احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 27 أبريل 2012

Au hasard Balthazar 1966

 هناك كوكبة من الصناع السينمائيين الذي حاولو عن كثب الولوج الى مسمى البشرية وتأثرها بما يحيطها من مجتماعاتها والمشاعر والاحاسيس التي تبطن فيهم وتغيير مساراتهم بفعل اقدراهم والمفارقات التي تتضح من خلال العقيدة المكتسبة والايمانية بوجوديتها والفطرة الغريزية التي تخلق معنا ,,


المخرج الفرنسي روبرت بريسون اذهلني بتلك الحالة التي يجعلني نقف عليها من خلال شخصياته الرئيسية فهو يحاول ان يجعلك تعتاش معها وتشعر بمعاناتها وتلمس مدى ضعفها وقوتها والامر المثير انه رغم البساطة الشديدة في نصوص التي تسرد جملة اعماله الا ان الفلسفية تكمن في العمق والمفارقات والعشوائية التي تعتاشها شخوصة,,  وبنهاية يصدمك في مداعبة لسخرية القدرية في مايسمى دائرة الحياه والرحلة في النهاية الى العزلة والوحدة ومن ثم الموت ..!
أعمدك بالاثزار ,  احد التحف ذات الطابع العاطفي الرثائي لكوننا بشرية نؤمن بنرجسية الجانب الانساني فينا , الفرنسي روبرت بريسون جعل من احد المخلوقات التي لايمكنها ان تفرض تلك الحالة من مشاعر الراءفة وتحفزها لدى المشاهد واقصد ( الحمار ) ,,,, بريسون راهن على جعل قصة عن حمار تمزج فيها لحن الحياة التي تعزفها القدرية لصياغة رحلة الفرد منذ الولادة الى الموت بشتى صراعاتها ألاّلامها ومخاوفها وصعوبتها, جمالها ورونقها نجاحاتها والمشاعر التي تستنزف فيها , بريسون خلق جملة فريده من نوعها بصراع يجعل الحياه ملتقى بين الولادة والموت , فمن تلك الحرفية لدى مخرج العمل انه جعل ولادة الحمار بالاثزار في حقل بين قطيع من الاغنام حينما تقوم الطفلة(Anne Wiazemsky) ماري بتعميده والخاتمة التي ترصد موت بالاثزار في حقل ايضاً وحيداً ويحيطه مجموعه من الخراف بشكل يسترعي الانتباه ويدل على سخرية القدريه  , بالاثزار تم تعميده كالبشر في صورة تنبىء بان روبرت بريسون حاول ان يجعلنا نستنبط ان بالاثزار يحمل كونية البشر والافراد في هذه الحياه وانه مخلوق يعبر عن الانسان في حين والدته , بالاثزار ورغم ان مخرج العمل روبرت بريسون جعله من رحلته في الحياه مشابهه تماماً للبشر فكنت تشهد تلك العلامات التي سرحت جدلية مرور الاعوام واختلاف الظروف والاماكن التي جعلت بالاثزار يتلقي بعدد من المالكين له وكل مره يعيش في رحله كان يكتسيها الالام والمعاناه من جانب والنجاح والفخر من جانب اخر فلو لاحظتم ان مفارقات الحياه جعلت من بالاثزار في فتره ينقل الخبز او البضائع  واخرى يحرث الارض وفي نقلة نوعية نجم في السيرك ليصفق له العديدين تلك الحالة التي خطفها بريسون منا من مقتطفات لمرور الايام على بالاثزار ودون اي محاولة لوضع رمزية على ملامح الحيوان او جعله يخطف النظرة الواقعية فبريسون كانه يفرض علينا ان نشهد بالاثزار كحمار دون اي معالم نتعاطف معها وان يلوح بالافق ليسرق منا دقائق نستعطف فيها حالة بالاثزار ليس لكونه عانى الامرين مع مالكية وتم تعذبية بشتى اشكال التعذيب بل في خلط مشاعر الحميمه البشرية لدى مفهوم الانسانية والعاطفة والنظرة لهذا الحيوان بصورة انسانية بحته ,,,


 لو لاحظتم ان شخصية ماري الفتاه التي امتلكت بالاثزار وعمدته وتواعدت مع صديق الطفولة على الزواج بعدما يكبران انها رغم تلك التفاصيل الملائكية التي يحملها جاك(Walter Green) صديق الطفوله لم تستطيع ان توافق على مبادلته المشاعر والاحاسيس نفسها بل انكبت الى اختيار جيرارد(François Lafarge) فتى قاسي وملامح بارده وشرعارم يسكن فيه , تلك المفارقة التي جعلتني اعيش لحظة من التفكير في ازواجية عالم المشاعر الانسانية والعواطف الحسية والمفارقات التي تغوص في عالم الفرد فمشاعرنا ليست مجرد عمليه حسابية منطقية تبسط من خلالها فرضية مبادلة المشاعر مع االاشخاص الذي يحملون الطيبه والعواطف لنا بل هيا مشاعر مجهولة لايمكننا الا ان نرضخ لها , بريسون جمع العديد من الرمزيات في كتيب فلمه هذه فرصد الاختناق الحاصل لدى شخصيات العمل وفقدانها لكرامتها وبراءتها والشغف الحسي لديها فقد والد ماري كرامته نظراً لأشاعة خبيثه جعلته يخسر ارضه وبنهايه حياته , ماري ايضاً خسرت تلك السعادة التي كانت تراقص حياتها وبراءتها في برود وقسوة وقذراه تلك القرية التي تعتاش فيها وصدها من قبل مجتمعها لذا كنت تشهد ان ماري كانت تؤد شيء واحد فقط وهو الرحيل الى البعيد فكانت تطلب ذالك من كل شخص تلقاه كانت تود ان تغيير معالم عالمها الرث وان تنظف تلك القذارة التي اكتستها من مجتمعها الاثم ..
                          

في احد المشاهد الرائعة من مخرج العمل يجعل مجموعة من الفتيه يقومون بضرب بالاثزار فتقوم ماري هاربه ودون الدفاع عن حمارها الذي بدا لنا انه يعني لها الكثير لتقوم بقفل بابها دون اي كلمه توقف اولائك الفتية عن ماقاومو به وارى ان المشهد هو صورة اخرى لما قدم الصانع البارز كريستوف كيسلوفسكي في الازرق عندما جعل جولي ترفض ان تفتح بابها لاحد الطالبين للمساعده لها من كوكبة من الاشخاص الذي يودون النيل منه , فأعزي تلك الحالة التي توقف عليها هؤلاء الصانعين الداله على العزلة والخوف والوحده التي تنهش روحهم مما تجعلهم غير قادرين على الدفاع عن الاخرين وحتى لو كانو يعبرون لهم الكثير,  العزلة والوحده والخوف من المجتمع ومحاولة الهروب كان ابرز معالم شخصية ماري التي دفعت ثمن برود وقسوة مجتمعها غالياً في النهاية التي لم يوضح فيها روبرت بريسون نهاية ماري هل فعلاً استطاعت الهرب من عالمها القاسي والعزلة اما الموت والامرين يعتبران سيان ,,


امر اخير اود ان اضفية على مقالتي وهو ان روبرت بريسون حاول قدر الامكان ان يوحي لنا انه مهما كانت الطموحات والافكار والمحاولات التي ترتسم على معالم الفرد الا انه بنهاية يستسلم لقدريته ويذهب الى نقطة يكون فيها وحيداً لينتظر ان يسرق الموت روحة ..
أعمدك بالاثزار هيا وقفة شدبدة المأسوية والعواطف الرثائيه لجملة صورية بسيطة تجعل من العالم البشري رمز للقسوه والبرود والتي يصهر فيها تلك الروح النقية للفرد التي تولد معه والتي ترتسم في دائرة حياته من خلال سخرية القدرية التي تجعله في يوم يمتلك كل سبل النجاح والسعاده وفي اخر مجرد حالة لليأس والحزن والفشل .. وبنهاية ليس هناك ملجاً سوى العزلة والموت وحيداً .. !

4.5/5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر