كثير من الاعمال تلتمس اهميتها بنسبة لفئة من
المشاهدين من خلال ارتباطها بشكل أو أخر بالواقع الذي يحوم حولة , وأعترف ان هذا
ماحدث لي حين مشاهدتي فيلم كين لواتش (الريح التي تهز الشعير) والحاصل على سعفة كان
الذهبية لعام 2006 , لا اعلم لما وجدت نفسي اثناء المشاهدة اخوض تجربة داخلية مع
مفارقات لتفكيري واضيع بين رماد أيدلوجياتي الشخصية والامر المثير انني لمسة في هذا
العمل اتجاة لعله يكون ذو منطلق انفرادي لم يراوندي من قبل وهو ضياعي في عدم قدرتي
على تفهم التاريخ الانساني التي تتجلى فيه مصطلحات ذات افق عديدة منها الحرية
والاستقلال والأنتماء ومفارقة الانسانية والبراءة البشرية ,,
من منطلق أخر لو عدنا لما حاول خوضه المخرج
كين لواتش في عمله هذا من خلال تقديم نص عن اخوين تيدي وداميان الذان ينضمان
ويقودان احد الفصائل القتالية للجيش الحر الايرلندي في عام 1920 للحصول على الحرية
والاستقلال الكامل من قبضة وسادية بريطانيا العظمى أن ذاك , كين حاول ان يختطف منا
لحظات مبهره من المشاهدة من خلال تلك المشاهد الشاسعة من الخضرة وجمال التضاريس
الطبيعية ومن منطلق اخر حاول ان ينقل مدى الحنق والغضب الشعبي على الطغيان
البريطاني والتعذيب التي تلقاه تلك العائلات مما أشعل شرارت الانتفاضة في نفوسهم ,
داميان (Cillian Murphy) والذي ترك دراسته لطب في لندن للأنضمام لاخية في تلك
الالوية يشعرنا كين لواتش بانه كلما استمر في الأنغماص في هذا الصراع يحدث تغيير في
نفسة ومدى تأثير العاطفة والأنسانية فيه ,, لعلي اثناء مشاهدتي لريح التي تهز
الشعير شعرت انني لست في عمل يخوض تجربة بيوغرافية حربية للحصول على الحرية بل هيا
نقطة ضوء على النفس البشرية ومفارقة القيم والاخلاقيات والافكار مع المشاعر
والاحاسيس الانسانية والتتغيير الحاصل في نفوس اي فئة تعايش تلك الحالة من
الغوغائية التي تنهش اي قيم انسانية في تلك الشخوص ,, لذا اثناء المشاهدة والتي
لابد ان امتدح تلك المشاعر الانسانية التي غلفها كين لواتش عمله فيها ممااثارت في
نفسي الفكرة القائلة لارابح ولاخاسر في زمن سفك الدماء حتى ان كان احد الاطراف
يتحلى ولو بجزء من القيم الفكرية والشريعة لقيامه بذالك والامر الواضح ان كين نقلنا
من مرحلة النصال ضد المحتل الى حرب اهلية تقتص من كل من يقف في وجة طموحات ورغبات
الانسان للوصول لسلطة , في احد المشاهد يدخلنا كين احد المفارقات بالغةً الاهمية من
خلال اعادة مشهد خبر تلقي موت احد الاشخاص الذي قتلهم داميان بداعي الخيانه للجيش
الحر وطردة من خلال امه بخاتمة العمل وبقيام زوجة داميان بطرد اخوه تيدي بعدما
اعدمه نظراً لانه يحول بينه وبين وصولة الى سدات السلطة تلك المفارقة وتلك الغصة في
نفس زوجة داميان والصراخ ومشهد الوحدة وكانها في لحظة أخيرة يطلق كين لواتش رصاصة
الرحمة ليلقي على نفسي فكرة وهيا ان مهما تفننَ بسرد الاعذار لما تسفكة يدانا من
الدماء وخسرانه لما تبقى من بصيص الانسانية فأنه القتل هيا شذوذ البشرية عن
انسانيتها ولن نستطيع ان نبيحة لأنفسنا بكافة السبل والافكار , فرياح الدماء
والاحزان والقهر تهز كافة الارجاء الانساتنية بكافة اطرافها ومعتقداتها وصلاتها
ولاشيء يعلو على ايقونة الانسانية فيها , ..
4.5/5
عبدالرحمن الخوالدة