salinui chueok 2003
مذكرات من جريمة
السينما الاسيوية عامه والكورية بشكل خاص اصبحت ضمن اهم السينمات بي ألاونه الاخيره والتي استطاعت ان تعبر عن الضياع الانساني للفرد وشذوذ الافكار والولوج الى الغريزة الفطرية من خلال الاشباع الجنسي والمؤدي الى بروز ظلمة الافكار الانسانية , الشيء البارز في العمل الكوري مذكرات من جريمة ليس النص وخوض فن الاثاره والتحقيقات والجريمة مع انني وجدته قُدم بشكل ممتاز , لكني في حين مشاهدتي للعمل وتلك النظرة التي يجبرك مخرج العمل (جون هو بونغ ) ان تلمسها من البساطة والسذاجة التي ترتكز عليها كافة اركان المجتمع الكوري في الفتره المقترن فيها تلك الجرائم المتسلسله هو اثارة قضية الاختلال التي جعلت من كوريا دولة من مجتمع جاهل بشكل تام الى احد الدول الاكثر تطوراً في يوماً هذا لااعلم لما تلك الفكرة استحضرت في نفسي فلو نظرنا الى ان الاضطهاد الذي يعيشه اي مجتمع يمكن ان يسيره الى اتجاهين اما الى الغوغائية والوحشية والضياع مثل شخصية القاتل او الى التطور والتقدم وسد تلك السذاجة التي اعتاشها افراد المجتمع والتي أبرزت الحال التي تشهد عليه كوريا , استطيع ان اضيف ان العمل يمكنك ان تفصله الى جزئيين الاول يثير نقطة الجهل والعبثية التي يعتاشها المجتمع الكوري بطابع ساخر ولكن وتشهد أيضاً البساطة والانسانية التي تعاث اركان الفرد هناك واما المفصلية الثانيه كانت تدق باب الاستعراض الدموي والمثير وفن الجريمة بأبهى صورة والولوج الى نهاية ساحره مؤثره وجدتها من اجمل الخواتم في الالفية الاخيره واكثرها منطقية ومن خلالها تثير العديد من التساؤلات حول ذاتية الفرد وتغير ابرز افكاره ومعتقداته ,,
فيلم انصح به كافة المشاهدين ,,
4.5/5