تحرير : عبدالرحمن الخوالدة
عندما تعد نفسك لمشاهدة كوكبة من اعمال أي عام تقوم بأستخراج قائمة بأهم الاسماء الصانعة لسينما من مخرجين وكتاب واخيرا كوادر تمثيلية هامه وبتأكيد فيلم ( المساعدة ) لم يكن ضمن أولوياتي للمشاهدة لهذا العمل لانه لم يمتلك أي من تلك الامور البارزة التي تجعله يستحق ان يضاف الى قائمتي لمشاهداتي لسينما هذا العام , ولكن بعد التقييمات المرتفعة للعمل والحفاوه التي تلقاها نقدياً وجماهيرياً عقدت العزم على ترك فسحة لمشاهدة العمل وأصدقكم القول اني لست من عشاق السينما التي تثير مسألة العنصرية وذالك لاني أيقن انها استنفذت كل السبل وارهقت المشاهدين بكوكبة ضخمة من تلك النوعية والتي باتت في السنوات الاخيرة مجرد أستعراضات كئيبة وأثارة للعواطف البشرية دون محاولة لكسر الحواجز المعتادة ونقل شيء بصورة جديدة تستحق ان تجذب المشاهد لها .
المساعدة للمخرج الشاب تاتي تايلور أستطاع ان يجمع مابين 3 عناصر اؤكد انها رفعت من قيمة عمله هذا , كان أولها عدم الانجرار الى الولوج لتقديم فلمة بطابع درامي بحت بلـ حاول قدر ألامكان ان يضفي شيء من الدراما الكوميدية التي أطفت جمال أخاذ على عمله وصنع قالب مثير مابين قيمة المضمون ومتعة المشاهد وساعده في ذالك تعدد شخصيات العمل وجعل لكل شخصية رونقها الخاص والتي كانت سبب في دعم القالب التسلسلي الحدثي المميز , اما العنصر الثاني هو عدم اغراق عملة بتلك العواطف المبتذله التي لطالما شهدتها السينما الهوليودية تاتي تايلور عرف اين ومتى يضع تلك المشاهد لتكون لها رونقها وخصوصيتها في العمل ورسم تلك المشاهد بحوارات بسيطة وبنفس الوقت تكتسب تعاطف المشاهد معها , العنصر الثالث وهو الابرز والذي جعلني أضع المساعدة ضمن قائمتي افلامي ضمن هذا العام وهو أن مخرج العمل رغم ان الايقونه الرئيسية لعملة هذا تطرح مسألة العنصرية والمعاناة التي تلقى تلك الفئات اوألأقليات اذا جاز هذا التعبير عنها بلـ جعل ( المساعدة ) سينما تتحدث عن قيمة الانسانية في النفوس البشرية والبحث عن الاسس المرسخة لها بحث تاتي تايلور في البيئة والتربية والنزعة الفطرية بحث في البراءه والايمان والحب والقناعة والطموحات الانسانية , شيء مثير ان تصرخ باعلى صوتك انا أنسان أمتلك الحق والحريات في نبذ تلك الافكار والمعتقدات البالية والنظر الى الاخرين بعيداً عن اللون والثقافة والشكل بل ألنظر الى الجمال الداخلي جمال احاسيسنا ومشاعرنا وضمائرنا , كما أثرت سابقاً السينما ليست مجرد مسأله طرح افكار بارزة او مضمون هام لكنها فن قادر على طرح تلك الافكار بقالب يجعل المشاهد يتفاعل معه يبتسم للحظات ويعود في مشهد اخر يكاد يبكي على المعاناة التي يشاهدها في مشهد اخر .
أخيرا اود ان اشيد بنص المكتوب من قبل تاتي تايلور والذي اتوقع ترشيحه لجائزة افضل نص مقتبص في جوائز الاوسكار لهذا العام لانه فعلياً نص ذكي أستطاع عبرة أن يوصل تلك الايقونات بقالب مستساغ للمشاهد وأشيد أيضا بأستحضار الحقبة الزمنية المذكوره وظهار جماليته من خلال اللونية لديكورات والملابس التي اضافة جمالية الى العمل , واما عن الكادر التمثيلي اصدقكم القول اني لم أتوقع ان اجد أيما واتسون تقدم دور ممتاز كما قدمته في هذا العمل وبنسبه للاداء الافضل فكان للممثله فيولا دافيس التي ارجح ان ترشح لهذا العام كأفضل ممثلة مساعدة ويمكن حصدها للجائزه أمر مستحق واعتقد ان الكادر التمثيلي الباقي قد أدى ادوار من جيده جدا الى ممتازة مما يجعله الكادر الافضل لهذا العام لحين اللحظة .
في الختام المساعدة عمل من نوعية الاعمال التي تجذب المشاهد لها من لحظاتها الاولى للبساطة التي تطرح أيقوناته به ويجعلك تتعاطف مع جميع شخوصة وترى فعلاً ان الانسانية أجمل مانمتلك في الحضارة البشرية .
4/5