احصائيات المدونة

cenima world

الاثنين، 28 يناير 2013

Zero Dark Thirty - 2012


لتو انتهيت من مشاهدة العمل الذي نال المديح النقدي منقطع النظير لهذا العام  والترشيح في أهم الجوائز النقدية .. Zero Dark Thirty .. كاثرين بيغلو راهنت على جلب فكرة مثيرة للجدل وبقالب ممكن لا يسترعي انتباه الكثيرين .. حول قصة البحث عن زعيم القاعدة أسامه بن لادن ..على ما يبدو أن بيغلو مقامرة محترفة .. استطاعت اللعب بـِ أوراق القضية والتلاعب بخصومها وشركائها والخروج بنهاية بعمل ممتاز ومثير و ذات قالب تقني عالي المستوى .أعذروني لو سميت فيلم بيغلو (ساعة الصفر ) ومع ان اسم العمل يرمز الى الثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل , لزمن الذي قتل فيه زعيم اكبر مجموعة إرهابية أثارة الرعب في العالم ..


لكنه استرعى انتباهي الصفر الذي بعد الثلاثون دقيقة من العملية .. ذلك الخواء ,, الفراغ ,, الذي وصفته كاثرين بيغلو في مشهدها الختامي بجلوس شخصيتها الرئيسية العملية مايا (جيسيكا جاستين ) في قمره احد الطائرات العسكرية الخالية العائدة الى الوطن .. بعيون خالية او متأملة للذكريات .. عائدة إلى الوطن .. دامعة ,, هل هيا نشوة الانتصار .. ام هيا غصة أعقبتها تلك الملاحقة التي استمرت لسنوات ..
لا أود الدخول في تفاصيل العمليات الاستخبارية ولا حتى في الولوج الى طرق التعذيب الجهنمية التي أوصلت الأمريكان لدخول الى وكر زعيم القاعدة وهو بين أطفاله .. لا تسترعي انتباهي اتهامات مجلس الكونغرس لبيغلو والتصريح بأنها قد تماهة وأسهبت في عرض العضلات الأمريكية في تعذيب عناصر من تنظيم القاعدة .. ليست تلك الحيثيات _والتي اعتبرها ذات أهمية _ نالت مني شخصياً ,, ما جعلني اطلق على فيلم بيغلو بالمثير للاهتمام هيا تلك الفكرة التي جالت في عقلي .. إلى أين ..! إلى أين ستصل الأمور .. ؟؟ تلك العنجهية تلك الكبرياء الا أنساني تلك الوحشية .. ذلك السواد الذي يعيدنا إلى ساعة الصفر من جديد .. نعم هيا ساعة الصفر , بعد أن يستحيل أي اتصال أنساني بالشخص الذي يقابلك من الطرف الأخر .. فأي كلمة ستسمعها منه هيا لا تعلو على صوت الانفجارات والرصاصات المدوية التي أضفتها كاثرين بيغلو في احترافية في عملها هذا .. لنعد من البداية ,, البداية في تلك الأبواب التي أغلقها كل فئة على نفسها ,, في حرب استخباراتيه باردة , ليست على القاعدة او على الإسلام كما يحبذ الآخرين تناقلها , تلك الحرب التي تجبر الإنسان ان يغلق منافذه إنسانيته لترابط مع الإنسان ,, تلك الوحشية التي لا تترك اي مجال لنور خافت يصل الى الروح ويطلق لها العنان .. نحن وصلنا الى ساعة الصفر التي لا عودة منها .. الساعة التي شعرت فيها العملية مايا انها انتهت من ذلك الادمان والثورة الشخصية للبحث وقتل اسامه بن لادن ولكن بعد ذلك الى اين المنفذ ..


Zero Dark Thirty .. هيا عملية احترافية ,, رهان .. قامر عليه الامريكان ,, لقتل زعيم القاعدة ورمز من الرموز التي جعلت الملايين من العالم ترتعب اثناء طرح اسمه .. ذلك الرعب التي قدمته بيغلو في نفوس كل من حاول البحث عن اسم هذا الشخص ,, وذاته عندما دخل أولائك الجنود في نصف منزل اسامه ليدهس الاطفال ويذرف دموعهم , ليقتل كل ما يتحرك إمامهم دون أي سابق إنذار .. هذا الرعب الذي جعل الطرفين لا يرى الا تلك الاضاءة التي تكتسي كاميرا بيغلو ,, ولا ترى إمامها سوى لغة الدماء . لغة القتل .. فتلك العملية لم تكون سوى من باب رد الدين لدائن .. في نهاية المطاف ..
لن اطلق اي من حروفي حول الحديث عن الباب التقني للعمل مع انه يستحق الثناء ولا حتى عن ذلك الاداء التي قدمتها الممثلة البارزة جيسيكا جاستين _وأتمنى شخصياً ان تكون نجمة الأوسكار لهذا العام دون اي منازع _ ولن اخترق الكلمات لتعريف بأي تفاصيل او الانجرار وراء انتقاد المثالية والوطنية التي اعتاشة فيها قوالب العمل الامريكية .
زيرو دارك ثيرتي .. هيا الساعة التي لطالما انتظرها الجبهتين في اشعال فتيل لانهاية له من الانغماس في الحقد والادعاء واخيراً  الوصول الى نقطة لا نفع فيها من الرثاء ..
9/10

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا