Martha Marcy May Marlene 2011 - طرح أيقونة ضياع الهوية عبر سينما الرعب النفسي .
مارثا مارسي ماي مارلين للمخرج الشاب شين دوركين الذم قدم أول اعمالة الطويله في هذا العام خلال مسيرته السينمائية التي لاتتعدى الخمس سنون شين قبل هذا العمل أوكد ان ما من أحد قد سمع بهذا ألاسم فعلياً لكني بيد انتهائي من مشاهدة العمل راهنت نفسي على ان هذا المخرج سيكون له كلمته في السنون القادمة بتأكيد , مارثا مارسي ماي مارلين من الاعمال التي يصعب على اي شخص الالمام بجميع ايقوناها المطروحة فأستطاع صانع العمل الولوج الى أحد اكثر الامور تعقيداً وغموضاً وأقصد بذالك النفس الانسانية بصراعاتها ومخاوفها وازدواجيتها والمشاعر التي تسطو عليها وتمثل مايسمى الهوية المرسخة لنا والتي تعبر بشكل او اخر عن مايكمن بتلك الافراد من عوالم وافكار وقلق ومخاوف ومؤثرات خارجية يمكن أن تسيطر علية .
يمكنني أن ابدء بمراجعتي هذه بأطلاق العنان لأحرفي لوصف الاحجية النصية التي رسم مخرج العمل شين دوركين والتي يفتتح مشاهدها بواحد من اكثر المشاهد غرابة للعام بمجموعة من الافراد تود ان تتناول الطعام فتجلس الفتيات منتظرات لكوكبة من الرجال حتى ينهو طعامهم ليبدأن في الاكل بعد خروج تلك العصبة من الرجال ومامن ينتهي المشهد الا تبدأ تلك الاحداث برسم اول ايقوناتها بهرب احد تلك الفتيات من هذه العصبة والبحث عن مأوى فتلجىء مارثا مارسي (Elizabeth Olsen) الى منزل اختها الاكبر لتعيش معها ومع زوجها وهنا تبدأ مرحلة من العمل الجاد من مخرج العمل لكي يرصد مدى القلق والخوف والضياع الفكري وانعدام الهوية في شخصية مارثا , الشيء المبهر حقاً أن مخرج العمل قدم تقنيته التصويرية الكئيبه السوداوية الجلفة المظلمة لتعبير عما يبطن في نفس مارثا وايضا جعل من المشاهد يعيش طيلة فترات العمل حالة من القلق النفسي العالي بل اني وجدت ان العمل يجعل المشاهد يعيش لحظات من الرعب النفسي الخالص الذي يضيق انفسانه ويجعل يتعاطف ويتعايش مع شخصية مارثا الانسانه التي أغتصبت أهم ما تمتلك وهو وجوديتها في الحياة والهوية المرسخة لها , فسرد شين دوركين تفاصيل معاناة مارثا بأسلوب الفلاش باك واراه انه قدمها بشكل رائع للغايه فحاول ان يدخل المشاهدين رويداً رويداً مع قصة هذه الشابة مع احد الجماعات المتطرفة وزعيمها باتريك (John Hawkes) والذي قدم دور يذكرني بدوره في العمل الممتاز في العام السابق عظام الشتاء وشخصيته في هذا العمل التي قدمها بشكل لايقل روعه عن العمل الذي ذكرته سابقاً باتريك الذي كان زعيم لمجموعه صغيره أشبة برعايا والذي يقوم بسيطرة عليهم وتلقينهم من افكاره الخبيثة السامة ولعل اهم مافي المحور التقديم لشخصيته هو محاولة مخرج العمل الولوج الى الطريقة التي جعل تلك الكوكبة الضائعه من البشر والحاجة الى المأوى والطعام الى عطف هذا الرجل في بداية الامر ثم النسياق الى تلك الافكار التي تدحض كل الاسس والمبادى الفطرية والانسانية وتظهر لك كانها اعاده لمفهوم العبودية الانسانية , مارثا ورغم انغماسها في تلك الفئه لمده زادت عن العامين مما جعلها تضيع بين هوية تلك الجماعه وهويتها الشخصية الانسانية وحاول مخرج العمل ان يضيق الخناق على متتبعي العمل من خلال كوكبة من المشاهد الطبيعية مثل الغابة والبحيره العميقة السوداء والتي تبرز مدى ضياع مارثا داخل ذاتها وبحثها المستمر عن انسانيتها الضائعه والبحث جدلاً مابين حاضرها وماضيها مع عدمية وجود لمستقبلها الشخصي ,,؟
لعلي وجدت ان مايميز عمل شين هو اللغة التصويرية المتميزة واستخدامه للأضاءه والظلال بشكل ثري وأحاطة العمل بسينما المؤامرة والاثاره بشكل رتيب وتقديم واحده من اجمل الاداءات النسوية لهذا العام عن طريق الممثله الشابة اليزابيث اولسن في دور مارثا ومحاولته ان يثير في المشاهد كوكبة من المخاوف الشخصية والقلل والرعب النفسي الذي يطبق على انفساه طيلة متابعته للعمل ومحاولته الغوص في الذاتية الانسانية والصراعات التي تتلقاها بسبب الالام الماضي والذكريات والارتياب من عودتها وسيطرتها على الفرد والذي تعاث جسده وتجعله مجرد اداه دون اي هوية او معالم او افكار ومبادىء والتي تصل في النهاية الى التعبير عن تطرفة عن مجتمعه في النهاية ..؟
مارثا مارسي ماي مارلين تجربة هامه وعمل مثير قدم بقالب نفسي مرعب للمشاهد ويغوص في المخاوف البشرية والعقد النفسية والبحث عن الهوية ورسم بأطروحة ثرية فنياً وتقنيا وادائياً والتي لاحت بمخرج سيكون ذو شأن في السنون القادمة بتأكيد , عمل يستحق التتبع وبأمتياز.
4/5