احصائيات المدونة

cenima world

الجمعة، 6 أبريل 2012

FLASH BACK - 3


central do brasil 1998

الايمان , الحب , ألانسانية ..!


تلك أجمل معالم الحياه وسيمات الفضيلة والسامية في كوننا بشرية , بمجرد ان يصبغ أي عمل سينمائي بتلك المفرادات الثلاث ويتوج تلك الصبغة بقالب تسلسلي ممتاز وطرح يعكس واقع الفرد في المجتمع , أجد نفسي أغوص بين أروقة تلك الأهزوجة جاعلن مخيلتي تراقص تلك اللوحات المزركشة بِـ ألوان التمسك بالحياه ومشاهدتها من خلال أتجاهيه أكثر أشراقاً . المخرج البرازيلي والتر ساليس والذي قدم احد اهم أعمال الالفية على ألاطلاق (مدينة الرب في عام  2002) جعلني اذهب بعيداً في رحلة في زوايا المجتمع البرزيلي وأحياءه الفقيرة ليقدم درساً في كيفية مداعبة الحياه حلوها ومرها والأرتشاف من ينبوع عذريتها وبراءتها المطلقة رغم كل تلك الصعوبات والمرثيات التي تحيط بأسوارها , والتر ساليس في تجربة مثيره للعيان قدم ( المحطة المركزية ) بتلك المنحنيات الواقعية التي تجعلك تظن انك أمام واحد من اعمال الموجة الواقعية الايطالية او ألايرانية والولوج الى نقل تلك الصورة عن المجتمع البرزيلي وتلك الحالة من الجنون للبقاء على الحياه والرثاء للحال والغصة التي تقبع في نفوس شخوصة ومحاولة لأيجاد طريق الى الروح الايمانية وأيجاد الانسانية الضائعة والملاذ للحب , المحطة المركزية كانت بمثابة رحلة لروح الفرد لأيقاض ما أنتزعته الايام منها والغوص في تجربة لأنعاش المُثل والأساسيات الانسانية فيها ..
يبدأ والتر ساليس رحلته في شخصيين رئيسيتان هما ( طفل وامراه عجوز ) وارى اختار تلك الفترتان الزمنيتان في حياه الفرد أمر مثير للأهتمام فطفوله هيا بداية المسيرة وتعني البراءه والعفوية والطهاره والطموح والشغف الشديد لكل ماهو جديد وأما المرأه العجوز والتي قدمت شخصيتها الممثلة البرزيلية المعروفة ( فيرناندا مونتينغيرو ) كانت تمثل الجزء الاخير من حياه الفرد وفقدانه لكل لتلك المعالم التي عاشها بطفوله وريعان شبابة والمُثل التي ترسخت فيه وضياع روحة بقسوة مجمعه وظلمة أيامه , فيرصد ساليس بين منحنيات تلك الرحلة للبحث عن والد الطفل بعد وفاة والدته بمساعدة تلك المراه أسادورا ورسم مفارقات ذات منعطفات تجعل من تلك الطريق التي يسلكانها للبحث عن الروح الانسانية التي فقدت مع الايام وجعل كل شخصية يصادفوها ذات رمزية خاصة وتبعث في الروح الحياه من جديد .

 

والتر ساليس أغدق عمله بالقالب العاطفي المؤثر الواقي وجعل من علاقة تلك السيدة والفتى علاقة ذات منحنيات تصب في نفض الغبار عن النفس البشرية واعادة ضخ المشاعر والاحاسيس في أروقة الجسد والبعث في الروح فجسدت تلك الطريق حالة خاصة بنقل الأنسان من حالة ضبابية مظلمة يحدها الضياع من كافة الاتجاهات لطفل والمراه الى الاندماج مع المجتمع والرغبة في الحياه والأمن والسكون والشعور بالسعادة وتسرب الضوء في الجسد الذي عاثت فيه الظلمات ,,
من المشاهد التي أحببت ان اذكرها في مراجعتي هذه مشهد الحج الذي نقله والتر ساليس وتلك الشموع التي يحملها الحاجين وتوغل تلك السيدة بين صفوفهم للبحث عن الطفل وتلك الحالة المنقطة النظير التي حاول مخرج العمل ان يبعثها في نفس المشاهد لمحاولته ايثارت المنطلق العقيدي والديني الايماني في نفس المشاهدين وترميز تلك الرحلة بطريق الى صفاء الروح والوصول الى تلك البرءاه والمشاعر والاحاسيس الانسانية في نهاية المطاف والرحلة ..
عمل ممتاز ويستحق ان يتضم الى كوكبة اهم أعمال التسعينات قدم بطابع أنساني عاطفي ونص متمكن واداء رائع وموسيقى تصويرية جميله ,,

4.5/5

تابع كل جديد برسالة الكترونيه لـ إيميلك فورا

تابعني على تويتر