احصائيات المدونة

cenima world

الخميس، 12 أبريل 2012

Die Ehe der Maria Braun 1979 / زواج ماريا بروان


مجموعة من قطع الشكولاته وجورب وزجاجة من الوسكي لوالدتي سوف تفي بالغرض ...!

نعم هذا هو عتاد الدولة ألالمانية الجديدة بعد الهزيمة الساحقة في الحرب العالمية الثانية وتحطم كل أركانها امام الولايات المتحدة ألامريكية وحلفاءه , المخرج الالماني راينر فيرنر فاسبيندر ينقل لنا تلك الصورة للمجتمع الالماني بل ينشب تلك العلاقة بين المشاهد وهذا المجتمع الذي لطالما كانت أبرز صفاته التكبر الغرور .. فاسبيندر قدم ثلاثيته الشهيرة في نقل مدى الأنسلاخ والتغيير الذي حدث في أركان المجتمع الالماني وجعل من النساء صورة للأغتصاب لجميع القيم والعواطف التي كانت تحملها يوماً ما عبر الثلاثية التي بدأها فاسبيندر في (زواج ماريا بروان ) ثم (لولا) واخيراً (فيرونيكا فوس) التي كانت علامة فارقة في جعل أسم المخرج راينر فاسبيندر أحد أهم الأسماء في تاريخ الصنعة الالمانية والتي تعتبر من أعظم ماقدم هذا المخرج ..
زواج ماريا بروان وتلك الحالة التي حاول ان يغوص فيها مخرج العمل نحو القاء المشاهد في مجريات الاحداث في عام 1943 عند زواج ماريا براون ليوم واحد وبعدها زج زوجها في الجيش الالماني واختفاءه بعد أنتهاء الحرب مثل الكثير من الرجال الذين اصبحو في عداد المفقودين وخلو كثير من البيوت من اعمدتها التي لطالما تعكزت عليها مما يجعل المراه الالمانية ضمن مفترق طرق اما تبقى تنتظر معجزة تعيد لها زوجها بين أحضانها او القاء نفسها بين أحضان الرجال الاخرين لعلها تجد ألامان وتستطيع البقاء على الحياة , هنا المخرج فاسبيندر يضعنا في حيرة من أمرنا تجاه شخصية ماريا بروان (Hanna Schygulla) والتي نرى مدى تعلقها بزوجها المفقود ومع ذالك تتخذ ماريا من جسدها اداه للبقاء على الحياة من خلال اغواء احد الجنود السود الامريكان من أجل بضع قطع من الشوكولا وزجاجات الوسكي وجورب وأجد ان فاسبيندر جاء ساخراً بشكل شديد من الانحطاطية التي وصل لها المجتمع الالماني بكافة اركانه ومدى السقوط الأخلاقي الذي وصف فيها البقاء على الحياه بالجورب النسائي الطويل ليعكس مدى أجتماع كل من الرغبة والجشع في اًن واحد في نفس الفرد الالماني , فاسبيندر هنا يخلق حالة من الازواجية في نفس ماريا بعد ظهور الزوج هيرمان بروان والذي تسبب ظهورة بشكل مفاجىء اثناء مجامعة ماريا لذالك الرجل الامريكي الاسود والذي اثار عراك بينهم مما جعل ماريا تقوم بضرب الامريكي على رأسة منهيه حياته ليقوم ذالك الزوج بتستر عليها وحمل تلك الجريمة على عاتقة مما جعلة حبيس احد السجون الالمانية , فتقرر ماريا بروان ان تبني مستقبلها مع زوجها بعد خروجه من السجن عبر أستخدام جمالها وجاذبيتها وذكاءها الماكر وتلك كانت البداية في تحطيم اي نوع من الجانب الايجابي في نفس ماريا براون فجعل فاسبيندر ماريا تمثل بشكل او اخرالمجتمع الالماني قبل الحرب  بعواطفها واخلاصها وبراءتها وبعد الحرب بقبحها واستغلاليتها وجشعها ورغبتها الوقوف على أقدامها مهما كانت الثمن حتى لو كان على موت اي مشاعر وأحاسيس في نفسها فبرزت تلك العلاقة بين ماريا واحد رجال الاعمال الفرنسيين كارل اوزوالد الذي تعلق بماريا وجعل منها مستشاره له والتي أستطاعت خلال فترة قصيرة ان تصنع من نفسها سيدة اعمال واثقة ومراه ناجحة تمتلك عقل وقلب كارل , أقف هنا لوضع بعض الايقونات التي استوقفتني بالبداية من خلال علاقتي ماريا الاولى برجل امريكي اسود والتي علمنا ان ماريا تحمل طفلة في جسمها ولكن لم يفسر لنا فاسبيندر مامصير ذالك الطفل التي لم يظهر أي ذكر له في المنتصف الثاني للعمل واجد ان تفسير وجودية هذا الطفل بأيحاءات تدل على ان الاغتصاب الامريكي للمجتمع الالماني ادى الى حمل طفل كان يشكل الفكر الرأسمالي بجشعة ورغباته الا منتهية وقذارته الا محدوده والتي زرع في رحم ماريا بروان وأفقدها برائتها , أما العلاقة الثانية ومن البديهي ان تكون مع اهم دولة انتصرت على المانيا في الحرب العالمية الثانية وأقصد فرنسا وتلك العلاقة التي تربطها المصالح ولاغيرها بين ماريا وكارول من طرف ماريا ففي أحد الحوارات عندما تُسلم ماريا جسدها لكارول( يقوم بسؤالها هل انا على علاقة غرامية بكِ فترد قائلة لا انا على علاقة غرامية بك ) لتشعرك ان تلك العلاقة مع الفرنسي تكاد مرسومة في مخيلة ماريا ولاتحدها اي نوع من المشاعر التي مازالت تحملها لزوجها وان العلاقة مجرد صيغة للوصول الى المجد والمال والنجاح في النهاية .


شخصياً اجد ان العمل داعب المشاهد بسخرية واضحة وبتجريد شديد للعلاقات في المجتمع الانساني من خلال ثورة الفرد الالماني والتغييرات التي أوجزت فيه من خلال ماريا التي استوحى اسمها من مريم العذراء للولوج الى فقدان العذرية والبراءه والاخلاقية التي سكنت في ماضيها وايضاً لو القينا الضوء على علاقة ماريا بصديقتها بيتي التي بعد عودة زوجها بقيت كما هيا مراه تحمل تلك العواطف والبراءه وجزء من الساذجة في عقليته ولكن الأنسلاخ الذي حدث في المجتمع الالماني جعل من بيتي فرد ليس له من وجود وعاث هويتها بل جردها من زوجها الذي مل وجوديتها اخيراً ,.
أيضاً أستطيع القول ان فاسبيندر حاول ان يظهر مع مرور الزمن الغضب العارم في الفرد الالماني بعد فقدانه لكافة الاخلاقيات والتي تسبب في انشراخ اي علاقة طبيعية فأوجز تلك الحالة بخروج هيرمان من السجن وسفره الى منطقة اخرى متعذراً أنه سيعود لماريا في يوم ما ليرجع بعد وفاة الفرنسي كارول لتكشتف ماريا ان زوجها هيرمان قد اتفق مع  كارول على ان يترك ماريا ليعيش معها لبضع الوقت لانه كان مصاب بأحد الامراض الخطيرة والنتجة هو اقتسام ميراث كارول بين هيرمان وزوجته ماريا والتي كانت ذات وقع على نفس ماريا التي صرحت انها سوف تضع كل ماتملك في يد زوجها وانها لاتود الا السعادة والرومانسية من قبله في تلميحات من فاسبيندر بالحزن والرثاء لحال الفرد الالماني الذي مهما وصل من النجاحات والرغبة بأمتلاك الاشياء لن يصل الى حدود السعادة والاحاسيس البريئة التي فقدها اثناء بحثه عن الرخاء والتي أوجزها بنهاية من خلال انفجار البيت وموت ماريا وزوجها عبر تسرب في موقد الغاز بسبب أشعال ماريا لأحد السجائر في طرح ساخر مريع , أخيرا لو لاحظتم ان فاسبيندر جعل معظم المشاهد الهامه في السرير وجعل تلك المشاهد تظهر ماريا في الملابس الحريرية الداخلية مع كل من زوجها والامريكي والفرنسي ليرسم صورة عن الاغتصاب والنهج الفطري والغضب العارم الملقى على جسد ماريا التي فقدت كل ما ينتسب الى الجنس البشري مما عرى جسدها في النهاية ..


( زواج ماريا بروان ) استطيع ان اصفها بي ألايقونه السينمائية الهامه التي قدمت بقالب درامي يرثى حال المجتمع الالماني وانسلاخ عن ماضية وقيمه امام جبروة الرأسمالية والرغبة والجشع والذي أدت فيها (Hanna Schygulla) دور رائع جعلها تحصد جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين الدولي وترشيح العمل لدب الذهبي في نفس المهرجان وجائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم غير ناطق بألانجليزية ..

واحدة من اهم المشاهدات التي لاحت في نفسي واستطيع ان أصفة بواحد من اهم ماقدمت السينما ألالمانية عامة .
شكر خاص لكل من الاخوة (أحمد الوقيس وناصر المعمر) على تلبية الطلبات وترجمة تلك الرائعة "

5/5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر