احصائيات المدونة

cenima world

الأحد، 1 أبريل 2012

Alexis Zorbas 1964 - زوربا .. زوربا ,, هل علمتني ألرقص ..!

الحياة ماهي ؟ في أي جزء منها تكمن السعادة ؟ واين تحط فينا الايام فيها ؟ وماهو الحد الفاصل بين العيش والموت .!

زوربا هل علمتني الرقص ..
زوربا : هل قلت الرقص ..؟
تعال ياولدي لنرقص معاً ...


ذالك الحوار الخاتم لرائعه اليونانية الانجليزية زوبا اليوناني في رحلة للبحث عن مفهوم الحياه و سياسة ألاّلام وعلم السعادة ومعرفة الموت والعيش مع كوننا بشر نتخبط بين انسانيتنا وقسوتنا وسعادتنا وحزننا عفتنا وشهواتنا مشاعرنا وفطرتنا ..!
لو اردنا البحث عن معنى الحياه لوجدنا اننا نُمثل احد أهم معانيها,  أليس نحن معنى الحياه (كبشرية )ولولا وجوديتنا على هذه ألارض لما كان للحياه من معنى عليها ..!
اليكسيس زوبا أو زوربا اليوناني أحد التجارب المثيره التي تضعك في عالم ملىء بالازواجية الانسانية وأبرز معالم الحياه وتخطف منك سويعات من التأمل في عوالمها , زوربا وهو شخص يوناني يلتقي بأحد الشبان الانجليزي الذي يود أن يقوم بأعادة تشغيل أحد المناجم القديمة الموروث من عائلته وهنا تبدأ رحلة هذا الشاب وزوربا الى كريت احد الجزر اليونانية النائية للعمل في المنجم ..
نص العمل وسرد احداثة ليست ذات أهمية لاني أجد أن اهمية العمل تكمن في جزئيةَ عالم شخصية زوربا نفسة وتلك الحوارات التي يخطفها مخرج العمل ضمن مشاهد الفيلم (Mihalis Kakogiannis) مما بجعل الفيلم فلسفي الى حد بعيد ولكن تلك الفلسفة جاءت بطرح واقعي شديد البساطه والحساسية وبملحمية عاطفية وبقالب يجعل المشاهد يتخبط في مشاعره فيجد نفسة يبتسم مع كوكبة من مشاهده العمل ويقبع في نفسه حزن وحسرة شديده في مشاهد أخرى , رحلة زوربا كانت بمثابه رحلة تجبرك الى مُشاهده الحياة بحلوها ومُرها بِقسوتها وبُرودها وحنقها وشوهتها وقذرات معالمها ودمويتها الامحدودة ومن جهه أخرى تجد نفسك في عالم من البراءه والطفوله الجمال والطموح السعادة والسمو وبنهاية ستجد نفسك ترقص على دفوف الحياه كما هيا نعتاشها بسواد وبياضها دون فهم الجدلية والغموض الذي يطغى على أروقتها ..
لعلي أجد ان الرحلة التي صاغها مخرج العمل من احد أكبر الروائيين اليونان (Nikos Kazantzakis) واعادة صياغتها بقالب سينمائي وخوض تجربة أدائية أسطورية للممثل المعروف (Anthony Quinn) لذهاب بعيداً في جزيرة يطغى على سكانها الجهل الشديد وهناك تبدأ المفارقات في عالم الشخصيتين الرئيسيتان زوربا اليوناني والشاب المثقف بازل الذي لايعلم من الحياه سوى الكتب الذي يحملها ويحميها والتي جعل منها عالمه والحياه التي يعتاشها , فتبدأ تلك السمفونيات تعزف الالحان من الخلفية للعمل لتبعث الشعور في الحياه فتجزم انها موسيقى لايستمع لها سوى تلك الشخصية غريبه الأطوار التي تجدها تتقافز دون سبب او كَلل أو حد من الملل لترقص على تلك ألالحان فيحاول ذالك الشاب في كل مره أن يوقف زوربا عن الجنون الذي يبطن عقله وعن تلك الرقصات التي تجده يوصله فيها الى حد الأرهاق الشديد .؟ ,  
العمل كان ببساطة شديدة مجموعة من الدروس التي تعبر عن الحياة وكيفية رؤيتها من وجه اخرى وكانت تلك الدروس تطرح عبر سلسلة من المشاهد المؤثرة والحوارات التي تدغدغ المشاهد بجاذبية حروفها وأحترافية معانيها فخلقت تلك الحالة المذهلة في نفسي حالة جعلت النيران تشتعل في داخلي لأرى ألافكار تتراقص في مخيلتي والسعادة تُسامر شفتي بَيد كل لحظة ينطلق فها زوربا تجربة حياتيه تجعل منه رهين لحظتها بكل معالمي ومشاعري الداخلية ..
مخرج العمل حاول قدر ألامكان ان يبث في أجواء جزيرته النائية القسوة والجلافة من خلال تلك البيئة الجرداء وحاول ان يستهزء من جهل وحنق وجشع سكانها ومن تلك ألارضية أنطلق زوربا ليشعرك بمدى قدرة الفرد على تغيير من يحيطون به وكانت تجربة ذالك الشاب اكبر برهان , فالمثير ان العمل لم يخلو من السخرية والكوميديا الضحلة في قالبه التسلسلي ولكن كانت تصدمك تلك الميلودرامية التي تجعلك ترى الجانب المأسوي والقاسي للبشرية عبر مشهد قتل ألارملة الجميلة معبر في ذالك المشهد عن الغيرة والشهوانية والثأر والغطرسة والعنجهية في الفطرة الانسانية واما المشهد الاخرى الذي لاينسى هو قيام اهل الجزيرة بألانقضاض على منزل السيدة صاحبة الفندق بعد موتها وذالك حتى يتقاسمو ميراثها كونها وحيدة ولا وريث لها تلك الصور التي بعثها مخرج العمل بشكل مؤلم قاسي جلف يجعلك ترثى لحالة البشرية والغموض في القسوة التي تحملها مشاعرنا . من منطلق أخر العمل جعل من كافة شخصياته ذات تأثير هام في تلك الدروس والعبر الهامه في كيفية التعايش مع الحياة فعبرت صاحبة الفندق العجوز عن الذكريات والعيش بين رمادها وعبرت تلك الأرملة الجميله عن البعد الشهواني وجمال الحياه والحب بشكل او اخر واما الكهنه في الدير فتم ادراجهم بطابع ساخر وذالك لأزدواجية كل من المعرفة والعقيدة والحياه كل منها تسير في خط منفصل عن الاخر ,وحتى سكان القرية مثلَ الجشع والرغبة والفطرة والدموية في حاله من حالات العمل .


شخصياً لا أحبذ ألاطالة في مراجعاتي ولكني اود ان اصل الى الجزء الرئيسي في رائعة زوربا اليوناني في تغيير ذالك الشاب المنغلق على نفسه فرغم طيبته التي تظهر في كافه ثيمات العمل الا أنك كنت تجده حجز نفسه عن الحياه وكأنه يخاف مواجهتها ولذا سجن نفسة بين جدران كتبه ولم يرتشف من مدرسة الحياه ولم تجده ينغرز في الملذات والشعور بألمها وحلوها فلعمل كان مدرسة للحياه وزوربا أستاذها والشاب تلميذها والذي كان يمثل المشاهدين بشكل او اخر يمثل الانسان بضعفة وقلة حيلته يمثل الانغلاقية عن النفس ويمثل الجدار الذي يمنعنا من التجربة دون الخوف من الخساره ..
زوربا في احد الحوارات مع ذالك الشاب يجعل الجنون صفة أساسية في الرجال ويرصد تلك الحالة من المخاوف الانسانية حول مايحيط بها ويستهزء من الموت ويجعل الحياه كحرب نمارسها معه والاهم ان نعيش كل لحظة من لحظاتها دون اي نصد انفسنا عن جمالها او رغباتها ..
زوربا مثلت له الحياه الرقص ثم الرقص , ببساطة ان الحياه مجرد رقصه نملىء فيها دنيانا ونضج بها سعادتنا , السعادة التي لاتعني المال او النساء او اشباع الرغبات السعادة شيء اسمى من تلك المتطلبات الاساسية, السعادة تعبر عن الا حدود لطموحاتنا ولاوجود لمخاوفنا وان ننظر للحياه من منطلق بسيط وان نحطم كل مايشوب أجسادنا , زوربا جعل من الحياه مرأه نتغزل بمفاتنها ,وصديق نفضي له أهاتنا , ورشفة ماء تطفى رمقنا , وأخيراً لحن يوجب ان نرقص على ترانيمه ..


كم أردت شخصياً أن انقل ولو جزء من تلك الحوارات الأسطورية التي تتغزل بفؤادنا وتوجز لو ببساطة كلماتها جزء من عالمنا وأهم أساسيات وجودنا لكن جمالية تلك الحوارات تجعلها صعبت النقل واللقاء.
زوربا رحلة من اللأشيء الى كل شيء للغوص في عالم يجعل المشاهد في نهايته يرى جمالية الحياه من خلال ظلماتها .. فما أجمل ان ندعي لأنفسنا بلحظة من الجنون لنتعلم كيف نراقصها ..
العمل تم ترشيحة لـِ 7 جوائز اوسكارية منها أفضل فيلم ومخرج ونص مقتبص وممثل رئيسي واستطاع حصد 3 جوائز وهيا أفضل ممثلة مساعدة وافضل اخراج فني ( أبيض واسود ) وافضل تصوير (أبيض وأسود)..

للأستماع للموسيقى التصويرية الأسطورية للعمل :

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر