احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 25 مايو 2012

Jean-Luc Godard - جنون السينما بأبهى صورها ,, (p1)

 

Jean-Luc Godard - جنون السينما بأبهى صورها ,, " الجزء الاول "

 تحرير : عبدالرحمن الخوالدة ..

السيرة الذاتية :
ولد جان لوك غوادر ضمن عائلة تتكون من أربع افراد في عائلة برجوازية فرنسية سويسرية وكان والده يعمل كطبيب كان غوادر يدرس علم الاعراق الأنسانية قبل ان يترك دراسته الجامعية ويكرس نفسه لصناعة السينما , يعتبر غوادر من اهم المخرجين في تاريخ السينما الفرنسية ويعتبر احد مؤسسي الموجة الفرنسية الجديدة ضمن مجموعة من الصناع الشباب منهم أيريك رومير وفرانسو ترفو وكلود شاربول وجاك ريفيت ويعتبر فلمه (منقطع الانفاس ) واحد من علامات السينما الفرنسية وضمن اهم الاعمال في تاريخ السينما العالمية ,,

لا أود خوض حديث مطول عن السيره الذاتية وأهم اعمال الناقد والمخرج الفرنسي جان لوك غوادر وذالك لانه الحصول على تلك المعلومات أمر شديد البساطه ولكنني أود من خلال تجربتي الشخصية مع اعمال هذا المخرج ان اوضح بمراجعات شخصية عن سلسلة من اهم الاعمال التي شاهدتها والحديث عن الاهمية التي طفت على سينما غوادر وكيفية قدرته على خلق العديد من المفاهيم والمصطلحات السينمائية التي أسهبت في تطوير العجله السينمائية وتغييرها والولوج الى مفاهيم مثل الماركسية والراديكالية والوجودية من خلال الاستعراض الفني في اعماله وتطبيق العديد من الاساليب التقنية منها القفز والتقطيع ,والحديث الجانبي مع الكاميرا,  والابتعاد عن القصة الاساسية لنص,  ومزج قصه بداخل قصة اخرى ضمن شبكة من التسلسلات السردية,  واستخدام مفهوم التفكيك النهجي وغيرها  والامرالذي  سأقوم بتوضيح معالمه من خلال حديثي عن الاعمال :
 أقوال ::
 ( السينما لاتقل اهمية عن حاجة الانسان للخبز )
( السينما هيا الحيله الاكثر جمالاً في العالم )
(من اجل انت تنتقد فيلم , يجب عليك ان تصنع فيلم أخر ..؟)
(العدل هو كذبة .. )
(.. معظم صناع الافلام السينمائية يفترض انهم يعلمون كيفية صناعة الافلام , والكاتب السيء لايتسأل عن مقدرته لكتابه روايه ولكنه يظن انه قادر على ذالك , ان كانت صناعة الافلام
تشبه بناء الطائرات فلا بد بعد كل تجربه من أقلاع تلك الطائرات تحدث حوادث وأسمي تلك الحوادث حفل توزيع جوائز ألاوسكار ..!)
(انت لاتصنع الافلام , بلي الافلام من تصنعك ؟)
(كل ماتحتاجة لصنع فيلم ناجح ( بندقية , وفتاه )
(لكل قصة بداية ومنتصف ونهاية , وأقول انه ليس بالضرورة ان تكون القصه بهذا النظام والترتيب !)
...أراءه حول بعض الاسماء ألاخراجية ::
.. المخرج الياباني كينجي ميزوجوتشي هو اعظم مخرج سينمائي او على الاقل من أعظم المخرجيين السينمائيين .
.. عن سبيلبرغ , لا اعرفه ولا اعتقد ان افلامه جيدة للغايه .
.. عن كوانتين تارنتينو اعتقد انه اسمى شركة انتاجه بأسم احد افلامي ولو انه فعل افضل من ذالك وقام بدعمي مادياً .
.. روبرت بريسون يمثل لسينما الفرنسية كما يُمثل موزرات للموسيقى العالمية وديستوفسكي للأدب الروسي ..
.. السينما تبدأ مع جريفيت وتنتهي مع عباس كورستامي .,
الراديكالية :
مصطلح لاتيني ألاصل بمعنى الاصل أو الجذر ويقصد به كمذهب للعودة للأصول والجذور المسببه في الكثير من الشروخات السادية والاأنسانية والتطرف عن العادات والتقاليد التي برزت في المجتمع البشري ,, وينطلق من هذا المفهوم العديد من الابواب السياسية والاجتماعية والفكرية الثقافية .
 الموجة الفرنسية الجديدة :
هيا تيار سينمائي  قام بتأسيسه عدد من الصناع السينمائيين الفرنسيين الشبان ليقومو بصناعة السينما بطابع يرفض التقليد ويهدف بالتمرد على القالب المتعارف لسرد السينمائي ..
À bout de souffle 1960

( منقطع ألانفاس )

frenchnewwave:

Jean-Paul Belmondo and Jean Seberg in À bout de souffle (Breathless), 1960. Directed by Jean-Luc Godard. Cinematographer Raoul Coutard.

‘…a certain kind of cinema had ended, so let’s add the finishing touch, let’s show that 
anything goes.’ Jean Luc Godard
قبل بدء الحديث عن اهم أعمال الفرنسي جان لوك غوادر يجب عليا ان أوجز ان ماقدمه الفرنسي جان لوك غوادر في فلمه ( منقطع الانفاس ) يُعد بالغ ألاهمية في تاريخ الصناعة السينمائية ككل فمنقطع الانفاس يمكن ان يوضع مع مجموعة من اهم الافلام التي أرست عليها أسس جديدة ومنطلق فريد متفرد لصناعة السينمائية كونها أبرزت العديد من الايدلوجيات الفكرية والثقافية والتقنية الحديثه على المسار السينمائي في ذالك الوقت ويمكن ان نضع فيلم غوادر هذا بجانب كل من رائعة أورسن ويلز ( المواطن كين ) والفريد هيتشكوك ( نفوس معقدة ) وفريتز لانغ (M) مايكل انجلو انتونونى (المغامرة) وغيرها من الاعمال التي سارعت في تطوير العجلة السينمائية بل أصبحت بحد ذاتها مدارس وأصناف يسري عليها كوكبة من الصناع المتواجدين حالياً ,,
apostrophe9:

Breathless

منقطع ألانفاس والذي يعتبر من أهم افلام الموجة الفرنسية الجديدة أن لم يكن اهم أفلام تلك الموجة والحالة التي حاول الفرنسي جان لوك غوادر خلقها بالقاء منظور اخرى لسينما افلام النوار الهوليودية من منطلق فكري وثقافي يؤثر في الفرد والمجتمع سيكالوجياً وأجتماعياً , غوادر خلق من خلال عمله نظرة جديدة لمسمى سينما الجريمة والمؤامره من منطلق ساخر وجعل المتتبع يجد نفسه في اثناء المشاهد يطغى على معالمه العديد من علامات الاستفهام بكيفية طريقة السرد التي أطلقت عدد من المصطلحات السينمائية منها تقطيع المشاهد والقفز (jump cuts) وادخال قصة بداخل قصة اخرى في شبكة من التسلسل النصي المتداخل (meta-narrative) والولوج الى البحث في المراجع الثقافية لتيارات والمدراس والموجات السينمائية الكلاسيكية مثل ( موجة افلام النوار ) (cultural references) وأستخدام مايسمى بنظرية المؤلف وهيا عباره عن طرح الفيلم بعكس ماتم تأليفه مسيقاً ويتم ذالك من خلال بتأليف من مخرج العمل نفسه (the auteur theory) ,  والتفكيك النهجي الفلسفي ويحمل بين طياته العديد من المفاهيم والمرجعيات لتحليل السينمائي فيمكنني ايجازه بالحالة التي تبرز القيم من خلال أحياء الفلسفيات الكلاسيكية القديمة والتفاعلات الادبية معها والبحث في تأثير الافراد في بعضهم البعض ( الرجل بالمراه والعكس )  (deconstruction) مابعد الحداثة وهي اسلوب لطرح الافكار التقليدية والأسس والرمزيات والمبادىء المعتادة من خلال طرق غير اعتيادية (post modernism ) ,, أستطيع القول ان غوادر بكوكبة الفلسفيات والايدلوجيات التقنية والفكرية الثقافيه السابقة التي تحدثت عنها أستطاع في ( منقطع الانفاس ) ان يجعل من أستعراض السينما الكلاسيكية وتيار سينما النوار بذات  بقالب ووجه اخر يجعل من شخوصة اكثر سطحية بل وجة مراه تعكس اسماء سنمائية تأثرو فيها والتي كنت تلحظها في شخصية مايكل بوكيكارد (جاين بول بليموند ) ومحاولته المستمره لتقليد شخصية همفري بوغارت في افلام الجريمة والنوار الكلاسيكية وتظهر ايضاً شخصية الطالبه الامريكيه باتريسيا (جين سيبيرغ ) الفتاه التي لديها العديد من الطموحات والاحلام والتي تحمل جزئية من الاطماع الشخصيه لديها , جان لوك غوادر ربط شخصية مايكل الذي قام بقتل احد رجال الشرطة وفر هارباً من موقع الجريمه وبين تلك الفتاه التي تبيع الجرائد في باريس في مجموعة من المشاهد التي تطفو عليها التفكيك المنهجي لتأثير شخصية الفتاه الامريكية على هذا الشاب الذي أخذ يجسد شخصية المجرم بشكل يدعو لسذاجة والسخرية في معظم المشاهد من خلال نظراته في المراه وحديثه مع نفسه او امام الكاميرا ومن اتجاه اخر كنت تشهد ان مخرج العمل اطاح بالحوارات لخلق تلك المشاهد التصويرية الرقيقه الشاعرية المبهره بصرياً لناظر في افتعال تلك العلاقة بين الشخصيتان مع تغليفها بجزئية من الغموض والريبة التي تكاد تشعرك بالمؤامره الهيتشكوكية المعروفه ,,


استطيع القول ان كل مشهد من مشاهد منقطع الانفاس يجعلك تلحظ مدى محاولة جان لوك غوادر الغوص في ألايدلوجيات المؤثره في شخصيتاه الرئيسيتان من الحاجة لوجودية الاخر ومخاوف التي تبطن في شخصية مايكل لمعرفته انه سوف يقبض عليه في النهاية وتقديم درامتيكيه تجسد تأثير المجتمع والجريمة والعاطفة في الفرد من خلال عكس الاستعراض السردي لتيار السينما الكلاسيكية (سينما النوار),, لعلي اجد ان منقطع الانفاس عمل يستحق ان تعيد مشاهدته للعديد من المرات حتى تستطيع ان تلحظ تلك الأقنعة التي ارتسمت على شخصية باتريسيا ومايكل وعدم مقدرتهم على الاتصال بشكل الكامل رغم كافة المشاهد العاطفية والتي تحفظ في ذاكرة المشاهد طويلاً ومنها قيام مايكل بشراء جريدة من باتريسيا لتقرب منها ومن بعد ذالك قيامه بمسح حذاءه بتلك الجريده دون فتحها لدلاله على مدى عدم رغبه هذا الشخص بِ ألاطلاع على الاحداث الخارجية فشخصيته تعيش حالة من الانغلاقيه في عالم الوهم الذي تسيطر فيها عواطفه من خلال وجودية باتريسيا , أيضاً تتضح قدرة غوادر على أستعراض سير عمله بأسلوب جديد من خلال انقطاع اي سبل لتحريض مشاعر المشاهد فرغم نهاية العمل المأسوية وموت مايكل الا انك كنت تشهد علامه الاستفهام التي تظهر على وجه باتريسيا وقيامها بملامسه شفتيها لتجسد انها مجرد صورة اخرى لمايكل او وجه اخر لمعاناة الفرد وفقدانه القيم واخلاقياته في المجتمع الذي يعتاش فيه ..

Pierrot le fou 1965

(بييرو المجنون )


لابد أن الحديث عن الأعمال السينمائية من خلال المراجعات النقدية ليس بتلك الأحجية الصعبة، وخصيصاً من خلال إلقاء الضوء على أهم ماتسرده النصوص السينمائية من وجه نظر الصانع السينمائي والبحث عن تلك الأفكار التي يخلقها في عمله من خلال الصوت والصورة والحوارات وغيرها، لكننا في هذا الحالة نتحدث عن السينما بمعناها التقليدي عندما يكون النص السينمائي يحمل بداية ووسطاً ونهاية كما اعتدنا أن نشاهد ولكن إن كنا نود الحديث عن أحد السينمائيين الذي اخترقوا تلك القاعدة وجعلوا النص مجرد مجموعة من الأطاريح العشوائية التي لا تعرف أية قواعد أو قوانين لتقيدها ضمن فكرة أو أفكار محددة، وجعل النص الرئيسي مجرد حالة عبثية نمر عليها أثناء الطرح السينمائي والابتعاد عن المركزية للشخصية والقصة الرئيسية المعتادة وجعل الشذرات الأخرى تحيط بعوالمها .. 


المخرج الفرنسي المعروف جان لوك غوادر الذي اقتبس النص الأصلي من رواية ليونيل وايت (الهوس ) ودون أي نص تلجأ إليه شخصياته الرئيسية قدم واحداً من أعظم الاعمال التي تحمل من المفارقات التقنية والفنية الشيء الكثير , جان لوك غوادر جعل من (بييرو المجنون) لوحة يحدها الجنون في كل ماتمثله الصورة والصوت وحتى الفكرة الملقاة على كاهل العمل.
أصدقكم القول أن الحديث عن العمل أو التسلسل الحدثي أمر مستحيل تطبيقه لأن المخرج الفرنسي حاول مَزج العديد من الألوان السينمائية في أطروحة واحدة تجعل المشاهد يخرج من العمل إما أن يصف مخرج العمل جان لوك غوادر بأحد أهم الرموز السينمائية او الانتهاء من العمل دون إدراك هل كان ماشاهده هو حقاً عمل سينمائي أو مجرد حلقة مفرغة من الهرطقات صعبة التفهم ..
دعوني في البداية أُمثل الحالة التي انتابتني وانا أشاهد (بييرو المجنون ) والتي أصفها بحالة من الهذيان الجنوني المبهم بحق ..! فغوادر نفسه عندما سُئل في أحد اللقاءات عن فيلمه هذا أجاب ( أنه في فيلم واحد يود ان يتحدث عن كل شيء ) تلك الإجابة التي لاحت امامي فور انتهائي من العمل فنحن امام حالة فريدة من نوعها تتحدث عن الأمور الحياتية الإنسانية والمتخمة بالمشاعر والأحاسيس من جهة, والإدراكية والاختيارات العقلية من جهة أخرى,, وفرض تلك المفارقات بين الجهتين، والولوج إلى تصعيد البحث في ماتحمله النفس البشرية من مفارقات ورصد مفهوم الهوس الذي يكمن مابين الغريزة والحس والمسؤولية والعشوائية والخروج من باطن تلك الضبابية التي تعاث فيها نفوسنا .. شيء إعجازي أن تُصر عن الحديث عما يكمن في الروح الإنسانية من دفء وبراءة وعاطفة وبذات الوقت البحث عن مفاهيم مثل النكران والكراهية والبرود والدموية وغيرها.   
جان لوك غوادر جعل من فلمه هذا لوحه تمزج العديد من الالوان، فكنت تشهد تارة أنك أمام أحد كلاسيكات أفلام النوار الهوليودية وصراع قُدم من قبل المخرج اورسن ويلز أو فريتز لانغ , وفي تارة أخرى كنت تجد نفسك في منحنيات السينما السيريالية التي اشتهرت في تلك الفترة من خلال الإسباني لويس بونويل والفرنسي اّلان رينيه وتغليفها بما يسمى سينما النوار القائمة الكئيبه وتشذيبها بروح الدعابة والسخرية الغودارية في النهاية..
لعلي لحد اللحظة لم أستطع أن أوصل القارىء إلى ضفة الأمان في الحديث عن (بييرو المجنون) لأنها بالتأكيد لوحة لا إجابات بين ثنياها فمخرج العمل حاول فتح النار على عدة جبهات بدأها في انتقاد جامح للعلاقات الإنسانية ودمغ خلفية المشاهد الافتتاحية بعدة ألوان منها الأزرق والأحمر والتي تدل على الحربائية البشرية وتلك الأقنعة التي تستطيع أن ترتسم من الخارج، والتعرية لها من خلال الحوار الملقى من خلفية الشاشة ليرصد غوادر أول إيدلوجية في عمله حول القذارة التي تكمن في تلك الحياة الأسرية في المجتمعات المخملية وجعلها مجرد ممارسة أخرى للعجز الفكري والإنساني في تعرية واضحة لمعظم الشخصيات في المشهد ودهنها بالألوان الفاقعة مبرزاً مدى الحنق والبرود التي تعتاشه..
ليقفز غوادر وكعادته إلى فتح الباب لشخصيتيه الرئيسيتين غريفين (جان بول بلموند ) , مارييني (أنا كارينا) , في محاولة للتلاعب بنا في التواصل بين تلك الشخصيتين بعد مرور سنين من انفصالهما ومحاولة الاثنين بداية علاقة من جديد بعد هروب غريفين من بيته والمسؤوليات والحياة التي كان يعيشها مع زوجته وحادثة قتل تتسبب في مارييني في شقتها بوجوده.
الشيء المثير ان غوادر حاول في فلمه هذا أن يجعل المشاهد دون أن يلحظ يخوض تجربة مع العديد من المدارس والحقب السينمائية فأستذكر مشهد مارييني عندما تبدأ الغناء لغريفين في مشهد يُخلد السينما الموسيقية الخمسينية والستينية والولوج إلى المدرسة الهوليودية في فرض حبكة الاثارة والمؤامرة الهيتشكوكية ومزجها مع سينما النوار الكلاسيكية ولا أتناسى إضفاء مزيج ثوري من اللغة التصويرية اللونية المبهرة مع الموسيقية الرائعة لعكس مدى أهمية هذين العنصرين في العمل السينمائي ,, أيضاً لابد لي أن أعود للحديث عن عمل غوادر (منقطع الانفاس) عندما جعل غوادر شخصيته الرئيسية ترتجل مشاهدها من شخصية همفري بوغارت وإظهار مدى التفكك والعشوائية والسطحية التي تكمن في شخوصه في ذلك العمل. هنا غوادر أعاد الكرّة ولكن وجعل شخصية مارييني ( أنا كارينا) في بييرو المجنون وجهاً آخر لشخصية (جين أسبيرغ) في (منقطع الانفاس) تلك الفتاة التي ترى العلاقات من منطلق المصلحة الشخصية والتي تبيح لها التلاعب والتدنيس لسمو العلاقات الإنسانية من أجل الوصول إلى الهدف الذي تضعه أمامها.
الفرنسي جان لوك غوادر لم يتوقف إلى هنا بل استخدم عبارته الشهيرة الساخرة ( كل ماتحتاجه لصنع فيلم ناجح بندقية وفتاة ) وخلق من عمله وجهاً للصنعة الأمريكية لحرب العصابات والقتل وسفك الدماء لإظهار مدى العقم الذي تشغله تلك الزوايا التي ترتكز عليها معظم التجارية من خلال السينما الهوليودية , أيضاً حاول جان لوك غوادر أن يجعل المشاهد في حيرة شديدة لتفهم العمل بشكل الكامل من خلال طريقة سرده للأحداث التي طفت عليها جزئيات من الرمزية ومحاولة تجريد شخصيات عمله في الكثير من الأحيان من استعراض المشاعر أمام الشاشة فكنت تلحظ أن الاعتماد الكلي ليس على القالب الأدائي بقدر ما تشدك تلك الأمور التي تحيط بالشخصيتين الرئيسيتين، وجعل تلك الحيثيات تبرز مدى التعقيدات والتفكك والانغلاقية التي تعيشها شخوصه. وباختصار فإن جان لوك غوادر في (بييرو المجنون) حاول أن يضفي مزيجاً متفرداً للحديث عن جنون السلطة والنفور الذي يعتاث في نفس الفرد فكنت تشهد في كل مشهد من المشاهد لوحة تعكس من زواية مدى انتقاد هذا الصانع للمجتمع والأفراد بشكل أو أخر .. !!
(.. الصدمة .. )

لعل أكثر ما يجعل سينما غوادر ذات انفرادية خاصة هو اعتماده على عدد من التصنيفات السينمائية ومزجها معاً فتلحظ أن خاتمة (بييرو المجنون) لم تختلف بشكل الكبير عن رائعته الأخرى منقطع الانفاس فكلا العملين ارتكزا على موجة أفلام النوار والنهايات الميلودرامية الكئيبة التي تنتهي بموت احد الشخصيات الرئيسية بمعالم ترثى للحالة التي وصلت إليها البشرية وتلك الممارسات التي نخلقها من خلال بحثنا المستمر عن المصالح الذاتية وإشباع الغرائز ونسيان الهدف الرئيسي من تبادل العلاقات الإنسانية بهدف أكثر سمواً وأخلاقية ..


( ,, فيلم يحتوي على كل شيء ,, )

جان لوك غوادر في (بييرو المجنون) رسم لوحة تشكيلية حاول فيها أن يوجز معظم الحقب السينما والتصنيفات الهامة التي مرت على السينما العالمية وضخ تلك الدماء من المفارقات الانسانية من الحب والكره, الغريزة والحسية, العشوائية والمسؤولية, الأخلاقية والسادية, ونقل تلك الحالة من خلال استخدام ثري للاقتباسات الأدبية ونشر اللوحات الفنية على الجدران المحيطة لعوالم شخوصه واستخدام الفلاش باك والحديث مع الكاميرا والمزج بين السرد الحركي المثير والرتم العاطفي الرتيب في قالب ساخر ينقل فيه مدى الاستهتار الذي يقبع في نفوس الافراد وتأثير المجتمع عليها ,, 

( مفهوم سياسي , )
جان لوك غوادر وكعادته خاض جرعة سياسية في عمله وذلك بحديثه عن الدموية التي تعتاشها الأنظمة من خلال طرحه العديد من المسائل الشائكة السياسية مثل الحرب الجزائرية والحرب الفتنامية والقضية اللبنانية وغيرها مصرحاً بمدى غطرسة البشرية وتجردها من إنسانيتها لوصولها إلى مبتغاها ..
أخيراً في الختام (بييرو المجنون) أصفه بالتحفة التي لا مثيل لها، وجعل السينما ذات معالم لاحدود لها في عالم لا منطق فيه تحدها العديد من الألوان المتضاربة في مجتمع يغرق في مفارقات نفوس أفراده .. 

Le mépris 1963

( ألازدراء )


ألاحتقار ( الازدراء) يعد من أنجح الافلام تجارياً للمخرج جان لوك غوادر وفور انتهائي من العمل شعرت ان هذا الفيلم  أمتداد لثلاثيه الشهيرة للأيطالي مايكل انجلو انتونونى ( الكسوف , الليل , المغامره ) والتي تتطرق لخوض تجربه في الحديث عن العلاقات بين الافراد والصمت الانساني والانغلاق على النفس والبرود العاطفي والذي يؤدي بتالي الى عدم مقدرة الافراد على الاتصال بشكل طبيعي مع بعضهم ,  ناهيك عن فقدان النزعه الحسية والشاعرية أمام الافراط والادمان الغريزي او المصالح الشخصية والطموحات الفردية التي تؤدي بجعل العلاقة الرابطة بين الافراد مجرد علاقات لأشباع الفطرة او تبادل المصالح ..!
بأختصار شديد قصة العمل تتحدث عن أنتاج أحد الافلام السينمائية عن ملحمة هوميروس والذي يقدم المخرج الالماني الهام فريتز لانغ دور مخرج العمل الذي يلقى ضغوطات من منتج العمل الامريكي لجعل العمل أكثر رواج من خلال ادخال نوع من الأثارة والمشاهده الساخنه الى مجريات العمل فيقوم ذالك المنتج بطرح عرض على أحد الكتاب الُشبان ليقوم بصياغة النص من جديد لهذا العمل وبلورته بحيث يواكب الصنعة الامريكية التجاريه السطحية والقالب الذي يسترعي انتباه الجماهير ,, ..
جان لوك غوادر وكعادته يضرب على الوتر الحساس ليضع هوليود في قفص الاتهام وتجريدها لمعنى السينما من فن ذو سمات تأمليه هادفة الى مجرد مجموعة من المشاهده المثيره والتي تستطيع ان تجذب الجماهير ومن خلالها يستطيع ان يحصد الاموال ليجعل من السينما مجرد تجاره رأسماليه أخرى ,, أستطيع القول ان معظم اعمال الفرنسي جان لوك غوادر تحمل نفس السمه الرئيسية الساخره من القالب الهوليودي وصنعته السينمائية السطحية وقوالبه الجاهزة المبهرجه للجماهير ومدى عنجهيه تلك الصناعه والجهل الذي يطغى على معظم منتجيها ..


هنا يبدأ جان لوك غوادر في خوض تجربته للولوج الى الشخصيات الاكثر اهمية في العمل وهو الكاتب بول غافل (مايكل بيكلوي) وزوجته كاميلا غافيل (بريدجيت باردو) وفي افتتاحية تعتبر من أكثر الافتتاحيات أبداعاً والتي تظهر فيها كاميلا وزوجها مايكل في السرير عندما تسأله عن أي من جزء من وجهها يحبه اكثر (  انفها , اذناها, فمها ) أم ماذا ..؟ فيجيب زوجها مايكل ان يحب فيها كل شيء ..! تلك الحالة التي فرضها علينا مخرج العمل مع تغليف المشهد بأضاءه داكنه توعز على العلاقة الضبابيه القاتمه بين تلك الشخصيتان التي يملئها الغموض والريبه والشك يحوم حول تساؤل كل من الشخصيتين حول مشاعر الاخر تجاه ..!
غوادر حاول بقدر الامكان ان يجذب الناظر للأنبهار بكل مايحيط بالكاتب وزوجته والجماليه من خلال الالوان والديكورات والاثاث وكأن الزوج والزوجه يقبعان بين تلك القطع  لزخرفة الغرفة فكنت تشهد ان العمل متخم بالالوان الغامقة والزوجان يكملان تلك اللوحة في جلوسهما في عدد من الزوايا والتي تجعل وجودهما يوحي انهما قطعتي اثاث مكملات لتلك الغرف والمنزل ولو لاحظت في عدد من المشاهد البصرية الفائقة الجمالية اعتمد غوادر على جعل مشاهد الزوجين تكاد ان تكون لوحات صامته تعكس جمالية الرؤية الخارجية لحياتهما ولكن يأسر تلك الجمالية اللونية برود وجلافة غامضة تكمن في علاقة الشخصيتان , ..
ولو لاحظتم أيضا  أن  جان لوك غوادر في مقارنه حادة الذكاء استوحى من ملحمة هوميروس نفسها لتكون مراّه لعلاقة الزوجان فأوديسوس ترك زوجته ومحبوبته لسنين من اجل المجد والسلطة وذالك أدى الى اغتصاب واضطهاد زوجته بينيلوبي أثر غيابه من رجاله واما الكاتب لكي يحصل على ذالك العقد وأن يشبع رغباته وطموحته الجامحه تقبل تلك المغازلات والتقرب الواضح من قبل المنتج الامريكي لزوجه التي دعاها ذالك الى أحتقار الزوج في نهاية المطاف والذهب بعيداً مع ذالك المنتج وترك زوجها على الجزيرة وحيداً ,, غوادر حاول بقدر الامكان ان يظهر مدى العجز الذي يطفو في نفسي الكاتب وزوجته ومدى عدم مقدرة اي منهما على تفهم الاخر مع رصد ان مازال هناك مشاعر في روح كل من الزوج والزوجة يحملها كلا منهما للأخر ومع ذالك نرى مع مرور الوقت تلك الهوه الضخمه التي بينهما وتجعل العودة من نقطة البداية أمر مستحيل ,,.


 في النهاية .. لعلي اجد ان تقدير هذا العمل تكمن في تلك المشاهد التي اختطفها غوادر من بريدجيت باردو وتلك اللونيه التي كانت تُحرض الى الغوص في نفوس شخوصه وتُمثل مدى الانحدار في الاخلاقيه الفردية امام الطموحات الشخصيه وان العلاقات الانسانية لم تعد يحدها اي أسس او قوانين تحفظ لكل شخص ولو جزء بسيط من اخلاقياته ومشاعره والتي تؤدي بنهاية الى موت العلاقة وأضمحلالها امام الغايات الشخصية أو البرود العاطفي والممل والتهرب من المسؤوليات  والتي حاول جان لوك غوادر ان يشعر المشاهد بمدى تلك الحالة من الاحتقار والاشمئزاز من تلك الهوه بين النفوس البشرية والذي يجعل العلاقات في المستقبل مجرد أشباع لرغبات خاليه من اي تبادل للمشاعر و المسؤوليات ! .. |  

الأوديسة لهوميروس :
تبدأ الملحمة بنهاية حصار طروادة وبدء عودة المحاربين إلى بيوتهم، لكن بسبب غضب إله البحر بوصيدون على أوديسيوس، تمتلئ رحلته بالمشاكل التي يضعها في طريقه بوصيدون أو بسبب تهور بحارته. يبقى في رحلته مدة عشر سنوات يواجه خلالها الكثير من المخاطر، وطوال هذه الفترة تبقى زوجته بينيلوبي بانتظاره، ممتنعة عن الزواج، رغم العروض الكثيرة التي تتلقاها، خاصة بعد وصول أغلب المحاربين في حرب طروادة ما عدا زوجها. تنتهي الملحمة بوصوله إلى إيثاكا وقيامه بالانتقام من الذين اضطهدوا زوجته بتلك الفترة.


 Bande à part 1964

عصابة من الغرباء ..


التطرق الى أعمال جان لوك غوادر لايقل جمالاً عن مشاهدتها لانه بكل بساطة سينما الفرنسي تجذبك لعيش تفصيلاتهَ في مخيلتك اثناء الولوج للكتابه عنها والتي لاتحتاج الى فئة معينه من المشاهدين والمراجعيين السينمائيين للغوص في الأطاريح المقدمه من خلالها , فتكمن جمالية سينماه بعدة ركائز بداية من بساطتها وشفافيه وشغف شخوصها والجنون الذي يرتسم على أعمالهم واضفاء انفرادية خاصة بجعل السينما دون اي قوانين او أسس في صياغة الاحداث ونقلها امام الشاشة ورسم عدد من الافكار بقالب ساخر ممتع ومثير بذات الوقت ..
عصابة من الغرباء والذي يعتبر من اعمال الموجة الفرنسية الجديده والذي شخصياً أجده من امتع الاعمال التي قدمها الفرنسي واكثرها جاذبية وخفة بذات الوقت , العمل استطيع وصفه بالاستراحة المليئه بالمفاجئات والروح الانسانية والشفافية المطلقة والخيال الجامح والصورة بأجمل تعابيرها وزواياها ..
الفرنسي غوادر طبق أسس الموجة الفرنسية بطرح السهل الممتنع الذي قدمه سابقاً برائعته ( منقطع ألانفاس ) وحاول قدر الامكان صقل شخوصه الرئيسية الثلاث لتكون ذات طابع يحده السذاجه والبرءاه والعاطفة من جهه ومن اخرى الجشع والتمرد والدموية , غوادر حاول قدر الامكان ان يفرض علينا مثلث يكمن في شخوصة الثلاث أودلي (أنا كارينا ) أرثر (كلود بروزير) فرانس (سامي فراي) والعلاقة التي تحدها جزئية بسيطة من الغموض والعاطفة بذات الوقت وتحريض المشاهد لعيش سينما المؤامرة بجل تعابيرها , الفرنسي جان لوك قام بجمع شخوصه الثلاث في احد الغرف الصفية لتعلم اللغة الانجليزية وتحت الحروف الشكسبيرية جعلنا نرى مدى الثورة التي تطغى على نفوس الشبان الثلاث وتلك السذاجه التي تلوح احلامهم ومحاولتهم التمرد على واقعهم الممل فيتفق الثلاث على تكوين عصابة اجرامية لسرقة منزل خالة أوديل التي كانت تمتلك مبلغ كبير في خزنتها الخاصة , المثير حقاً في اعمال غوادر ككل ليس القصة او النص المقدم وحتى لو اردنا ان نتطرق للأداء المقدم في كافة اعمال الفرنسي فلن يسترعيك بشكل الكامل رغم جاذبيته العاليه فقدرة غوادر تكمن في جعل اي نص سينمائي مهما كانت البساطه التي تحده ذو معالم تحمل عدد من الرمزيات المبهره للمشاهد .


العمل ولو استطعنا ان نصفها بالفكره الجنونية التي تفرض علينا من خلال تقديمها فن الجريمه بقالب الاثاره الهوليودي والذي يطفو عليه جزء من القالب الساخر الكوميدي والدراما الرومنسية الرائعه , أوديل وارثر وفرانس كانت تجمع بينهم علاقة شائكة فسخرية الاقدار تجعل كل منهم معجب بالاخر وتسهب في فتح الباب لثورة التي تقدمها تلك العصابة والتي حاول الفرنسي غوادر ان يرسمها بالماركة الامريكية وتطبيقها بقالب ساخر ويجده جزء من الوهم والخيال الجامح فأستذكر المشهد الاخير عند اطلاق النار على فرانس فيظهر المشهد بشكل مثير للغرابه ويحمل دعابه بعكس مشهد اطلاق النار في البداية الذي قام به ارثر وفرانس ليمثلو كيفية قيامهم بعملية السطو والذي تجده واقعي وهنا تظهر مدى العلامه التي يبرزها غوادر من خلال أضفاء نقله نوعية من خلال جعل الواقع المحض صورة من صور الخيال والوهم وخلق تلك الحالة المتفرده التي تجعل السينما دون اي حدود عقلانية أو طريقة سرد تقليديه ,,


ايضاً أستطيع ان اضيف ان العمل حمل مشهدين يعتبران في يوماً هذا من اهم المشاهد في السينما الفرنسية خاصة والعالمية عامه بداية من مشهد الرقص الجنوني في المقهى على الحان الجاز والذي يجمع اوديل وارثر وفرانس في رقصه جنونية بحق والتي قدمها غوادر ليجمع مابين الجنون والمتعه والشغف والتمرد حتى على النص السينمائي المقدم من خلال تعريضنا لموسيقى الجاز تاره واخرى لصوت الراوي الذي يسرد لنا الافكارالتي تبطن كل شخصية من الشخوص الثلاث وتلك الثورة الفكرية التي حاول ان تطغى على معالم تلك الفئه الشابه التي تأثرت بالمجتمعات الاخرى وبثقافتها وبموسيقها من خلال فكرة تعلم اللغة الانجليزية والرواية الشكسبيرية واخيراً الرقص على الحان الجاز ,, مشهد المقهى الراقص وسرد الافكار من خلال راوي تم تقديمه  في العديد من الاعمال الهامه السينمائية ومنها رائعة كوانتين تارنتينو ( لب الخيال ) والكل يستذكر المشهد الراقص الشهير في البار والفيلم الفرنسي (أميلي) لجان بيري جانيت ,
اما المشهد الثاني كان مشهد محاولة الثلاثي كسر الرقم القياسي في التجول في متحف اللوفر في أقصر وقت من خلال الامساك بأيدي بعضهم والركض في ممرات المتحف ضاربين بكافة القوانين والانظمة وكاسرين الحالة التي وجد من اجلها احد اهم متاحف العالم وتم استعراض المشهد في فيلم (الحالمون) لبراندو بيرتشوليتشي لتخليد المشهد ولفرض كسر الحاجز والتقاليد التي لطالما اعتاشها اولائك الفئة المراهقة ..

أستطيع في الختام أصف عصابة من الغرباء بلوحة السينمائية ذات المعالم الاكثر جنوناً وشفافيه ومتعه منقطعة النظير ناهيك عن الخطوط الواضحة المعالم عن كسر الحدود التي تأسر خيال وجنون الشبان وتأثرهم بلمجريات التي تحيطهم ومحاولة جدية للولوج لسخرية العواطف والاحاسيس الانسانية وسر الاختيارات الفردية وتقديم عمل يضع فن المؤامره والجريمة بين قضبان الدعابة والجنون لسينما الغوادريه التي جعلت من السينما صورة من صور جنون الخيال الانساني ..  


First Name: Carmen 1983

(الاسم ألاول كارمن ,, )


الفيلم الحائز على أسد فينيسا الذهبي والذي يعتبر من اكثر الافلام المثيره للجدل للفرنسي جان لوك غوادر ,,
المتتبع لأعمال الفرنسي جان لوك غوادر سيجد انه يحاول بقدر الامكان ان يرصد تلك المنهجية الناقدة لسينما التجارية وجر كافة الصناع السينمائيين الى السير ضمن منهج الشركات الانتاجية وفكرة الربح من خلال السينما , غوادر قدم فيلم عباره عن لوحة متشابكة تجعلك تضيع بين رمزياتها وعبثيتها والعشوائية المقدمه من خلا اسرودتها ولا اتناسى الحرفيه في تقديم القالب الشاعري والعاطفي في كافة أعمالة ..


الفرنسي قام باداء احد أدوار هذا العمل بشكل شخصي ليقدم شخصية مخرج قد عزل نفسه في احد المصحات النفسية أحتجاجاً على الوضاعة التي وصلت اليها الصناعه السينمائية وتحكم الشركات الانتاجية فيها وهنا تظهر (كارمن) لتطلب منه اي يعيرها مفاتيح بيته لكي تقوم هيا ومجموعة طلابية بسطو على احد المصارف لكي تستطيع تحمل تكلفة انتاج عمل سينمائي ستقوم بأخراجه وهناك تصتطدم بأحد حراس الفندق الذي يقوم بتقييدها معه وبتالي يحدث علاقة غريبه المعالم تفتح العديد من التساؤلات والمفارقات الانسانية ,, غوادر في هذا العمل يكثف المشاهد المتدخله ويحاول جعل السرد يحتاج الى التركيز لشدة التقطيع والقفز واضفاء مشاهد خارجية منها مشاهد ارتطام امواج البحر بالشاطىء ومحاولة مجموعة من الملحنين عزف احد معزوفات بيتهوفن , الحقيقة الواضحة ان غوادر حاول ان يبحث في تلك الحالة التي جعلت من الفنانين غير قادرين على صناعه السينما الهامه بسبب العقبات المادية والولوج الى العديد من المصطلحات التي تحيط بعلاقة كل من كارمن وذالك الحارس التي تبدأ من خلال الدماء واطلاق النيران وتنتهي ايضاُ بموت كارمن وانتهاء اي معالم في حاله من الثورة الفكرية والثقافيه وتصعيد الفكره لكي تضع جدليات منها فقدان الاتصال الانساني بين الفرد والفرد التي  تخلقه المصالح والماده واللاهوت النسائي والصراع الانساني الماركسي والاتصال من خلال الغرائز الجنسية والتي تجعل القيم والاخلاقيات والفكر الثقافي والابداعي مجرد رمزيات كتلك المعزوفة البتهوفينه التي تعزف طيلة فترات العمل ...
سيتم أكمال أستعراض أهم اعمال المخرج في الجزء الثاني للمراجعة ,, 
 

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا