احصائيات المدونة

cenima world

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

ثلاثة حكايا لن تسمعها إلا من كيسلوفسكي ...


ثلاثة حكايا لن تسمعها إلا من كيسلوفسكي ... 


( من كتاب كيسلوفسكي عن كيسلوفسكي) ترجمة / رضا حريري ..


"هناك قصة جميلة أخبرتني بها صحفية أمريكية...

عند قراءتها لرواية للأديب الأرجنتيني خوليو كورتازار كانت الشخصية الرئيسية في الرواية تحمل نفس الاسم والعائلة وحتى نفس تفاصيل حياتها.الصحافية لم تكن تعرف ان كان ذلك متعمدًا من قبل الروائي أم لا.فقامت بكتابة رسالة لكورتازار تقول فيها أنها كانت تقرأ الكتاب, قبل أن تكتشف فجأة أنها تقرأ كتابًا عن نفسها.كتبت له أنها حقيقية وبالمقابل أرسل الروائي الأرجنتيني لها رسالة جميلة.الصحفية أخبرتني عن رد كورتازار الذي قال لها: "كم هو جميلٌ أن يحصل أمر مثل هذا".
كورتازار لم يلتفي الصحفية يومًا, لم يشاهدها ولم يسمع بها حتى, وقد كان سعيدًا باختراعه لشخصية اكتشف لاحقًا أنها موجودةٍ حقًا.
أخبرني أمريكي أن لهذا علاقةً بفيرونيكا."


"خلال تجارب الممثلين للحياة المزدوجة لفيرونيكا غالبًا ما كانت الأحاديث تصل لأماكن غير متوقعة ومثيرة للإهتمام. هناك ممثلة فرنسية في الثلاثين من عمرها أخبرتني أنها عندما تكون حزينة تقوم بالخروج إلى الشارع لتكون مع الناس.وكنت قد سمعت حكايات كهذه مرّات متعددة في فرنسا وكانت تبدو لي أنها من نسج الخيال. فطلبت منها مزيدًا من التفاصيل: لماذا خرجت إلى الشارع؟ ماذا يمكن أن يحصل لفتاة حزينةٍ في الشارع؟
أخبرتني أنها منذ ستة سنوات مرّت ببعض الانهيارات واستطاعت مع الوقت الخروج منها. وبينما كانت تسير في أحد الأيام في الشارع رأت الممثل الايمائي الشهير مارسيل مارسو.فتتبعته لتنظر اليه مرّة أخرى وتتأكد منه لكنه يفاجئها بالالتفات إلى الخلف والنظر إليها مبتسمًا, قبل أن يعود ليتابع سيره. "لقد أنقذني حينذاك" قالت الممثلة وهنا تحول نسج الخيال هذا لحقيقةٍ بالنسبة لي وصدقتها.لقد فكرت لبعض الوقت ما اذا كان مارسيل مارسو عاش فقط لينقذ حياة هذه الممثلة الشابة. ربما كل شيءٍ قام به, كل عروضه و حركاته التي أثر بالناس من خلالها, كانوا لا شيء مقابل هذه الحقيقة.
"هل عرف كم كان هذا الأمر مهمًا بالنسبة لكِ؟" سألتها , فأجابت بـ"لا, لم أره بعدها أبدًا"


"التقيت امرأةً في برلين استطاعت التعرف عليّ لأن فيلمي فيلم قصير عن الحب, كان يحظى باهتمام اعلامي في تلك الفترة.هذه المرأة كانت في الخمسين من العمر عرفتني وبدأت بالبكاء, وأخذت تشكرني بشدة لأن خلافًا كان قد وقع بينها وبين ابنتها واستمر لسنين طويلة. حتى أنهما لم تكونا تتبادلان الحديث رغم عيشهما في شقةٍ واحدة.
الفتاة كانت في التاسعة عشر من عمرها وقتها.وقد أخبرتني المرأة أنها لم تتحدثان معًا لأكثر من 5 أو 6 سنوات إلا عن مكان وجود المفاتيح أو عن عدم وجود زبدة في البيت أو لتحديد موعد العودة إلى المنزل.
في اليوم السابق لرؤيتها لي شاهدت هي وابنتها فيلمي القصير عن الحب وقامت الفتاة بتقبيل أمها للمرة الأولى منذ 5 أو 6 سنوات. من ما لا شك فيه أنهم سيتشاجران غدًا من جديد وأنه خلال يومين كل هذا لن يعني لهما شيئًا.لكن ان كانا قد شعرتا بشعورٍ أفضل لدقائق خمسٍ فقط -أو الأم على الأقل- فان ذلك كافٍ.
لا بد أن الفتاة كانت في صراعٍ مع أمها لسببٍ معين, السبب الذي كمن في مكانٍ ما في الفيلم, والذي خلال مشاهدتهما له فهمت الشابة أو الأم سبب الصراع بينهما, لتقوم الفتاة وتقبّل أمها.
من الكاف أن يكون الفيلم قد صنع من أجل هذه القبلة وحدها, من أجل هذه المرأة وحدها."

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر