قدم بيرجمان اثناء حياته الكثير من الافلام التلفزيونيه اثناء مشواره السينمائى الطويل وحتى بعد اعتزاله العمل السينمائى ظل يقدم مجموعه من الافلام التلفزيونيه كثيرة اضافه الى تأليفه الى الكثير من النصوص للمخرجين الاخرين مثل نصه الحائز على السفعه فى كان عام 92 للمخرج الدنماركى بيلى اوجست وللمفارقه أنه مثل فيلمنا اليوم كان فيلم تلفزيونى على أكثر من حلقه ثم تم اختصاره وتقديمه كعمل سينمائى ( مشاهد من الحياة الزوجيه ) كان التجربه الاولى له ثم أعادها فى اخر افلامه السينمائيه ( فانى والكسندر ) والذى قام [أختصاره ايضا فى عمل سينمائى استطاع إن يكون اول فيلم فى تاريخ جوائز الاوسكار أن يحصد اربعه جوائز اوسكار الفيلم وأنا كما قلت فى بدايه الموضوع أتحدث عنالنسخه التلفزيونيه والذى تتكون من سته فصول او بمثابه سته أفلام من حياة زوجين كل فصل يحمل عنوان منفرد يختصر أحدث الفصل ومع بدايه كل فصل يعرض ملخص للفصل السابق
الفيلم يمكن إن نطلق عليه بمثابه قنبله برجمانيه سابقه لعصرها بكثير هو هنا مختلف تماما عن كل افلامه السابقه او حتى اللاحقه يمكن إن نعتبر هذا الفيلم حاله خاصه يقدمها المخرج العبقرى يبتعد هنا عن اسئلته وفلسفته عن ( الرب – الحياة – الموت – الخوف – العزله الانسانيه ) يمكن إن تقول انك تشاهد بيرجمان لاول مرة نشاهد المدينه العمارات الفارعه السيارات الحديثه المطاعم وهى أشياء للمتابع لتاريخه سوف يجدها مفأجاة لان كل افلامه بأستناء القليل جدا من المشاهد نراه بأكملها داخل مكان واحد ( جزيرة – بيت – منزل كبير – مسرح ) اضافه الى غياب تلك الاجواء والتى يراها البعض كئيبه وتسبب لهم ازمه مما يجعلهم يبعدون عن افلامهم بصفه عامه ولكن بيرجمان هو بيرجمان زوايا التصوير المونتاج والاخراج و بعض الحوارت الجميله والبسيطه و المشاهد الطويله وان كانت هنا أطول من اى فيلم له أضافه الى ان بيرجمان يتخلى على اسلوب الكلوز اب الذى كان دائما يستخدمه فى أفلامه السابقه والاحقه على الفيلم
يبدأ بيرجمان افتتاحيه فيلمه بلقاء لاحد الصحفيات مع الزوجين( يوهان وماريان ) فبعد عدة اسئله نتعرف على الزوجين من خلال ألاجوبه التى يجوبنها على الاسئله ( ماريان ويوهان ) متزوجين منذ عشرة سنوات ولهم أبنتين من هذا الزواج ماريان تعمل محاميه وديفيد عالم اضافه الى انه استاذ جامعى لماريان تجربه زواج أخرى من قبل اسفرت على طفل ولكنه مات يحلل السويدى الفذ شخصيات الزوجين فى خلال هذا اللقاء الظاهر انه هناك تفاهم بين الزوجين ولكن من الواضح من كلماهم أنه هناك خلال ما فى العلاقه الزوجيه لهم تتوالى الاسئله الى أن تطرح الصحفيه على ماريان سؤال
ماهو الحب فى حياتكم ؟
تفكر فى الاجابه لا تدرى ما تقول تختصر الحب فى انه المودة والعلاقه الانسانيه اضافه الى الصداقه والوفاء المتبادل بين الزوجين والفرح والسعادة التى يعشيها ترى أنهم اهم من وجود الحب
