احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 1 يوليو 2011

Federico Fellini - 8½ / 1963



Federico Fellini - 8½  / 1963


“Why do you smile that way? l never know if you’re judging me,
absolving me or mocking me.”
Federico Fellini - 8½ (1963)

  فيللني يرقص على دقات اوتار سيرته الذاتيه ||


تحرير : عبدالرحمن الخوالدة

 في بعض الاحيان تجد ان هناك مجموعه من الاعمال السينمائيه يصعب على القارىء مراجعتها بشكل التام المثالي لجميع مفردات أتجاهاتها وذلك ليس
ضعفا من القارىء ولكن تقديرا منه على ماتحمله تلك الاعمال من عده محاور واتجاهات وافكار غزيره تكمن في جوانب العمل وشخوصه فتجبره على
الخضوع لجمال ورقي تلك الصوره التي أبهره فيها الصانع بضخامه ومثاليه ورتابه أهزوجته الفنيه , فيشعر حينها القارىء الممتبع انه ضائع بين
 براثم رسائل تلك اللوحه ومايشوبها من حوار ونص واداء وحتى مؤثرات مرئيه تمزج مع الصوتيه بشكل احترافي يصيب المشاهد بحاله من الصراع
الفكري في معتقله الخاص مما يكسر حواجز محدوديه الخيال لتفكيره ويضرب بها لأفق جديد عنوانه ألابرز:
" سينما لاتستطيع ان تحددها في اي أفق كان "


Federico Fellini - 8½ (1963


 ثمانيه ونص " فيديركو فيللني "

“Why do you smile that way? l never know if you’re judging me,
absolving me or mocking me.”
Federico Fellini - 8½ (1963)

  فيللني يرقص على دقات اوتار سيرته الذاتيه ||



عند البدء في قراءه فعليه لحدى الاهازيج الفنيه التي رسخت في تاريخ السينما العالميه وعدت كأحدى افضل اللوحات الفنيه الممزوجه بأجمل الوان الصراعات النفسيه والشخصيه لأحد صناع السينما وأقصد المخرج الايطالي المعروف (بيدرو فيللني ) الذي أستطاع أن يخرج السينما الايطاليه من مسمى الواقعيه السينمائيه في الطرح ليكون من أعظم الصناع القادرين على مزج اكثر من اسلوب فني في الطرح واغراقها في سلسله من الحوارات المثقله برونق فكري خلاق يسير بين جنابتها روح ترتعش بين رقصات شخصيات فيللني لتفتح الباب من مصرعيه لطروحه جديده تتألق بين نغماتها جمال الميلودراميه ممزوجه بشيء من الكوميديا السوداء ان صح الوصف , لتتراسل فيها صور سيرياليه عبثيه بسيطه تجعل المشاهد في حيره تامه اثناء مايشاهده ,
ثمانيه ونصف ومنذ افتتاحيته التي وجدتها من أفضل الافتتاحيات في السينما أجمالا , تلك الصوره السيرياليه لرجل محاصر في ازمه سير مروريه يختنق في سيارته الخاصه لينظر الى من هم حوله ليقدمو له المساعده فيكتفون بنظر اليه لاغير , في هذه المشهد اعتبر انا فيللني اوجز لنا عمله بكل حرفيه وذكاء والهام منقطع النظير فعبر عن اختناق شخصيته الرئيسيه "المخرج غيدو (مارسيلو ماستروياني ) " بشخص يختنق بفعل الشخوص والعوالم التي تدور حوله والتي شاهدنها تنظر حوله قابعه في اماكنها لتمثل تلك الشخوص معتركات وصعوبات كانت تختبي في اعماق هذا الرجل من الشهوه الشهره المسؤوليات والاهم التقدم في العمر والسن ,,

 

ليحاول غيدو الذي أصفه او اجده"فيللني يعبر عن ذاته " يخرج من سيارته ويقفز في السماء محلق حر سعيد بعيد عن تلك الشخوص او الاجدر عن تلك القيود التي تقيده وتجعل منه أسير يصارع اوهامه الذاتيه ومعاناته مع عوالمه التي تدور حوله , وفجاءه يكتشف انه مربوط في حبل الى تلك الارض الملىء بعقده الشخصيه يمسك الحبل من الاسفل أحد أصدقائه او كما اثرت من البدايه احدى الشخوص التي تمثل معتركات واحاسيس ومعانات الفرد في مجتمعه الداخلي ليقوم بسحبه مره أخرى لجحيمه النفسي , هنا فييلني اثبت للجميع انه لايقدم عمل سينمائي يطرح العديد من الافكار كما هيا معظم الاعمال السينمائيه بل يعرض صور للهام نفسه تصعد بالمشاهد الى أفق يصعب أدراكها الا في قله من ألاعمال السينمائيه , والاكثر من ذلك انه اثناء طرح افتتاحيه التي اعدها من أعظم ماصنعت السينما هو خلقه لرؤيه جديده في الطرح تنساب بعذوبه رتابتها بين الواقع والحلم وبعدها الماضي لشخص غيدو (فيللني ),,,


أسمحو لي ان أقوم بسرد احداث الفيلم على شكل صور وليس بسرد تسلسلي لانه العمل يكتنز في مختلجه الفني العديد من الافكار يطرحها فيللني بين نصوصه وحوارت شخوصه وحتى أقل معالم تحوم بشخصته الرئيسيه ,
الصوره الاولى ..
غيدو مخرج سينمائي يعاني من ألارق الشديد والتعب والضغط النفسي ينصحه اطباءه بالولوج الى أحدى المنتجعات للستجمام واراحه أعصابه لكن في خضم أستجمامه هذا يجب عليه أكمال أحد أهم أعماله لذا يرافقه في رحله استجمامه كوكبه من فريق عمله من كاتب نص الفيلم وكادر التصوير يلحق بهم منتج العمل والممثلين والممثلات المرشحين للعمل , ( كل شخصيه من تلك الشخصيات بحاجه الى الانفراد بها لتأثيرها بشكل مباشر على شخص غيدو) والادهى من ذلك يصرع فيللني المشاهد بفكرة ان ذلك المخرج في صراع نفسي في عدم أكمال الفيلم لنضوب الافكار لديه فنقف متأثير في معانات هذا المخرج مع ذاته الداخلي في معركه نفسيه مع مسؤولياته وذكرياته واندثار سنون حياته دون أنجاز يقف عليه وعبر فيللني عن أهم فكره تتراسل في معترك غيدو الشخصي عبر الشخصيات في المنتجع وتحوم به من أشخاص في الاربعنيات او الخمسينيات من العمر لتتوضح اول صور الخوف عند غيدو وهي انتهاء رحله حياته وشعوره بندثار سنونه وبداية شيخوته وهرمه ,,


لتحوم أول شخوص فييلني امام غيدو وهو صديق قديم له , كانو معا في ريعان الشباب ليتعرف الى صديقته التي كانت شابه في مقتبل العمر مزاجيه الهوى شديده الانفعال تفوح من رائحه الحياه الشهوه الحريه , ليترامي لنا مدى رتابه ودقه صنع الشخصيات بشكل يوضح لنا به فيللني المرحله التي وضع غيدو فيه من صراع من الزمن والايام والسنون وتطاير عمره وخوفه من ذلك وتسطيح ذلك بصوره صديقه الذي اراد ان يشعر بشباب من جديد بعلاقته مع تلك الفتاه , (استوضح انه الشخوص ماهي الا رسائل لعوالم فيللني "غيدو " )
لتتصدر تلك الشخوص احدى المفارقات التي أشبع بها العمل ليضعنا فيللني في مفارقه يجب ان يلقى الضوء عليها لأهميتها في الصراع الداخلي لغيدو وتتمثل تلك المفارقه بين شخصيتين وهما زوجة فيللني (أنوك أيمي ) وعشيقته (ساندرا ميلو ) في صراع نفسي لرغبه والغريزه والشهوه يقبع في الطرف الاخر المسؤوليه والالتزام والتكافىء الثقافي والفكري ليرصد لنا فيللني مدى المفارقه التي يعيش بها الفرد وعدم أكتفاءه الذاتي بواحده من المفرقتين فكانت زوجته والتي يظهر لك مظهرها وحوارتها عن اناقه وثقافه عاليه وفكر وعقل راجح , لتكون عشقيته الوجه الاخرى من عمله شهوات غيدو مراه ساذجه غبيه يلطخ المكياج وجهها الجميل وجل همها لباسها والعلاقات السطحيه الشهوانيه لاغير ,,


ليخضنا فييلني في طرحه الى الغرق بين الحلم والواقع والذكرى في معترك نفسه ليصل المشاهد الى ضياع نسبي بين تلك الصور العابثه التي كانت تشوبها الصوره التي أصبح عليها غيدو في الحاضر , ليوصلنا فييلني الى مرحله من مكنونات هذا الرجل وتجريده لنا اهم مراحل أثرت بشخصه ومن اهمها تلك السيده التي كانت شبه رجل في مظهرها ومحاولته لجعلها تتراقص على دقات حواره النفسي لوجودية الدين في حياته كفرد ترعرع على الثقافه الدينيه المتزمته وهربه منها وصراعاته منذ الطفوله مع الكهنه واصحاب الدين ,,"

ليقفز في ذهني استعراض أهم واجرىء وافضل المشاهد السينمائيه التي تسارعت اللي وهو مشهد ::
حمام نساء غيدو ||



وفي هذا المشهد خصيصا أرى انه يحتاج الى عشرات السطور من التوضيح والسرد الحدثي الفني والقراءه لمعتركات شخوص المشهد والصوره الفنيه التي سطرها فييلني بكل شفافيه وجراءه ووضوح للفكر الذكوري وصراعه في مشهد عبر عنه فيللني بمزج الميلودراميه مع الكوميديا بعدد من الرقصات الأيحائيه لتلك الشخوص في أندماج مابين ذكرى غويدو في لحظات أستحمامه وهو طفل صغير وشعوره بالامان والطمئنينه وبين ذراعي والدته وبين الحلم والاوهام لرجل يحمل سوط لمجوعه من نساءه يسككن حمامه او منزله المكون من طابقين الطبقه الاول لنساءه العاملات التي مازلن قادرات على اشباع غريزته والطبقه الثانيه لنساء اصبحن مجرد ذكرى ولم يعدن يملكن المواصفات التي يريدها وقام بتخلي عنهن برميهن في رف ذاكرته (الطابق الثاني ) لتحاول احداهن التمرد على غيدو وكسر عنجهيه ذكوريته فيقف هو لها بسوطه ليكسر به كل محاولتها بتمرد في اهزوجه موسيقيه راقصه حواريه مليئه بشذرات والعوالم والشخوص التي سكنت في ذكرى هذا الرجل في اجمل صوره أثقلت بغزراه وجراءه صانعها بين تسطيح الشخوص وانبثاق عوالم غيدو عن طريق نسوته وتمثيل كل شخصيه مثلتها تلك النساء بمعترك نفسي داخلي اراد فيللني به ان يدفعنا الى العيش بين براثم تلك الشخوص وتأثيرها فيه ,, لتنقل لنا كاميرا فيللني صوره من اللهام الفني السيرالي لتعبر لنا عن مدى سطوه السنون والشخوص ومابينها في تجريد غيدو كفرد وانسان ورجل بجراءه ومثاليه تبرز منها العديد من الافكار والتقلبات لسيرته الذاتيه ,,

 

عندما يكسر الصانع الحاجز الفكري للمتلقي برتابه ورونق الحوار ومابعده ؟!
 لم اشهد فعليا عمل متكامل من جميع الاطراف كما هو ثمانيه ونصف لفييلني فكتملت تلك الصوره البهيه الراقيه في احدى أجمل واعظم نصوص
الحوار ,التي مثلها فيللني بلقاء بين غيدو وكلوديا :
أسمحو لي بنقل النص الحواري كاملا لأهميته في المراجعه "
غيدو : أنك في غايه الجمال , أنني عاجز عن الكلام .
تجعلين قلبي ينبض كطالب مراهق , ألست تصدقيني انت مصدر الهامي , كلوديا من تحبين , مع من انت .؟
لم تبتسمين بهذا الشكل لا اعلم هل انت غاضبه مني ام راضيه ام تخدعيني ,
 هل يمكنك التخلي عن كل شيء , والبدء معي من الصفر , أختيار شيء وحيد , وجعله السبب الوحيد للحياه "
شيء يحوي كل شيء , يصبح كل شيء , لأن تشبثك به يجعله يدوم الى الابد ؟ هل يمكنك فعل ذلك ؟
بطلنا يريد التمسك بكل شيء , لايمكنه التخلي عن شيء وحيد ,لايمكنه ان يثبت على رأيه , ولانه خائف ربما يفقد دربه ,
وانه ينزف ببطء حتى الموت , ومن ثم يلتقي بفتاه الربيع , التي تعطيه الدواء الشافي , أنها شابه وكبيره , طفله وامرأه "
أنها أصليه ومتألقه , لاشك بأنها خلاصه ,
كلوديا :
لم افهم ماقلته رجل مثل بطلك لايعرف الحب , ولا يثير التعاطف , هذا خطائه , ماذايتوقع ؟
غيدو: يقابل فتاه بامكانها ان تدفعه للحياه , ولكنه يدعها ترحل ,
كلوديا : لانه يجهل كيف يحب , ولانه كاذب , ويهل معنى الحب وكيفيته مطارحته "


في هذا المشهد حصرا كشف فييلني عن مكنوناته الشخصيه مخاوفه صراعاته اخطاءه وأهم انجاز لم يذق طعمه وهو الحب , فيللني في هذا المشهد جرد الحوار من المعنى المتعرف عليه ليشعرنا انه يتحدث مع نفسه في مرأه لفتاه احلامه التي تحمل جميع المفارقات من الشباب ورونقه الكبر ورتابته الطفوله وبراءتها المراه ونضوجها وغريزتها , فيللني سطر في تلك الجمل أجمل قصيده لمسيره الفرد ومعتركاته واحاسيسه وغريزته وملذاته واحلامه واخيرا سطرها بكلمه واحده وهي الحب ,, وعدم شعوره بمثاليته , عبر عن الاقنعه التي نخبىء انفسنا تحتها ونذعن لمصطلحات مثل المسؤوليه والالتزام ومحاولته لمره في حياته الولوج بواقعيه الى الهروب من ماضيه وحاضره وعمله وكل مايخنق حريته , المشهد عباره عن صراع فكري انساني شاعري يسطر به فيللني عن مايجول في فكره في شخصيه غويدو ومايكبوه من مشاعر داخليه تختبي تحت شخصيه ذلك المخرج .



* اما المشهد الاهم الذي تركت مراجعته لنهاية اطروحتي هذه هو مشهد الساحر قارىء الافكار , وتركي لذلك المشهد لنهايه لم يكن عفويا او عشوائيا بل كان نظرا لاهميته ولاني اعده النقطه التي أرتكز عليها فيللني في شخص غيدو فذلك الساحر الذي قرء العديد من الشخوص قبل غيدو ووجد الشهوه والغريزه والضياع والماده تجتاحه عقول الشخوص التي تحوم حول غيدو وجد انه مايجول في فكر غيدو هي مرأه مثلت له الكمال الشخصي البراءه الجاذبيه الحنان والعطف الحب المثالي وتلك المرأه التي كان يبحث عن مثيل لها كانت والدته التي تجري ورءاه في لحظات سعادته في حوض مشابه لذاك في حوض حمام حريمه لندرك معنى الحب الذي يبحث عنه غيدو فعلا والنساء اللواتي شخصن كل واحده بصفاتها معنى شخصيه واحده لمعترك احاسيس ومشاعر وعواطف غيدو (فيللني ) "
لأصل لتلك الرساله خاتمه التي عبر عنها غيدو في رقصه مثلت أحجيه أحد اطراف الصوره الكامله لهزوجته الفنيه الموسيقيه الميلودراميه |
(اذا كانت الافتتاحيه تعد أفضل افتتاحيه في تاريخ السينما فكانت الخاتمه بمثابه تجريد تلك الافتتاحه من عظمتها )

 
عندما حاولت أن اعد مراجعه لهذا العمل ترددت كثيرا لاني اعتبر فئه ثمانيه ونصف تتصف برونق ومذاق خاص لايستطيع اي احد ان يدرك جماليته الا بعد مشاهدتين او اكثر لهذا العمل ليقف امام كل شخصيه اضيفت للعمل او بعض المشاهد التي اثقلت مخيلتي بأجمل الافكار وتم التغاضي عنها لانه وجدتها مشاهد حسيه تتراسل مباشره من الصانع للمتلقي ومن تلك المشاهد مشهد الخاتمه الذي وضع فييلني فيه جميع شخوص لوحه في دائره راقصين على اوكسترا اشخاص من السيرك ليعبر عن تلك الدوائر التي تحيط بعالم الفرد وتدور على رقصات سنون الحياه ومراحل تمر عليها نشعر بحلاوه كل مرحله يمر بها الانسان تدور بشخوص هو مركزها وتسير كل منها برتابه وجماليه وعشوائيه موسيقى الاوكسترا ورقصات شخوصها ,"

أيقونه سينمائيه بالغة ألاهمية ..

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر