احصائيات المدونة

cenima world

السبت، 10 مارس 2012

The Silence of the Lambs 1991





 The Silence of the Lambs 1991

 " صمت الحملان " العمل الذي أستطاع أن يحوز على جائزة أفضل فيلم في الاوسكار ويعتبر هذا الفيلم هو العمل الوحيد بصنف الرعب والاثارة والغموض الذي أستطاع حصد هذه الجائزة ناهيك عن حصده لأهم 5 جوائزة فنية في نفس المهرجان كانت (أفضل ممثل وممثلة ونص ومخرج ) ولم يستطيع اي عمل سينمائي أن يحصد تلك الجوائز الخمسه معاً سوى فلمان لاغير هما “It Happened One Night” , Flew Over the Cuckoo’s Nest” ألامر الذي يزيد من قيمة العمل النقدية والفنية على الاطلاق ..
لعلَ أهمية العمل تكمن في عدد من الاسباب بدايتها في شخصية هانبيال لكتر وتقديمها بشكل اسطوري من خلال (Anthony Hopkins) والتي عززت من قيمه العمل واهميتها لقدرة هوبكنز على أضفاء مزيج من الرعب النفسي والقلق على قالب العمل والتعمق في شخصية الطبيب النفسي هانبيال ليكتر الذي يعتاش على لحوم البشر وجعل المشاهد صريع لتلك الحاله التي أستعرضها هوبكنز امام الشاشة في مفصليات الشخصية التي كانت تتلون فيها أحاسيس الدهاء والخبث والجنون الدموي والذكاء دون حدود وكأنك تشاهد جسد أنساني يغلف كائن شيطاني بمعنى الكلمة ,  وكنت  أيضاً  تستشف تلك العلاقة المليئة بالرمزيات والغموض في علاقة المحققة الشابة كلاريس ستارلينغ (Jodie Foster) وتلمح شيء من التجاذب النسبي وكانها حالها من الاغراء الجنسي او النفسي بين صورة من صور الشيطان وشخصية انسانية تمتلىء فيها البرءاه ويكتنفها الضعف الشديد , أرى ان تلك كانت الثيمة الاولى والابرز في العمل .

اما السبب الثاني الذي أضاف للعمل امكانية وصفة برائعة هو النص الحواري الذي تشعر انه في بعض الاحيان يكتسب أن يرمز على انه دراسة حثيثة للجانب المظلم في النفس الانسانية فأبدع مخرج العمل (Jonathan Demme) في نقل هذا الصراع الحواري بين المحققة كلاريس والدكتور هانبيال والتي في مرحله من المراحل تكاد ان تجد ان كل كلمه يطرحها الاثنان اثناء حواراتهما في السجن كانت تعبر عن العديد من المفاهيم والرؤى عوالم الفرد الداخلية والنفسية وأستذكر الحوار الذي دار بين المحققة والطبيب في بداية العمل عندما سألت المحققة هانبيال لكتر عن القاتل المتسلسل الذي يقوم بعمليات القتل لشريحة النساء فيقوم مباشره برد سؤاله بسؤال عن حياتها الشخصية ويقوم بتحليل ساخر يجعلها تصدم بشخصية الطبيب هانبيال واستذكر ان احد اهم ملامح تلك الحوارات استخدام مشاهد الفلاش باك على وجه الطبيب هانبيال لكتر لعرض الرعب النفسي على الشاشة مباشره وكنت تلحظ بعكس ذالك كنت تشهد ان المحققة كلاريس اثناء تلك الحوارات كانت لاتنظر في عيني الطبيب بل منكسره النظر الى الاسفل وهيا تتحدث عن عقدها النفسية وهذا المشهد كان يعبر بشكل او أخر عن وضاعة وضعف كلاريس امام جنوح الطبيب هانبيال ..


بنسبه لي اجد ان الولوج الى نسب حاله من الشذوذ الجنسي الى شخصية القاتل المتسلسل كانت تحنوها العديد من القراءات والتي افسرها محاولة جوناثن ديم ان يرصد ان العمل لايحمل صراع بين الخير والشر بل هيا مجزره لطرح العقد النفسية والهلوسات الشخصية واعباء الحياه والتي يمكن ان تسيير الفرد الى ان يصبح مخلوق منكسر الذات ضعيف مثل المحققة كلاريس او شخص دموي متوحش مثل القاتل في العمل والشيء المبهر حقاً انه في النهاية تجس تلك الفكرة من مذكرات كلاريس والعقدة النفسية التي أطاحت بها من خلال مشاهدتها لأقرباها وهم يقومون بذبح الحملان في احد المسالخ وقيامها بسرقه أحداها والهرب فيه تلك النقطة التي جعلتني اجلس مفكراً لساعات فلو حصرناً أن وهن وضعف كلاريس جعلها في يوم ما لاتستطيع تحقيق جزء من الحفاظ على حياة ذالك الحمل من دموية أقرابهَ وسَبب ذالك خوف شديد من صراخ الحملان وعقده نفسيه مكبوته في ذاكرتهَ لوجدنا أن ضمير المحققة كلاريس مازال يؤنبها منذ ذالك الوقت وان قاتل النساء عبر بشكل او اخر عن اؤلائك الاشخاص الذين كانو يسلخون الحملان فبتأكيد جوناثن عبر عن صمت كلاريس بعقدة صراخ الحملان فمحاولة كلاريس ايجاد القاتل لتخلص من تلك العقده ولو شاهدت البوستر للعمل لوجدت عثة تجلس على فم المحققة كلاريس ( عثة الموت ) وهنا تعبير رمزي عن محاولة كلاريس تحطيم الخوف والقلق وتأنيب الضمير الذي لاحقها وهي صغيره من ضعفها الشديد في السابق ومقاومته في الحاضر من خلال انضمامها للـ أف بي أي ومحاولة نزع مخاوفها وتعديل تاريخها من خلال القبض على قاتل النساء ..
بأختصار صمت الحملان ليس فيلم رعب بقالب مثير أجرامي بل لوحة تتحدث عن الرعب الانساني المكبوت في النفس وأللاّم الضمير والضعف البشري ومحاولة سد الثغرات التي ألحقتها الذكريات المأسوية في الطفولة بقالب الرعب والاثارة والجريمة ..

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر