احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 1 يوليو 2011

The Big Heat -1953


    The Big Heat 1953


تحرير : عبدالرحمن الخوالدة                                     
دوما ما تجسد الحاله السينمائيه الخاصه (أيقونه سينمائيه) لعده أسباب وأسس للأضطلاع عليها ومايقدمه ذالك العمل من أيقونات وأسلوب متفرد وتقديم ممتاز وطرح مثالي وفي النهاية الفتره اللي قدم فيها العمل والفئه التقنيه له , ودوما مارارى ان لكل صنف سينمائي أباطرته وصناعه , فلو اردنا الحديث عن أي صنف سينمائي بحد ذاته لوقفنا لذكر عدد من  الاسماء التي أسست تلك  المرحله السينمائيه او قدمت أهم أعمالها , ولعل أفلام النوار تعد من أهم المراحل التي قدمت فيه السينما الكلاسيكيه هويه ومرحله كانت ان ذالك ,,

ولعلي أجد ان الاسماء التي أزدانت بها مرحله أفلام النوار الكلاسيكيه عديده ولكن اهم ماقاد تلك الموجه ولو صح ذالك التعبير عن ذالك الصنف ومنهم (الفريد هيتشكوك ) (بيلي ويلدر) (أورسن ويلز) (كارول ريد) والعديد من الاسماء الاخرى مثل شارلي لوتن ومايكي كورتز وغيرهم ,, ولعلي وجدت ان الاسماء المذكوره في البدايه كانت لها اليد العليى في صياغه سينماهم بشكل خاص لتبرز عن بقيه الاسماء التي خاضت في سينما النوار الكلاسيكيه ولكني عندما شاهدت افلام  فريتز لانغ شعرت بتلك الرصافه والرتابه في أعماله المقدمه ومدى تعلق هذا المخرج بشخوصه والتعمق في بواطنها واخراجها لنا ببساطه وواقعيه خالصه تكمن جماليتها في ترابطها مع مجتمعها ..
فريتز لانغ وفي فلمه (الحرارة الكبير ) بدء أطروحته في شخصيه أحد رجال الشرطه الذي يقدم على الانتحار ويدخل في التحقيق احد المحققين (جيلين فورد) ليمسك هذا المحقق بخيوط تلك القضيه التي تترابط رويدا رويدا ليكتشف أحد المؤامرات التي رافقت عمليه الانتحار في بدايه العمل وبغض النظر عن التسلسل الحدثي في العمل والتي لاتعد ذات اهميه بعكس الصور التي قدمها لانغ والتي كانت بمثابه وسيله لجعل المشاعر والاحاسيس الانسانيه بكافه اشكالها والوانها هيا الايقونه الابرز في تلك الاسروده .
ولعلي وجدت نفسي في اكثر اللحظات المثيره للقلق والارتياب وحاله من التأثر في لحظات التي جعل فيها فريتز شخصيته الرئيسيه تعيش لحظاته في الغرق في سوداويه شخوص العمل والبيئه التي كانت ترصف انغلاقيه الشخوص على نفسها خوفا على نفسها من قول الحقيقه التي كانت واضحه للجميع ..
ولكني اعود من بدايه مراجعتي عندما وصفت ان الاسلوب الاخراجي هو الحاله التي يجعل الصانع لعمله ايقونه خاصه يرسم اسمه فيها ,. فلو استذكرنا بيلي ويلدر في فلمه (جاده الغروب) لوضعنا أفتتاحيته التي ترصد نهايه الفيلم بنقله نوعيه انذالك وخصيصا في صنف يجتاح الغموض معالمه واقصد سينما النوار واما هيتشكوك في فلمه (ظل الشك) جعل لكل شخصيه في فلمه هذا لونين واحد ابيض ناصع بريىء والاخر اسود مظلم حقير ومع ذالكم كانت تلك الشخوص تتلقى في نفس البيئه ومراحل العيش ,, واما كارول ريد (الرجل الثالث) قدم واحد من اهم المشاهد البصريه ذات العمق عندما جعل هاري يركض مسرعا داخل مجراير والانفاق لوصف شخص هاري ,, واخيرا اورسن ويلز (لمسه الشيطان ) ارتكز في صياغته على التعتيم على الكثير من عوالم الشخوص والترابط في البناء النصي ليقدم رائعته تلك .

أما فريتز لانغ في هذا العمل ورغم البساطه في النص المقدم والغموض اللحظي الذي لم يكن النقطه الاساسيه في اطروحته , ولكنه ارتكز على التعمق في شخوصه الرئيسيه وطرحه سينماه بشكل شغفي جميل واقعي ليعكس مدى الالفه والبراءه والمشاعر التي يكتنف في باطن شخوصه وفي الجهه الاخرى كان يعرض لنا مدى العشوائيه والحقد والسواد التي يبطن في عقول تلك الفئه ومدى تطرفها ,,
ليصل الى النصف ساعه الاخيره من عمله ويفاجئني بتلك الرصانه الدرامية والدقه في التسلسل النصي ومدى تعلقه بشخوصه فعلا وان الصنف الابيض لايمكن ان يلطخ بسواد من جهه ومن جهه اخرى انه ليس كل من يغوص في ظلمه اختياره العابثه يعتبر جزاما انها صفه لاتتجزء عنه وانها قالب اعتاشه بل لتلك الفئه سببيه في التطرف والسواد التي تعتاشه .


فريتز لانغ في مشهده الختامي أبتعد بشكل تام عن مايسمى فن الجريمه والاثاره التي هيا جزء لايتجزء من افلام النوار واغرقه عمله بفضح تلك الصوره المشوهه لعوالم شخوصه والتي لطالما كانوا يحاولون اخفاءه كما اخفت (جلوريا جرامي) وجهها بعد ان احترق وذهب جمالها الذي كان سبيتها للخروج من البيئه التي تعتاش فيها , فريتز نقلنا من عوالم الباطن الى عوالم الظاهر ونقله الصوره الى امام المشاهد وجعل قبح الباطن ينسل الى الظاهر ويصبح صوره تظهر امامنا بل تلاعب بعواطف المشاهد واغرق سينماه بوصفه تأمليه لسيكلوجيا الدراما الانسانيه ومدى اللازداوجيه التي تكتنف فيهم والبيئه والاختيارات الخاطئه التي تجعل منهم طرف مأساه تلك الشخوص .
فريتز لانغ قدم لوحه دراميه لعوالم شخوصه في حاله فريده لسينما النوار ذات قالب مبهر اخراجيا وعميق فنيا ,, "
4/5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر