احصائيات المدونة

cenima world

الخميس، 21 يوليو 2011

Eyes Wide Shut 1999


Eyes Wide Shut  1999

" عيون مغلقة جيدا "

كوبرياك يقدم لوحتة بطابع مثير وبقالب تسخر من أزواجية العلاقات بين الشهوه والمسؤوليات  !

 


تحرير : عبدالرحمن الخوالدة
في لحظه انتهاءي من مشاهدة اخر افلام ستانلي كوبرياك والذي سمعت انه اقل افلام هذا المخرج مستوى وتقدير فني ونقدي وجماهيري معا  ..
ولكني فور انتهاءي من المشاهده خرجت انني امام واحده من أكثر الافلام جدلية واسقاطات صارخه تسخر من الفساد الذي يعاث بالعلاقات الانسانية ومدى
تأثرها بالرغبه والشهوه وجعلنا شهداء على الانحطاط الاخلاقي لدى الافراد والمجتمع ومدى سيطرة الجانب الغريزي على الفرد وتسييره نحو الابتعاد عن المسار السوي الاخلاقي والواقع في براثن عبثية رغباته الخاصة ..
وانا اتتبع هذا العمل ومنذ افتتاحيته التي طرحت زوجين هما دكتور بيل هارفورد (توم كروز ) و اليس هارفورد (نيكول كيدمان) والمشهد التي تظهر فيه نيكول عاريه تماما ثم تقوم برتداء ملابس السهره الفاخره لتغطي جسدها بتلك الحله
المبهرجه من الملابس والمكياج والمجوهرات تلك الافتتاحية التي قدمها كوبرياك في عمله العيون المغلقه جيدا كان تبعث في نفسي اول علامات الاستفهام التي سوف اطرحها في نهاية مراجعتي هذه !


لطالما طرحت السينما العلاقات الانسانية وسخرت من الازواجية فيها والانحلال الاخلاقي التي تعتاشه والفرق الشاسع بين المسؤوليات والمشاعر العاطفيه , والتي قدمها أهم صناع السينما العالمية واذكر منها
المخرج السويدي أنغمار بيرغمان (الصمت : The Silence 1963) ففي عمله هذا حاول انغمار ان يستعرض اكثر الافكار جدلية وتطرف عن طريق اشباع رغبات اخت عن طريق اختها الصغرى وتجسيد الانحلال الاخلاقي
وضياع تلك الاخت في صهوه غريزتها الشخصيه , واما المخرج الفرنسي جان لوك جوادر (ألاحتقار: Contempt 1963) والذي سرد قصة مخرج يحاول ان يتقرب من أحد المنتجين عن طريق التغاضي عن محاولات المنتج
التقرب من زوجة المخرج مرارا وتكرار , واما اخر الاسماء التي سوف اطرحها هو المخرج الاسباني لويس بونويل في عمليه (Le charme discret de la bourgeoisie 1972 و Belle de jour 1976) والتي
حاول بونويل ان يسلط الضوء على الانحاط الذي يكمن في نفوس البرجوازيين ومدى السطحية والشهوانية والفراغ الذي يربط بعلاقاتهم ..
واعود هنا الى العيون مغلقه جيدا ففي المشهد الثاني يستعرض كوبرياك كل من الطبيب بيل وزوجته اليس يغرقان في حاله من الاثاره الجنسية لكل واحد منهما بشكل منفرد بل انك تشعر ان في هذه اللحظه انه سوف يقوم كل منهما بخيانة  الاخر
في مشهد ثنائي مثير لطبيب بيل مع فتاتان تحاولان ان تجراه الى ممارسة الجنس معه واما زوجته فكنت ارى الشهوه الجنسية تلامس شفتيها بكل حرف كانت تنطقه مع احد زوار الحفل وكأن كوبرياك حاول ان يجرد الشخصيتان من اي قيم او اخلاقيات
او مسؤوليه والامر الذي كنت اضعه ان الشخصيتين كانا يتواجدان في نفس الموقع ومع ذالك لم يجزع الاثنان من مشاهده الاخر بتلك الصورة ؟!


ليبدأ ستانلي كوبرياك فعلا بطرح لوحته الدرامية الشهوانية بواحد من اكثر المشاهد المثيره لهذان الزوجان عندما يتطرحان الجنس امام احد المرايا في منزلهم والامر المثير لريبة هو أنتقال نظر اليس (نيكول كيدمان) الى المرأه لمشاهده الرغبه
والشهوه التي تكتنفها وزوجها وفي هذا المشهد الذي اجده واحد من اهم واجمل مشاهد الفيلم التي تعبر البحث عن الاشباع الجنسي والتأمل فيه والرغبه فكانت اليس تختلس النظر الى ثورة هيجان زوجها بتلك اللحظه ! لننتقل الى تقديم الحد الفاصل في اطروحة كوبرياك عندما تعترف الزوجه لزوجها بعد جدال طويل من قبل الزوج بدعاء انه يمتلك الثقه التامه بتلك الزوجه انها كانت سوف تخونه  في أحد الرحالات الاستجماميه مع احد الرجال لو انها طلب منها ذالك وانها كانت سوف تتخلى عنه وعن ابنتها الصغيره مقابل لحظه لأشباع رغباتها الجسدية مع ذالك الرجل !


في هذه المرحله من العمل حاول كوبرياك ان يزيح تلك القيم التي كان يدعيها الزوجان  بل وانه لحظة اعتراف الزوجه بتلك الرغبه التي تملكتها يوما حاول ان يغوص في ازواجية الزوج بيل والضياع الذي كان يعقب تلك الفكره وكيفية ان هواجس الزوجه اصبحت كوابيس الزوج !
فيقوم الطبيب بيل بالخروج لشارع محاولا ان يخلو بنفسة في تلك اللحظه فحاول ان يقوم بخيانة زوجته مع احد العاهرات ولكنه عدل عن ذالك في لحظته الاخيرة ولكنه بمحض المصادفة دخل الى احد الحفلات السرية التي علم عنها بالمصادفة عن طريق صديقة عازف البيانو والامر الذي جعل الدكتور بيل يدخل الى تلك الحفلة هو محاولته الثائره على واقعه وهواجسة الشخصية والمرحله التي عقبت اعتراف الزوجه >


فعند دخوله يتفاجىء بمراسم تشبه المراسم العقائدية لسلسله من الفاجرات يرقصن عاريات على موسيقى بيتهوفن ويقم بجميع اساليب الفجور والدعاره مع رجال يلبسون الاسود والاقنعه في مشهد كان واحد من اكثر المشاهد انحطاطية
وانغلاقيه على تلك الكوكبة التي تجعل من الرغبات الصفة التي تمتلك هواجس تلك الشخوص الامر المثير حقا تلك المشاهد التي تجعل المشاهد يجزع من هول الغرق في الغريزه الحيوانية والانحطاط الاخلاقي والدعاره في منزل يجعل العلاقات مجرد شهوات ورغبات واشباع لذات وكان من الواضح ان من شروط حفلات الدعاره هذه ان لايعلم اي شخص بأسم او صفة الاخر فالامر هو مجرد حالة من التحقير للعلاقات والغرق في الملذات ؟


بكل تأكيد انني لو اردت ان احصر جميع مشاهد العمل لأحتجت الى واحده من اطول المراجعات التي كتبتها لما اثارتني العديد من المشاهد والوقفات والصور والايقونات التي تجعل من العيون المغلقه جيدا عمل من الاعمال التي يجب الوقوف على 
كل مشهد بحد ذاته , عموما كوبرياك حاول ان يطرح في منتصف عمله بدراما الغموض والمؤامره بعد أكتشاف تلك الفئه بدخول الدكتور بيل اليها وانكشاف احد اسرارها والامر المثير انه احد الداعرات قامت بحمياته والتضحيه بنفسها
لجعلهم يطلقون سراحه , لتبدأ سلسله نصية متشابكه من علامات الاستفهام لدى بيل والبحث عن تلك الفتاه التي تأكد انها ملكة جمال سابقة قد ساعدها في مره من المرات وانه لقة حذفها في جرعة مخدرات زائده ,,


كما اثرت سابقا انه من الصعب ان الم بجميع اطاريح تلك اللوحه لذا سأصف النقاط المحورية في هذا العمل , وابدء بخوض كوبرياك الفساد الاخلاقي والانحطاطي بل جعل شخوصه لوحات سوداوية متطرفة عن المسير الاخلاقي فطرح شخصية صاحب محل بيع الملابس الذي يجعل من ابنته المراهقه تعمل كفتاة هوى لزبائنه وعامل الاستقبال الذي يظهر عليه الشذوذ الجنسي وصديق الطبيب الذي يعزف في حفلات الدعاره  وفتاة الهوى التي قابلها الطبيب ليعلم انها مصابة بمرض الايدز  واخيرا ملكة الجمال السابقة التي لقة حذفها بعد جرعة زائده والتي كانت ضمن حفلات العربدة .. ولكن ماجعل العمل يسير في منحنى السخرية الناقدة من العلاقات هو في مرحلة منتصف العمل وبداية مغامره الطبيب في شوارع وازقه المدينه ومشاهدته لتلك الحالة الانحطاطيه وهي امتلاكه هاجس وتخيلة زوجته مع ذالك الرجل
في صوره تتلون باللون الازرق البارد ودون اي صوت مجرد لهثات الزوجه وشهواتها وهي تطارح الرجل الجنس وجعل المشاهد صريع بين الواقع والهواجس والخيال ودنوه من مرحلة الخيانه لهاجس خيال الزوجه وواقع الخيانه الذي حدث
عقبها من قبل الزوج .. لعلي في ختام هذه المراجعه اجد انه هذا العمل من اصعب الاعمال التي سوف أكتب عنها يوما لأن مجرد اسم ستانلي كوبرياك في هذا العمل يجعلني احلل كل وارده وشارده فيه فأسم العمل مثلا (العيون المغلقة جيدا ) واحد من العناونين الساخطة للعلاقات والمسؤوليات والتي تسخر منها وترجح ان لطالما اغلقت عينيك عن هواجس الاخر وعلاقاته فستبقى الامور ضمن المعقول واستمرارية العلاقات , واما القناع الذي لبسه الطبيب بيل في تلك الحفلة والذي ظهر بجانب
زوجته على السرير دون اي سبب  يذكر فكان هذا القناع يعبر عن الشهوه والجنس والرغبة التي ترافق الزوج والزوجه والتي مكانها فراش الزوجين واخيرا لشدة ولع كوبرياك في جعل المشاهد صريع لتلك الافكار وماوراءها من اسقاطات
جعل من واقع الزوج في تلك الحفله هاجس وحلم وخيال تقع الزوجه صريع له ,, فتلك احد الصور التي لم تغب عني لوقت طويل لانها تجعل من هذا الفيلم يجرد الواقع من واقعيته ويسلب الخيال والوهم من هلوساته !



4.5/5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر