احصائيات المدونة

cenima world

الأربعاء، 31 أغسطس 2011

Hanna

الولادة من رحم المعاناه ..!






 تحرير : عبدالرحمن الخوالدة

هانا والذي اعتبره واحد من اكثر افلامي المنتظره لهذا العام ولما لايكون كذالك والعمل يحمل اسم المخرج الشاب البريطاني جون رايت الذي أبدع في تقديم روايتين كعملين سينمائيين نالا الكثير من المديح , و كان الاول بأسم (الكبرياء والتحامل ) ونال شرف ترشيحه لعدة جوائز اوسكارية والثاني بأسم (التكفير) والذي ارسى معالم سينما جون رايت واسلوبه المنفرد والذي رفع اسهمه ضمن صناع السينما الحاليين  .
جون رايت وبعد تركيزه على سينما الدراما الرومنسيه وتقديمها بحله ممتازه لعشاقها خرج لنا لهذا العام بعمل من صنف الجريمه والاثاره والغموض وجزء من الدراما التي لاتخفى عن المشاهد المتتبع , هانا والذي يسرد قصة فتاه ذات امكانيات جسدية وفكرية خارقة عن الحدود الطبيعية والتي عزلت عن العالم من قبل والدها لكي يقوم على تدريبها للأنتقام من الانظمه الحكومية التي عملت على ملاحقتها وملاحقة عائلتها وقتل الوالده , ولعلي أجد ان العمل رغم تكرارية القصه ومحاولته تقديم نص عن المقاتله الخارقة بشكل او اخر ومزجها مع سينما الجاسوسية واستخدام البشر كسلاح مثالي في الحروب البارده , الا ان جون رايت استطاع ان يجذبني الى عدد من المشاهد التي حاول فيها الغوص في شخصيه هانا والتي قدمتها الممثله الشابه المبدعه (سايروس رونان) التي ابهرت الجميع في دورها في فيلم (التكفير) مع جون رايت نفسه وترشحت حين ذالك في سن الثانية عشر لأوسكار افضل ممثلة مساعدة لتكون ثاني اصغر ممثله ترشح للأوسكار بعد (انا بغين) والتي حصدت الاوسكار عن عمر يناهز أحدى عشر عام عن فيلم (البيانو) في مهرجان 1994 , جون رايت وسايروس رونان  قدما عمل ممتاز بل اني اجد ان قوه العمل اولا في قدرة جون رايت على خوض العمل بشكل درامي عن طريق  محاولته الغوص في معالم شخصية هانا وكيفية ولادتها في العالم  بل انه في احد المشاهد يجعل هانا تنظر الى عائله من خلال ثقب في صندوق والتي تعبر عن نظرة تلك الطفله والبراءه التي تكتنفها وصراعها مع العالم الحقيقي الملىء بسواد ومحاولته البناءه على انجراف تلك الفتاه الى المشاعر الانسانية واحاسيسها الفطرية مع كل هذا التدريب الذي تلقته ورسم مفارقة وهيا الاهم في العمل عن طريق زرع ايقونه ان هانا كانت تهرب من مرحلة الطفوله التي لم تعشها حقا والغرق في سن البلوغ وأيجاد الذات ووجوديتها في هذا العالم والذي جعل من هذا العمل وصفة ناقده للمجتمع وللعائله وللانظمه التي تحاول سلب الفرد من طفولته والاغلاق عليه وتجريده من عواطفة وأقتلاع كل مايمتلكه من احاسيس ومشاعر وقذفه في صراعات عالم ليس لمصطلح الرحمه عنده من مكان .
اما ان اردنا التحدث عن تلك الاساليب التقنية والتي وجدت انها مميزه حقا من قبل جون رايت فداعب الكاميرا وحاول ان يستخدم عده زوايا لتصوير واستخدام الظلال والاضاءه والالوان والموسيقى التصويرية بشكل مميز ولا اتناسى الطاقم التمثلي الذي قدم ادوار جيده من قبل كيت بلانشيت وايريك بانا , ولكن مع الاسف الشديد رغم تلك الاسس التي رفعت درجات العمل الا ان النص الضعيف والذي حاول ان يغرق العمل بمشاهد الاثاره والعنف مما ادى الى الذهاب برونق العمل وأضعاف العمق الفني الدرامي فيه وتجريد العمل من تلك المشهد الساحره التي خلقها جون والامر الواضح انه لو ان العمل امتلك فعلا نص ذو تسلسل درامي وفني عميق لكاناعتبر من افضل افلام العام دون شك .
هانا والذي يبدو من خاتمته يرجح ان يفتح باب الى جزء ثاني لرحلة تلك الفتاه في العالم ومقاموتها لشرور البشر والسلطات والانظمه الحاكمه فهل سيكون موعدنا مع سلسله تمتلىء بسطحية والاثاره المفرطه أو سيخرج جون رايت من قوقعة سينما الايرادات وشركات الانتاج ويحاول ان يقدم عمل فني بشكل اكثر رقياُوعمقا او ايقاف هانا كمشروع جزء واحد دون محاولته الاستهرار بعقلية المشاهد في سلسلة لسينما الحركة والاثاره الساذجه من جديد ..!
3.5 /5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر