أبي سيدي الفيلم الايطالي الحاصل على سعفة
كان الذهبية لعام 1977 والذي كان يصدف ان رئيس لجنة التحكيم في ذالك العام المخرج
الايطالي المعروف روبرتو روسيلليني أحد مؤسسي الموجة المعروفة بالواقعية ألايطالية
والتي شخصياً أجد ان عمل الاخوين الايطاليين تيفاني هو امتداد لتلك الموجة , أبي
سيدي وهيا سيرة ذاتية والمأخوذ من كتاب لجافينو ليدا ومعاناته من أضطهاد والدة له
في سيردينا والصعوبات التي تلقاها منه حتى استطاع التحرر من جبروته واكمال دراساته
العليى في النهاية .
تمكن الاخوين تيفاني من حمل العمل بقالب
واقعي مؤثر ومثير حول سرد حياة جافينو من بداية مرحلة الطفولة وانتهاء بمرحلة
الشباب وأخضاع المشاهد لمجموعة من المشاهد الرثائية لحال تلك الفئة من الاطفال
لأضطهاد اهاليهم لهم وأخراجهم من المدراس واستخدامهم كاداة لجمع المال , الاخوين
تيفاني في مراحل من العمل حاولو بقدر الامكان أن يظهرو مدى المعاناة والحنق الذي
أصاب جافينو الراعي في سيردينا ومدى الحقد الذي قبع في نفسة حتى أصبحت بلدته تثير
في نفس الرعب والخوف الشديد والذي تذكرة بسوط والدة والذي خلق حالة من العزلة
والوحدة في نفسة حتى وان كان محاط بعائلته .
العمل أرتكز على السرد البيوغرافي في مفصليات
والحوارات المكتوبة واستخدام الموسيقى والاغاني في مجموعة من المشاهد لتقافز بين
الفترات الزمنية في حياة الشخصية الرئيسية ولو اني شعرت في فجوات في المعالجة
الدرامية لنص ومراحل حياة جافينو الا انها لم تكن بتلك السلبية المؤثرة على قيمة
العمل ككل , فَمتلك العمل ذالك الحنين والعاطفة الرائجة في الصنعة الايطالية وتوغل
بشكل او اخر بعلاقة جافينو بمن حولة ولو كانت بشكل سطحي ماعدا والدة الذي كان مركز
الأهتمام في العمل , الاخوين تيفاني حاول استحضار مفهوم الحرية الانسانية لتلك
الفئة من البشر من قمع السلطة الابوية الجاهلة والمتعالية والتي تظن ان تمتلك
اطفالها وانهم مجرد عبيد يلبون احتاجاتهم الاساسية وكنت تشهد تلك العلاقة الجلفة
والصلبة بين كافة شخصيات العمل لحد انك تشعر ان العمل مفرغ تماماً من القدرة على
الترابط الانساني بين شخوصة واصبح ترابط اقرب الى التعايش ولغة البقاء لتشعر انك
امام مجتمع اقرب الى الحيوانات القوي يأكل الضعيف فيها حتى ان كان طفلة ..!
في مجموعة من المشاهد لجافينو في مرحلة
الطفولة والمراهقة ثم الشباب تعمد الاخوين تيفاني على عزل جافينو واظهار مدى الرعب
والخوف الذي بات في نفسة من خلال التعذيب الذي تلقاه على يد والده والذي كان خلفية
للقمع الفكري والجهل الذي يكتنف في نفوس تلك القرية والبيئة التي لاتعطي ولو جزء
بسيط من الرغبات والشهوات والحريات الفكرية , فحاول مخرجي العمل ان يسردَ انغلاقية
والقمع الذي تعتاشة شخوص العمل وعدم قدرتها على ابداء الرأي من خلال رفعه لأصوات
الحوارات من داخلهم والتي ترسم تلك الافكار في روحهم .
استطيع القول ان العمل قدم بشكل ممتاز خصيصاً
في الجزء الثاني ومرحلة شباب جافينو التي أسهبت في طرح الصراع بين جافينو ووالدة
والخلاص من تلك الاسوار التي تحجز جافينو عن العالم والتي رسم حدودها والده وايضاً
ولوج مخرجي العمل الى مجموعة من المشاهد ذات المعالم الهامة حول فرض فكرة الحرية
وكسر تلك الاغلال التي قيد فيها الاباء الابناء وجعل مسرب العمل يسير من قصة عن
شخصية عانت من اضطهاد ابيها الى مرثية تقص معاناة الاطفال الرعاة في سرديينا وتلك
العجرفة والسلطة القمعية من قبل الاهالي , والتي جعلت مخرجي العمل في مجموعة من
المشاهد منها رفع العلم الايطالي واظهار جافينو مع السلاح بغية جعل الصراع بين
الاباء والابناء بمثابة حرب لنيل حريتهم والتي جعلت مخرجي العمل يختتمان الفيلم
بمقطع من موسيقى النشيد الوطني الايطالي كنوع من التحرر من القمعية والدكتاتورية
التي فرضها الجهل والفقر والبئة الصعبة على تلك البشر ...
شكر خاص لصديق الأخ جعفر أبوشيخة لترجمة
العمل ,,
4.5/5