احصائيات المدونة

cenima world

الثلاثاء، 20 مارس 2012

FLASH BACK - 2

Le boucher 1970


عند خوض أي مراجعة سينمائية عن الحديث عن أعمال ساهمت بشكل او أخر في تفعيل ورسم التاريخ السينمائي الحديث وقدرتها على تكوين العدبد من المديح النقدي المواكب لروائعها , فبتأكيد سننجر للحديث عن الموجة الفرنسية الجديدة والتي صاغها واطلاقها عدد من اهم المخرجين الفرنسين في وقتنا الحالي بداية من فرانسو ترافو وتقديمه لأهم اعماله في " 400 ضربة " الى جان لوك غوادر في " منقطع ألأنفاس " وايريك رومير " الشعاع الاخضر , زوجة الطيار " والعديد من الاسماء التي رسخت اسمها في كتيب السينما التاريخي للحظة ولكني حاولت ان اخوض تجربة مع أحد رموز تلك الموجة الفرنسية الجديدة وهو المخرج كلود شاربول والمعروفة سينماه بلولوج لقالب الجريمة والغموض والاثارة حتى انه العديد من النقاد يصفون سينماه بالهيتشكوكية البحته نسبه لمخرج الغموض الشهير ( الفريد هيتشكوك ) , لعلي قبل ان ابدء وضع لمساتي النصية حول اهم اعمال شاربول ( الجزار ) لابد لي أن أطلق أعجابي المنقطع النظرية بتلك التجربة السينمائية المسماه ( الموجة الفرنسية الجديدة ) وارى انه من المثير ان تنطوي بأعمال سينمائية بتلك الصورة البسيطة والتي تكاد ان تصل الى التسجيلية وتقديم سينما جل أفكارها من المجتمع الانساني وتطرح العديد من التساؤلات حول اهم الأيدولوجيات التي أبرز ذالك النفور في العلاقات والانشراخ في الطبيعية الايجابية والانحدار الى السادية والسلبية أحيانناً ..
" الجزار " والذي استطيع ان اصفة بالمنحوته الصامته التي تصدم المشاهد بمخاوف البشر والاّلام التي تعيشها بسبب الغربة عن مجتمعها وفقدانها لهويتها والامر الذي يجرها في النهاية الى الرضوخ لمشاعرها الفطرية وأدمانها على القتل والاغتصاب والكرهه لوجود اي من يحيطونه .. العمل قدم بقالب بسيط لشخصية رجل يعمل جزار في احد القرى الفرنسية والذي عاد من فتره بسيطة ويخوض في علاقة مع احد الفتيات التي تعمل كمدرسة في أحد المدارس هناك , وفي ذات الوقت تحدث سلسلة من جرائم القتل لعدد من السيدات الشابات في تلك القرية الهادئة ,, كلود شاربول وضعنا امام الشاشة وجعل شخصيتاه الرئيسيتان محور العمل وباقي الشخصيات مجرد فلك تحيط به والجميل أخضاعنا لأرتياب وقلق شديد حول شخصية القاتل من خلال استخدامه للموسيقى التصويرية وتشيكل بؤره من الاحداث المثيرة , ولكن للموجة الفرنسية جاذبيتها وخصوصيتها عن السينما الهوليودية بقالبها المعتاد لفن الاثاره والغموض فقام شاربول في لحظة بقطع اروقة الاثاره في عمله والتصريح بقاتله وليس هذا فقط بل غير مسرب العمل لرسم الاعجاز الايماني بكوننا بشر والنقطة المراد من العمل وأرباك المشاهد في مشهد غرفة الصف الذي جعل فيه الجزار يقوم بقتل نفسه بدل المُدرسة وذالك حتى تقتنع انه لن يقوم بأيذاها وانه لاسبيل لأيقاف تلك الدماء التي نزف من قبل الجزار الا بسفك دماءه حتى يحفظ على دماء تلك الفتاه التي أشعرته بالجزء الانساني الذي بداخله ..


لعلي لم استطيع ان اصف الرمزية الحقيقة الذي حاول شاربول ايجازها في الجزار ولكنني أصدقكم القول ان الجزء الاخير من العمل اوصفة بالاسطوري بجمالية الصورة والصمت والخوف والجزع . الصمت الذي يسمعنا صرير غربة الفرد في مجتمعه ومدى قدرة ذالك المجتمع على تغيير طباعه وجعل صورته من بشر الى وحش يتغدى على الدماء ..
" الجزار " فيلم يستحق ان يقبع في العديد من القوائم النقدية والفنيه كأهم اعمال السينما الفرنسية وشخصياً أرى ان العمل قد كان أساس لكثير من الاعمال التي توخذ السينما الدموية والغموض بقالب رتيب لتقديم عمل دراما انساني ناقد لشذوذ مجتمعاتنا ..

4.5/5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر