احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 13 يناير 2012

Melancholia - المقطوعة الاخيرة في نهاية مايسمى بعصر ألانسانية !



تحرير : عبدالرحمن الخوالدة

المخرج الدنماركي لارس فون ترير وفلمه المثير للجدل (ميلانخوليا) او باللغه العربية  بمعنى (ألكابة) والذي نال العديد من المقالات النقديه ان كان بطابع سلبي أو أيجابي عن ما قدمه هذا المخرج في عمله هذا , ألكابه وكعادة لارس حاول أن يخوض في احد الافكار المثيره للجدل والجريئه نوعاً ما بنص يمكن أن نطلق عليه نصف الخيال العلمي بنص يتحدث عن كوكب أسود بأسم (ألكابة) يقترب من ألارض ويصتدم فيها بنهاية ألامر مما يعمل على نهاية حقبة حكم بني البشر على ألارض ..
بعيداً عن الافكار المأسونية التي طرحها العمل وجزء من المذاهب والاساطير اليونانية والعديد من الفرضيات الفلسفية التي تبحث في علاقه الفرد بالمجتمع ومدى وجوديته والولوج الى مفاهيم منها الضياع الاخلاقيات وسبل العيش مع الاخر والتصريح والسخرية من عبثية وعشوائية البشر والغوص في ألنفس البشرية واللاوعي وازدواجيتها مع الروح وانعدام اي سبل لراحة النفس فيها ..
لارس فون ترير تلاعب في المشاهد وحاول ان يخوض واحد من المرثيات الكثيبة للغايه وجعل من شخوصه عباره عن حجارة على لوح من الشطرنج تنتهي لعبة المؤامره فيها عن سقوط القلعة اخيرا بوصول كوكب ميلانكوليا , أصدقكم القول انني وانا أشاهد العمل وتلك الصراعات بين شخوص العمل رئيسية ورسم لارس لكل شخصية بطابع انساني متفرد أو لفئه أنسانية وعنصر من المجتمع البشري فيه , فحاول ان يخوض في بداية عمله بشكل رتيب حفل زفاف ضخم لـ جاستين (Kirsten Dunst) وخطيبها مايكل (Alexander Skarsgård) والولوج الى احد القصور الفخمه والحياة البرجوازية الثريه في أستعراض لمنزل زوج اختها جون (Kiefer Sutherland) وأختها كلاري (Charlotte Gainsbourg) وتلك الأحتفاءات التي تبدو مرتبة بشكل مثالي وكلمات المجاملة التي تسحر المشاهد في بدايه العمل الى وصولنا الى مفترق طرق في ظهور ذالك الشرخ الواضح للغايه في علاقات بين عائلة جاستين فكانت تلك الاجساد المغطاه بأجود انواع الملابس والحلي تختبىء تحتها كوكبة من المثل والافكار الفاسدة السوداء فكنت تلاحظ مدى الازدراء والاحتقار المبني على افكار كل شخصية من عائلته جاستين بداية من والدتها الى والدها وبنهاية الى اختها وزوجها , تلك كانت الثيمه الاولى التي حاول ان فون ترير ان يبرزها أمام المشاهد وخطف الانفاس قبيل تلك الحاله من الاتوازن التي رافقت العروس جاستين وتهجمها على رئيسها بالعمل ثم قيامها بمعاشرة احد الشبان في الحفل بطريقة صادمة تثير ألاشمثزاز وتفتح الباب من مصرعية لعلامات الاستفهام أمامنا هل فعلاً السبب الرئيسي في تلك الحالة من اللاوعي التي رافقت جاستين كان سببها الرئيسي محاولته كسر جدران المسؤوليه التي كانت ستحيط نفسها بها بسبب زواجها وأقتناعها بعد جدوى تلك النوعية المرسومة والمرتبة لحياتها القادمه ومحاولتها فرض مايسمى بالعبثية للأنسانية وعشوائية التعاملات وفرض مايسمى الغريزه والفطره لترابط العلاقات أم كانت مقطوعة رثائيه حاول تلحينها فون ترير بمعنى ذالك الجانب المظلم منا تلك هيا ميلانكوليا نعم الكأبه ليست كوكب سيصتدم بالارض بمعناها الحرفي الكأبة هيا الجانب المظلم السلبي العبثي الفطري و الحيواني عالم الماده العالم الذي لايقبل بمفاهيم المشاعر والاحاسيس والافكار الروحانية والايمان فيها عالم مبني على المصالح الشخصية ولا غير عالم مبني على الأنانية وحب الذات ودحض اي شخص ممكن ان يسلبك ولو جزء من مصلحتك الفردية .


فقام فون ترير بعزل شخوصه الرئيسيه بقصر ضخم وجعل من كل شخصيه منهم عوالم فلسفية تؤدي الى مفاهيم تتحدث عن النفس البشرية والعلاقات بين الافراد والمجتمع بشكل عام مثلت فيه كريستين الانطوائية والعشوائية والبحث عن سبل الراحة دون الالتزام بالمسؤوليات والترابط الاسري و مثلت فيه الجانب المظلم للفرد والنزعة الفطرية والجزء الغامض من اللاوعي الفكري لذات , اما اختها كلاري فمثلت البساطة والحب والمسؤولية والخوف والرغبة بوجود الاخر والترابط ومثل فيها الزوج لغه العقل والماده والمنطق والمسؤلية والشيء المثير شخصيه الطفل ليو التي مثلت في تلك اللوحة الحياه الروحانية والامل والبرءاه والعنصر السامي بالبشرية ولو أقتبصنا الاسم (ليو) المعني منه ليون اي ملك الغابه وروحها والمحافظ عليها فكما اثرت فون ترير حاول ان يضع جدليته حول شخصيات العمل ببعض المفاهيم الماسونية عن الحياه وما الى ذالك فلو جزمنا انه القصر كان عالم منعزل عن العالم الحقيقي وهو يمثل الذات الانساني من الداخل واللاوعي ومثلت كريستين جانب منه وكلاري جانب اخر ومثل الزوج المنطق لنصل ان الطفل مثل المؤثر الوحيد على الثلاث شخوص الرئيسية وهو الوحيد الذي كنت تراه مصدر الهام الشخصيات الثلاث والشخصية التي كانت تثير منعطفات عاطفية وروحانية بحته فية ..
لارس فون ترير لو لاحظتم في الجزء النهائي من عمله قام بحذف جميع الشخصيات الرجالية والتي تمثل المنطق وعالم المسؤوليه والماده وكأنه يقول انه عند نهايه العالم البشري لا نفع للمنطق هنا ! وقام بِوصفه رائعه عندما جعل الفطره والغريزه والعشوائية تتلاشى امام تلك الازمة الحاصلة والتي مثلت جاستين واخيرا اصبحت العاطفة والحب والاحاسيس عباره عن مخاوف وجزع ولم تكو شيء امام الصراع النهائي الخاتم فلو جزمنا ان الانسان يتكون من ( منطق وعلم , احاسيس ومشاعر , فطرة وغريزة ) فذهبت كل تلك الازواجيات التي تمثل الفرد وتتصارع بداخله ويبقى الجزء الروحاني الايماني الذي تمثل بطفل يقوم بتقطيع اغصان من الاشجار التي تمثل رسوخنا وجذرونا على هذه الارض ويقوم بعمل شكل يشبه الوكر الذي يغطي الاحاسيس والغريزه فيه ليحميها من تلك الانهيار والدمار في النهاية !
بأختصار ميلانكوليا عمل خاض في النفس البشرية وقام بتجزءة أهم مافيها وأنتقد بشكل من الاشكال لغه المنطق والماده والغريزه ألانانية الفطريه فيه وجعل عواطفنا ومخاوفنا شهيده عليه واخيرا أوصلنا الى فكرة ان أستمرارية المجتمع البشري تقف عليه مدى استمرارية الجزئية الروحانية والايمانيه فيه ؟؟

4.5/5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر