احصائيات المدونة

cenima world

السبت، 17 ديسمبر 2011

Drive |,, | فن دراما الجريمة يقدم بأبهى حله | ,,|


(A real human being and , A real hero)

d3.jpg


تحرير : عبدالرحمن الخوالدة

فيلم (قُد) للمخرج الدنماركي (Nicolas Winding Refn) والذي أستطاع أن يحصد جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي لهذا العام ويرشح لجائزة السعفة الذهبية لنفس المهرجان وهذا الامر الذي جعلني أضع العمل ضمن أولوياتي لمشاهداتي لأهم أعمال العام المنصرم , لعل فيلم (قُد) من الاعمال التي أثيرت حولها بلبلة واسعة وتصدر بشكل واسع معظم القوائم النقدية الهامه لهذا العام ولكني صراحةً من المتتبعين الذين لايلقون هم لتلك الهاله التي ترصد اي عمل سينمائي دون أطلاع شخصي على نوعية العمل ومشاهدته , أصدقكم القول أني كنت متخوف من مشاهدة هذا العمل وذالك لعدة أسباب ومنها صنف العمل الذي ينغلق تحت مسمى الاثاره والجريمة والتي لم اشهد لها أي اعمال هامه من بعد الرائعة الامريكية (لابلاد للعجائز) للأخوين كوينز والتي أستطيع القول ان بعد عملهما هذا لم تسعفني مشاهداتي الى أي اعمال ممتازة او حتى متوسطة من نفس تلك النوعية .
(قُد) بأختصار من بداية دقائقة الاولى أستطاع ان يفرض صمت عارم حتى اني كدت أختنق بأنفاسي لرغبتي بعدم سماع اي صوت يحيط فيى وانا أشاهد تلك الافتتاحية التي أصفها بمنتهى العبقرية من مخرج العمل ذالك المشهد الذي جعل منا شاهدين على شخصية (Ryan Gosling) السائق والذي كان تبدو على ملامحة البروده الشديدة وابتسامه باهته وثقة شديدة وتركيز هائل على أقل مايحيط به اثناء احد السرقات والامر المثير روالمبهر ان مخرج العمل جعل من السائق وسيارته جسد واحد يعبر عن الغريزه والفطره الانسانية والتي تعبر عن فطرة البقاء على الحياه وجَسد هذا اللقطة بتوقف السائق في الظلال متجنب الاضاءة التي تصدرها انارة الشوارع والمروحية واخيراً انارة السيارات الاخرى تلك الحالة التي مثلت هروب الفريسة من براثن الصياد الذي يطارد وكما ذكرت فطره البقاء في عالم مثله مخرج العمل باِلغابة يأكل القوي فيها الضعيف والامر الذي أسترعى أنتباهي هو تجسيد فن المرواغة والاختباء في شخصية هذا السائق اثناء المطاردات واختتام المشهد بجعلنا نصمت لدهاء المنقطع النظير وذالك لأستماعه لأحد المباريات المقامه قريباً من مكان السرقة على الراديو ليواكب توقيت انتهاءها مع وصوله والاختفاء بين جموع الجماهير المارة تلك هيا صفات السائق (العقرب).

d2.jpg

لعلي وانا أشاهد العمل وجدت نفسي في حالة فريدة من نوعها بتلك السلاسة في التناقل بين الاحداث والبساطة في الاطروحة والاجمل تلك الاجواء القاتمة الجلفة البارده التي تشعر ببطئها يرتسم على المشاهد ويضفي رتابه الى شخصيات العمل ويبرز عوالم عالم الجريمة من منظور انساني ادرامي بحت  تنتهكة لمسة رومانسية شاعرية طفت بشكل لاذع جميل مبهر في علاقة بين ذالك السائق وجارته الحسناء (Carey Mulligan). مخرج العمل نيكولاس ريفان حتى بطرحه لتلك اللمسة الرومانسية حاول بقدر الامكان ترويض شخصياته وجعل المغازلة بين الاثنان مجرد ابتسامات بسيطة ونظرات عابرة التي تخللها أضاءه عارمة على الزوايا المظلمة لتعبر ان تلك الفتاه اريني كانت عباره عن نافذه يدخل منها خطوط من شعاع الشمس الى نفس السائق المظلمة والمعتمة بجمود حياته ..
في العديد من مراجعاتي الشخصية حول اي عمل سينمائي دوماً مايلاحظ عدم أكتراثي بسرد السيناريست المطروح في العمل والعبث في جزياءته الحدثيه ولكني في هذه المراجعة لابد لي من الغوص في بعض المشاهد التي انتهك فيها المخرج مخيلتي وجعلني صريع لتلك الحلة التقنية والفنية ألأخاذة في أحد المشاهد يجعل المخرج نيكولاس ريفان السائق وأيرين واحد رجال العصابة في المصعد ثم يقدم واحد من اجمل مشاهد الاعمال واكثرها نرجسية وجمالاً واهمية في تصعيد التعمق في النفس البشرية وأخراج صفتين لا يمكن ان يجتمعا في نفس اللحظة وهما الحقد والقبح والقتل والحب والبرءاه ومشاعر الحاجة للأخر في هذا المشهد مخرج العمل أثبت مدى قدرته على أستعراض  لوحته السينمائية ذات مضمون وقالب مبهر تقنياً بتلاعبة بسحر الالوان اثناء تقبيله أيرني وأطفاء نور عارم على المشهد ليبرز ذالك الجانب الانساني من شخصية السائق وفي لحظة يبدأ القتال مع رجل العصابة فتختفي تلك المساحة الضوئية التي كانت تنسدل في السابق على وجهي الشخصيتان وظهور بقعه مظلمه واستخدام التصوير المحوري والكلوز أب لرصد انفعالات السائق ومدى غضبة ومحاولته بشتى الطرق ابعاد ايرين عن الخطر كلبؤه تحمي أطفالها ويبرز وقتها جانبه الاخر الجانب المظلم الذي مثله المخرج بذالك العقرب المرسوم على سترته ..

d1.jpg

لعلي وانا أشاهد (قُد) أستذكرت ماقدم في السبعينات من قبل كل من كوبولا ومارتن سكورسيزي في صنف دراما الجريمة وخصيصا الرائعة (Taxi Driver) وتلك الحالة العشوائية التي لحقت ترافيس بيكل ليصنع من شخص مهمش الى بطل لأنقاد احد فتيات الهوى والتي خلقت لدية تمرده على مجتمعه القذر ومحاولة الانقضاض على بؤر الفساد فيه واقتناص اسياده , نيكولاس ريفين في ملحمتة الاجرامية هذه صعد عمله وجعله وجه اخر لانتقاد البرود البشري والتطرف الانساني والبحث عن وجوديته في المجتمع من خلال علاقته بأيرين التي مثلت له الاسرة وانتماءه لمجتمعه من جديد ولذا في مشهد اخر جعل مخرج العمل السائق يلبس احد الاقنعة ويحاول التخلص من جميع الاشخاص الذين يحاولون الانقضاض على ايرين التي كما وضحت لم تكن تمثل المحبوبة بل تمثل وجودية هذا الشخص ومثل القناع من اتجاه الجانب المظلم القاتل من شخص هذا السائق ومن اتجاه اخر مثل شخصية البطل الذي يرتدي القناع لأنقاذ البراءه في عالم امتلىء بأصحاب القلوب داكنة السواد وملىء بالقذورات واستذكر مشهد ترافيس بيكل عندما قام بقص شعره وتغيير شكله وتلك ايضا صوره للبطل الذي يحاول ان يغيير مجاري الواقع البائس للبشرية ..
وأضيف ايضاً أن مخرج العمل قدم عدة مشاهد دموية مبهره تقنياً وفنياً فأستذكر مشهد قطع يد احد رجال العصابة في ملهى يمتلىء بالفتيات العارية لرسم مدى قذارة المجتمع ولو لاحظتم عدم اهتمام تلك العاهرات بما يحصل لرجل العصابة مع دموية المشهد الشديدة وذلك لأبراز مدى البرود وعدم الاكتراث من قبل افراد هذا المجتمع , أستذكر ايضاً ان المشاهد الدموية حاول فيها مخرج العمل استخدام مشاهد الكلوز اب والتدقيق في معالم السائق الباردة وتحوله الى وحش بشكل انسان دون اي رحمه لتلك الافراد بل ان جمالية معظم المشاهد الدموية في هذا العمل انها لاتقدم بقالب الاثاره السطحي المعتاد بل تجده تطرح بشكل ممتاز للغاية فتجدها تقفز من الرتم الهادى والصاوند تراك العذبه الى الصمت الشديد والتوتر الذي تطبقة تلك اللقطات على المشاهد .
في ختام العمل واكب مخرج الفيلم نيكولاس على ابهاري فجعل جميع المشاهد الدموية السابقة والمواجهه لرجال العصابات في الظلمة والظلال المكان الذي لطالما اعتاشته شخصية السائق اما في المشهد الختامي تعمد مخرج العمل اخراج السائق من وكره في وضح النهار ليبرز مدى محاولة تلك الشخصية انهاء المعركة الدائرة والتخلص من مايقيد حياته والرجوع في مشهد ختامي لسائق يقود سيارته في الظلام من جديد ..

في ختام مقالتي اود ان أشيد في اداء ريان في ادخالنا في معالم شخصية السائق وفي اداء البريطانية مولغان التي أصبحت علامه تجارية لنجاح اي عمل تخوضة والاهم الاسلوب الاخراجي المتمكن الذي جعل من كتاب جيمس سالس بنفس الاسم عمل فخم درامي ينقل مدى البرود والفطره والنزعة البشرية واستخدام مبهر لعده تقنيات منها مزج الصوت والاضاءه والظلال واستخدام الكاميرا بأبهى صورة واجد انه اذ خرج مخرج العمل دون ترشيح لهذا العام عن جائزة الاوسكار عن فئة افضل مخرج ستكون علامة أستفهام كبرى على نقاد الاوسكار ,,  بأختصار شديد (قُد) عمل سينمائي ضخم قدم دراما الجريمة بأبهى حللها وبرتابة لامثيل لها وبتقنية رائعه وسرد حدثي دقيق التسارع ومضمون هام ..
5/5

للأستماع لصاوند تراك الخاصه بالفيلم :


تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر