احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 15 يونيو 2012

Ali Fear Eats the Soul 1974



 لطالما أستحثني البحث عن الغوص في الفلسفية التي تستحضرها العلاقة بين الافراد وخصوصاً الحالة التي تكمن في قدرتهم على الاتصال مع الاخرين وتشكيل تلك العلاقة تحت العديد من المفاهيم ومنها مفهوم (الحب) وشخصياً تستحضرني كلمة واحدة لوصف الحب بشكل الكامل وهيا (الحاجة) . صدقاً أجد ان الحب هو أحد الحاجات الفطرية الانسانية الأساسية والتي تجعلنا نتقرب من الاخرين لعلنا نجد فيهم تلك الجزيئة من النقص والفراغ الذي نأمل ان تملئه علاقاتنا بالاخرين ,,
المخرج الالماني راينير فيرنير فاسبيندر أحد اهم المخرجين الالمان الذي يجعلون من السينما حالة مرهقة للمشاهد ومربكة في بعض الاحيان فلمخرج فاسبيندر دوماً ماتجد ان تركيزة على التغلغل في ذات شخصياته وعكس مدى السخرية التي تلوح بأفقهم ومدى الغباء الشديد الذي يَكمن في عقليتهم والذي بِ ألاساس يعكس مدى جهالة وسخافة المجتمع ككل , فاسبيندر يراهن في فلمه ( الخوف يأكل الروح) على جعل المشاهد يضيع في رحاب تلك التجربة الفريدة من نوعها , فلو أخذنا القصة من عدة وجهات لخرجنا بالعديد من التأويل حول ماارد ان يطرحه مخرج العمل من خلال فلمه هذا وهو أمر يحسب للمخرج راينير فاسبيندر ...
فاسبيندر يطرح في فلمه قصة حول أمراه في الخمسينات من عمرها تعيش وحيدة وتعمل كعاملة تنظيف تربطها علاقة حب وزواج بشاب مغربي يكاد ان يكون في نصف عمرها وهنا تبدأ حالة المقاطعة لتلك السيدة من قبل ابناءها وزميلاتها وحتى جيرانها وجميع افراد المجتمع الذين يقابلوهم ,, لعلى الامر المثير ان مخرج العمل فاسبيندر جعلنا نشعر بكم كبير من السخرية الفجه المقتية ومدى سوء الفهم والتفهم والغباء الذي تعاثة شخوص عمله التي كانت تعبر بشكل او اخر عن السادية البشرية والعنصرية الجلفة والمقت للأخرين دون أي سبب تستطيع ان تستشفه في التسلسل الحدثي , والامر المثير انك تلحظ تلك الصومعة التي تغلف علاقة تلك السيدة بِـ علي الشاب المغربي ,, الشيء المبهر حقاً ان فاسبيندر راهن على خلق تلك الحالة من البرود والواقعية حتى من خلال ديكورات واثاث المنازل والشوارع وستشعر انك تتعايش في منطقة رثه يملئه الخمول العاطفي وعدم وجودية الاتصال الحقيقي بين افراد المجتمع بل هيا مجرد حالات من الاتصال المادي والمصلحي ولاغير ..


من خلال مشاهداتي السابقة لمخرج العمل اجد انه دوماً ماترتكز سينماه على نوع من السخرية على المجتمع الالماني ومدى الجهل والحنق والانعزالية التي يغدق نفسه بها قبل الوباء النازي وبعده والامر كان ظاهر للعيان في الرائعه (زواج ماريا بروان ) والتي حاول فاسبيندر ان يجعل علاقة حب بين ماريا وزوجها شرارة لثورة في تغيير تلك المراه وأنسلاخها عن ذاتها واجد انه في الخوف يأكل الروح هو ثوره على المجتمع الالماني ومدى العقم الذي ينتهك حرماته والتي ستجدي تلك الفكرة من خلال محاولة تلك الافراد اشباع حاجاته من خلال الاخرين فلو توغلنا في شخصية علي من هذا المنطلق لوجدناه حاول ان يشبع رغباته بي الانتماء الى بني قومه والخوف والعزلة من خلال اقامة علاقة جنسية مع صديقته القديمة ولوجودنا الزوجة أيمي وجدت في علي الشاب وجوديتهَ في الحياه وبصيص لنور انه تحيا لشخص اخر والامر ذاته ستجده في معظم شخوص العمل ,, الامر الاخير الذي أود استحضاره هنا هو ان مجريات الاحداث والتي تؤدي جعل المشاهد يرى ان علاقة أيمي وعلي فاشلة وتسير نحو طريق مسدود كما يراه مجتمعها سارت في صوب اخر والذي يصب في الفكرة التي تجعل من العاطفة احد اكثر الفلسفيات التي يحتاجها بني البشر لربطهم في عالمهم ووجوديتهم في الحياة ...

عبدالرحمن الخوالدة

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر