احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

Perfect Sense 2011 - أستمرار البشرية يكمن في أمتلاكها لعنصرالانسانية !


Perfect Sense 2011

Perfect-Sense.jpg

أستمرار البشرية يكمن في أمتلاكها لعنصرالانسانية !

عند متابعتي لعدد لابأس فيه من اعمال العام والبحث في عدد من الصناع الذين يستحقون ان أتابع لهم سينماهم كان قد لفت أنتباهي وجود أسم المخرج البريطاني (David Mackenzie) ديفيد ماكنزي من لطالما حاول الولوج والبحث في المشاعر والاحاسيس والنزعة البشرية الفطرية من الشهوة والرغبة واذكر فيلمة الجرىء (Young Adam) الذي قدم فيه واحدة من اجرىء مشاهد الاثاره الصارخبه لتعبير عن تلك المفاهيم الذي ذكرتها سابقاً , ديفيد ماكنزي في فلمه الجديد والذي سلط الضوء على المشاعر والاحاسيس البشرية والنهاية لوجود الانسانية بتطرقه لواحده من النصوص المتفرده والتي تخوض فيها جزء من الخيال العلمي بسردة لأنتشار أحد الامراض التي تصيب الجهاز الحسي البشري وتقوم بالتالي بأفقدنى لأهم الحواس , ديفيد في فلمة هذا أبتعد كل البعد عن التطرق الى الاسباب في انتشار هذا الوباء او حتى القاء نظرة مبسطة على توضيح معالمة فحاول قدر الامكان ان يحيط عمله بجزيئات من الغموض والمؤامره في سلسلة السرد الحدثي للعمل والتعمق بشخصياته الرئيسية والغوص في الصراع الانساني في التقدم وأستكمال الحياة مع فقدان تلك الحواس رويداً رويداً مع استمرارية الاحداث !
الشي البارز أن مخرج العمل قبل ان يبدأ في توضيح معالم الوباء في افقاده للحواس البشرية قد ذهب في مشهده الافتتاحي لشخصية الطاهي مايكل (Ewan McGregor) وهو في السرير مع احد الفتيات والذي يقوم بطردها من منزلة مُتعذر بأنه لايستطيع النوم وشخص اخر يشاركه في سريره . ذالك المشهد الذي عبر عن  فقدان البشرية للعاطفة ومحاولة الهروب الى اشباع الرغبات الجنسية ولاشيء اخر وتجريده من اي معنى للعلاقات الانسانية الحسية بتلك الجزيئه حاول مخرج العمل ان يخوض ان بداية هذا الوباء لم تكن بفقدان حاسة الشم بل كانت بفقداننا للعواطف التي نتبادلها مع الاخرين وحاول مخرج العمل ان يعكس مدى القذاره التي تعتاشه البشرية في علاقاتهم ففي طور احداث العمل تبرز علاقة سوزان عالمة الاحياء (Eva Green)  مع اختها ومن ثم تلك العلاقه العقيمة في بدايتها بين سوزان عالمة الاحياء ومايكل الطاهي التي انتهت  بقيام سوزان بعد مطارحتها الجنس مع مايكل باخراجة من بيتها , ديفيد ماكنزي في بداية عمله حاول ان يجذب المشاهد الى القالب  ألدرامي في عمله الذي يعبر عن البرود العاطفي وانجماد الاحاسيس وفساد العلاقات بين الافراد لكي يبني القاعدة الاساسية لنص فلمه الفريد من نوعه والولوج الى رسم تلك الحالة من فقداننا لأيقونة الانسانية في المجتمع البشري , فحاول طرح كوكبة مشاهد عن فقداننا لكل حاسة بأسلوب تقني باهر عن طريق استخدامه لمجموعة من الصور تظهر الغوغائية والوحشية والجرائم الانسانية على كافة الصعد ورسم الصدمة البشرية في فقدانهم لتلك الحواس والانهيارات العالمية التي ترافق فقدانهم لكل حاسة بشكل منفرد فعند فقدانهم لأول حواسهم الكيمائية حاسة الشم والتي عبرعنها ديفيد ماكنزي انها حاسة الذكريات فتلك الروائح التي لطالما كانت لم تثرنا يوماً أصبحت الان اساس لقصاصات افكارنا فذهبت الروائح التي لطالما اغدقتنا بعواطفها ذهبت رائحه ألام التي لطالما أشتممناها بين مجموعة ثيابها ذهبت رائحة الاحباء والعطر والزهور ولم يعد هناك فارق بين الرائحه الجميله والكريهه لانها كلها سواء ..؟


وبعد تلك الصدمة حاول ديفيد ماكنزي ان يصعد الفقدان البشري للحواس وللحسية فأفقد الافراد حاسة الذوق ومن ثم السمع وكانت كل لحظة نفتقد فيها تلك الحواس تكون رده الفعل بالبكاء والنحيب من قبل كافة المجتمعات والتي تبرز مدى الغباء على افعالنا السابقة وممهده لتلاشي اي ذكريات كانت ترتبط بتلك الحواس من قريب او بعيد , مخرج العمل والشيء المبهر في لوحته الدراميه هذه حاول ان يجسد الجبروة والقوه في المجتمع البشري فبعد كل تلك الازمات وفقدان تقريباً كافه الحواس مازال البشر يتقدمون ويخرجون من حالة الصدمة ويعودون للحياة والعمل والوقوف من جديد واختراع كافة السبل للبقاء على وجوديتنا على الارض والتمسك بشيء واحد وهو الحياة !
ديفيد ماكنزي حاول قدر الامكان الى تقديم كوكبة من مشاهد الاثارة والاحتضان والرغبه الجامحه في العوده الى الترابط الاجتماعي بين كافة طبقات الانسانية في تلك الكارثة الوبائية ففقداننا لعناصر حواسنا قوض لدينا الحاجة للأخر وايقض تلك المشاعر الدفينه في نفوسها والبحث عن الحالة التي تجسد ما خسرناه قبل انفجار هذا الوباء , فسخر عمله قدر الامكان لفتح باب العلاقة الرومانسية بين مايكل وسوزان والحاجة في كسر ذالك الجمود العاطفي ورفض وجودية الاخر وتحطيم جميع الجدران التي نحبس كوكبة مشاعرنا فيها لانها أصبحت العنصر الوحيد الذي نمتلكه من حسيتنا كأنسانية , لعل اكثر المتتبعين السينمائيين سيجدون ان العمل قدم كوكبة من المشاعر المصطنعة بقالب درامي متكرر من قصه الاوبئه ونهاية وجود البشرية لكنني شخصياً وجدت نفسي في لوحة غزلية شاعريه منتقده لفجور العامل الانساني ومنتقده لطيغان الجنس والمسؤوليات على العلاقات العاطفية والابتاعد في انفسنا في عالمنا الخاص دون اي ارتباطات وثيقة بما يحيطون بنا مخرج العمل حاول ان يبرز مدى الجمال الكامن في تلك النفوس البشرية في صراعها مع الازمات وترابطنا مع الذبن يحيطون بنا والتعمق في المسرب العاطفي والانساني بشكل وثيق .


لابد لي ايضاً ان اتطرق الى تركيز المخرج على كل من ايوان مغاوير وايفا غرين واقتماصهم لعدة من الحالات من الانفجار الذاتي للمشاعر الانسانية بداية من البرود والانطوائية والقذارة والقبح الى الحب والحزن والعطف والجنون , ولعلي في نهاية مراجعتي اجد ان تفسير لفقدان كل حاسة كان يندرج تحت مفهوم اخر يعبر عن فقداننا لحواس  فقدناها دون ان نعلم ففقدان حاسة الشم كان يعبر عن فقداننا لعنصر الذكريات وترابطنا فيها واما حاسة الذوق فكان يعبر عن النهم والجشع البشري والرغبة التي لاحدود لها اما فقدان حاسة السمع فكانت تؤدي الى أيقونة الجمود في العلاقات وعدم تفهم الاخر وأفساح المجال له بطرح مافيه من مشاعر واحاسيس واخيرا نصل الى الحاسة التي لا نستطيع الاستغناء عنها وهيا حاسة النظر التي بخسارتها يصبح العالم مجرد ظلام دامس لا بصيص من نور الامل فيه ..
في ختامي لهذه الاطروحة اجد ان العمل مع تلك الكوكبة من الصراعات الانسانية والفقدان والحزن والمرثيات الكئيبه التي ترافقه الا ان مخرج العمل أفصح بشاعرية منقطعة النظير عن جمال الجنس البشري رغم الانتقاد الجامح فيه فأستطاع ان يوجز مدى قدرة البشر على التكيف مع أي مأساه يمكن ان تصيبه وترسيخ مبادىء الايمان بالاخر والحب والمشاعر المتبادلة في خاتمة عمله والتي كان لها اثر كبير في جعل عمله من مرثية حزينة الى عمل يدعو الى التفاؤل والسعادة بكوننا بشر نمتلك جزء من الانسانية حتى لو كانت دفينه في أجسادنا ..

بالتأكيد أحساس مثالي سوف يكون ضمن قائمتي لاهم اعمال العام دون تفكير ..

4/5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر