احصائيات المدونة

cenima world

الأربعاء، 11 أبريل 2012

Il gattopardo 1963



Il gattopardo 1963

"They think themselves perfect. Their vanity is greater than their misery"


" النوم , نعم النوم ألابدي , هذا هو مايوده الرجل الصقيلي ؟ , وسوف ينتقمون من كل شخص يحاول أيقاضهم حتى لوكانت تلك اليقضة الى ألافضل والتي تحمل لهم العديد من الهدايا والتي أقتنع بأن لاوجود لها , تلك الرغبة في النوم تنتمي الى رغباتنا في الموت والاندثار ؟؟ ذالك الكسل الذي لدينا هو صورة عن الجمود الحسي وهو معنى من معاني الموت نفسة .! "

العزلة والوحدة ومن ثم الموت تلك حالة جبارة حاول ان يخلق ثيماته المخرج الايطالي المعروف لوتشيو فسكونتي من خلال أقتباصة لرواية تتحدث عن أحد الامراء الأرستروقراطيين في صقلية ونظرة على التحول في وجوديتهم في قمة المجتمع الايطالي وأضمحلالهم وتلاشيهم أمامة ظهور البرجوازية التي أستطاعت أمتلاك السلطة هناك ,, بنسبه لي عندما أود طرح أي مراجعة لها علاقة تاريخية ذات طابع سياسي أنساني َفجُل تفكيري يصدح نحو ربط تلك الثيمة التاريخية بما نتعايشه في مجتماعنا العربية في يومنا هذا ضمن تلك المتغييرات الحثيثة التي أصبحت علامة بارزة في معالم المجتمع العربي وموت مايسمى العديد من ألانظمة والطبقات التي لطالما حكمة الشعوب هنا , وكانت شكل من أشكال القوة والسلطة المسير لكافة الافراد ..
فسكونتي خاض تجربته بشكل  نسبي بمسرب جديد عن الاعمال التي قدمها سابقاً مثل ( روكو وأخوته , ألليالي البيضاء ) التي كانت بطابع الدراما الانسانية الرومانسية ودون أي بهرجة زائدة وبقالب واقعي شديد , يحده فقر في الصبغة التقنية والمؤثرات المرئية وبعكسها ظهر الفهد أو النمر الذي  جعلة منه فسكونتي منحوته ترتسم على جنباته الصور والمنحوتات والرسومات والملابس المزخرفة والتي حاول ان يعكس الحقبة ألارستقراطية بواقعية شديدة ونقلها أمام الشاشة بكل شفافية وجمالية تأسر المشاهد وحاول أن يصبغ حتى الرقصات والحوارات والحركات لشخصيات العمل بدقة متناهية والولوج الى فرض تسلسل بطىء للغاية على معظم أحداث العمل لمحاولته ن يرتكز على الاستعراض المرئي والأبهار الصوري من خلال تلك المشاهد . لعلي وانا أود ان اغوص في الحالة التي أجبر فيها صانع العمل المشاهدين ان يعيشو تلك الحياه للأمير دون فبريزو سالينا (Burt Lancaster) وتلك النظرة التي تلوح على وجهه والتي تكاد ان توصف بالتعب الشديد وألارهاق والملل من أعباء الحياه وتلك الشكليات التي طالما حبس بين جدرانها , الامير سالينا والذي قدم دوره الممثل الامريكي ألاوسكاري بيرت لانكستير بأحترافية كان مراه للأروستقراطية التي باتت تٌعد أخر لحظاتها ضمن فئات المجتمع الايطالي بعد الثورة التي توجت الملك فرانكو كحاكم على أيطاليا والولوج الى رسم نظرة مقربة الى تلك الشخصية التي أبرزت بشكل او أخر مدى ألازواجية في شخصية هذا الرجل ومدى الرؤية التي تنبثق من خلاله , ألامير سالينا شبه نفسة وعموم طبقته بالفهود والنمور وشبه الطبقة التي تود ان تحل محلها وأقصد البرجوازية بأبناء أوى والثعالب والضباع وارى ان التشبية يحمل صورة بالغة الحساسية والدقة والذكاء من قبل صانع العمل فلو أرتكزنا على ان الفهود من الحيونات المعروفة بالكسل الشديد والنوم طيله فترات النهار ومعك ذالك تتصف بطباعها المتكبره والتي تجعلها ذات أنطوائية وانعزالها عن باقي الكائنات ألاخرى ومن جهه أخرى تشبية الطبقة البرجوازية بالثعالب وتلك الصورة تبين مدى الخبث وألانتهازية والفكر التي تحمله تلك الطبقة لأستلام زمام السلطة من الاسود التي لطالما كانت القوة الاولى , فسكونتي جعل من صقلية غابة ومن المجتمع الانساني مجتمع من الحيونات التي تبسط هيمنتها في مناطق عيشها وأجهض اي لغة انسانية ما بل حاول ان يتطرق لدين والعلاقات التي تربط بين البشر مثل الحب بغريزة بنار الملتهبة التي تضعف وتنخمد مع ألايام وتبقى لغة العيش مجرد أشباع للغرائز الفردية مثل الجنس والطعام واما الدين فهي تقليد وعاده نروض انفسنا بين جدرانها وجعل من العلاقات مجرد مسؤوليات للبقاء على الحياه والتزواج ..


ألامر المثير تلك الحوارات التي طفت بشكل بسيط ضمن التسلسل الحدثي للعمل والتي جعلتني أرفع من قيمة العمل بشكل شخصي فأستطاع كاتب النص (Suso Cecchi D'Amico) وفي مناسبتين ان يطيح بتلك الحالة من الغموض والجمود التي تسطر حياة الأمير سالينا والولوج الى التصعيد السياسي ومدى القذارة وألاكاذيب التي تغلب على عالمها ومدى أستحقارة لها والتي أجد انه في احد المشاهد الحوارية عند محاولة ترشيح الامير كأحد السيناتورات في المجلس الشعبي الجديد قام بترشيح الرأسمالي دون كولغيرا سيدارا وقال انه شخص يليق بالمنصب ومع انه يعلم انه لن يضيف اي تغيير على الجهل والقذاره التي يعتاشه المجتمع الصقيلي فارفد أيضا انه لاتوجد اي سلطة سوف تستطيع تغيير معالم ذالك المجتمع وان كل من يحاول ان ييقضهم من سباتهم والفراغ الحسي الذي يعتاشونه سوف ينتقمون منه . الصورة التي  عبرت بشكل ما  ان تغيير السلطة الحاكمة من خلال الثورات أو غيرها ليس بيت القصيد في اي تغيير جذري لمعالم مجتمع ما بل انه يجب علينا ان نغيير من معالمنا الشخصية والايقونات التي ترسخت في انفسنا والعائدات والتقاليد التي روسنا عليه والتي تحتاج الى عشرات السنين قبل ان نلمس انتهاء عصر السكون والصمت الفكري وابتداء عصر النشوه والانتهازية والمادة والغريزة الفطرية ..
بأختصارشديد فسكونتي نقل مقاليد الحكم من بين ايدي طبقة ذات طباع ملكية كاذبة وزخرفات مزيفة ومجرد تقاليد وعقائد شكلية الى طبقة ذات أفكار فردية مستغلة تجد في المادة والغريزة لغة تبني عليها سلطتها والامر الذي سلط الضوء عليها مخرج العمل من خلال علاقة كل من الممثل الفرنسي المعروف الين ديلون والفاتنه الايطالية كلوديا كاردنيلي والتي جعل من تلك الفتاه صورة لجمال البرجوازية وسذاجتها ومكرها بي اّن واحد جاعلن من شخصيتها مراّه للفكر البرجوزاي بجماليته الخارجية والتي تجعل كل من يحيطون بها يهيمون بجماله ولكن سرعان ماتظهر ذالك القبح الذي يجهض تلك الجمالية التي ترسم من خلال صورتها ..
الحديث يطول ويطول عن العمل ولعل أجمل ماقدمة مخرج العمل ألايطالي لوتشيو فسكونتي هو المشاهد الاخيرة التي جعلت امير سالينا بالفهد المريض العجوز الذي يترك أقرِناءه ويذهب الى البعيد ليعيش وحدته الذاتية ويموت في صمت عارم شديد البؤس والحزن في
النهاية ..


أخيراً الفهد لفسكونتي عمل أمتاز بتقنية العالية التي أتسمت بها كافة جزيئات العمل وبكادر تمثيلي ممتاز واخراج بديع من فسكونتي ولكني اجد شخصياً ان الطابع المبهرجع للعمل والتصوير طغى على السرد النصي الدرامي وأذهب شيئاً من الحرفة التسلسلية والتي جعلت بعض احداث العمل ذات معالم مجهوله وغير مفسرة بشكل مطلق مثل شخصية والدة انجلينا سيدرا (كلوديا كادرينيا) والتي لم أستطع الولوج الى اهمية طرحها في النص أيضاً أحسست ان هناك بعض السطحية في شخصيات العمل وأزواجية فيها الامر الذي أهدر الكثير من المتعه في الغوص في عالم تلك الشخصيات وتفهمها بشكل الكافي ..
" الفهد " حصد سعفة كان الذهبية لعام 1963 وترشح لجائزة الاوسكار لأفضل ديكورات لعام 1964 ..
شكر خاص لقيام صديقي العزيزالمترجم عمار(gladiator89) بترجمة الفيلم تلبية لطلب منا .. "

خروج عن النص :

قبل ان تتم اي ثورة لأقتلاع الانظمة التي مارست السبات في مجتمعاتنا يجب ان نثور على معتقداتنا وابرز افكارنا وان لا تكون ثورتنا مجرد تغيير من طبقة مالكة للحكم لأمتلاك السلطة ولاغير لِطبقة أنتهزت مسمى الثورة لتصدمنا بخبثها ومصالحها الذاتية وتعيدنا من حيث بدأنا وتكون مجرد مرحلة انتقالية من نوم الفهود الى خبث الثعالب ! ,, .

بعض من الصور الرائعة للعمل :















4.5/5

تعليقان على Il gattopardo 1963

مرحبا
مراجعة رائعة للفيلم، هل تمت ترجمته إلى العربية؟

تفضل اخي هذه هيا الترجمة للعمل :
http://subscene.com/arabic/the-leopard-il-gattopardo/subtitle-564109.aspx

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر