احصائيات المدونة

cenima world

السبت، 2 يونيو 2012

Blow-Up 1966


إذا كان لدي هدف فهو الهروب من الحرفية أو الموضوعية
وردت هذه الجملة في محضر حديث المخرج البولندي الراحل كريستوف كيسلوفيسكي عن سينماه ,, ولكن حديثه هذا ,, بدا لي فيه من سينما المخرج الايطالي مايكل انجلو انتونيوني الكثير ,, وخصوصا عند الحديث عن فلمه هذا الذي منحه السعفة عام 66 ,, العام الذي كان بمثابة تكليل نجاح وراء نجاح للايطالي المبدع والذي أفضى عن ما سمي حينها ( بفلم النقاد ) أو افضل فلم لعام 66 .. ما جعل هذه الجملة ,, افتتاحية مراجعة عن فلم انتونيوني هذا ,, هي لعبة الوهم التي اخترقها انتونيوني والتي اعطت في ختام الفلم ,, قوة الواقع ,, وقوة موضوعيته ,, رغم ان نقطة انطلاقتها كانت الوهم ,, ونقطة تأثيرها الوهم ,, وطريقة طرحها واسلوبها اعتمد على الايحاء ,
تحرير : فراس محمد
.
الرجل اراد ان يصنع فلمه هذا بقوانينه الخاصة ,, دون أن يكسر أو يهمش ما ساد حينها ,, أو ما يُعتبر اليوم كلاسيكيا ,, وهي الحالة التي يتلقى بها الجمهور الفلم ,, بالطريقة التي يتقبل فيها الجمهور هذه القوانين ,, كان انتونيوني يهمس في صوامعه صوتا آخر ,, يروي حكاية اخرى ,, فأعطى للفلم لون الواقع ,, وكساه بلغة الوهم ,, مع كثير من المشاهد التي تبدو خارج نطاق الفلم أو غير متفرعة عنه ,, هناك مجموعة من الحمقى أو المجانين ,, يهرعون جيئة وذهابا في شوارع لندن ,, يتقبلهم الناس دون استغراب وكأنهم جزء من هذه المدينة ,, وجزء من ما تحمله من التناقضات التي سيبرزها انتونيوني في ما يتبع من مشاهد ولقطات ,, هناك سيارة فارهة ,, وبها جهاز راديو أو باعث اشارة ,, يتصل بها شاب وسيم ( اصبح فيما بعد ثيمة وجزء من الثقافة الشعبية – شبيه بالحالة التي صنعها الفيس بريسلي في اميريكا او جون لينين في انكلترا ) ,, هناك مروحة خشبية عملاقة اثرية اشتراها هذا الشاب كديكور في قاعة التصوير ,, هناك ألبوم للصور يبرز كل فترة ,, يظهر به لقطات لم تعهدها مدينة لندن ,, في ازقتها ,, في شوارعها الخلفية ,, وكأنهم عمال مناجم ,, وكأنهم اسرى حرب ,, لماذا هم في البوم صور هذا الرجل ,, ولماذا هو ابدى هذا الاهتمام بهم
هذا ما يرينا اياه انتونيوني ,, ولكن في مكان آخر ,, يروي حكاية اخرى ,, حكاية الرجل الذي اكتشف جريمة قتل ,, في أحدى المنتزهات ,, جريمة غامضة التفاصيل ,, تفاصيلها كما تبدو غير مكتملة ,, كادت ان تمنح الفلم عنوان ( فلم اثارة أو فلم جريمة ) ,, ولكن في كل زاوية من زوايا هذه الحكاية ,, هناك حكاية اخرى ,, انتونيوني يحرض مشاهديه ,, يدفعهم لتحقيق هذه الرواية ,, للبحث عنها كما بحث هذا المصور عن الجريمة المخفية في زوايا النيكاتيف ,, في زوايا الصور الخضراء ذات المساحات العريضة ,, ذات المساحات الفارغة ,, .
انتونيوني يعود ليؤكد كرهه ,, للحرفية ,, السينما بالنسبة له ليست حرفة ,, هناك شيء ما يُظهر ندم انتونيوني او حسرته على الطريقة التي تتطور فيها الفنون ,, تتطور فيها المجتمعات ,, هناك شوارع خلفية تحوي اسرى حرب ,, تحوي عمال مناجم ,, اضطر ذلك المصور للتخفي كي يجدها ,, كي يعيشها ,, اضطر لدفع رشوة لاحد الحراس كي يدخل لها ,, ولكنه في خارج هذا المكان ,, يستقل سيارته الفارهة ,, والتي يجوب بها ارجاء لندن الساحرة ,, بمبانيها الحمراء والزرقاء ,, بكل ذلك الاختلاف عن ذلك المكان البائس المخفي في مجاهل لندن ,, انتونيوني صنع تلك النوعية من الافلام التي يحللها النقاد مشهدا بمشهد ,, كالمواطن كين وراشمون وأوردت .. ألوان الأبنية ,, طريقة تثبيت الكاميرا على حافة السيارة السوداء ,, التي اظهرت ذلك الجانب المتلألأ من ابنية لندن ,, ومن خلفها المقصد ,, هناك شيء ما في تلك المدينة ,, اشبه ما يكون بمنديل حرير يغطي الشوك ,, هناك في لندن ( تلك المدينة الكونية ) ,, تسير الامور باتجاه غير عادل ,, نرى ذلك المصور المحترف ,, يدخل الاستديو الخاص به ,, ويتقابل بتلك الحسناء ( الموديل ) ,, التي انتظرته لساعات كي يأخذ لها بضعة صور ,, هذا المصور المحترف الذي يمثل ذلك الاتجاه الذي يتجه به تطور المدينة ,, التي تظهر ما لا تكمن ,, تظهر ما لا تحوي ,, هناك جمال ,, جمال غير عادي ,, جمال في مظهر المدينة اثناء قيادة المصور المحترف لسيارته الغالية الثمن  ,, هناك جمال غير عادي في مظهر تلك الفتيات اللواتي يتوسلن العمل كموديل ,, هناك جمال غير عادي في تلك الحسناء التي انتظرت المصور لساعات كي يأخذ لها بعض الصور ,, هذا الجمال المزيف ,, جمال للبيع ,, للعرض لا أكثر ,, فتلك الابنية الحمراء ,, تعطي وراءها ازقة مكتظة بعمال مناجم واسرى حرب ,, تلك الحسناوات ,, لا يملكن أكثر من جمالهن لابرازه ,, هذا المصور ليس إلا تاجر جمال ,, تاجر سلعة ,, محترف ,, وهذا ما يمقته انتونيوني ,,
تبدأ جلسة التصوير ,, ليبدأ انتونيوني في صياغة فكرته عن الاحتراف في هذه المهنة التي تظهر مدى التناقض التي تعيشه هذه المدينة ,, ويأخذنا انتونيوني في هذا المشهد لابعد ما يمكن تصوره ,, وهو ان يُظهر جلسة التصور اشبه ما تكون بعملية ممارسة جنسية ,, بدت فيها العارضة اشبه بدمية ,, أو بعجينة ,, بين يدي هذا المصور الذي يحرضها لاظهار ابرز مافي مفاتنها من جمال ,, كي يتمكن من تجميده على ورق ,, في صورته لهذه الموديل ,, ولكن في الليل ,,سنرى تلك الموديل ,, بتلك الحقيقة التي تحاول لندن بكل ألوانها أن تخفيه ,, ( حياة الليل ) التي تمكنت لندن من بيعه ,, من استغلال مافيه من جمال ,, لبيعه ,, ,,  لذلك المصور الذي لا يتوانى عن توجيه كافة اشكال الاهانة لعارضاته كي يتمكن من التقاط صور لهن ,, وهذا ما اعطاه مطلق الصلاحية لأن يفعل بهن ما يرغب ,, يطردهن ,, يصرخ في وجوههم ,, يمارس معهن العاب التعري ,, فلندن الجديدة ,, لندن الملونة ,, تحتاج لتضحيات جديدة ,, شيء اشبه ما يكون بشرعنة الدعارة ( بتلوينها ) ,, وهذا ما حاول انتونيوني ان يقوله حينما قام المصور بطرد الفتاتان ولكنهما بقيتا ملتصقتين به مستجديتان ,, هذا ما جعله يستلقي بعد جلسة التصوير متعبا وكأنه وصل لنشوته مع تلك الموديل ,,, هذه هي لندن الجديدة ,, وهؤلاء هم وجوهها اليوم ,, تلك هي طموحات شاباتها ,, تلك هي المهن التي تمنح الشاب القدرة على ممارسة الدعارة بشرعية تامة  ولكن بتسميات اخرى وبسلع اخرى وبضاعة اخرى , وهذا ما جعل تحفة اثرية كتلك التي اشتراها من أحد محال التحف والإغراض التي تحمل قيمة تاريخية ,, تتحول من شيء ذو قيمة أثرية هامة إلى مجرد ديكور في الصور التي تبرز الجمال ,, هذا ما اراد انتونيوني ان يوضحه من كل ما نراه في هذا الفلم ,, وهي التغير الذي يطرأ على قيمة الأشياء مع هذا التغير الحاصل ,, ما القيمة التي يمثلها ذلك المصور المحترف بالمقارنة مع عمال المناجم ,, ما القيمة التي كانت عليها تلك المروحة الخشبية في مخزن التحف وكيف صارت في استديو التصوير ,,  فلتلك المروحة حكاية اخرى ,,
.
.
انتونيوني يروي الكثير من وجهات نظره دون ان ندري ,, أو دون ان يكون لها ( نظريا ) تلك القيمة في الفلم ,, ولكنها تبدو مع النظر للفلم كقطعة واحدة أو ككيان واحد ,, تبدو وكأنها فرع يرفد النهر الأساسي ,, فأذا انتبهتم ,, فأن المصور يدخل لمحل التحف مرتين ,, مرة قبل ان يذهب للحديقة للتصوير ,, ومرة حينما عاد منها ,, في المرة الأولى وجدنا عجوزا جلفا قاسي الملامح والطباع ,, لم يكترث بزبونه وبدا أنه لا يملك الرغبة لبيعه من الأساس ,, بدا عليه الغضب ,, وبدت عليه رغبات التخلص من زبونه هذا ,, ولكن في المرة الثانية التي اتى بها استقبلته أمرأة شابة بدت وكأنها تريد بيع أي شيء وبأي ثمن ,, وهذا ما حصل ,, هناك جيلان ,, مر عليهما هذا الزبون ,, وهناك نوعية معاملة مختلفة حصل عليها المصور جراء عملية المساومة على شراء القطعة ,, وهذا ما يؤكد وجهة نظر انتونيوني فيما يسمى بعرفه ( قيمة الأشياء ,, وطريقة تقديرها )
وهذا ما سيتكرس في اواخر الجزء الأول من الفلم ,, في مشهد المنعطف ,, المشهد الذي يدخل فيه هذا المصور إلى أحد المقاهي ويُبرز ألبوم صوره لأحد معارفه ويقول له ,, ما رايك ,, يجاوبه أنها رائعة ,, نلقي بنظرة على تلك الصور فإذا بها صور عمال المنجم ,, بكل ما تحمله من بؤس وخراب وضياع وتشرد ,, ولكنه يقول في ختام حواره ,, جملة برأيي أنها ( تحمل الفلم على عاتقها ) ,,, وهي ( هذه الصور ستكون لألبومي ,, ولكني سأختمها بصورة هادئة وثابتة ,, اريد نهاية الالبوم أن تكون هادئة ,, بينما بقية الصور فأريدها عنيفة ,, ولكن عن أي صورة هادئة يتحدث ,, أنها لتلك الصورة التي التقطها في أحدى المنتزهات المسالمة ,, الهادئة الخضراء الواسعة التي تحمل من الجمال الكثير ( لدرجة تشك انها تخفي من وراء هذا الجمال شيئا ) ,,
يعود المصور لأستديو الخاص به فتتبعه صاحبة الصور وبدا الحاحها على استعادة فلم التصوير غير بريئا ,, وهذا ما أثار فضول المصور فسايرها ليصل لنقطة التقاء ,, وفي مشهد يعتبر واحدا من اجمل مشاهد الفلم نرى كم هي عظيمة هوامش الحرية التي صنعها هذا المجتمع ( لجزء ) من سكانه ,, ربما للوسماء فقط ,, أو للأغنياء فقط ,, فالمصور في هذا المشهد نتعرف على جزء كبير من شخصيته , هذا الرجل الذي يعيش حالة طيران ,, حالة انعدام وزن ,, يعيشها من خلال مهنته التي بدا مخلصا لها بجد وموهوبا بها فعلا ,, فاستملكته ,, تلك المهنة التي يلف انتونيوني حولها طيلة احداث الفلم ,, بدت وكأنها سيطرت على هذا الشاب ,, فبدا اسيرها ,, وهذه فكرة اخرى احسن انتونيوني تقديمها ,, فأي نوع من التغييرات قد حصلت ,, أهي تلك النوعية التي تجعل الحمقى يدورون الشوارع مطالبين بتوقف الحرب وسفك الدماء ,, أهي تلك النوعية التي تجعل الشابات على استعداد لفعل أي شيء في سبيل العمل كعارضة ازياء ,, أهي تلك النوعية التي تجعل الدخول لاحد المناجم يحتاج لدفع رشوة ,, أهي تلك النوعية التي تجعل أهدء الصور ,, وأكثرها سلاما ,, وأكثرها تعبيرا عن وجه لندن الجديد ,, مسرحا لجريمة قتل غامضة ,,
هنا انتونيوني يصل للقمة ,, هنا انتونيوني يقول لمشاهديه شاهدوا كم أنا عظيم ,, كم أنا جارح وقاسي ,, شاهدوا كيف عريت لكم مجتمعكم ,, شاهدوا ذلك المصور كيف يبحث في أكثر الزوايا ظلمة في أكثر الصور هدوءا وسلاما عن الجريمة ,, شاهدوا كيف اكتشفها ,, وكأنه اكتشف اللغز ,, شاهدوا كيف ان ذلك الالبوم المليء بالبؤس والقهر والذل ,, والعنف ,, انتهى بصورة هادئة ,, تحمل في خفاياها جريمة قتل ,, تحمل في زواياها سلاما خادع وهدوءا كاذب ,, شاهدوا كيف تحول مجتمعكم ,,
ومع هذا الوجه الجديد ,, لوجه لندن الجديد ,, سنعرف لماذا ,, لماذا يسيطر الوهم على المظهر ,, والواقع تحت ذلك المنديل الحريري ,, وجمال العارضات الأخاذ ,, والأبينة الملونة الرائعة الجمال ,, ليست سوى ,, عنف ,, عمال مناجم قبيحين ,, مع ذلك الوجه ,, وفي هذه المفارقة التي جعلت المصور ,, يبحث عن جريمة غامضة ومختبئة في الصورة الاكثر سلاما وهدوءا ,, وينسى الجرائم المعلنة في صور العنف في مقدمة ألبومه ,, يتناساها ,, بل لا ينظر لها على أنها جرائم ,, لا يراها سوى من ناحية جمالية بحتة ,, لا يرى ما فيها من وجه قبيح لذات المدينة التي ظهرت في صورة الجريمة هادئة مسالمة ,,  هكذا ظهر العنف في صور عمال المنجم انعكاسا في الصورة الهادئة المسالمة ,, انعكاسا للوجه الآخر ,, طرف خيط غير مقطوع ,, واجهة انزاحت عن حيزها الوهمي ,, وهنا نرى كيف انتونيوني يلعب بالوهم ,, نرى المصور في حالة الصدمة ,, في حالة الخيبة ,, ليس في تلك الصورة الختامية السلام الذي ينشده ,, ليس فيها ذلك الهدوء ,, بل فيها من البشاعة ما لا يحتمله عقل ,, فيها من الكآبة والعنف ما يزيد عن صور عمال المنجم ,, لأنها غير ظاهرة , و غير واضحة ,, تجري كالظلال من تحت هدوء المدينة ,, من تحت ابنتيها الحمراء والسيارات السوداء والاستديو الفاره الكبير الذي اصبح ملجأ للجميلات ,, هذا هو الوهم الذي تحدث عنه كيسلوفيسكي ,, الذي يكون أكثر قوة من الواقع ,, أكثر قدرة على كشف الحقائق ,, حتى من الحقائق ذات نفسها من الصور البيضاء والسوداء ,, من الوجوه القبيحة العارية المشردة ,, من عمال المناجم ذات نفسهم ,, وهم الجريمة أقوى من الجريمة ,,
ما يثبت قوة انتونيوني في الاخراج , وما يعنيه انتونيوني كمخرج ,, عظيم ,, يظهر في المشهد الاخير من رائعته هذه ,, فمع توالي احداث الفلم ,, ظل الوهم حبيس مخيلة المشاهدين ومخيلة انتونيوني ,, حتى اراد الختام ,, المشهد الختامي يتجسد الوهم بطلا ,,, ليظهر في كم من الوهم يعيش البشر ,, يُظهر ,, أن التغيير في كثير من الاحيان ,, ليس سوى وهم ,, لكن الواقع مازال مختبئا حتى لو امتنعنا عن مشاهدته ,, حتى لو ظل حبيس الظلمة وراء الجدران ,, حتى ولو أغلقنا عينيا عنه ,, ليس كل التغيير تغييرا ,, الوهم ,, يمنح شعور التغيير , يعطي لمصور محترف قيمة قد لا يستحقها ,, يعطي لعارضة الازياء حياة غير سوية ,, ولكن بالمطلق ,, هذا التغيير منحها الشرعية ,,   ينزع عن تلك القطعة الأثرية قيمتها ,, ويمنحها لفستان ترتديه عارضة أو موديل ,, أولائك الحمقى ,, استقلوا سيارتهم وارتادوا ملعب التنس ,, وأخذوا يلعبون دون كرة ,, دون مضرب ,, ويتقاذفون الكرة ,, ويتبعونها بعينيهم ,, تنتقل الكاميرا  لعيني المصور ,, فنراه يتبع الكرة الوهمية ,, يتبع الوهم ,, ولا يراه ,, كما ألوان الابنية ,, كما اجساد العارضات ,, الحمقى يتقاذفون الهواء ,, الوهم ,, فتعلو كرة الوهم ,, عاليا خارج الملعب ,, المصور يسايرهم في جنونهم ,, يتبع الكرة , يحملها ,, يرميها ,, وتبقى الكاميرا عالقة على وجهه ,, وصوت خافت يظهر ,, يعلو ,, ويعلو ,, يعلو أكثر ,, أنه صوت الكرة ,, صوت الكرة يظهر ويعلو ,, هناك من يتقاذف الكرة ,, الوهم يصدر صوتا حقيقيا ,, الوهم ليس وهما ,, أنه حقيقة ,, الكرة حقيقية ,, صوت أوقف شعر بدني ,, كم أنت عظيم يا انتونيوني ,, كم أنت عظيم ,, صنعت فلما بطله الوهم ,,  صنعت فلما بدا وكأنه فلم اثارة ,, اردت لجميع المشاهدين ان يتفاعلو مع الجريمة الغامضة ,, لتصفعهم في ختام الفلم بحقيقة الوهم ,,
سعفة اخرى ,, وترشيح آخر لأوسكار افضل مخرج ,, وقوة الوهم كافية لتضعك في مصافي ما انجب التاريخ من مخرجين ,,
هذه المراجعة ,, بقيت حبيسة الوهم ,, لأكثر من ستة اشهر ,, من تاريخ مشاهدتي لهذا الفلم ,, وهذه الكلمات هي صدى هذا الوهم ,, الذي صنع فلما عظيما ,, ارجو أن تتم مشاهدة هذا الفلم بكثير من الحذر ,, فأنتونيوني يقول الكثير ,, ومن المحزن ان نمر على ما يقوله من خلال هذه الصور التي تبدو أقرب لأن لا تحمل تلك الكلمات ,, دون أن نشعر بها ,, انتونيوني مدرسة في الحياة قبل ان يكون مدرسة سينمائية ,, ولا اكذب إن قلت ان بمشاهدتي لهذا الفلم زاد تقديري لأنتونيوني كثيرا ,, واصبح بالنسبة لي ,, اكثر من مجرد مخرج عظيم ,,

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر