| Persona 1966 |
|| " القناع " السواد ألاعظم للأنفس البشريه . ||
|| " القناع " السواد ألاعظم للأنفس البشريه . ||
تحرير : عبدالرحمن الخوالدة
الشخصية هل هيا لوحه سيرياليه ام مجرد مشاهد ومقتطفات عن شذوذ النفس البشريه او عبارة عن أهزوجه سينمائيه تكمن بين جنباتها مؤامره النزعه النفسية طرحت بقالب من التجريدية وشيء من السيرياليه وأزدانت بعبق الميلودرامية ..؟؟
هناك نوعية من ألاعمال السينمائيه التي تحتاج الى عدة مشاهدات وتتًبع كل مشهد على حد سواء والخضوع الى نظره عامه الى مايقدمه صانعها لتوصل الى الصيغه المناسبه والمثاليه للقرءات المرجعية لها لهذا سوف أوجز نظره عامه الى مداليل وأفق سينما المخرج السويدي أنغمار بيرغمان واحد من أهم صناع السينما العالمية على الاطلاق ,, دوما ماينفرد كل صانع سينمائي بقالب طرحي تقني او فني او أسلوب يتغنى به لوحده في سماء الاستعراض السينمائي , ولكن ماحثني على التركيز على سينما بيرغمان من فتره هو تلك الأزدواجيه التي تقدمها شخوصه ويعتاشون فيها وتقديم تلك اللوحات الدرامية بجميع أيقونات الاسهاب التقني والنوعي فداعبت كاميرا السويدي أنجمار بيرغمان العديد من تقلبات النفسية البشريه ونزاعات الداخليه والصراعات مع المجتمع والدين والعائله وحتى مع النفس وتضاربت بها صور تشوبها العديد من الاسقاطات والايقونات التأملية التي تخدش القالب السينمائي المعروف لتنقل متتبعيها الى العديد من علامات التساؤل والاستفسار والبحث عن الوجهه الاكثر منطقية ..؟
أستطيع القول ان سينما السويدي بيرغمان من النوع التي تحتاج الى فئه معينه من المتتبعين وذالك لجلافة وسوداوية وثقل الفكر الملقى في سينماه والمحورية التي ترتكز عليها تلك الاعمال , فدوما مايتقلب بيرغمان في ضياع الهويه وسخرية القدريه وضياع المسيره الوجودية للفرد والتصعيد لمصطلح الايمان وتأثيره في النفس البشريه والتشخيص والتعمق في اللاوعي البشري والنظره الى الجانب المظلم من الشخوص . فقدم العديد من الاعمال السينمائيه التي تخوض مابين التفور الانساني والجمود العاطفي وانحدارية العلاقات والغوص في شرور النفس فغاص في المخاوف البشريه في اعماله التوت البري 1967 والختم السابع 1957 وخدش العنصر الانساني في المعترك الداخلي للبشريه والعلاقات في همسات وصراخات وعذراء الربيع واخيرا قدم ثلاثيته الشهيره " الصمت , عبر زجاج معتم , ضوء الشتاء " ليستكمل بها دقاته على العديد من الاوتار الرنانه في تجريد البشريه من اهم معتقداها وتقاليدها وحتى علاقاتها وغرائزها .
فيخضع بيرغمان المشاهد بأفتتاحية بعدد من المقتطفات من المشاهد التجريدية والساديه الدمويه والجنسية التي تسهب في جعل اي مشاهد حبيس تلك المقتطفات التي يصارع في تأمل حل سيرياليتها وفك رمزيتها بنسبه لمداليلها في العمل والتي أجدها بشكل او اخر واحد من الافتتاحية العبقريه من السويدي والتي خاض بها لفتح باب الاستفسار والتساؤل لدى المشاهد وكسر حواجز جموح خيال الفكر للمشاهد وأخضاعه لمواكبة تسلسل الفيلم الذي لايقل عن ذالك المشهد تعقيدا وغموضا .
والقناع الذي أجده من أهم الاعمال التي قدمها العبقري السويدي أنجمار بيرغمان في صورة صادمه تعتبر بصمه هامه في تاريخ السينما النفسية فطرح بيرغمان قصه ممثله مسرحية اليزابيث فولغر (ليف اوالمان ) تفقد صوتها وتصاب بحالة من الاكتئاب والنفور من الاشخاص وهي على خشبه المسرح في واحده من المشاهد الاستعراضية الاكثر أمتيازاً تقنيا بدفعه لسينما لتطرح بقالب مسرحي ميلودرامي وبمشهد ترتكز حنايا كمراه على معالم الصراع لتلك الممثله على الخشبه وبأستخدام رائع للأضاءه لدفع النزعه الغامضه والتأمليه في المشاهد ؟
لتبدأ مرحله العلاج لتلك الممثله بتقديم الممرضه الما (بيبي اندرسون ) للعناية بها في اجواء تتفجر فيها العلاقات الازدواجيه والعديد من التقلبات والاقنعه لشخصيتين الرئيسيتين في العمل التي واكبا جميع مشاهده ,فحاولت الممرضه الما التقرب من الممثله المسرحية المعروفه اليزابيث وبث روح الصداقه والحب والعاطفه في علاقتهما وهنا اضع العمل في تركيبة نصية طرحية مثقله بالحاجه للفرد الاخر وللعلاقات فصاغ بيرغمان تلك المرحله بشفافية وجماليه وبمنتهى البراءه بل انه جعل الشخصيتين الرئيسيتين يعتاشان في جزيره منفية ليزيد من الترابط والهدوء العام في القالب الطرحي الطاغي في ايقونه هذه المراحله ولكن كما هيا دوما سينما بيرغمان تتعمق في الشخوص الملقاه في العمل فيشعر المشاهد في منتصف هذه المراحله ان اليزابيث الممثله الصماء اصبحت الطبيبه والدواء وان الممرضه الما أصبحت عليله وضعيفه امام رتابة ورونق وشموخ تلك الممثله بل انه في العديد من المشاهد كنت لتشعر انه أكتسبت الممرضه ثقتها في نفسها وبوجوديتها في الحياه من علاقتها الجزيئه مع اليزاليث الممثله ..
ليقلب بيرغمان الاوراق من جديد في اهزوجته النفسية ويقلب بها الادوار ويوضح بشكل او اخر دلالة تسميته العمل بالقناع ؟!
ففي منتصف العمل والمراحله الثانيه تكتشف الممرضه عن طريق احدى الرسائل التي تقوم برسالها الممثله اليزالبيث انها تفضح اسرار تلك الممرضه وتتلاعب بمشاعرها وتسخر من عفويتها وبراءتها .وهنا بيرغمان يعود من جديد الى واحده من ايقوناتها الاساسيه والتي ترتكز عليها اعمالها وهي فقدان الحلم والعذرية الانسانية في تجاذب واحد من اجمل المشاهد التقنيه فقدم مشهد انحراق الشريط السينمائي
في مشهد لنتفاض الممرضة الما وانتزاع لقناع اللطف والبراءه والحنان وارتداء قناع السواد الاعظم والحقد والنزعه الدموية لديها وبدأت تعامل تلك الممثلة بخشونه زائده لتعترف بأنها تقدم مسرحيه كانو هم مجرد احجار شطرنج او كومبارس فيها لتسليها ,
والخروج بعدد من المشاهد التي تحيط بها الغموض مثل مشهد زوج الممثله اليزابيث مع الممرضه ومشهد الطفل ولمسة لشاشه التي تظهر بها الممثله اليزالبيث ومشهد حديث اليزابيث واعترافها ومشهد الختام والتي تتصارع في كل واحد من ايقوناتها الاسهاب الفلسفي الفكري للأزدواجيه النفسيه وانعكاساتها والتعمق باللاوعي الفردي
بل انني اوجز انه يمكن التعامل مع كل مرحله كعمل بحد ذاته والتعامل مع المشاهد بدقة متناهية فعمل بيرغمان على استعراض القناع بدون اي حد فاصل بين الوهم والحقيقه والخيال والمنطق والهلوسات الشخصيه فأخضع بيرغمان المشاهد ليكون شهيد على واحده من اكثر الصدمات السينمائية والقوالب التقديمه في صور تجريديه لأنغلاقيه الفرد وازداوجيه النفس وهروبه من مسؤولياته والحد الفاصل مابين الغريزه والمشاعر والتقلب بعدد من الرمزيات
وفقدان الهويه وضياع الوجوديه وطغيان خيط من امتزاج الشخصيتين بقالب واحد لتكونال مكملتين لبعضهما البعض فكانت اليزالبيث القناع لي الما او العكس او مجرد طغيان الهلوسه الذاتيه او رمز لشخصيتهما ليكون وجهين لعمله واحده وشخص واحد . واستطيع القول ان هذا العمل مهما كانت الامكانات المرجعية للقراءه والاسهاب والتدقيق في حل الغموض الذي يجتني جنباتهفمن الصعب تحديد الوجهه ألادق لقرءاه مثاليه وأدارك معالم المنطلق والاتجاه للعديد من الثيمات ..
بيرغمان اثناء تصوير العمل :
معلومه خارج عن النص ::
الجزيره التي صورة عليها فيلم القناع قام بيرغمان بتصوير العديد من افلامه عليها ومنها فيلمه ( عبر زجاج معتم) , والتي عاش ودفن بها بعد طلب منه ..
تعليق واحد على Persona 1966 || " القناع " السواد ألاعظم للأنفس البشريه . ||
الفيلم لا يحوي سوى خمسة ممثلين ولم يستعمل الممثلون المكياج او تسريحات الشعر ,نص وفيلم في قمة التجريد و بسيط لغاية…
شكرا على النقد المميز