- ولهذا الحوار تأثيره فى باقى أحداث الفيلم
بعد أن يعرض بيرجمان خلفيه عن حياة الزوجين وماضيهم وهمومهم يبدأ فى الخوص فى عالم الحياة الزوجيه بعرض نموذج لزوجين أخرين اضافه الى ماريان ويوهان انهم اصدقائهم ( بيتر و كاترينا ) بعد جلسه عشاء مشتركه للاربعه ويتخللها الضحك والفرح تبدأ العاصفه هنا تباعد واضح بين الزوجين بيتر وكاترينا هناك خلل كبير بينهم وتباعد روحى وفكرى كامل هى تخونه وهو بعيد عنها الرابط بينهم هو المصالح المشتركه فى العمل فقط لا وجود للمودة وليس الحب بينهم يأخذون فى الشجار أمام اصدقائهم لا لهدف ما بل يصل بهم الامر الى حد السخريه من بعضهم لا بديل امامهم سوى الطلاق ولكن المادة تقف أمامهم بيرجمان بدهاء كبير يسلط كاميراته على هذا النموذج السلبى و يخرج لنا ما فى جبعتهم الشخصيه ينتقد الزواج عندما يتحول الى مجرد شركه تتدار بعيدا عن الالفه والمودة ابسط أمور الحياة الزوجيه المطلوبه للعيش المشترك بين الزوجين
المخرج السويدى كثيرا فى أفلامه يطرح الفكرين ( الايمان و الشك والحب والكره و الخوف والاطمئنان ) يعرض كل التناقضات الانسانيه ولكن لا ينتمى الى راى او فكر معين منهم هنا اراه وقليلا جدا ان يتبنى موقفا اتجاه احد الاطراف ويعرض جميع وجهات النظر ولكنه يتبى موقفا فى تلك القضيه ويساندها بكل وسائله يختتم الفصل الاول الذى كان بعنوان ( البراءة والرعب ) عندما تخبر ماريان يوهان انها حامل فى طفل لا يبدى اى ضيق وان لم يبين ايضا سعادته بالامر الامر سيان بالنسبه له تظهر لنا شخصيه ماريان الضعيفه والتى لا تقدر على أتخاذ قرار فى حياتها لا تدرى ماذا تفعل اتحتفظ بالطفل ام تسقطه الامور معقدة بالنسبه لها لا تدرى فى اى اتجاه
أذا القرار هو ان تجهض الحمل رغم انها من الواضح انها لم تكن مواقفه وفى نفس الوقت لم تكن تريد الاحتفاظ انها احد تناقضات شخصيات بيرجمان الشهيرة كل التناقضات بداخلها يختتم الفصل الاول بذلك لتبدأ احداث أهم واهم فى الفصل التالى الذى
بعنوان ( فن التستر ) الرحله التاليه الى العمل كلا منهم فى عمله ولكن لا نخرج عن نطاق الموضوع المسار وهو الحياة الزوجيه أمراة فى الستين من عمرها او اكثر من ذلك تذهب الى المحاميه ماريان تريد الطلاق تتسال لماذا السبب فتأتى الاجابه ( السؤال الذى اشرت اليه فى بدايه الموضوع عن معنى الحب ) تريد الطلاق رغم هذا السن بسبب انه لا يوجد حب فى حياته رغم ان زوجها رجل محترم و مثقف ولها ابناء كبار تسألها عن الوحدة التى سوف تعيشها بعد هذا الطلاق
تاتى الاجابه المثيرة ( وحدة بدون زواج افضل من وحده فى حياة زوجيه وبدون هذا الحب ) كل هذه الاجابات تشعر ماريان بالقلق على حياتها تتأكد ان تفكيرها كان فى هذه النقطه خطأ تبدأ فى الاعتقاد ان حياتها لم تكن الا مجرد حياة روتينيه تعيشها مع زوجها وطفلتيها اين الحب فى حياتها ماذا اعطت لزوجها الاسئله تكثر وتزادا عليها بشكل كبير جدا لا تدرى ماذا تفعل ؟ هذه المرأة ايقظت بها الشكوك انها لا تستطيع ان تحتفظ بزوجها الى الابد كل شىء من الممكن ان يحدث ما العمل ؟ ينتهى هذا الفصل بعد نقاشات حادة بينهم عن التباعد بينهم وتبدأ المفاجات فى الفصل الثالث
عنوانه ( بولا ) بعد عشاء هادىء بين الزوجين تنفجر القنبله الزوج يخبر زوجته انه على علاقه بأخرى وانه سوف يسافر معها الى باريس وانه سوف يغيب مدة طويله جدا تنزل الكلمات عليها مثل الصاعقه المدويه تكمن هنا عبقريه مخرج مثل بيرجمان هو لم يدع بطلته تنهار فى انهار الدموع والصراخ والوعيل لم يرد لها المخرج هذا انما استقبلت كل هذا بحاله من الهدوء من الممكن ان اطلق عليه ثورة الهدوء والعجز ما الذى فى يديها لكى تفعله لابقاء زوجها تبدأ مناقشه بينهم عن هذا الموضوع كيف عرفتها ومتى ولماذا؟ تريد ان ترى صورتها لماذا تركنى ؟ ما الذى لدي الاخر وهى لا تملكه اسئله واسئله بدون جابات مقنعه انه الانهيار الداخلى لماريان
اغلبيه المخرجين قد يخافوا من مسأله ان يكون هناك محدوديه فى عدد الممثلين واقتصار الحوار والمشاهد على عدد قليل جدا منهم بسبب ان ذلك من الممكن ان يسبب ملل و وعدم جذب انتباه المشاهدين لافلامهم ولكن بيرجمان معتاد على هذا الامر ولكنه يضع المشاهد فى حاله الترقب والعيش مع مع شخصياته وكل افلامه أذا جنبنا (فانى والكسندر ونشارة الخشب والزينه و السجن ) تدور احداثها بين اربعه الى عشرة ممثلين ويتخللها الحوارت الطويله ولكن لاول مرة الحوار والاحداث تكون بين ممثلين فقط ولاكثر من ساعتين لا أحد سواهم ومع ذلك بدون مبالغه ينجح بيرجمان فى ان يضعك فى حاله تعايش مع شخوصه الدراميه وان تظل منتبها لما يجرى داخل كادره بحاله سينمائيه لا يصنعها سواه من المخرجين الكبار على مدار أحداث الاجزاء الاربعه الاخيرة تتدور الاحداث بين الزوجين فقط فى الفصل الرابع بعنوان ( وداى الدموع ) يرجع يوهان بعد غياب سنه كامله غابها مع صديقته الجديدة بولا يجد عندها ماريان اعدت له عشاء رومانسى لطيف يبدون بعدها فى التناقش والتحدث عن تجاربهم خلال هذا العام يتضح ان ماريان تعرفت على احد الاشخاص وانها بدأت فى علاقه جديه معه ويحدها يوهان على انه قرر السفر الى الولايات المتحدة لبدايه عمل جديد هناك وتستمر المحدثه بينهم وينتهى هذا الفصل بأحداث دراميه جديدة ثم يبدأ الفصل الخامس بعنوان ( الاميون )ثم السادس الذى بعنوان (فى منتصف الليل فى البيت المظلم مكان ما فى هذا العالم )فى هذان الفصلان يبدأ بيرجمان فى تصعيد الموقف بين الزوجين يبدأ الاشتباك الفعلى بينهم فى وتيرة عاليه المستوى واداء جميل جدا من ليف اولمان وايرلاند جوزفسين وخصوصا من ليف اولمان والتى اراها قدمت هنا أجمل أدوارها فى أفلام بيرجمان اداء قوى جدا
الحياة بينهم اصبحت مستحيله رغم بعض التراجع الذى ابداه يوهان ولكن ماريان تتمسك بالطلاق ولا شىء غيره بعد المأساة التى عاشتها هناك جانب وثائقى بسيط عرض فى الفيلم لكل من البطلين وهو من الارشيف الخاص لكل من الممثلين ( اولمان وجوزفسين )صور ومتعلقات شخصيه لهم فى الفيلم استخدامها بيرجمان خلفيه لحياة كلا منهم
بصفه عامه
ارى ان بيرجمان صنع فيلما كبيرا وصار أحد المرجعيات فى الافلام التى تتناول العلاقه الزوجيه قدم وددى الن ( المتأثر ببيرجمان ) فيلمه الجميل ازواج وزوجات مقتبسا احداثه من فيلمه بيرجمان اضافه الى فيلم الالمانى بعنوان ( الاخرون ) اقتبست أحداثه من فيلم مشاهد من الحياة الزوجيه والفيلم نال مديحا كبير من النقاد والمتخصصون حيث وضعه الناقد الامريكى روجر البرت كأهم فيلم عام 1974 واعطى له العلامه الكامله وايضا الناقد مارك وايت الذى وصف النسخه التلفزيونيه :
"The theatrical version is good, the television version is genius. Only in the longer version do you get the full impact of Bergman’s relationship hell."
والفيلم ضمن اهم الافلام التى قدت فى السينما الاوربيه والعالميه بصفه عامه فى الكثير من القوائم النقديه والجماهيريه
لانه مخالف لقواعد الاوسكار لم يرشح الفيلم لاى جوائز اوسكاريه ( بسبب طول الفيلم )الفيلم رشح لاحد عشر جائزة استطاع الفوز بتسعه جوائز منها من أهمها الجلودن جلوب افضل فيلم اجنبى وترشيح لافضل ممثله لليف اولمان وترشيح لجائزة افضل ممثله فى جوائز البافتا البريطانيه وجوائز افضل فيلم وافضل نص وافضل ممثله ( ليف اولمان )وافضل ممثله مساعدة (بيبى اندرسون ) من جمعيه نقاد السينما الامريكيه وجوائز أفضل نص وافضل ممثله من جمعيه نقاد نيويورك والجائزتان الاخيرتين كانت بمثابه التقدير الكبير لكبار مخرجى السينما الاوربيه مثل بيرجمان وفيللينى واكيرا وانتونيونى وجودار وترافو وتاركوفسكى وباقى الخرجين الكبار فى ظل عنصريه شديدة مارستها الاكاديميه الامريكيه للفنون والعلوم على هولاء المخرجين والتى أكتفت بمنح بعضهم أوسكار خاص أوجائزة عن مجمل أعمالهم
الاداء التمثيلى كان متميز كما قلت من جانب ليف اولمان وايرلاند جوزفسين الى جانب حضور قوى من بيبى أندرسون رغم انها لم تظهر الا فى مشهد واحد فقط طول أحد الفيلم اضافه الى الممثل جان ملسموج المفأجاة كما قلت كانت من جانب ليف أولمان خصوصا ان الدور ليس سهلا انما يحتوى على كثيرا من الانفعالات والاحاسيس الغامضه والتى أجدتها باتقان كبير جدا وظهرت ابنه بيرجمان الحقيقيه( لين ) كأبنه ماريان ويوهان
ليس تحيزا لبيرجمان انصح جدا بمشاهدة الفيلم خصوصا النسخه التلفزيونيه لانها تحتوى على كثير من الاحداث التى لم ترد فى النسخه السينمائيه والفيلم له تكمله فى اخر اعمال بيرجمان سواء السينمائيه او المسرحيه وكان اخر ما قدمه قبل وفاته وهو فيلم
Saraband 2003 وهو فيلم تلفزيونى يروى قصه ماريان ويوهان بعد مرور ثلاثين عاما على قصتهم القديمه والفيلم مميز جدا ومن بطوله ليف اولمان وايرلاند جوزفسين ايضا