احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 27 أبريل 2012

Pickpocket 1959



(النشال) واحد من الاعمال التي أرجئت مشاهدتي لها مع ثقتي الكاملة بصانع العمل الفرنسي روبرت بريسون والذي يستحق ان يكون ضمن اهم خمس اسماء في تاريخ السينما الفرنسية ككل , ولكن أرجاءي للعمل سببه المديح المنقطع النظير والذي يجعل العديد من النقاد السينمائيين الهامين يضعونه في قوائمهم لأهم 100 عمل في تاريخ السينما ككل , أستطيع القول انني فور مشاهدتي لهذا العمل أستطعت ان اللمس تلك الاهمية التي تحاط فلسفية النشال وقدرتها على ابهار النقاد السينمائيين بهذا الشكل , بريسون في عمله هذا استطاع ان يخطف من اساطير السينما لكل منهم حالة خاصة ليسيرها في رونق عمله هذا بطابعه الحسي والعاطفي المثير بحق ,
مايكل (Martin LaSalle) شاب عاطل عن العمل ورغم تلك الايدلوجية التي يستعرضها بريسون من خلال نظرة اولية الى مايكل شاب فقير يعيش في غرفة صغيره رثه في احد المباني وتلك الطباع البرده والوجه الذي يخلو من التعبيرات التي تستطيع ان تستشفها بشكل الكامل ,,, روبرت بريسون دوماً مايثير تالك الجوانب المجهوله في عوالم شخوصه وهذا الامر لمسناه في جُل اعمالة الهامه بداية من شخصية ماري في ( أعمدك بالاثزار) او شخصية فونتين في (هروب رجل) اوحتى شخصية مانشيت , دوماً تجد انه روبرت بريسون يجعلنا نؤدي معالم الثورة الفلسفية لرونق شخصياته فتجد ان المشاهد اثناء المشاهده هو من تبرز عليه معالم الاثارة او الخوف والفزع او حتى الحزن والكأبه بعكس تلك الشخصيات باردة الملامح والتي يفرض علينا صانعها الولوج الى عالمها لتفهم سر تلك الحالة المجهولة التي تردهم من معالمهم التعبيرية ,, تلك النقطة التي تعتبر واحده من الاسس التي جعلت من النشال عمل ثوري بضبابية التي تحيط بشخصية مايكل ومجهوليه معالم وجهه ..


روبرت بريسون والذي اقتبص جزيئات فلمه هذا من احد رواية الاديب العالمي فيتورا ديستفوسكي (الجريمة والعقاب) واعادة صبغها بمعالم سينما الجريمة والدراما الانسانية , اضع هنا علامه استوقفني في بداية مشاهدتي للعمل وهو تركيز صانع العمل على جعل صفة العناد والتكبر من سمات مايكل والذي يرى ان لكل انسان موهبه تميزه عن الاخرين والتي اباحت له في القيام بسرقة أموال الاخرين , بريسون في كافة مشاهد النشل حاول ان يجعل مايكل شخصية لاترى من قبل مايحيطون به ليس بالمعنى الفنتازي او الخيالي بل بالمعنى الدرامي وذالك لفرضه علينا تلك الشخصيه العاديه لمايكل والتي لاثير الريبه والشك والبرود الذي يقمع فيه معالم وجهه , وأسمحو لي ان اخرج عن النص المرجعي للعمل وان اذهب في نظرتي الشخصية لتلك الحالة التي رصدها  مخرج العمل من خلال مايكل فهو قدم شخصية ذات تعقيد بحيث لاتستطيع ان تستنبط السببيه الحقيقة من وراء احتراف مايكل السرقة فظهر في بداية العمل ان مايكل قادر على الحصول على عمل شريف دون عناء ولم نرى تلك الحالة من الطمع والجشع في شخصية مايكل او الفكر الاجرامي والخبيث طيلة فترات العمل فأجد ان التطرق التحليلي لشخصية مايكل يكمن في عدم وجوديته في المجتمع ومحاولته قدر الامكان ان يشعر بتلك الانفرادية في شخصيته والتي يعتاشها كل انسان في اللاوعي من نفسه ايضاً حاول بريسون ان يطبق فكرة الادمان الغريزي على تلك الشهوانية بسلب الاخرين مالهم وممتلكاتهم فلو افترضنا انا فكرة نشل الاخرين هيا سياسية لتعبير عن وجودية مايكل وايضاً لأشباغ رغباته من متعه سلب الاخرين لستحضرنا مدى الفلسفية التي تكمن في شخصية النشال  , فلو لاحظتم في مشاهد السرقة الجماعية  ان بريسون رسمها بطابع فريد من نوعه وبشكل يبهر المشاهد فكنت ترى تلك الحركات الابداعية والفنية التي يصنعها مايكل ورفيقيه لسلب الماره وجعل تلك السرقات ذات معالم تشبه رقصات جماعية بين السارقيين والمسروقيين في لوحة ابدع بريسون في تقديمها بصوره ذات معالم ثورية بحق ..


من منطلق اخر حافظ بريسون على الصفة المثيره في عمله فجعل لغة الاثارة والفزع في نفس المشاهد كلما حاول مايكل ان يسلب احد جيوب الماره وان يقترب منه وخاض تجربه من التحدي بأظهار شخصية المحقق ليفرض علينا الصنعه الجرمية الهيتشكوكية في المنتصف الثاني من العمل ورغم معرفة مايكل انه المحقق قد اقترب من الامساك الا انه حاول بقدر الامكان ان يخوض تلك التجربه المثيره او المغامره التي جعلت مايكل تحت الاضواء لأول مره في حياته ..
اما الجزء الاهم في النشال او المعالم التي جعلتني اوصف العمل بتحفة الفنية الخالدة هو علاقة جاك بـِ جين (Marika Green) التي كانت تسكن بجانب ولادته المريضه والتي كانت تذهب لرؤية مايكل لتحضه على زيارتها فيقوم مايكل باعطاءها النقود لتوصلها لولادته ليفرض علينا معلم اخر وهو مفارقة النفس البشرية والضمير الانساني الذي يجعلنا رهينين اللحظة بين ازواجية الاخلاقيات او عدمها فأبتعاد مايكل عن رؤية والدته كان تثير في نفسي مصطلح العار والخوف من مواجهة اقرب الاشخاص اليه وبتالي المفارقة بأبتعادة عن جين نفسها التي يظهر على معالمها البراءه والاحاسيس الرقيقة والطيبه والتي تجعل مايكل يشعر بالخزي من واقعية انه نشال , بريسون في محاولة جاده لرسم معالم مخاوف مايكل من اعترافه بما يفعله امام اشخاص يبرزون مدى خبث اعماله من خلال طيبه اخلاقهم ,,
روبرت بريسون  ارسى في مشهدين خاتمه لاتنسى لمعالم النشال الاولى في مشهد القبض على مايكل من خلال محاولته سرقة احد الرجال والذي كان فخ من رجال الشرطة للقبض عليه والذي يعكس بالبداية معالم التحدي والادمان لدى هذا الشخص أو تلك الصورة التي تؤيد ان مايكل لم يجد حل لأيقاف نفوذ نفسه الا بالوقوع فريسه تحت قضبان العدالة ..


اما المشهد الثاني هو مشهد الختام الأخاذ بمقابله مايكل وجين ورغم برودة لقاءه لها في المره الاولى استمرت جين في زيارة مايكل مما جعله يطيح بذالك القناع البارد عن وجه ويقبل جين على جبينها في نظرة تعكس مدى الندم والخوف والعزلة الذي لطالما رافقته وكسر تلك الحواجز التي يفرضها على مشاعره تجاه الاخرين وايجادها من خلال جين حتى لو كان هو في الواقع بين قضبان السجن ..
النشال هو شخصية ذات عالم مبني في فلسفيات النفس البشرية والتعقيدات التي تتعايشها والتي تبرز مخاوفها الداخلية بين فكي الاخلاقيات والادمان الذاتي والرغبه في وجوديتها في المجتمع وصد اي علاقات يمكنها ان تظهر الفراغ العاطفي والعار الذي يكتسية من خلال شرور نفسه ..

5/5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر