To vlemma tou Odyssea 1995
عندما يكون التحديق الى الروح وليس الى الوجوه
( لعشاق الفن الراقى فقط )
بقلم : همام فاروق
فى البدايه اود إن اشكر الاستاذ / سعيد عبدالجليل
لسببين الاول وهو تلبيه طلبى بترجمه فيلم المبدع اليونانى انجلوبوليس ( تحديقه يوليسس ) وان اكون اول شخص يشاهد الفيلم بترجمه مترجمنا الشهير و
الفيلم بلا شك احد اروع الافلام التى قدمت فى العشرين عاما السابقه وان كنت انتظر منه المزيد من الترجمات لهذا اليونانى الفذ والذى اره افضل مخرج فى السينما فى الثلاثين عاما السابقه مع ( تورناتورى و هينكه و المدوفار )
والسبب الثانى طلبه بأن اكتب مقدمه الموضوع الخاص بالفيلم والترجمه وهو شىء اسعدنى كثيرا وأملا إن يتكرر مرات اخرى
اضافه الى اهداءه الجميل لى
والاستاذ / سعيد عبدالجليل
الذى سعدت بالتعرف عليه هو مترجم الكثير من روائع السينما
مثل :
( أغلبيه افلام بيرجمان وفيللينى وكيسلوفسكى وجان لوك جودار و فرنسوا ترافو و كياروستامى ومحسن مخلباف و جان بير جانيت و اضافه الى كل افلام ثيودور انجلوبوليس )
أكيرا كيرساوا
( احد افضل ثلاثه انجبتهم السينما على مدار تاريخها ):
(( أنجيلو بولوس يرصد الأشياء، في هدوء ورصانة، من خلال العدسات، أن ثقل هدوئه وحدة نظرته الثابتة هي التي تمنح أفلامه قوتها ))
سوف تكون بدايه تحليلى للفيلم بيوم 28مايو 1995وهو يوم اعلان جوائز مهرجان كان الكل فى انتظار الفيلم والمخرج المتوج بسعفه كان الذهبيه وعندما تم الاعلان عن الفائز بجائزة المهرجان الكبرى ( وهى التاليه فى الاهميه بعد السعفه ) فإذا فيلم انجلوبوليس هو الفائز بها فيصعد الرجل لاستلام الجائزة من النجم الشهير / اندى جارسيا – ولكنه يصعد غاضبا وقال ( اذا كان ذلك ما استحقه فشكرا لكم ) مما سبب الاحراج لادارة المهرجان واندى جارسيا وأنصرف انجلوبوليس وهو يقول (جئت الى كان لكى استلام السعفه الذهبيه ) ولكن السفعه ذهبت الى رائعه امير كورستاريكا المجنونه ( تحت الارض ) وهو بلا شك فيلم رائع جدا ولكن ما الذى يدفع مخرج محنك مثل ثيودور لفعل ذلك كان هذا سؤال بديهى لدى الكثيرين هل كان محق فيما فعله الاجابه بالتاكيد سوف تظهر بعد قليل
اعتقد إن انجلو بوليس شاعرا اكثر منه مخرجا لان افلامه تقترب اكثر من القصائد الشعريه الجميله وهذا شىء متفرد به اليونانى ولا ينافسه فيه احد من المخرجين الان واليوم موعدنا مع احد اروع قصائده ( تحديقه اوليسس ) تسميه الفيلم ( بتحديقه اوليسس ) قد يستغربها الكثيرين ولكنها مرتبطه جدا بأحداث الفيلم واعتقد انه اسم موفق جدا للتشابه الظاهرى بين البطلين ( اوليسس ) ( هو بطل اسطورى فى التاريخ الاغريقى ويقال انه كان صاحب فكرة حصان طروادة اضافه الى ذلك وهو الاهم انه قام برحله مغامرات فى منطقه اليونان والبلقان وبالتأكيد كانت رحله سعيدة بعكس ا لرحله بطل فيلم انجلو بوليس ) الأوديسة ملحمه هوميروس الشهير وبطلها هو ( اوليسس )
سوف تكون بدايه تحليلى للفيلم بيوم 28مايو 1995وهو يوم اعلان جوائز مهرجان كان الكل فى انتظار الفيلم والمخرج المتوج بسعفه كان الذهبيه وعندما تم الاعلان عن الفائز بجائزة المهرجان الكبرى ( وهى التاليه فى الاهميه بعد السعفه ) فإذا فيلم انجلوبوليس هو الفائز بها فيصعد الرجل لاستلام الجائزة من النجم الشهير / اندى جارسيا – ولكنه يصعد غاضبا وقال ( اذا كان ذلك ما استحقه فشكرا لكم ) مما سبب الاحراج لادارة المهرجان واندى جارسيا وأنصرف انجلوبوليس وهو يقول (جئت الى كان لكى استلام السعفه الذهبيه ) ولكن السفعه ذهبت الى رائعه امير كورستاريكا المجنونه ( تحت الارض ) وهو بلا شك فيلم رائع جدا ولكن ما الذى يدفع مخرج محنك مثل ثيودور لفعل ذلك كان هذا سؤال بديهى لدى الكثيرين هل كان محق فيما فعله الاجابه بالتاكيد سوف تظهر بعد قليل
اعتقد إن انجلو بوليس شاعرا اكثر منه مخرجا لان افلامه تقترب اكثر من القصائد الشعريه الجميله وهذا شىء متفرد به اليونانى ولا ينافسه فيه احد من المخرجين الان واليوم موعدنا مع احد اروع قصائده ( تحديقه اوليسس ) تسميه الفيلم ( بتحديقه اوليسس ) قد يستغربها الكثيرين ولكنها مرتبطه جدا بأحداث الفيلم واعتقد انه اسم موفق جدا للتشابه الظاهرى بين البطلين ( اوليسس ) ( هو بطل اسطورى فى التاريخ الاغريقى ويقال انه كان صاحب فكرة حصان طروادة اضافه الى ذلك وهو الاهم انه قام برحله مغامرات فى منطقه اليونان والبلقان وبالتأكيد كانت رحله سعيدة بعكس ا لرحله بطل فيلم انجلو بوليس ) الأوديسة ملحمه هوميروس الشهير وبطلها هو ( اوليسس )
يبدأ الفيلم بعرض بعض المشاهد من احد الافلام الصامته القديمه التى نعرف بعد لحظات انها كما يقال اول فيلم قدم فى تاريخ اليونان من اخراج وتأليف الاخوين ماناكيس يأتى المخرج اليونانى الاصل بعد رحله فى امريكا امتددت لاكثر من 35 عاما ليتم تكريمه من دار المحفوظات فى اليونان لكن السبب الرئيسى فى عودته هو البحث عن ثلاثه افلام او اللقطات الغائبه عن افلام الاخوين ماناكيس ومن هنا تبدأ رحله المخرج الذى لا يعطى له انجلوبوليس اسما وانما يرمز اليه ب ( أ ) تبدأ الرحله من اليونان مروا بالبانيا و منها الى مقدونيا ثم الى بلغاريا ومنها الى رومانيا ثم يوغوسلافيا الى إن يصل الى نهايه الرحله فى سراييفو ( البوسنه ) بحثا عن الثلاثه لقطات الغائبه عن الفيلم
فى خلال تلك الرحله يواصل انجلوبوليس هوايته ومتعته التى نراها فى كثير من افلامه وهى المزج بين الماضى والحاضر والتلاعب بالزمن فى افلامه وطرح أفكار واشكليات كثيرة ففى فيلمه ( الابديه ويوم ) راينا الربط بين الشاعر الذى اوشك على الموت وبين الشاعر القديم الذى كان يشترى الكلمات من العامه وربطه فى فيلمه ( غبار الزمن ) احداث الثورة فى اوربا الشرقيه والهيمنه والسطوة الامريكيه بعد احداث 11 ستمبر والذعرالذى اصاب العالم بعدها هنا فى التحديقه الافكار اشمل واهم من الفيلمين السابقين فيلم عن البراءة الاولى كما قال انجلوبوليس فى الحب والحياة والمشاعر والسياسه والفن وكل شىء يرتبط به الانسان فى حياته
المتابع لافلامه سوف يلاحظ إن ابطاله يقومون دائما برحله طويله مثلا الثلاثه افلام السابقه بخلاف القصد منها حيث انها يمكن إن تكون رحله للبحث عن الذات او التاريخ او المعرفه او عن الاب مثل فيلمه ( منظر فى السديم ) ومن خلال تلك الرحلات يعرض افكاره السياسيه والاجتماعيه التى تشغل ذهنه بصفه دائمه مخرجه فى التحديقه يبدأ الرحله منذ وصوله الى اليونان حيث نرى مظاهرات من جماعات متطرفه عليه وعندما يتم تهريبه منهم نشاهد موكب بالشموع للرهبان واذا فجأ يجتمع الطرفان وهو وسطهم سيرا خلف امرأة يهيىء له انه يعرفها وبعدها تبدأ الرحله الى البانيا فى احد التاكسيات نرى السائق وهو يقول اليونان تحتضر انها اوشكت على الموت بعدها نشاهد امراة تطلب منه إن يأخذها معه لكى ترى اختها فى البانيا والتى لم تراها منذ اكثر من اربعين عاما وعندما تصل تقول له انها لا تعرف هذا المكان ثم نراها وحيدة فى ميدان فسيح هنا بوليس بمشهد المرأة يوضح كيف اصبحت الحياة مجردة من اى ابداع كان او اى قيمه فكريه او فنيه فى زمن ضاعت فيه ملامح الكثير من الاشياء الجميلة فى ظل تنامى القبح فى كل العالم وهذا شىء من توابع العولمه بكافة اسالبيها او طرقها بل انه يرمز الى فكرة الضياع نفسها التى نحيها حاليا .
هناك الممثله التى يلتيقها فى مقدونيا والتى تلعب دور موظفه فى الارشيف السينمائى ويقع اعجاب من جانبها وفى مشهد نرى المخرج يبكى ويقول لها : ابكى لانى لا استطيع ان احبك -
يمكث فترة معها وبعدها يحين وقت المغادرة تظهر فى الفيلم بعدة اسماء واشكال مختلفه ومدن مختلفه ( نفس فكرة الملحمه الاوديسيه ) وعندما يحين الفراق بينهما بعد فترة يركب فى احد السفن مع تمثال لينين ( بوليس يقول انه كان يقصد بذلك انتهاء فترة معينه فى حياته ) وقد يكون ذلك اطول مشاهد الفيلم حيث نشاهد تفكيك التمثال وكيفيه نقله الى السفينه وجموع من الناس تجرى امام النهر لمشاهدة التمثال الراقد فوق السفينه فى احد اروع مشاهد الفيلم انها نهايه فترة اثرت فى الكثيرين حول العالم ومنهم بالطبع المخرج اليونانى
ومنها يذهب الى يوغوسلافيا ليقابل صديقه القديم يتذكرون فتره شبابهم والسينما والادب والنضال يتذكرون اسماء مثل (تشارلي مينجوس و أنتيجون ورانسيس وهيلجا لتستساني وكفافيس و تشي جيفارا و سانتوريني و مورينو ، درير ، ورسون ويلز ) وعندما يخبره المخرج انه مسافر الى سراييفو يحذره صديقه من الدمار والحرب المشتعله هناك ولكنه يظل على موقفه الثابت بالسفر مهما كان ومهما كلف الامر هنا يتحسر انجلوبوليس على السينما والفن وما اصبحت عليه الان من تدهور كبير يقابل امراة ( نفس الممثله التى تحدثت عنها ) امراة فقدت عائلتها ملامح الحزن تكسوها السعادة والفرحه تغمرها عندما ترى المخرج بملابس زوجها الراحل يهيىء لها انه هو هذا الزوج المتوفى
واكثر ما شدنى هو براعه انجلوبوليس فى مشهد لقاء المخرج بأمه ( مشهد خيالى ) حيث نرى المخرج يذهب مع والداته كأنه طفل الى منزلهم القديم يرى اباه وجده هنا فى هذا المشهد انتقل انجلو اكثر من خمسه سنوات بمنتهى العبقريه نرى الام ترقص مع ابنها يقول لها انه لا يستطيع وفجاة نرى العام الذى يليه يراقص امه وبعدها يأتى الاب وفجأة نرى سنتين مروا فجاة يذهب الاب الى المعتقل بعد إن صودرت امواله وممتلكاته نفس الامر تكرر اثناء رحله المخرج الى رومانيا حيث يتم اعتقاله وهو مشهد مجازى ايضا نرى انه يعاقب على فترة شبابه بسبب انضمامه الى المنظمات اليساريه والربط بين وبين الشقيقين ماناكيس وتكرر نفس المشهد فى اكثر من مرة طوال احداث الفيلم
الى إن تصل الرحله الى نهايتها فى سراييفو ( انجلوبوليس يقول إن بدايه التاريخ ونهايته هناك ) حيث الدمار والحرب التى اودت بحياة الملايين واخيرا يتعرف على الشخص الذى معه اللقطات الغائبه نرى المخرج يتجسس على هذا الشخص بدافع المعرفه بالاستماع الى تسجيلته الشخصيه بذكاء المخرجين نسمعه وهو يسجل ويأتى عند كلمه معينه ويقف المشهد عند ذلك وعندما يحاول المخرج الاستماع يقف عند نفس الكلمه وعندما يتم انجاز اللقطات وتطويرها لانها خام يذهب المخرج مع الرجل كبير السن فى جوله فى المدينه حيث الضباب الذى يحميهم من القناصه والجنود الذين يقتلون الجميع دون تفرقه بينهم وهنا نرى الممثله بثالث شخصيه لها بدور ابنه الرجل الذى لديه اللقطات الثالثه الغائبه عن الفيلم ويدور بينهم حوار وتخبره انها تعرفه وأنها راته منذ فترة سابقه وهذا شىء يحسب لمخرج الفيلم ان تقوم ممثله واحدة بثلاثه شخصيات بدلا من الاستعانه بأكثر من ممثله للدور.
نرى بعبقريه من انجلوبوليس فرقه موسيقى مكونه من مسلمين وكروات ويوغوسلافيين الكل يعزف فى اطار منسجم كانها رساله منه بان الجميع مع اختلاف اديانهم يجب إن يعيشون فى سلام والاستقرار لن يأتى الا بذلك ، نسمع الاذان مرة اخرى ولكن هذه المرة مع اجراس الكنائس نرى القتلى من المسلمين ومن المسحيين اثناء الدفن انها رساله نبيله وساميه تنادى بها جميع الاديان السماويه ولكن فى عصر الجبروت والطغوت يختفى كل شىء يتحدث المخرج مع الرجل الذى لديه اللقطات عن السينما والافلام يكرر نفس الامر رثاء للسينما الجميله نشاهد صورة العملاق الامريكى ( همفرى بوجارت) وصورة (لمارلين مونرو فى احد افلامها ) يسمى الافلام بالكنز (ولادة أمة- دكتور مابوز- فالستاف- برسونا- متروبوليس- أورديت فيلم المخرج الدنماركى كارل درير ( فى انتظار ترجمته )
طوال احداث الفيلم عقلى يقول إن فيلميى انجلوبوليس و امير كوستاريكا متساويين كلاهما تحف فنيه ولكن اخر نصف ساعه من الفيلم عبقريه بلا شك رجحت كفة فيلم انجلوبوليس على فيلم امير كوستاريكا لو كتبت عنها لان يكفى الحديث عنها طويلا وعلى الاخص مشهد النهايه الاسطورى
ولكن سوف اتركه للمشاهدة لانه من المشاهد التى تشعر بها فقط عندما تشاهدها على الشاشه امامك .
اسلوب انجلوبوليس كما هو، المشاهد الطويله، الحركه الهادئه والثابته للكاميرا الاجواء الثلجيه ( لا اعرف لماذا كل افلامه تدور فى اثناء هبوط الثلوج ) هذا بالاضافه الى التصوير الشاعرى الذى ليس له مثيل فى كل الافلام اجواء شاعريه ومناظر خلابه يتفنن فيها اليونانى الداهيه وتركت موسيقى افلامه لانها تستحق مواضيع كامله عنها قمه الشاعريه فى موسيقها الكلاسيكيه والاوبراليه التى يستخدمها والتى تناسب الحوار الشاعرى الذى يكتبه انجلوبوليس بدقه بالغه وهذا شىء يلاحظه المشاهد لافلام المخرج اليونانى خصوصا فيلمه الابديه ويوم اخر
اسلوب انجلوبوليس كما هو، المشاهد الطويله، الحركه الهادئه والثابته للكاميرا الاجواء الثلجيه ( لا اعرف لماذا كل افلامه تدور فى اثناء هبوط الثلوج ) هذا بالاضافه الى التصوير الشاعرى الذى ليس له مثيل فى كل الافلام اجواء شاعريه ومناظر خلابه يتفنن فيها اليونانى الداهيه وتركت موسيقى افلامه لانها تستحق مواضيع كامله عنها قمه الشاعريه فى موسيقها الكلاسيكيه والاوبراليه التى يستخدمها والتى تناسب الحوار الشاعرى الذى يكتبه انجلوبوليس بدقه بالغه وهذا شىء يلاحظه المشاهد لافلام المخرج اليونانى خصوصا فيلمه الابديه ويوم اخر
هنا تحطيم القواعد فى طريقه السرد السينمائى المعتاد حيث الترتيب القصصى والروائى المعروف فى الافلام وخصوصا الامريكيه وقد يشعربهذا المشاهد للافلام الامريكيه فقط انما المعتاد على الطريقه الاوربيه مثل افلام بيرجمان وفيللينى وبونويل وتاركوفسكى وجودار فأنه لن يشعر باختلاف كبير فى الاسلوب السينمائى واعتقد ان اخراج انجلوبوليس كان رائع جدا حيث الاهتمام بادق التفاصيل فى عناصر الفيلم اضافه الى الاجواء التى تميز افلامه عن غيره من المخرجين الاخرين .
التمثيل فى الفيلم كان جيدا من قبل الممثل ( هارفى كايتل ) ولكن الدور لم يسعفه لاظهار طاقته لان اسلوب انجلوبوليس مثل اسلوب فيللينى بأعتبار الممثل كأداءة ولذلك لا نرى ادوار عظيمه فى افلامهم ( اذا استثنياء دورى جوليتا ماسينا فى الطريق وكابريا ) بعكس مخرجين مثل بيرجمان و ايليا كازان الذين يقدما الممثل فى قمته واعتقد انه راجع الى كون الاثنين مخرجين مسرح فى الاساس الاداء الجيد فى الفيلم كان من قبل ممثل بيرجمان وصديقه المفضل (ايريلاند جوزسفين ) دور رغم قصره الى انه مؤثر جدا فى احداث الفيلم اعتقد ان الفيلم كان بحاجه لممثل بحجم الايطالى الفذ ماسترونى والذى قدم فيلمين من اخراج انجلوبوليس حيث هذه الادوار تحتاج الى ممثل صاحب كاريزما وحضور طاغى على الشاشه وهو ما كان يمتلكه مارشيللو ولكن الدور كان يحتاج ممثل يجيد الانجليزيه وللعلم ماسترونى كان خياره الاول لفيلم الابديه ويوم ولكنه كان مريضا وتوفى بعد فترة قصيرة .
عن فيلم يستحق الكثير والكثير عنه فيلم ملىء بالافكار والطروحات الهائله والتى لا نختلف معها كمسلمين وعرب كثيرا اتفق مع اكثر من 80% مما طرح فى الفيلم تحفة رائعة قلما تتيح لنا السينما الان بمثلها من مخرج حفر اسمه مع كبار مخرج السينما الذين اختفوا جميعاء بأستثناء الفرنسى الفذ ( جان لوك جودار ) اخر عناقيد الابداع الفنى الاصيل الذى اوشك على الانقراض ولكن بوجود من ذكرتهم فى بدايه الموضوع اعتقد انه هناك أمل فى سينما جادة تخاطب العقول والمشاعر وتطرح المزيد من الاسئله العميقه فى اطروحات فلسفيه جميله
الفيلم يعطى الفرصه لكثير من النقد والتامل والمديح فيه ولكنى اكتفيت فقط بالعناوين والافكار التى اثرت فى شخصيا وكتبت عنها بأختصار الفيلم فاز كما قلت بالجائزة الكبرى فى مهرجان كان اضافه الى جائزة خاصه اخرى من نفس المهرجان بمجموع تسعه جوائز من عدة مهرجانات مختلفه وهو فيلم يستحق الكثير من التقدير سؤاء النقدى او من ناحيه الجوائز وانا اضعه على قمه اعمال التسعينات كأفكار وطرح راقى لقضايا هامه لم تتطرق لها السينما كثيرا
واترككم مع كلمات انجلوبوليس التى تلامس الروح فى نهايه الفيلم :
عندما أعود
ستكون عودتي بملابس رجل آخر .باسم رجل آخر
مجيئي لن يكون متوقعاً ،إذا نظرت إلي ...لا تصدق وقل
أنت لست هنا.. سوف أريك علامة
وسوف تراني . سأخبرك عن
شجرة الليمون في حديقتك
عن النافذة الباردة .التي تسمح بدخول ضوء القمر
ومن ثم إشارات الجسد .إشارات الحب
و كأننا نتسلق...نرتجف بغرفتنا القديمة
ما بين عناق وآخر...بين نداءات العشق
سأقص عليكم عن رحلة
رحلة الليالي الطويلة.وبعد ذلك كل الليالي تأتي
ما بين عناق وآخر...بين نداءات العشق
المغامرة البشرية جمعاء
القصة التي لا تنتهي
عندما أعود
ستكون عودتي بملابس رجل آخر .باسم رجل آخر
مجيئي لن يكون متوقعاً ،إذا نظرت إلي ...لا تصدق وقل
أنت لست هنا.. سوف أريك علامة
وسوف تراني . سأخبرك عن
شجرة الليمون في حديقتك
عن النافذة الباردة .التي تسمح بدخول ضوء القمر
ومن ثم إشارات الجسد .إشارات الحب
و كأننا نتسلق...نرتجف بغرفتنا القديمة
ما بين عناق وآخر...بين نداءات العشق
سأقص عليكم عن رحلة
رحلة الليالي الطويلة.وبعد ذلك كل الليالي تأتي
ما بين عناق وآخر...بين نداءات العشق
المغامرة البشرية جمعاء
القصة التي لا تنتهي
هذه بعض تعليقات انجلو بوليس عن الفيلم :
- نقطة الانطلاق كانت الأوديسه. وأنا أشير الى الأسطورة لا إلى نص هوميروس. إنها ذات الأسطورة التي استخدمتها من قبل في فيلمي »رحلة الى كيثيرا«. وفقاً للأسطورة فإن يولييس يعود الى إيثاكا لكنه لا يستقر فيها. بعد فترة يغادر ثانية في رحلة أخرى
- نقطة الانطلاق كانت الأوديسه. وأنا أشير الى الأسطورة لا إلى نص هوميروس. إنها ذات الأسطورة التي استخدمتها من قبل في فيلمي »رحلة الى كيثيرا«. وفقاً للأسطورة فإن يولييس يعود الى إيثاكا لكنه لا يستقر فيها. بعد فترة يغادر ثانية في رحلة أخرى
- أردت أن أحقق فيلماً يتصل، بطريقة أو بأخرى، بالأوديسه. وعندما زرت صديقي وشريكي في الكتابة تونينو جويرا، (كاتب السيناريو الايطالي) الذي سبق أن عملت معه في أربعة أفلام، تحدثنا طويلاً - في قرية بشمال إيطاليا حيث يعيش - عن طبيعة ونوعية الرحلة، ثم شرعنا في مناقشة النزاع العرقي في دول البلقان. قبلها كان تونينو قد خرج واشترى نسخة من الأوديسه باللغة الايطالية، وفيما كان يقرأ لي مقاطع منها، وتحديداً عن عودة يولييس دون أن تتمكن زوجته بنيلوب من التعرف عليه، سمعنا طرقات على الباب. جاءت فتاة حاملة هدية لي من ابنة النحات الإيطالي جياكومو مانزو، عبارة عن منحوتة لرأس يولييس، مع رسالة منها تقول فيها كيف أن والدها النحات كان مأخوذاً بفكرة تحديقة يولييس، وأن أمنيته الأخيرة كانت أن يجد طريقة لنحت هذه التحديقة، التي تحتوي المغامرة أو التجربة الإنسانية كلها. ها هنا كنا نناقش الأوديسه وفجأة تأتي هذه المفاجأة.. هذه الزيارة المفاجئة.. كأنها علامة من السماء. هكذا توصلنا الى عنوان فيلمنا.
-كما قلت: نقطة الانطلاق كانت الأوديسه. وأنا أشير الى الأسطورة لا إلى نص هوميروس. إنها ذات الأسطورة التي استخدمتها من قبل في فيلمي »رحلة الى كيثيرا«. وفقاً للأسطورة فإن يولييس يعود الى إيثاكا لكنه لا يستقر فيها. بعد فترة يغادر ثانية في رحلة أخرى.
الفيلم نفسه رحلة شخصية لرجل، مخرج سينمائي نميزه بحرف A، والذي يلتمس الوسيلة للخروج من الأزمة التي هي ليست الخاصة وحسب، بل أيضاً أزمة جيل كامل. إنه يستجوب نفسه وما اذا كان لا يزال قادراً على رؤية الأمور التي تدور حواليه بوضوح، وإذا كان لا يزال قادراً على الخلق، وهل هناك ما يمكن اكتشافه وما يمكن اختراعه من أشياء جديدة. الى مدى أكبر، فإن أزمته هي أزمتي أيضاً. الفيلم كذلك سفر عبر البلقان والتاريخ الأوروبي في القرن العشرين، بحثاً عن العلب الثلاث المفقدوة التي تحتوي أفلام الأخوين ماناكي الأصلية. هذا البحث يأخذنا عبر تاريخ السينما الذي هو أيضاَ تاريخ عصرنا. الأخوان ماناكي ليسا شخصيتين خياليتين. هما شقيقان.. تماماً مثل مخترعي السينما الأخوين لوميير (أوجست ولوي)، هما أول من حققا أفلاماً في دول البلقان. هذا البحث ليس فقط عن الأفلام لكن أيضاً عن ما تمثله، عن اكتشاف براءة ونقاوة اللقطة الأولى التي صورتها الكامير، ضرب من الإثارة التي يبدو أننا قد فقدناها الى الأبد
الفيلم نفسه رحلة شخصية لرجل، مخرج سينمائي نميزه بحرف A، والذي يلتمس الوسيلة للخروج من الأزمة التي هي ليست الخاصة وحسب، بل أيضاً أزمة جيل كامل. إنه يستجوب نفسه وما اذا كان لا يزال قادراً على رؤية الأمور التي تدور حواليه بوضوح، وإذا كان لا يزال قادراً على الخلق، وهل هناك ما يمكن اكتشافه وما يمكن اختراعه من أشياء جديدة. الى مدى أكبر، فإن أزمته هي أزمتي أيضاً. الفيلم كذلك سفر عبر البلقان والتاريخ الأوروبي في القرن العشرين، بحثاً عن العلب الثلاث المفقدوة التي تحتوي أفلام الأخوين ماناكي الأصلية. هذا البحث يأخذنا عبر تاريخ السينما الذي هو أيضاَ تاريخ عصرنا. الأخوان ماناكي ليسا شخصيتين خياليتين. هما شقيقان.. تماماً مثل مخترعي السينما الأخوين لوميير (أوجست ولوي)، هما أول من حققا أفلاماً في دول البلقان. هذا البحث ليس فقط عن الأفلام لكن أيضاً عن ما تمثله، عن اكتشاف براءة ونقاوة اللقطة الأولى التي صورتها الكامير، ضرب من الإثارة التي يبدو أننا قد فقدناها الى الأبد
- المخرج، في الفيلم، لا يحمل اسماً، وإن كان يحمل حرف A في السيناريو. لكن A ليس أنا، ليس أنجيلوبولوس.
- الفيلم يتناول تاريخ هذا القرن (العشرين)، بالتالي فإن استخدام الفلاش باك هو أمر إلزامي هنا. شعوري هو أن الماضي جزء متمم للحاضر. الماضي ليس منسياً، إنه يؤثر في كل ما نفعله في الحاضر. كل لحظة من حياتنا تتألف من الماضي والحاضر معاً، الحقيقي والمتخيل معاً.. كلها تتمازج وتتألف في لحظة واحدة.
- مشهد تمثال رأس لينين والكاميرا تتحرك على مهلحول الرأس.. كان ذلك وداعا لمرحلة، لعصر كنت أقول وداعاً لكل ما كان جزءاً مني، من طفولتي وشبابي.ذلك التمثال المحطم يمثل النهاية.. نهاية كاملة.
- إنه فيلم عن البدايات.. أول كل شيء: الحب الأول،النظرة الأولى، العواطف الأولى التي سوف تكون دائماً الأكثر أهمية في حياة المرء.
- عندما اتصلت هاتفياً بالممثل هارفي كايتل، واتفقنا على اللقاء في نيويورك، كان وقتذاك قد سمع عني من مارتن سكور سيزي وغيره من مخرجي نيويورك كلموه عني، ومع ذلك كان لايزال لديه بعض المخاوف لقد ادرك بأن العمل في الفيلم قرار صعب، ذلك لان الفترة
التي سوف يستغرقها العمل معي من الممكن إن يستغلها في العمل في ثلاثة افلام هناك علاوة على ذلك، فقد كنت صادقا وصريحاً معه لقد اخبرته بانه سوف يعمل ساعات طويلة في منتصف اللامكان، وسوف يصادف اوقاتا عصيبة معي لكنه قال: »لا مشكلة، لقد تدربت في البحرية«. وعندما شاهد فيلمي »منظر في السديم«، قبل إن يعلن موافقته على المشاركة، اثرى اعجابه الشديد بالفيلم وجاء الى اليونان لبدء رحلة تحقيق الفيلم.. لقد جاء حاملاً معه نسخة من اوديسة هوميروس، وعدداً من الكتب عن الاوديسة.
- هارفي كايتل تدرب في ستوديو الممثلين، والذي هو ليس مدرسة بل طائفة دينية وكان يحتاج الى الكثير من الوقت للتحضير وتهيئة نفسه انه يختلف عن مارسيلو ماستروياني الذي كان يقول لي: »انا طفل، اسرد لي قصة، قل لي ما يتعين علي فعله وسوف افعله لك«.لم يكن يهتم كثيراً بشأن المنهج وطرائقه اما كايتل فقد كانهو المنهج مجسداً كان يحتاج الى تعامل مختلف جلسنا نتناقشثم راح يهيئ نفسه، ومثل هذا التحضير استغرق ساعات. في الموقع كان يحتاج الى وقت ليخلق مناخاً عاطفيا داخل ذاته..وهي طريقة ستاينلافسكي التي يكرهها ما ستروياني.
- كنا بصدد تصوير المشهد الختامي الذي يدور في مبنى السينماتيك الذي لحق به الدمار، وكنا نهيئ الاضاءة عندما قال لي هارفي: امهلني دقيقة.. احتاج الي شيء شخصي فسألته: »ماذا تريد؟«. اجاب: شيئاً من فترة شبابي.. اغنية لفرانك سيناترا كنا وقتذاك نصور في بلدة صغيرة قرب اثينا، ولم يكن بامكاننا الحصول على الاسطوانة التي طلبها هناك مع ذلك، بعثنا شخصاً بالسيارة ليجلبها حصلنا على الاغنية، ولا اذكر اية اغنية وجلسنا جميعاً نصغي اليها في الموقع فجأة بدأ هارفي - الذي كان قد انزوى في ركن ينشج ويبكي مثل طفل، متذكراً امه التي ماتت وهو شاب بعد حين،عاد واعلن انه يستعد لكن عندما صورنا اللقطة الاولى، اكتشفنا انه برد الكثير من الانفعال فيما كان يحضر للمشهد الى حد الاستنزاف عندئذ قلت له بأننا لا نستطيع إن نعمل هكذا، لقد جربنا طريقتك والآن سوف نجرب طريقتي ثم طلبت من الجميع مغادرة الموقع دون استثناء، حتى هارفي ومرافقيه من السكرتير الشخصي الى الموجه الرياضي لم ينبس هارفي بحرف بل خرج مع الآخرين، وبقيت وحدي في الموقع وشرعت في تشغيل موسيقى الفيلم رافعاً الصوت الى مداه ليسمعها الآخرون وعندما انتهت المقطوعة، سمحت لهم بالعودة عاد هارفي غاضباً جداً وشتمني وصاح في قائلا من تظن نفسك؟ اتظن نفسك الها؟ انت لا تحترم الممثلين اقترب مني اكثر متابعاً شتائمه في انفعال وظننت انه سوف يضربني كان ينتظر في رد فعل ما لكنني لم أتزحزح ولم اتفاعل على الاطلاق بعد إن هدأ، سألته في هدوء شديد: هارفي هل انت مستعد الآن؟ اعتقد انه كان يحتاج الى تلك الصدمة، فقد نفذ اللقطة على الفور وبشكل مقنع بعدها اقترب مني وقال: انت عظيم يا رجل.
- عندما اتصلت هاتفياً بالممثل هارفي كايتل، واتفقنا على اللقاء في نيويورك، كان وقتذاك قد سمع عني من مارتن سكور سيزي وغيره من مخرجي نيويورك كلموه عني، ومع ذلك كان لايزال لديه بعض المخاوف لقد ادرك بأن العمل في الفيلم قرار صعب، ذلك لان الفترة
التي سوف يستغرقها العمل معي من الممكن إن يستغلها في العمل في ثلاثة افلام هناك علاوة على ذلك، فقد كنت صادقا وصريحاً معه لقد اخبرته بانه سوف يعمل ساعات طويلة في منتصف اللامكان، وسوف يصادف اوقاتا عصيبة معي لكنه قال: »لا مشكلة، لقد تدربت في البحرية«. وعندما شاهد فيلمي »منظر في السديم«، قبل إن يعلن موافقته على المشاركة، اثرى اعجابه الشديد بالفيلم وجاء الى اليونان لبدء رحلة تحقيق الفيلم.. لقد جاء حاملاً معه نسخة من اوديسة هوميروس، وعدداً من الكتب عن الاوديسة.
- هارفي كايتل تدرب في ستوديو الممثلين، والذي هو ليس مدرسة بل طائفة دينية وكان يحتاج الى الكثير من الوقت للتحضير وتهيئة نفسه انه يختلف عن مارسيلو ماستروياني الذي كان يقول لي: »انا طفل، اسرد لي قصة، قل لي ما يتعين علي فعله وسوف افعله لك«.لم يكن يهتم كثيراً بشأن المنهج وطرائقه اما كايتل فقد كانهو المنهج مجسداً كان يحتاج الى تعامل مختلف جلسنا نتناقشثم راح يهيئ نفسه، ومثل هذا التحضير استغرق ساعات. في الموقع كان يحتاج الى وقت ليخلق مناخاً عاطفيا داخل ذاته..وهي طريقة ستاينلافسكي التي يكرهها ما ستروياني.
- كنا بصدد تصوير المشهد الختامي الذي يدور في مبنى السينماتيك الذي لحق به الدمار، وكنا نهيئ الاضاءة عندما قال لي هارفي: امهلني دقيقة.. احتاج الي شيء شخصي فسألته: »ماذا تريد؟«. اجاب: شيئاً من فترة شبابي.. اغنية لفرانك سيناترا كنا وقتذاك نصور في بلدة صغيرة قرب اثينا، ولم يكن بامكاننا الحصول على الاسطوانة التي طلبها هناك مع ذلك، بعثنا شخصاً بالسيارة ليجلبها حصلنا على الاغنية، ولا اذكر اية اغنية وجلسنا جميعاً نصغي اليها في الموقع فجأة بدأ هارفي - الذي كان قد انزوى في ركن ينشج ويبكي مثل طفل، متذكراً امه التي ماتت وهو شاب بعد حين،عاد واعلن انه يستعد لكن عندما صورنا اللقطة الاولى، اكتشفنا انه برد الكثير من الانفعال فيما كان يحضر للمشهد الى حد الاستنزاف عندئذ قلت له بأننا لا نستطيع إن نعمل هكذا، لقد جربنا طريقتك والآن سوف نجرب طريقتي ثم طلبت من الجميع مغادرة الموقع دون استثناء، حتى هارفي ومرافقيه من السكرتير الشخصي الى الموجه الرياضي لم ينبس هارفي بحرف بل خرج مع الآخرين، وبقيت وحدي في الموقع وشرعت في تشغيل موسيقى الفيلم رافعاً الصوت الى مداه ليسمعها الآخرون وعندما انتهت المقطوعة، سمحت لهم بالعودة عاد هارفي غاضباً جداً وشتمني وصاح في قائلا من تظن نفسك؟ اتظن نفسك الها؟ انت لا تحترم الممثلين اقترب مني اكثر متابعاً شتائمه في انفعال وظننت انه سوف يضربني كان ينتظر في رد فعل ما لكنني لم أتزحزح ولم اتفاعل على الاطلاق بعد إن هدأ، سألته في هدوء شديد: هارفي هل انت مستعد الآن؟ اعتقد انه كان يحتاج الى تلك الصدمة، فقد نفذ اللقطة على الفور وبشكل مقنع بعدها اقترب مني وقال: انت عظيم يا رجل.