احصائيات المدونة

cenima world

الأربعاء، 31 أغسطس 2011

Un homme et une femme 1966


Un homme et une femme 1966
(رجل وامراه ) أعذب مشاعر الانسانية تقدمها  لوحة غزلية رومانسية


تحرير : عبدالرحمن الخوالدة

المخرج الفرنسي (كلود ليلوش) والممثلة الفرنسية أنوك أيمي والممثل المعروف جان لويس ترانتيانت ولوحة مُزجت مابين الدراما الرومانسية وأجمل المشاعر الإنسانية , شيء مثير هو ما شعرت فيه فور انتهائي من مشاهدة الفيلم الكلاسيكي الفرنسي "رجل وامرأة" للمخرج الفرنسي كلود ليلوش. فأول ماتبادر في ذهني حين الانتهاء من العمل تلك الصورة الناصعة لجمالية المشاعر البشرية والسامية التي خلقت من أجلها وسيل من المشاعر والحنين التي سكنت في نفسي لحظتها, فيلم "رجل وامرأة" واحدة من القصاصات الفلمية البسيطة للغاية فهو يسرد قصة رجل وامرأة لايتجاوزان الثلاثينات من العمر يلتقيان مصادفة في احد الضواحي الباريسية وذلك عند قيام كل منهما بإيصال ابنه الى احد المدارس الداخلية هناك، وعندها يعرض جان لويس أن يقوم بإيصال انوك ايمي معه وأثناء تلك الرحلة القصيرة يحدث بين الاثنان صداقة وإعجاب متبادل يظهر في عيني الشخصيتين , ولكن ليلوش في لوحته السينمائية هذه أحب أن يطرح مفارقة ذات رمزية ومفاهيم أخرى لمعنى الحب ومدى تلاعبه في ماضي الفرد وحاضره , فعلاقه انوك ايمي الجديدة مع جان لويس كانت تشكل عقبة أو ثقلاً في روحها، وأحست أنها في صراع شديد بين الحب الذي يسكن في قلبها سابقاً -وأقصد الحب مع زوجها المتوفي- والعلاقة الجديدة التي تربطها بجان.


 كلود ليلوش حاول ان يجذب المشاهد بتلك الأيقونة التي تبعث في النفس البشرية أرقى المشاعر الإنسانية وأجمل معاني الحب والوفاء، ولم يتوقف هنا بل حاول الغوص في عوالم أنوك ايمي ومخاوفها من العلاقة الجديدة والجدران التي تحيط نفسها بها، ورفضها أي مغامرة يمكن أن تسهب في تغير معالم حياتها والعبث في أحاسيسها وجملة من الثيمات والصراعات التي تروادنا. والأمر الذي استرعى انتباهي هي الاجواء التي خلقها كلود في عمله فصنع مزيجاً من الموجة الفرنسية الجديدة بفوضويتها وبساطتها وشيء من الدراما الكلاسيكية الرومانسية بأبهى صورها، فحين مشاهدتي لهذا العمل وجدته جمع مابين المخاوف البشرية والاستمرار في العلاقات والتعقيدات التي تسكن مخيلتنا، وأستذكر الرائعة الفرنسية للمخرج الن رينيز (هيروشيما محبوبتي) والغوص في عوالم شخوصه الرئيسية وإظهار مدى البراءة والحنان والسمو الذي يكتنف بداخلهم وهذا جعلني أنظر لجان وانوك كصورة أخرى لما قدمه همفري بوغارت وانغريد بيرغمان في الرائعه السينمائيه (كازبلانكا). والذي أستطيع أن أصادق عليه ان هذا العمل يمتلك تجربة تقنية قدمت بشكل مبهر للغاية فاستطاع كلود ليلوش أن يرسم كوكبة من المشاهد الجذابة التي تشعرك بالكم الهائل من المشاعر والأحاسيس التي تملأ شخوص عمله، وقدمها بصورة تكتنفها المشاهد الحسية والغزلية التي أحدثتها كاميرا ليلوش ومداعبته المشاهد لتكون مرة باللونين الأبيض والأسود لمشاهد الحوار بين أنوك وجان، وباقي المشاهد بالالوان ليضفي لعمله أجواء ساحرة كلاسيكية. في ختام مقالتي هذه أضع هذا العمل ضمن أهم الأعمال الستينية التي شاهدتها فهو يطرح قصة ذات بساطة وعمق وحسية وشفافية ترتسم في قلب المشاهد وتنحت في ذاكرته، فكيف لايكون كذلك. فالعمل امتلك أجمل الأغاني والموسيقى التصويرية للمغني (فرانسيس لي) الذي بعد هذا العمل قدم مجموعة من الأغاني لأهم الأعمال السينمائية، ويمتلك الفيلم أيضاً طاقماً تمثيلياً رائعاً للغاية بداية من الممثلة الجذابة أنوك ايمي التي استطاعت أن تقدم واحدة من أكثر الأدوار جاذبية وأنوثة، انتهاءً بجان الذي قدم دوراً جميلاً جداً.


وأخيراً "رجل وامرأة" فيلم طرح سينما دراما الرومنس بشكل واقعي يتملك المشاهد ويرصد العواطف الجياشة للفرد والمفارقة بين مشاعر الوفاء والحنين والحب بجميع مفاهيمه وقدسيته. الفيلم حصد جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان وحصد جائزتي اوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي وأفضل نص وترشح عن فئة أفضل ممثلة رئيسية وأفضل مخرج وترشح للبافتا والغولدن غلوب ويعتبر هذا الفيلم الثاني في التاريخ فقط الذي يجمع السعفة الذهبية والأوسكار معاً, والأمر المثير للجدل هو حصد هذا الفيلم جائزة أوسكار أفضل فيلم اجنبي مع وجود فيلم واقعي سياسي مهم مثل (معركة الجزائز) وفيلم ميلوس فورمان الذي نال مديج نقدي واسع (من يحب الشقراء). يقال أن المخرج كلود ليلوش استحضرته فكرة الفيلم عندما شاهد سيدة تلاعب ابنتها الصغيرة على شواطىء أحد الضواحي الباريسية. وتم تصوير معظم مشاهد الفيلم باللونين الابيض والاسود وذلك لرفض شركة الإنتاج دعم الفيلم مادياً خوفاً من فشل العمل وعند نقاش كلود ليلوش مع الشركة المنتجة قال له أحد المنتجين أنه لو كان النص المقدم لقصة فيلم رعب لكان حصل على كل الدعم، أما القصص الرومانسية فقد ملت منها الجماهير وأصبحت فاشلة، ورغم ذلك تم بيع اكثر من 4 ملايين تذكرة للفيلم في فرنسا فقط، وهذه حصيلة اسطورية لفيلم اوروبي في وقتها.
5/5



تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر