احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 1 يوليو 2011

Kokuhaku - 2010



Kokuhaku 2010 -  Confession 

أعترافــات   

: Director

Tetsuya Nakashima

: Writers

Kanae Minato / Tetsuya Nakashima

 : Country

Japan


‘Spring is a season when everything bursts into life’


Kokuhaku 2010 :   4 / 5

 




تحرير : عبدالرحمن الخوالدة

الفيلم الياباني اعترافات للمخرج تاتسوي ناكشيما والتي قدمته الهيئه السينمائيه اليابانية كمرشحها الرئيسي لجائزه الأوسكار لهذا العام,والذي خاض في أحد ألاعمال السينمائية التي لفتت أنتباهي في ألاونه الاخيره لما شاهدته من أعمال قد أنتجت هذا العام ولاقت الكثير من المديح الجماهيري والنقدي على حد سواء واثناء بحثي عن الاعمال التي قدمت لهذا العام من قبل اللجان السينمائية المحلية للعديد من الدول العالمية  , كان المرشح الياباني أحد تلك الاختيارات التي وددت ان اشاهد مايقدمه فيلم يعتبر من التصنيفات النادر تقديمها للجنه مثل لجنة الاوسكار وأقصد عمل من تصنيف دراما الغموض والرعب والاثاره .
وحين بداية مشاهداتي لمايقارب النصف ساعه الاولى من العمل لاحظه أنني أمام تلك اللوحات الانسانية الصارخه المليئه بسيكلوجيا البشريه والتي تغوص فسيولوجيا بالفرد والمجتمع والجانب السوداوي لكل شخص والقاء نظره خاطفة على تلك الاحاسيس والمشاعر المتطرفة التي نعتاشها في مراحل من حياتنا ,, ؟
أعترافات للمخرج الياباني تاتسوي ناكشيما والذي سرد قصه معلمه في احد المدارس الاعدادية تفارق ابنتها صاحبة الاربع سنون الحياة جراء حادث تسبب فية طالبان لديها في الصف وهنا تبدأ تلك المعلمة في أول الاعترافات التي حاول مخرج العمل ان يرصفه ويصف بها نظرة كل شخصية للحادثه الرئيسيه (مقتل الطفلة ) من جانبة ويكفية ترابط الحادثه بشكل او أخر بالعقد التي تنتاب شخوص العمل وماضيهم وتلاعبها بمستقبلهم ؟؟!

حيث استطاع تاكشيما أغراق عمله بسلسله من اللوحات الصامته في بداية اهزوجته السينمائيه ورصد الانفعالات الشخصية لعوالم تلك الشخصيات وصدم المشاهده في تلك الصور المبعثره في بعض الاحيان والضبابية في أخرى والتي تجعل العمل عبارة عن أحد تلك الاعمال التي تنغلق تحت مسمى المؤامره المحبوكة بشكل رائع ,,, وبعد نهاية أعتراف المعلمة لتلاميذها انها قامت بدس فيروس نقص المناعة المكتسبه (ألايدز) في علبتين من الحليب المقدم لتلاميذ والتي جعلت الصمت يطبق على الجميع والخوف يجتاح الاجواء بعد أن كانت القاعه تعج بالاصوات والضحكات وعدم الاكتراث بتلك المعلمة من قبل طلابها ليقدم تاكشيما أول دروسه الدرامية في عمله هذا ومدى الانحدارية في العلاقة بين المربي والتلاميذ وتوسيع رقعة اللعب على أوتار اكثر عمقا ومنها سطوة الخوف والموت على العقول البشرية ومدى ان كل شيء متطرف يجعل البشر يلقون اليه الانتباه والتنصت الى كل مايثير اهتماما بتلك النوعية من ألامور ؟!

 

لتبدأ تلك القصه المبهمه وتلك الضبابيه في الاسروده بالأنقشاع رويدا رويدا واستنباط العديد من الايقونات والترابط النصي في الحوادث التي اتركزت في اغلبها على استخدام أسلوب الفلاش باك ومشاهد الكلوز أب مع دعمها بالعديد من المشاهد البطيئه لأستعراض تلك الحاله التي تعقب الحدث ومايحيطة من عوالم والتي كانت لها علامة بارزه في رفع قيمة العمل لما ما تملكه من أبهار تقني ومعاني ذات أفق وقرأت عديدة .
ليكمل العمل ومضاته وقراءاته النصية بشكل سوداوي بتقسيم القصه الاساسيه لعدة أعترافات منها أعتراف كل من الطالبين واعتراف صديقة احداهما وتصعيد القالب من ما قدمه الكوريين في سينماهم التي يطغى عليها الدموية والسادية والغموض الضمني في لحظات العمل وأذكر منها الرائعه لشان وك بارك (Oldeuboi) والذي تحدثت عن التطرف البشري وسيطرة احاسيس الانتقام والكراهية والحقد على جميع السبل الايجابية والافكار الانسانية , وهذا العمل لم يخرج عن تلك الصيغة التي قدمها الكوريين بل قدم سلسلة من العبثيه البشريه وانعدام الانسانية وسيطرة الحقد والمشاعر السوداوية عليهم وتجريدهم من اي مشاعر كانت وجعل الانتقام الهدف ألاسمى لهم .
والذي فعليا جعلني أقدم على تقديم مراجعتي هذه عن الفيلم الياباني اعترافات هو تلك الايقونات التي بعثها تاكشيما في اسرودته الشيطانية هذه فخاض بشكل او اخر لمحه ناقدة عن الاسلوب التربوي ومدى العقم الذي يحيط به والتركيز على جعل مشاهد العمل اما في المدرسه وهي تعتبر المرحله التربوية الاساسية في حياه الشباب او في المنازل والتي تعتبر المرحله الاهم في زرع الوازع الاخلاقي والتربوي في الفرد فتلاعب تاكشيما في علاقة تلميذ ومعلمته ومن ثم جعل دائره من التعقيدات لعلاقات الفرد باعائلته ومدى التأثير السلبي الذي يمكن ان يكتسبه من فقدانهم او من قبل التربية الفاسدة لهم وتحميل الحكومات شيء من الفساد اللاخلاقي الذي يكتسبه في وقتنا هذا بسبب تكنولوجيا الاتصالات والتي أصبحت تستهدف الى خلق وزرع كوكبة من المشاهد والاخبار والصور الدمويه والسادية وعرضها امام تلك الفئه بدون اي رقابه ما !


ولم يكتفي كاشيما بتلك الصوره الجلفة للمجتمع بل قدم أهزوجته بصوره تقنيه بالغه الروعه ومزجها بحاله من الترانيم الموسيقيه التي تنساب مابين العالية والخافته احياننا لأستذكر الرائعه الامريكية الصادمه الاخرى للمخرج دارين ارنفوسكي (  Requiem for a Dream 2000) ومدى اهميه العامل الصوتي في خلق حالة من الارتباك والقلل الشديد لدى المشاهد ومزجها مع تلك الصوره الضبابية والعديد من المشاهد الدموية الشديدة والتي تجعل من العمل عباره عن بركة من الدماء البشرية التي تتناثر هنا وهناك والتي تخرجني الى استذكار واحد من اعمال المخرج الامريكي غوانتين تارنتينو (Kill Bill) والدموية التي تحدثها مشاعر الانتقام والكراهية لدى البشرية ..
ومع ان العمل يمتلك نص ممتاز وقصه واداء راقي وموسيقى وتقنيه مبهره للغايه واحد الخواتم الاكثر ازدواجيه وتعطي للمشاهد نظره تأمليله لعده ايام الا انني وجدت نفسي في هذا العمل وبعد تكسر جميع جدران المؤامره وأنفكاك غموضها الى الوصول الى الثيمه الابرز وهي تلك النظره التي يقدمها تاكشيما لشخوصة وهيا انهم مهما كان السواد والشذوذ والتطرف الذي يعمي بصيرتهم الا انهم يبقون مجرد بشر لهم أمالهم واحلاهم وتسيطر عليهم احزانهم وتؤثر فيهم ذكرى ما او حتى علاقة او بضع كلمات لتجعل منهم يضيعون في سراديب سواد انفسهم وتجعل من العمل وصفه لرصد العقد الانسانية . 


في ختامي لمقالتي هذه أجد ان  النقطة التي جعل من هذا الفيلم واحد من اقرب الافلام لي لعام 2010 هو تلك اللحظات التي ادخلها تاكشيما في عمله هذا وتلك الصور التي كانت عباره عن بصيصاُ من النور لتلك النفوس السوداء ولفلمه السادي هذا فقدم العديد من الصور التي تجعل المشاهد يرحل معها في لحظات من الراحه والطمائنية والتعايش مع ضحكات البراءه وانقشاع تلك الغيوم السوداء وتلك الفراشه التي تحط على احد اصابع شخوص العمل والامطار التي تنهمر لتغسل ذنوب البشر وتنظف اروقته الشوارع وتجعلني استذكر مقولة من رائعة مارتن سكوسيزي (Taxi Driver) عندما كان طلب ترافيس بالك ان تنهمر الامطار على شوارع نيويورك لتغسل القذاره والشذوذ والسواد الذي يعتاش بها .


تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر