احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 18 مارس 2011


Casablanca 1942

مــا الـحــب الا للــحبيـب الاولـــى



تحرير : همام فاروق 
شاهدت الكثير من الافلام الامريكيه والاوربيه والاسيويه وحتى الافريقيه ومع كل هذه المشاهدات والتعرف على اسلوب كبار مخرجى العالم من كافه العصور لم يستطيع فيلما واحد من تلك الافلام ان يحرك كازبلانكا من صادرة الافلام الاقرب لى سواء من حيث القيمه الفنيه له او من حيث حبى له وقربه الى قلبى فيلما كلما شاهدته أتاكد اننى امام فيلما لم يصنع مثله فيلما يحمل سحرا وجاذبيه خاصه تزداد كلما مرت السنين والايام عليه كل مشاهدة اشعر اننى اشاهده لاول مرة رغم انى اعرف احداثه عن ظهر قلب افلام قليله هى التى لا تزال تحتفظ بهذا السحر والبريق رغم مرور عشرات السنوات على انتاجها بل ان جمالها وسحرها يتزايد مع مروا تلك السنوات ومنها بلا شك رائعه الافلام الامريكيه والسينما العالميه بصفه عامه كازبلانكا لم يكن يعلم صناع فيلم كازبلانكا ان فيلمهم بعد خمسون عاما سوف يختير من رابطه كتابى السيناريو الامريكيون اعظم سيناريو لفيلم امريكى واختير اعظم ثانى فيلم فى قائمه معهد الفيلم الامريكى فى قائمه المعهد لعام 1997 ويظل حتى الان يحتفظ بهذا السحر الذى لا يقارن .
والفيلم فى نظرى ونظر الكثيرين اعظم فيلم فى التاريخ رغم ان الكثيرون يعتبرونه فيلما عاديا او جيد على اقصى تقدير وهذا شىء بالتأكيد منافى لما يستحقه الفيلم قد تكون بساطه الفيلم احد الاسباب التى تجعل الكثيرون يعتبرونه ضعيفا فاذا نظرا الى قصه الفيلم هى بسيطه جدا وقدمت كثيرا جدا عن قصه حب بين رجل وامراة تترك المراة حبيبها فجاة بدون اسباب لتتزوج باخر وفى احد الايام تتدخل نادى ليلى لتفاجأ انه ملك حبيبها الاول قصه تكرر مئات المرات فى الافلام عن الحب الذى لم يكتب له النجاح وزوج الحبيبه من اخر ولكن الامر مختلف فى فيلم كازبلانكا انه فيلم لا يتحدث عن الحب فقط انما يتحدث عن الوطن الحريه الحرب الخيانه التضحيه الواجب معا سوف نحاول اكتشاف بعض سحر هذا الفيلم المتربع فى قلوب الكثيرين .

 بدأت حكاية الفيلم حسب ما قرات فى كثير من المواقع والمنتديا برحلة قام بها الكاتب بورنيت إلى في فرنسا، ووجد احد النوادى الليليه يدعى ‘’الفجر الجميل’’، يلتقى به اشخاص من جنسيات واعراق مختلفه تعيش التهديد النازي اثناء الحرب العالمية الثانية. فى هذا النادى كل اطياف البشر بيض سود امريكان اوربيون وكان يوجد فى هذا النادى شخص اسود يعزف  موسيقى البلوز. وعند رجعوه الى امريكا ،يكتب برونيتبمشاركه من جوان آليسون نصا عن تجربته فى فرنسا وما راه هناك فى هذا النادى وغير مكان الحدث الى كازبلانكا بدلا من فرنسا ، في ملهى ليلي يملكه أميركي ‘’ريك بلان’’. عرض برونيت وآليسون الفيلم على كثير من الشركات ولكن الكثيرون رفضوا ماعدا شركة وارنر ا ‘’هال واليس’’، مالك الشركة فاشترىكافة الحقوق مقابل عشرين ألف دولار، وعدل عنوانه إلى: ‘’كازابلانكا’’. كان من المفروض ان يلعب دور البطوله رونالد ريجان الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكيه
لشخصيه ريك وكانت ان شيريدان سوف تلعب دور اليسا ودينس مورجان لدور فكتور لزلاو ولكن صاحب شركه وارنر راى ان ريجان لا يملك الكاريزما للشخصيه فذهب الدور الى جورج رافت الذى رفض الدور واما ان شريدان فكانت مرتبطه باعمال اخرى


وفى النهايه ذهب الدور الى همفرى بوجارت الذى كان متردد لفترة للعب الدور وذهب الدور النسائى الى انجريد بيرجمان التى لم تكن راضيه تماما عن الدور وكان تفكيرها منصب فى فيلم لمن تقرع الاجراس وعرض الفيلم على المخرج مايكل كورتيز الذى طلب بعض التعديل على سناريو الفيلم وحتى انه عندما بدوا تصوير الفيلم النهايه لم تكن معروفه هل ستبقى اليسا مع حبيبها ريك ام سوف تتبع زوجها الا ان المخرج وكاتب السيناريو قرروا ان يضحى ريك بحبه الى قائد الكفاح ضد النازيه تلك كانت الظروف التى سبقت وحدثت اثناء تصوير الفيلم اما عن الفيلم نفسه تبدا الاحداث فى مدينه كازبلانكا المغربيه التى كانت تقع تحت ايدى الاستعمار الفرنسى الموالى لالمانيا من خلال رله يقوم بها الاوربيين الذين يريدون السفر الى امريكا الجنه المعهودة ولكنها رحله ملئيه بالمخاطر والمتاعب تبدأ رحله الهروب من باريس الى مارسيليا ومنها الى البحر المتوسط الى وهران فى الجزائر الى كازبلانكا ومنها الى لشبونه التى تكون نقطه الانطلاق الى امريكا .
 تبدأ الاحداث بوصول مجموعه من الضباط الالمان الى كازبلانكا لوقف هروب بعض المجموعات الفارين من النازيه الى لشبونه وفجاة ندخل الى احد الملاهى نرى مجموعه من الناس منهم من يريد ان يبيع ساعتهومنهم من يخطط للهروب ومن ومنهم من يشعر بالملل من الانتظار عرب فرنسيين امريكان من كل الجنسيات كل ذلك على صوت احد الاشخاص الذى يعزف موسيقى البلوز يبدأ اسم ريك يتردد فى المكان يظهر فجاة لنا وهو يلعب الشطرنج شخص واضح انه يثق فى نفسه لابق الحديث ملامحه تبدو عليها القسوة  يبدو ذلك من حديثه مع رواد الملهى ورغم ذلك له قواعد الكل يعلمها فى الملهى منها انه لا يشرب مع احد مهما كان يعطيه احد الاشخاص مجموعه من التاشيرات للخروج من كازبلانكا لحفظهم له حتى يتمكن من بيعهم ولكن فجأة تاتى الشرطه وتقوم بالقبض على هذا الشخص وبعدها يعود الهدوء مرة اخرى الى المكان ولكن يدخل احد الرجال ومعه امراة يجلسون فى احد المقاعد يقوم الرجل للحديث مع احد رفقاء الكفاح ضد النازيه وتبدأ المراة الحديث مع عازف البيانو فتسالوه عن ريك متى غادر متى ياتى وكثير من الاسئله عندها نعرف ان هناك شيئا يربط بينهم ويدور بينهم حوارا جميل  السا : اعزفها مرة يا سام
باسم الماضي
سام : لا أفهم قصدك
السا : اعزفها يا سام
اعزف "مرت الإيام "
سام :لا أتذكرها يا آنسة إلسا
السا : سأدندنها لك

( مهما مرت الايام)

فجاة يخرج ريك غاضبا مهرولا اليه يساله كم مرة طلبت منك ان لا تعزف تلك الاغنيه يحرك رقبنته فينظر امامه فى لحظه توقف الزمن بالنسبه لهما فجاة نظرات تعنى الالم والحنين والحب والصدمه الاشتياق كل ما يقال لا يكفى لتك اللحظه يرجع الرجل فنعرف انه زوجها يبدأون فى التعرف على بعضهم البعض يكسر ريك كل قواعده فى تلك الليله يجلس معهم ويتناول الشراب وبعدها يغادرون و يغادر الجميع يجلس ريك بمفرده يتذكر الايام الخوالى يتسال :
قبضوا على يوغارتي وهي تدخل
واحد يدخل والآخر يخرج بين كل الملاهي في كل المدن
 في العالم ..... 
 يتذكر ريك باريس وايامهم فيها يتذكر كيف كانت سعادتهم يتذكر الوعود بينهم يتذكر كل شىء يتذكر الجنه حياتهم معا هناك كانت بالنسبه لهم بمثابه الجنه كل شىء رائع كل شىء جميل رغم ظروف الحرب والاحتلال التى يعشونها الا ان حبهمها فوق كل شىء ولما لا وهم فى مدينه الحب والحريه ( باريس ) ياتى على باله كيف تركته وحده فى محطه القطارات بعد ان اتفقوا ان يغادروا معا يتذكر وكل ذلك يسبب له الالم والمعاناة بالطبع الالم وعذاب الحب وعذاب الفراق يجلس وكله ثقه انها سوف تعود اليه فى تلك الليله وتدخل عليه كما توقع تطلب ان تتحدث معه تبرر له ما حدث تبرر له لماذا تركته وحيدا فى محطه القطارات تلتمس له العذر فى سبب غضبه كل ذلك :
ريك :  لماذا جئت للدار البيضاء؟
.هناك أماكن أخرى عديدة
السا : ما كنت لأحضر
.لو كنت أعلم أنك هنا
.صدقني، لم أكن أعرف
ريك : صوتك لم يتغير
.ما زال بإمكاني سماعه
. "عزيزي ريتشارد"
.سأذهب معك إلى أي مكان
."سنركب القطار سوياً ولن يتوقف " -
السا : .لا يا ريك .أنا مدركة شعورك
ريك : أنت مدركة شعوري؟
ما الفترة التي قضيناها سوياً؟
السا : .لم أحص الأيام
ريك : .أنا أحصيتها 
.كل يوم منها
.وعلى الأخص آخر يوم .نهاية حزينة
رجل ينتظر في محطة القطار .شكله مثير للسخرية لأنه خدع
  
ولكن مرارة الالم والخيانه من وجه نظر ريك اكبر من تلك الاعذار حتى وان كانت حقيقيه جرحه اكبر من ان يسامح او ان يتهاون فى ما حدث له يتماسك ريك الى ان تخرج السا وبعدها ينهار وحيدا بعد هذا الحوار بينهم يتجرع كأس الالام والخيانه بمفرده نرى ريك القاسى والقوى فجأة يسقط ويتلالم ما لشىء سوى لانه احب ليله واحدة استطاعت ان تحى ما مات واندثر منذ زمنا طويل ظن ريك ان الوقت قادرا على محو قصه حبه جاءت السا الى ملاهه وايقضت كل شيئا بداخله  
 
 يتقابل مرة اخرى ريك مع اليسا عندما ذهبت هى وزوجها الى احد تجار التاشيرات هنا ريك يختلف عن اليوم السابق يعتذر لها يبرر لها ما حدث بسبب رؤيته المفاجاة لها وانه افرط فى الشراب يعرف ريك ان اليسا كانت متزوجه من لازولو عند تعرفهم على بعض فى باريس التاجر الشهير هناك يقترح عليهم ان يذهبوا الى ريك لكى يحصلوا على التاشيرات لان بوجارتى قبل القبض عليه اعطاهم له يتجدد الامل مرة اخرى عند لازولو وزوجته اليسا فى الخروج من كازبلانكا الى لشبونه رغم صعوبه الموقف حيث ان الالمان يعرفون
 قيمه لازولو وكفاحه ضد النازيه اصبح الامل كله معلق بيريك حيث انه معه خطبات العبور يذهبون اليه يتفاوض معه لازولو ولكنه يرفض مهما كان الاغراء يساله لماذا يصر على الرفض رغم المبلغ المعروض يطلب منه ريك ان يسال زوجته تذهب اليسا الى منزل ريك بدافع انها تريد ان تحصل على خطابات العبور لانها تعرف اذا ما استمروا فى العيش فى كازبلانكا فان مصير زوجها هو الموت او الاعتقال تعترف السا لريك بانها لا تزال تحبه رغم كل ما مر من احداث :
السا :
ظننت أني لن أراك ثانية
 .وأنك خرجت من حياتي
يوم رحيلك من باريس
لو تعلم بما مررت به ....لو علمت كم أحببتك
لو تعلم كم أحبك .........
بعدها تشرح له السا ماحدث يوم تركته وحيدا فى باريس ينتظر القطار بمفرده حكيت له القصه كامله ماذا حدث وظروف قصه ارتباطها ( بفكتور لازلوا ) تحكى وتحكى له وعندها يرجع ( ريك ) الى طبيعته مرة اخرى يرجع انسانا له مشاعر وعاطفه بعيدا عن ملامح القسوة التى رسمها لنفسه امام الجميع يرجع ( ريك المحب ) السا ارجعته مرة اخرى نسى الالام الماضى وعذابه نسى الخيانه التى كانت تقلقه وتؤلمه نسى كل شىء ورجع الى حبه القديم  رجع الى باريس وايامها رغم انهم هنا فى كازبلانكا وعندها قد يتشكك البعض هل هى تحبه فعلا ام انها تفعل كل ذلك للحصول على التأشيرات التى تريدها لتخرج هى وزوجها نهايه الفيلم تجيب على تلك التسأول ثم بعد ذلك يوضع ريك فى موقف صعب هل يستجيب لنداء قلبه ام الى نداء الواجب هل يعطى فرصه لاحد المناهضين للنازيه للنجأة ام يرفض لكى يظل ان يرى حبيبته
 كازبلانكا ليس فيلما عن الحب فقط انما على الواجب ايضا واجب الوطن واجب الضمير الانسانى كازبلانكا فيلما خلد لانه فيلما صادقا لسنوات وسنوات سوف يبقى كازبلانكا علامه من العلامات المميزة فى تاريخ السينما فى العالم السيناريو فى الفيلم لا شك انه قوة الفيلم الاساسيه حبكه دراميه مميزة الحوار ايضا مميز جدا الفترة الباريسيه كانت اجمل فترات الفيلم مشاهد الملهى كانت مميزة جدا خصوصا فى الخليط بين الجنسيات التى تعانى كلها من الاحتلال النازى فيلم عن مفهوم النضال الوطنى ومقاومه الاحتلال  
 لا شك ان بوجارت وانجريد قدما افضل ثنائى رومانسى فى التاريخ هناك توافق بينهم لم يحدث الى الان فى اى فيلم بين نجمين كما حدث بينهم همفرى بوجارت لا اعرف اشعر ان دور ريك بلان صمم لكى يقوم به بوجارت ابدع هذا الرجل افضل ادوراه على الاطلاق واحد اهم الادوار فى التاريخ عموما فى دور اقل ما كان يستحقه جائزة الاوسكار لكنه رشح فقط وخسر الجائزة فى فضيحه اوسكاريه تكررت كثيرا بعد ذلك مع كثيرا من النجوم وهو من وجه نظرى دور اكبر من الاوسكار بكثير وتكرر نفس الامر مع بوجارت بعدها بحوالى ست سنوات عندما قدم فيلمه البديع ( كنز جبال سيرا ) والذى قدم فيه دورا كبيرا لم يرشح حتى للاوسكار رغم انه يستحق الاوسكار عن الدور وليس مجرد الترشيح بوجارت من كبار نجوم السينما الامريكيه قدم كما قلت دوره البديع والاروع هنا فى كازبلانكا بالاضافه الى ادوراه المهمه فى افلام ( الصقر المالطى - اعالى سيرا - تحليل الموتى - فى مكان وحيد - الملكه الافريقيه ) والفيلم الاخير هو الفيلم الوحيد الذى استطاع بوجارت ان يفوز بالاوسكار من خلاله من انياب براندو عن رائعه ايليا كازان ( عربه تدعى الرغبه ) .
انجريد بيرجمان تلك الفتاة التى جاءت من السويد لتحتل مكانه بارزة فى تاريخ السينما عبر ادوار مهمه عبر تاريخها الطويل مع السينما الامريكيه والايطاليه ( كانت متزوجه من المخرج الايطالى الشهير روبرت روسلينى ) والسويديه والفرنسيه حيث انها كانت تتحدث بأكثر من خمسه لغات مختلفه جاءت لتقدم احد افضل ادوارها فى هوليود وهو بالطبع ليس افضل ادوارها ( اجراس سانت مارى - لمن تقرع الاجراس - ضوء الغاز - خريف سوناتا ) لكنها شكلت افضل ثنائى رومانسى فى تاريخ هوليود مع بوجارت
وانجريد كما هو معروف من النجوم القلائل الذين فازوا بالاوسكار اكثر من مرتين ( ثلاثه مرات افضل ممثله مرتين وافضل ممثله مساعدة مرة واحدة ) وظلت محتفظه بنجوميتها وتالقها الى وقت وافاتها عام 1982 .
بول هينيرد فى دور لازلو قدم شخصيه المناضل ضد النازيه والاستعمار باتقان تام كلود رينيه كان بمثابه الابتسامه فى الفيلم واعتقد انه افضل ادواره على الاطلاق رشح الفيلم لثمانى جوائز اوسكار فاز بثلاثه منها ( افضل فيلم وافضل مخرج وافضل نص ) مع ترشيح افضل ممثل لبوجارت وافضل ممثل مساعد لكلود رينيه وافضل تصوير سينمائى وافضل صوت وافضل موسيقى وافضل مونتاج لاشك لدى ان حوار الفيلم افضل سيناريو وحوار على الاطلاق بدون منافسه او منازع على الاطلاق .
 هناك فى الفيلم عدة كلمات صارت علامات مسجله للفيلم واختارها معهد الفيلم الامريكى لاشهر المقولات فى تاريخ السينما بشكل عام مثل : 
( هذا نخب النظر اليك )  ( اعزفها يا سام )   ( ستظل باريس دوما معا )
والى يوم يعرض الفيلم فى السينما فى الولايات المتحدة الامريكيه وفى كثيرا من الدول ويحظأ بنسب مشاهدة عاليه كأنه يعرض للمرة الاولى وجديرا بالذكر أنه توجد ملاهى فى دول كثيرة حول العالم تحمل اسم الفيلم


من اجمل مشاهد الفيلم :
( مهما مرت الايام)
مشهد الختام بين السا وريك
مشهد ريك فى انتظار السا فى ملاهه
مشهد عزف النشيدين الفرنسى والالمانى
 

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر